العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة التنمية البشرية والتعليم

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: The world centre (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: التراب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرواسى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرغب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اسم فرعون بين القرآن والعهدين القديم والجديد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطمع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاستنباط في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المواقيت فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 04-07-2008, 04:03 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

8ـ سوء التخطيط الزراعي، وتذبذب الاهتمام بنوع وصنف من مرة الى مرة.

الخطة من الخط أو من الخطوة، وهي رسم نظري لما يؤول إليه العمل، وتبدأ بفكرة شفوية، ثم إن خُطت على الورق وتمت مناقشتها من خبير أو خبراء، تفحصوا مواقع الخطأ فيها فيعدلون عليها.

اللص يضع خطة، والمقاول يضع خطة، والأعداء يضعون خطة، والمدافعون يضعون خطة، والفرد يضع خطة والجماعة تضع خطة والدولة تضع خطة. وهناك خطة لكل شيء، فخطة تطوير الشباب تختلف عن خطة تطوير الزراعة والصحة والدفاع المدني، لكن وزارة التخطيط أو المجلس الأعلى للتخطيط هو من ينسق الخطط بين الهيئات المختلفة حكومية كانت أم أهلية. ينبري الأهالي لوضع خطط لأنفسهم عندما تعجز الدول عن فعل ذلك. وإن كان هناك تضاربٌ بين خطط الأهالي والحكومات، عمت الفوضى واختل نظام الأمن (الغذائي) في مجالنا الآن.

كان آباؤنا في منتصف القرن الماضي هم من يقومون بوضع الخطط الزراعية، وكان هدفهم الأول هو إطعام أُسرهم وحيواناتهم التي كانت تمثل جانبا مهما في اقتصادهم (توفير اللحم والحليب والنقل وحرث الأرض الخ). فإن كان محصول أحدهم لموسم 5 أطنان من القمح (مثلا)، وكان استهلاك الأسرة طنا واحدا، فإن رب الأسرة سيبيع في أعلى الاحتمالات طنين من المحصول، ويحتفظ بثلاثة، واحد لمئونة السنة والثاني (بذور التقاوي) والثالث تحسبا لموسم قحط لا يأتي فيه من المحصول شيء.

الدولة تتكلف بالتخطيط الزراعي العام

بعد تطور الحياة الاقتصادية و التعليمية وتنوع مصادر الرزق، اتكل الناس على الدولة، دونما تفويض واضح من الشعب لها، أو دونما استعداد ملائم من قبل الدولة للقيام بهذا الدور، فاكتفت بعض الدول بتحديد أسعار المنتجات وتسليمها للمخابز التي حلت محل صناعة الخبز في البيوت، واتسعت قائمة السلع المشمولة برعاية الدولة فكانت الحبوب الأخرى (فول، عدس، حمص، رز الخ) واللحوم والأسماك والألبان، فاطمأن المواطن لهذا الدور الذي أراحه من عناء العمل الشاق لإنتاجه أصلا، وتناغمت القوانين البلدية في منع تربية المواشي والدجاج داخل حدود البلديات، فتصلبت حالة عاشت عدة عقود دون مشاكل واضحة.

العمل الزراعي يتذبذب بين الهواية والاحتراف

تراجعت أعداد الفلاحين الذين امتهنوا تاريخيا الزراعة النمطية. وانتبه بعض الناس قسم من بقايا الفلاحين وقسم مستجد على تلك المهنة، وهذا القسم أخذ طابع الهواية المدرة للربح في بعض الأحيان، وطابعا اجتماعيا مكملا لبعض السلوك البرجوازي، كأن يؤسس أحد الأغنياء مزرعة فيها بعض أصناف الفواكه والطيور والحيوانات الأخرى، ليقضي فيها بعض الوقت مع ضيوفه.

أما أولئك الذين وجدوا في الزراعة مصدرا للربح، فكانوا، ولا يزالون يتخبطون بالتخطيط لما يقومون به من نشاطات زراعية. سأورد بعض الأمثلة التي لا زلت أراها قائمة حتى اليوم تدلل على تخبط التخطيط الزراعي الأهلي:

يلاحظ أحد مزارعي الخضراوات أن سعر الباذنجان كان جيدا في موسم من المواسم، لقلة من زرع الباذنجان في ذلك الموسم، فيضمر بنفسه أنه سيزرع الباذنجان، ويكون في الوقت نفسه آلاف الفلاحين الذين لاحظوا نفس الملاحظة، فتكون النتيجة خسارات واضحة لزيادة المعروض من النوع، فيمتنع المزارعون عن زراعة النوع في الموسم المقبل.

