بسم الله ،
الحمد لله ،
و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه .
---*---
أخي العزيز
محي الدين : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
و بعد ،
لستَ وحدك من يؤلمه واقع التشرذم العربي و تخاذل بعض الحكومات العربية في نصرة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الصامد في غزة من أسبوعين ...
و غضب الشعوب على بعض الحكومات يتعاظم نظرا لما تمثل دول هذه الحكومات من ثقل في النصرة و المدد و الجوار للإخوة في فلسطين ،
حال حكومة الأسد ليس أفضل من حكومة مبارك و لا حكومة الملك عبد الله الثاني و لا حكومة الملك عبد الله ، فكلها في العجز و الذل و التخاذل تتنافس ،
يبقى أنه هناك فرق بسيط بين حكومات ما عرف بالإعتدال العربي و ما هو إلا الخنوع العربي من جهة ( مصر ، السعودية و الأردن ) و بين حكومات الممانعة ( سوريا خاصة ) من جهة أخرى ...!
لن تصل سوريا لتعلن الحرب على إسرائيل و هي تعلم أن إخوانها العرب هم أقرب للوقوف مع إسرائيل معها ، و هذا حال غزة بعد أسبوعين من التطهير العرقي مثال صارخ على ما أقوله لك .
لستُ بصدد الدفاع عن هذه الأنظمة الجبانة و اللاشعبية و لكن أردتُ فقط أن لا تطغى عليك الحمية فتفقدك موضوعيتك التي عرفناها عليك أخي الفاضل
محي الدين .
فإذا كان شافيز طرد السفير الصهيوني ، فلماذا لا يفعلها مبارك و عبدالله الثاني و حكام موريتانيا ؟
و إذا كانت كاركاس تغلي بالمظاهرات ، نجد هنا من يقف مدافعا عن فتاوى التخلف و العار التي تجرم التظاهر بدعوى أنها تلهي عن ذكر الله ...
و إذا كانت إمرأة مسلمة صاحت ذات يوم : وامعتصماه ، جندت جيشا أوله عند كلب الروم و آخره عند المعتصم بالله ، نرى أن حكام العرب السنة لا يرون أن النفط سلاح للضغط من أجل التخفيف من جراح أهلنا النازفة !
و أرجوك رجاء أخوة و معزة أيها الفاضل
محي الدين أن لا تقسم بالله أنه لو فتح باب الجهاد فلن تجد أحدا ...! لنا في حرب 1948 خير دليل على أفواج المتوطعين للجهاد من مشارق أرض المسلمين و مغاربها ، فما بالك الآن و الحرب القذرة و الهلوكوست نراه كل لحظة على الشاشات ؟
تقبل تحياتي الأخوية
