العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: التراب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرواسى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرغب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اسم فرعون بين القرآن والعهدين القديم والجديد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطمع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الاستنباط في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: المواقيت فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: العفاف فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 03-04-2008, 10:39 PM   #1
muslima04
مشرفة قديرة سابقة
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,505
إفتراضي

السلام عليكم ورحمة الله،

صراحة لم أدخل للقراءة اليوم بس أحببت أسلم عليك أخي الكريم أبو عمر...وفقك الله وبارك بك...لا تنساني من دعوة بارك الله فيك عن ظهر غيب...
muslima04 غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-04-2008, 10:11 AM   #2
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة muslima04
السلام عليكم ورحمة الله،

صراحة لم أدخل للقراءة اليوم بس أحببت أسلم عليك أخي الكريم أبو عمر...وفقك الله وبارك بك...لا تنساني من دعوة بارك الله فيك عن ظهر غيب...

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

بصماتك التي تضعيها في المكان الذي تحطين فيه كالنحلة ...

دائماً يرفع المعنويات ويشعر أن هناك أناس لهم الثقافة والدين والمعرفة ...

دمتي اختي ودام خيرك المتواصل ...
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 05-04-2008, 12:22 PM   #3
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي طفله تموت وهي تنقذ خالها من حقنة هيروين ملوثة