تتدنى أسعار الدجاج اللاحم في عينة من الوقت، لامتلاء قاعات التربية بالكتاكيت، فيعزف المربون عن التربية، ويبيع أصحاب مزارع (الأمهات) قطعانهم لمحلات (الشاورما)، فيقل المعروض من الكتاكيت وترتفع الأسعار، فيستنفر كل من لديه قاعة لملأها من جديد، فتهبط الأسعار، ويلفظ السوق من يلفظ من المهتمين ويخرجهم للأبد. وتبقى أحوال من يزاولون المهنة حرجة لا استقرار فيها.

كيف السبيل لوضع خطط زراعية ناجعة؟

إن تراكم خسارات الأفراد، هو تراكم لخسارة الناتج القومي على صعيد البلد الواحد. لذا فالتخطيط يتطلب حماية المنتج (كفرد) لينهض بمشروعه تقنيا بعد توفر أموال الربح من ناتج مشروعه. لكن الأفراد والشركات التي تعيش داخل حدود بلد ما، سيبقى تخطيطها قاصرا أمام تخطيط الدولة والتي يكتمل تخطيطها عندما تأخذ الاعتبارات التالية:

1ـ ضبط الإحصاءات العامة ومعرفة استهلاك الفرد من كل مادة غذائية، ومعرفة نسبة النمو السكاني وتطور عادات الاستهلاك.

2ـ معرفة كُلف مثيل المُنتج محليا في دول أخرى قريبة أو بعيدة، بالإمكان الاستيراد منها أو مبادلتها بسلع محلية تقل كلفة إنتاجها في بلادنا عن البلدان المصدرة إليها. فإن كانت كلفة إنتاج طن من البطاطا تزيد عن استيراده من دولة مجاورة، فلنتوقف عن زراعة البطاطا أو تحسين أصنافها وتقليل كلفة إنتاجها، وهذا يحتاج مزيدا من البحوث بين هيئات مختلفة (محطات التجارب، الجامعات والمعاهد، منظمات عربية ودولية الخ).

3ـ رصد ما سيزرع من الأصناف ومعرفة ما يُتوقع من الإنتاج، ومناقشة ذلك مع هيئات حكومية ومدنية (الوزارات و النقابات واتحاد المزارعين الخ) والوصول لقناعة علمية بضرورة تعديل المخطط لإنتاجه. وبإمكان الدولة ضبط ذلك من خلال منح رخص استقدام العمال الوافدين أو من خلال أدوار المياه الخ، فلا ماء لمن زرع صنفا خارج الخطة.

4ـ عمل موازنة بين ربحية المزارعين وتوزيع حصص الزراعة بما يضمن العدالة في الربح. كيف؟ قد تكون خطة الدولة في إنتاج (البنجر السكري) لتوريده لمعامل إنتاج السكر، ويعلم المزارعون كما تعلم الدولة إن زراعة (البطيخ) تدر ربحا أكثر من زراعة البنجر، فيتملصون من زراعته، ولكن عندما يرى المزارعون أن تلك الضريبة عامة على كل المزارعين فسيقبلون بها.

5ـ دراسة البدائل الغذائية وتعميمها على المزارعين، فمثلا، هناك أراضي تقع في منطقة أمطار لا تضمن إنتاج القمح فيها، ولكنها ممكن أن تنتج بعض أصناف الشعير أو (البيكيا : الهرطمان)، ولكن معظم المزارعين لا يدركون مثل تلك البدائل، وهذا يمكن قوله في الدورات الزراعية وغيرها.

خلاصة:

إن التخطيط الزراعي، يستلزم حشد كل أطراف العملية الزراعية، ودفعها لعمل تنظيمات تكون حاضرة في كل مناقشة على صعيد البلاد، والامتناع عن ملاحقة تلك التنظيمات من باب (الهاجس الأمني).
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-07-2008, 11:35 AM   #2
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

9ـ ضعف إمكانات العاملين بالزراعة، وانعكاسه على تطوير وسائل ومستلزمات الإنتاج التي تزيد من الإنتاجية.

يتوزع العاملون في الزراعة في العالم على صنفين رئيسيين، صنف يرتبط بالعجلة الرأسمالية العالمية، يوظف أموالا هائلة ترتبط بسياسات عالمية، ولا ينحصر نشاط هؤلاء في بلدانهم، بل يتنقلون في مختلف أنحاء العالم، وبالذات البلدان التي تحتاج الى إدخال الأموال (كحالة الذرة في أوكرانيا والبلدان الاشتراكية السابقة). وصنف معدم بالكاد يحافظ على حياة العاملين به وحياة أسرهم.

في بلداننا، كما في بلدان العالم الثالث، لا يجتذب القطاع الزراعي أصحاب رأس المال المحليين للأسباب التالية:

1ـ عدم وضوح الجدوى الاقتصادية من الاستثمار بذلك القطاع.

2ـ ارتباط العمل الزراعي، اجتماعيا، بدنو مكانة العاملين فيه وفق السُلَمْ الاجتماعي.

