السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رغم أن المقالة مؤرخة في 29/12/2008، حيث أن دلالتها التوقيتية لا تتطابق مع مجريات العدوان على غزة، وحتى لا يقال أن ترتيب الأمور في السياسة يأتي وِفق أهواء من يخطط ومن ينفذ علينا الانتباه لما يلي:
1ـ ليس هناك حق مطلق، إلا عند الله سبحانه وتعالى، وعليه لن يكون هناك شر مطلق، فإن آمنا بذلك سندخل أنفسنا في جو أقرب للشرك، أي أن الله صاحب الحق المطلق له من يقف في وجهه من أصحاب الشر المطلق. (هذه مُسَلَمة).
2ـ يخطط السارق لسرقة بيت حسب معطيات وضعها بشكلها المتأمل، فإن وجد شبك حماية، عليه معالجته لإبعاده عن طريقه، وإن ظهر عائق آخر كمدافع عن البيت يتمتع بشكيمة عالية وبسلاح كاف لردع السارق، يمكن للسارق أن يصرف النظر عن مشروعه كاملا.
في السياسة، سمعنا عن سيناريوهات مختلفة لتمزيق الأقطار العربية الى 52 دويلة، هذا كان قُبيل العدوان على العراق، ورأينا كيف سارع الساسة الأمريكان الى التجول في البلدان العربية مبتدئين بسوريا ومحذريها على لسان (كولن باول: وزير الخارجية آنذاك) ثم جاءت فكرة الفوضى الخلاقة التي ابتدأ بها الصهاينة بترتيب قتل (رفيق الحريري) كصمام أمان في لبنان، وقتل ياسر عرفات كصمام أمان في الحاضنة الفلسطينية. وبعد أن تعرض المشروع الأمريكي للإجهاض من خلال المقاومة العراقية البطلة، عاد الساسة لتكييف خططهم كتكييف خطط السارق، فابتدعوا فكرة رجال ما سمي بالصحوة وغيرها، وأخيرا سيخرجون دون تحقيق أي شيء من سيناريوهاتهم.
3ـ إن أكثر الأمور التي تفرح أعداءنا هي تسليمنا بحتمية وقدرية مخططاتهم.
عليه، فإن تجمع العناصر المحبطة للمخطط الصهيونية مبتدئة بدرجة أساسية وعظمى بصمود أهل غزة والتفافهم حول قيادتهم، وتعرية الخطاب الرسمي العربي، والتفاف الجماهير العربية، والقوى المحبة للسلام في العالم حول صمود غزة في وجه عدو غاشم هي ما أدت الى ما آلت إليه الأمور بنتائجها الرئيسية والفرعية ومنها تكييف الموقف العربي الرسمي.
تقبلوا احترامنا وتقديرنا