طفله تموت وهي تنقذ خالها من حقنة هيروين ملوثة




كانت الدماء تسيل من فم الطفلة التي لم تتجاوز الخامسة من العمر عندما وصلت سيارة الاسعاف الى المنطقة العاشرة لنقلها لأقرب مستشفى حيث كانت حالتها خطرة، وأدخلت فورا الى غرفة العمليات، وأجريت لها ثلاث عمليات جراحية عاجلة لانقاذها من النزيف الداخلي والخارجي الذي كان يسيل من فمها، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل، ولم يتمكن الاطباء من انقاذ حياتها حيث فارقت الروح بعد ساعات من وصولها للمستشفى. ولقد ادرك الاطباء منذ وصول الطفلة للمستشفى ان الأمر به شبهة جنائية، وتم ابلاغ الادارة العامة للمباحث الجنائية حيث حضر وكيل النائب العام، واطلع على تقرير الطبيب الشرعي الذي ورد فيه ان الطفلة ابتلعت ابرة ملوثة بدماء ملوثة مع وجود آثار لمادة الهيروين في عنق الفتاة، وبمجرد علم الأب بأن ابنته قد توفيت بالمستشفى، فقد اتزانه، وصعد بجنون الى سطح البيت، وألقى بنفسه من السطح، وكرست قدماه، وجاءت سيارة الاسعاف مرة أخرى لتحمل الأب الى المستشفى وهو في حالة سيئة وتم ادخاله العناية المركزة، اما والدة الطفلة فكانت تمر بظروف غاية في القسوة، واعتلى الحزن محياها..
وبقي التحقيق متوقفا بعض الوقت، حيث كان السؤال الذي حير رجال المباحث، ولم يجدوا اجابة عليه.. لماذا ماتت الطفلة؟ وكيف وصلت الابرة الملوثة الى فم الطفلة
وأمر ضابط المباحث باستدعاء والدة الطفلة، وأخذ الضابط يخفف عن الأم آلامها، فقد كانت بين مصيبتين... موت ابنتها، وحال زوجها الذي يرقد في العناية المركزة بالمستشفى، وانتظر عليها الضابط فترة من الوقت، ثم قال أن ابنتها لم تمت ميتة طبيعية، ولكن موتها به شبهة جنائية، وأنه يجب معرفة الأسباب الحقيقة لموت ابنتها، وسألها الضابط عن الكيفية التي وصلت بها الابرة إلى فم الطفلة؟ ومن أين حصلت عليها؟ وحاول الضابط أن يجد اجابة على هذين السؤالين من الأم، ولكنها كانت تحاور الضابط، وكأنها لا تعرف أي شيء عن موت ابنتها..
وأثناء حديث الضابط مع الأم دخل أحد رجال المباحث، وأبلغ الضابط عن وجود اشارة تلقاها من المستشفي تفيد هرب الزوج من المستشفى وهو في حالة صحية سيئة حيث يمشي بواسطة عكازين، وعندما سمعت الأم ذلك صاحت قائلة: سوف يقتله... سوف يقتله..
وعندما سألها الضابط عن معنى ما تقول، قالت له سوف أحكي لك كل شيء، ولكن المهم الآن أن تلحق بالزوج قبل أن يقتل أخاها..
وهنا هرع رجال المباحث إلى منطقة جابر العلي حيث يسكن أخاها..
ولدى وصولهم إلى باب المنزل شاهدوا امرأة عجوز تصرخ وتمزق ثيابها، وتصيح «إمسكوه... إنحاش... لا تهدونه ينحاش» وقال لها ضابط المباحث عن مدى معرفتها بأي شيء عن قضية وفاة الطفلة ردت العجوز التي كانت هي والدة أم الطفلة التي توفت، انها تعرف كل شيء عن أسباب الوفاة، وهنا طلب منها الضابط مرافقته إلى مكتبه، ومعهما أم الطفلة..
وجلست تلك السيدة العجوز تحكي عن أسباب وملابسات الحادث
لقد راحت الطفلة ضحية إنسان حقير لا يعرف معنى الطفولة، وهو ابنها الذي حضر في يوم الحادث، واختبأ في حجرة في سطح المنزل حيث كان خائفاً من مطاردة المباحث له، وبعدها بفترة نزل إلى ديوانية المنزل الذي كانت تلعب فيه الطفلة الصغير ابنة أخيه، وجلس لكي يعطي لنفسه حقنة هيرويين في ذراعه، ودخلت الابرة في ذراعه، فنادى على ابنة أخيه وطلب منها أن تعض بأسنانها ذراعه لكي تستخرج الابرة، وعندما قامت بذلك دخلت الابرة في فمها، وحاول هو أن يخرج الابرة من فمها، ولكنه فشل في ذلك حيث كانت الابرة قد دخلت حنجرتها، وصار الدم ينزف ويخرج من فمها، وعندما شاهدت أختي هذا المنظر، ورأت الدم يخرج من فم ابنتها الصغيرة أخذت تصيح وتصرخ، فما كان منه إلا أن خاف وهرب من المنزل
وهنا اتجهت قوة من ضباط المباحث إلى منزل خال الفتاة الذي تسبب في وفاتها فعثروا هناك على أدوات مستعملة لتعاطي المخدرات، وعدة أوراق، ولاحظ أحد الضباط تكرار رقم تليفون باسم «أبو أحمد»، وورقاً صغيراً يستعمل لتعاطي الحشيش، وتم البحث والتحري عن المدعو «أبو أحمد»، وتمكن رجال المباحث من معرفة سكنه، وعندما توجهت القوة إلى منزله عثر عليه نائماً في سيارته أمام باب منزله، واتضح أنه مصاب بهبوط بالقلب نتيجة جرعة زائدة من المخدرات فتم نقله إلى المستشفى للعلاج، ودلت التحريات على أنه مطلوب على عدة قضايا مدنية، وقضايا جنح، وعندما سألوه عن خال الطفلة أقسم لهم أنه لا يعرف الحكاية، ولكن له صديق اسمه يوسف يسكن في الجهراء يعرف مكانه، وتم ضبط يوسف في منطقة الجهراء بعد مراقبة رجال المباحث لتحركاته، وتم القبض عليه والتحقيق معه، وبسؤاله عن صديقه الذي قتل ابنة أخيه أخبرهم أنه هرب إلى بعض الجزر الصغيرة ومعه خيمة صغيرة، ولديه طعاماً يكفيه مدة شهرين، كما أنه قام بسرقة هيرويين من أحد الوافدين بزعم انه من رجال المباحث، بالاضافة إلى ذلك فقد سرق طراداً ودخل به مياه الخليج
ولقد جرت اتصالات مكثفة بين المباحث وخفر السواحل بعد أن تأكد ضابط المباحث انه ربما يكون الآن وسط مياه الخليج، وبالفعل فقد جاءت اشارة بلاغ عن سرقة طراد بإحدى المناطق، وتم مسح وتمشيط البحر، وأخيراً تم العثور على الطراد وسط البحر بالقرب من منطقة الطبقة حيث اقتحم رجال الأمن الطراد، وكان الخال نائماً، واقصد خال الفتاة التي تسبب ادمانه في قتلها بالرغم من أنها -قبل أن تموت- أنقذته من دخول ابرة الهيرويين في عروقه أو شرايين يده، ووجدوا بجواره كمية من مادة الهيرويين، وأدوات التعاطي، ومجموعة كبيرة من الابر
وتم اقتياد الشاب المتهم بتعاطي وحيازة المخدرات، وقتل ابنة أخته للتحقيق معه، وأخذ الشاب يبكي وهو يقول لم أقصد قتل إبنة أختي فقلبي معلق بها، ولكن الابرة كسرت في ذراعي، وطلبت منها أن تعض ذراعي لتخرج الابرة، فكانت النتيجة ابتلاعها الابرة وماتت
ولقد تم ارسال المتهم إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه مدة 21 يوماً على ذمة التحقيق، وقد وجهت المحكمة للمتهم تهمة التسبب في ازهاق روح الطفلة، وتعاطي وادمان المخدرات، وحكم عليه بالسجن 20 سنة

هذه قصة أسرة حطمها انقياد أحد أبنائها، وانغماسه في حقن نفسه بمادة الهيرويين فقتل ابنة أخته التي انقذته من موت محقق، وتسبب ادمانه في عجز زوج اخته عندما فجع بوفاة ابنته، فأصابته الهستيريا وألقى بنفسه من سطح بيته فكسرت ساقاه، بل وتسبب انقياده وراء شهواته ولذاته في حرمان أخته من فلذة كبدها ابنة الخامسة من العمر ...

لا حول لنا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 06-04-2008, 12:03 PM   #4
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي غرفـــة الحسنــاء

غرفـــة الحسنــاء





وجبَ قلبُه، وتصاعدَ نفسُه، واحتمى جسمُه، وتجافى جنبُه...وسهدتْ عينُه...!

فطفقَ يطوفُ حولَ سريرِه!!ويحومُ في غرفتِه!! مستثقلا دقائقَ الليلِ وساعاتِه ...!!!

كأنّ الليلَ قدْ غرسَ قواعدَه في قلبِه، وأقامَ قصرَه على صدرِه ! فلنْ يتقدمَ ولن يتأخرَ!

فوقفَ فجأةً وسطَ دارِه! وحدَّ نظرةً شاردةً إلى النافذةِ وأخذَ يقولُ لنفسِه بضعفٍ وحزنٍ:

كمْ عذبتْ قلبي بصدّها !

كمْ قرحتْ أجفاني بتمنعِها !

كمْ فتتْ كبدي بهجرانِها !

أخيرًا ابتسمتْ! وقالتْ موعدُنا الليلةَ إذا مالَ ميزانُها، وقرتْ العيونُ،واطمأنتِ الجنوبُ..!!
أخيرًا ضربتْ لي موعدًا وتهيأتْ..!!

فازدادَ خفقانُ قلبِه ووجيبُه! حتى أوشكَ أن ينخلعُ!فما احتملتْه رجلاه، فوقعَ على حاشيةِ سريرِه، وشخصَ ببصرِه إلى ضوءِ المصباحِ المرتعدِ وقالَ:

تبا لكَ أيها الحبّ! قد هددتَ جسمي، وثقبتَ قلبي، وكدرتني بنومي، ونغصتني بطعامي، وشرقتني بمائي !

تبا لكَ أيها الحبّ! قدْ جعلتني مدلّه العقلِ، حائرَ الفكرِ،يستصغرني نابهُ الصبيانِ! ويتنقصني صغيرُ الناسِ!

فتنهدَ..!! وامتلأ وجهه دما من الهمِ، والقلقِ، والحزنِ، والأرقِ، فنفثَ نفثةَ مصدورٍ ، أطفأتِ المصباحَ، وجللتِ الغرفةَ بالسوادِ..!!

فاعتدلَ وتململَ واضطربَ،حتى جفَّ ريقُه فشرقتْ عينيه بالدموعِ! وقالَ:

ما كنتُ أعلمُ أنّ نظرةً تلصقُ شغفَها

بأحشائي ! وأنّ كلمةً تخيطُ عشقَها بجوفي!

إنّ في صدري منها لأحرّ من الجمرِ !

آآآآآه..!

حبُّها وطلبها، يتضاعفُ ولا يضعفُ !!

ثمّ قامَ على طولِه..!! وقالَ بوجلٍ :ولكنْ من قال أنّها من طلابِ الوصلِ، التي تريدُ كمالَ الأماني ومنتهى الأراجي؟!

ربما يكونُ وعدُها هذا وعيدًا وكمينا دنيئا!!

ربما تريدُ إذاعةَ أمري، وفضيحتي، لتفوزَ بالعفةِ والشرفِ، والدرجةِ السريةِ عندَ الناسِ..!!

فأُرْعشَ وانتشرَ في أضلاعِه الخوفُ!!
وصرخَ: لا ...لا...لا..!!!
أنا لمْ أخنها بالغيبِ !
أنا أحبُّها بكلِّ أجزاءِ قلبي !!
وكنتُ وفيا لها أحجبُ نفسي عن غيرِها !!
أتخونني بعدَ كلِّ هذا الإخلاصِ !!!

فشهقَ شهقةً وسقطَ! وجعلَ يبكي...ويبكي ويبكي... حتى ارتوى ما تحتَه!!

فلما انساحتْ فضةُ القمرِ إلى بطنِ دارِه انتبهَ..!!
وتنفسَ الصعداءَ..!!فقصدَ الماءَ ، وغسلَ وجهه، ثم بدلَ أثوابَه، وتطيبَ وتبخرَ، وسرى يؤمُ دارَها، ويقصدُ بيتَها، وأجفانُه شرقةٌ، وصدرُه ملتهبٌ ،وأحشاؤه متقدةٌ!

وكلما دنا تضاعفَ شوقُه وألمه!

يقربُ الشوقُ دارا وهي نازحةٌ = من عالجَ الشوقَ لم يستبعدِ الدارَ!

ثم فترتْ همتُه..! فقدْ اخترقَ الوجلُ حجابَ قلبُه..!! وتمتمَ بكلماتٍ :

وإنْ أوجسَ أحدٌ منّا خيفةً...!! ، أو وقعَ بصرُ الشُّرطِ علينا..!!

إنِ استيقظَ سيدُها..!! ، أو أحدُ جيرانِها..!!

إنْ ارتابَ مخلوقٌ من دخولي...!! أو تنبه أهلُّ الحي لمجيئي..!!

إنْ صرختْ..!! أو استغاثتْ..!!

فأخذته الهواجسُ واسودّ وجهه وصاحَ :

لا ...لا...لا..!!!

هي ليستْ خائنةً غادرةً..!!

هي لا تخونُ ولا تكذبُ...!!هي لا تخونُ ولا تكذبُ...!!

هي...فجثا...هي...!! وبكى... وبكى... وبكي...!!!

ثم جاهدَ نفسَه! وزجرَ وساوسَه التي أسقمته وأذلته!

فأخذَ في سيرِه حتى وصلَ بعد أُمّةٍ، وأخذَ يلاحظُ ويراقبُ منزلَها، فخفقَ قلبُه وعاودتُه همومُه وأسقامُه وأشواقُه، وكفَّ عينيه عن البكاءِ..! وتفاءَل باللقاءِ.. وبنعيمِ النفسِ، وبقرةِ العينِ حتى سكنتْ روحه وقالَ:

أأعتلي حائطَها وأتسورُ جدارَها ؟!

أم أعالجُ البابَ وألجه؟!

كم أنا مأفونٌ لم أُدر الرأي في الدخولِ! ولم أوصها بتركِ البابِ مفتوحًا..!!

ثم عزمَ واستجمعَ أمرَه، على التسورِ والتسلقِ ثم التدلي من خلالِ نافذتِها..!!

فتشبثَ بالحائطِ، وأخذ بالتسورِ، حتى أطلّ على غرفتِها...!! فلما وقعَ بصرُه عليها، تحادرتْ دموعُه فبللتْ ثيابَه..!! فأخذَ حصاةً بيدِه المرتعشةِ، ورجمَ النافذةَ ، فما هي إلا دقائقٌ حتى رأى ضوءَ المصباحِ يعمُ أجوازَ الغرفةِ، وعَرفَ الطيبِ يُفغمُ خياشيمَه!