3ـ هروب شرائح المجتمع المحسوبة على القطاع الزراعي، من ملاكي الأراضي، الى الفلاحين، من العمل الزراعي الى أعمال أخرى. فالكثير من ملاك الأراضي باعوا أراضيهم، خصوصا مع توسع رقعة المدن وارتفاع أسعار الأراضي، وانصرفوا الى تعليم أبناءهم في الجامعات، وأسسوا لأنفسهم متاجر كبرى أو اشتغلوا في قطاعات بعيدة عن الزراعة.

4ـ تحول الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين الى وكلاء لبيع مواد مستوردة، لصغار المزارعين، وابتعادهم عن فكرة الإنتاج الفعلي، وتركيز همهم في جني الأرباح من المتاجرة بالبذور والأسمدة واللقاحات والعلاجات البيطرية.

5ـ تسهم الحكومات في امتصاص ما يتبقى من كوادر فنية وتحويلها الى موظفين قليلي الفائدة العملية.

6ـ ابتعاد المؤسسات المصرفية والبنوك من إقراض المزارعين، لعدم ثقتهم بنجاح تلك المشاريع.

7ـ معظم الأموال التي تأتي كمساعدات من دول متقدمة أو من مؤسسات مالية تحت إشراف أجهزة دولية كمنظمة الزراعة والغذاء (FAO ) تذهب لصالح أشخاص لا علاقة لهم بالزراعة، وأما القليل منها فيتم إقراضها للمزارعين دون جدية تُذكر، لا من الجهات المقرضة ولا من الجهات المقترضة.

8ـ يمكن إضافة عامل مستجد آخر، وهو انتقال الأموال السريع بين الدول العربية فيما بينها (خصوصا بعد أحداث 11/9/2001)، وتدفق بعض الرساميل العالمية للمنطقة، واستثمارها في قطاعات السياحة والصناعات التحويلية وما رافق ذلك من اهتمامات محلية (عربية) للتعايش مع تلك الظاهرة، وأن نصيب المشاريع الزراعية من هذه الأنشطة يكاد يكون معدوما.

9ـ انعدام تقليد التأمين على المشاريع الزراعية، يجعل من العمل بها أقرب ما يكون للمغامرة غير مضمونة العواقب.

المشاريع الزراعية الكبرى

على ضوء ما تقدم، فإن المشاريع الزراعية المتوسطة قد اختفت أو بطريقها الى الاختفاء. وقد ظهر بدلا منها مشاريع كُبرى لم يُعرف مصدر تمويلها وجنسيات المؤسسين لها، ويمكن أن نوصف تلك المشاريع بما يلي:

1ـ تفوقها على المشاريع المتوسطة والصغرى في الإمكانات والأجهزة مما قلل من كلفة الوحدة المُنْتَجَة عند تلك المشاريع عنها في مشاريع الأفراد والمؤسسات الصغرى، مما جعل التنافس بالأسواق لصالح أصحاب المشاريع الكبرى، وتردد أصحاب المشاريع الصغرى في الاستمرار.

2ـ ابتعاد أهداف أصحاب تلك المشاريع عن (المصلحة الوطنية المركزية) وعدم خضوعهم للتخطيط المركزي للدول التي يتواجدون فيها. فقد تتجه تلك المشاريع لإنتاج (التفاح) أو (الفراولة) في حين تطلب عامة الناس إشباعهم من الخبز والعدس.

3ـ تتعامل تلك المشاريع مع السوق المحلي بما ينفعها هي، فقد تفرغ السوق من السلع المنتجة وتقوم بتصديرها، حتى تتأكد من خلو السوق من تلك السلع فتبيع بأسعار تثقل كاهل الجمهور. ومن هنا فإنه لا يمكن الاعتماد على مثل تلك المشاريع (ضمن سياسة السوق وتشجيع الاستثمار) في ديمومة توفر الأصناف والتخطيط على ضوء ذلك.

4ـ تطور تلك المشاريع إمكاناتها العلمية والفنية باطراد، في حين تتضاءل إمكانات صغار المشاريع حتى تختفي نهائيا. فمثلا تكون كلفة تدفئة الكتكوت في فصل الشتاء عند صغار المزارعين ما يقارب ربع دولار، في حين أن كلفته عند أصحاب المشاريع الكبرى لا تتعدى ثلثها عند صغار المزارعين.

خلاصة:

إن هذا الوضع والذي يرتبط بالخصخصة وسياسة السوق المفتوح والخضوع لاتفاقات دولية (الجات) سيخرج ملايين العاملين في الزراعة من قطاعهم الذي ارتبطوا به اجتماعيا واقتصاديا، وهم بالتالي سيضافون الى جيوش العاطلين عن العمل، والراغبين في الهجرة من ريفهم الى المدن أو الى خارج بلادهم، وكل ذلك مصدرا جديدا لمنظومة خلل اجتماعية واقتصادية جديدة.
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .