على أنغام أهازيج وأغاني النصر والصمود، استقبلت العديد من العوائل الأردنية مساء أمس الأحد وفد نقابة المهندسين القادم من قطاع غزة المحاصر في ساحات مجمع النقابات المهنية، بعد زيارة نظمها مهندسون للقطاع تأيدا للمقاومة الفلسطينية، ومعاينة للواقع هناك للمساهمة في إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.
امتلئت ساحة النقابات بالمواطنين، ووصلت حافلة الوفد المكان ليترجل منها مهندسو الأردن متشحين بالكوفيات الحمراء. حينها عمد الأطفال والنساء إلى إلقاء الورد الأحمر وانواع الحلوى احتفاء بالمهندسين، مرددين هتافات النصر والتأيد للمقاومة الفلسطينية.
أطفال المهندسين كانوا بانتظار العائدين من القطاع حاملين باقات الورد وعيونهم ترنوا للقاء ذويهم، أما قادة النقابات المهنية فكانوا هم أيضا بانتظار الوفد الذي قضى أياما عديدة يعاين ما خلفه العدوان على الشعب الفلسطيني.
نقيب المهندسين ورئيس الوفد وائل السقا فتحدث أمام المستقبلين عما أسماه التضيق الرسمي المصري ومحاولة المنع التي تعرض لها الوفد لعدم دخول القطاع. وقال: "السلطات المصرية حاولت جاهدة منعنا من الدخول إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح، بتنا في العريش مفترشين الأرض وكلنا إصرار وعزيمة على دخول بلد الجهاد، ومع أننا كنا على اتصال دائم مع حكومتنا كي تؤمن لنا الدخول إلا أن المصريين حاولو منعنا مرارا وتكرارا".
وزاد: "العاملين على المعبر من المصريين قالوا لنا أنتم غير مرغوب فيكم، والأمر تطور أكثر من ذلك عندما أتوا إلينا بالكلاب لتنهش أجسادنا وهددونا بالعصي والهروات..!! أما نحن فأكدنا لهم أننا لن نتراجع عن موقفنا في زيارة غزة، وبعد أخذ ورد ومحاولات عديدة تمكنا من الدخول".
وأشار السقا إلى أن الجانب المصري طلب منهم الدخول عن طريق معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، لكن وفد النقابة رفض طرح الحكومة المصرية، قائلا لهم" "لن نطبع مع العدو الصهيوني".
وأكد السقا في حديثه أن وفد النقابة وقع مع مهندسو غزة "وثيقة الأخوة والتوأمة"، وأن نقابة المهندسين الأردنيين أكدت للمعنيين في غزة استعدادها للقيام بعمليات الإعمار، وأن اتحاد المهندسين العرب قرر ايضا المشاركة في عمليات الإعمار، كاشفا عن اتصالات جرت بينه وبين مهندسو تركيا الذين أكدوا وفق السقا استعدادهم للمشاركة في عمليات الإعمار.
إلى ذلك دعت النقابات المهنية الشعب الأردني إلى شراء المنتجات التركية كبديل عن المنتج الامريكي والإسرائيلي والأوروربي.
وجاء في بيان لها: "ها هو أردوغان يقف موقفاً عجزت عنه كثير من الزعامات والقيادات العربية لا بل وجامعتنا العربية التي وقف أمينها العام عاجزاً أمام هذا المشهد التاريخي واظهر الفارق بين الزعيم الحر والزعيم الذي لا يملك قراره ولم يستطع أن يسجل صفحة مشرقة في تاريخ هذه الجامعة، التي باتت تشكل عبئاً اضافياً على أمتنا العربية في مواجهة قوى الاستعمار والاستكبار".