فرجفتْ أطرافُه، واختلتْ! وكادَ أن يسقطَ على هامتِه...!!
وبينما هو كذلك ! إذْ سمعَ صوتا خافتا..!! لم يتبينهُ في صدرِ الأمرِ، لكنْ علمَ أنّه تلاوةٌ نديةٌ لقائمٍ يصلي، في هذا الليلِ البهيمِ، فلمْ يحفلْ ولمْ يصغِ، لأنّه اعتادَ السماعَ في الليالي التي يخرجُ فيها للسرقةِ أو لقطعِ الطريقِ...!!

فلما همّ بالتدلي من نافذةِ الغرفةِ..!! تبينَ في أذنه تلاوةُ هذا القارئ، فأصغى فإذا فيها :

_ ....غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ

آمين...

قالَ : هذهِ سورةُ الفاتحة!!

_ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (الحديد / 12)

_ ...للهِ هذا الصوتُ ما أجملَه !!!

فأخذهُ جمالُ الصوتِ، وحسنُ الترتيلِ، فاستمعَ بكلِّ حواسِه،حتى وصلَ القارئ ُ إلى قولِه تعالى:

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (الحديد / 16)

فاهتزتْ نفسُه..!! وكأنّ هذا الخطابَ وجهَ إليه..!! ودخلتْ هذهِ الآياتُ الكريماتُ حجابَ قلبِه وغلافَ تفكيرِه.!! وملأتْ نفسَه وجوانحَه...!! فكأنّه تنبَه من سِنةٍ...!!

فألقى الشيطانُ في قلبِه :

_ لا تكنْ مأفونًا ذا أذنٍ سميعةٍ..! فالعشيقةُ قدْ تهيأتْ وتجملتْ..!! ولم يبقَ إلا شفًى... فتلتقيانِ وتنسيانِ... الأنكادَ والأكدارَ...!!

هيّا ...هيا ...انظرْ إلى غرفتِها إنّها مضاءةٌ ... إنّها في الداخلِ...!!

فنظرَ...!! فتذكرَ حبّه لها وشغفَه بها، وأنّه قدْ أفنى وقتَه وصحتَه، من أجلِ أن يحظى بهذهِ اللُّبثةِ..!! وبهذهِ الساعةِ...!!

_ هيّا... هيا... اللهُ توابٌ رحيمٌ...هذهِ المرةُ فقط...ولنْ يضيركَ شيءٌ...اعلمْ أنّ زهدكَ لن يفيدَك وأنتَ صاحبُ لغوٍ وعبثٍ وخرافةٍ!!ولن تنقلبَ بسببِه من عاصٍ إلى عابدٍ..!!
إنّ الذي ستجنيه هو الفواتُ والضياعُ...!!!

فنازعته أهواؤه واختلّ توازنه وخالجته الحيرةُ وأتعبَ قلبه الترددُ فاُنْتُهِبَ منه الصبرُ فصرخَ:

_ بلى ياربُّ...! بلى ياربّ...! بلى ياربّ...!

فنزلَ متنقصا نفسَه الحيوانية! محتقرا عقلَه الشهواني..!!

فأرخى عينيه بالبكاءِ وقالَ: واااه على أيامٍ غافلاتٍ!! لم تزدني شهوتي إلا عطشًا وولعا...!! فكنتُ كمن أراد إخمادَ النارِ بالهشيمِ...!!

فتصعدَه الأمرُ وشقّ عليه، فسارعَ إلى البيتِ وهو يرددُ:

بلى ياربّ قدْ آنَ!
بلى ياربّ قدْ آنَ!
بلى ياربّ قدْ آنَ!

فتابَ واغتسلَ، واستقبلَ القبلةَ، وأخذَ يناجي ربّه، فانساحتْ نفسُه، وسكنتْ بلابلُها !
ولما سجدَ شعرَ بجبلٍ كانَ على ظهرِه فبُسّ بسًا! كأنّه غُسلَ بالماءِ والثلجِ!

شعرَ بالأمانِ والراحةِ!وبالفرحِ والغبطةِ!

أحسّ بالشموخِ والعزةِ! وبالمجدِ والأنفةِ!

سجدَ فذاق النعيمَ واللذّةَ! وفرغَ قلبَه من القلقِ والكآبةِ، وامتلأ بحبّ اللهِ ـ عزّ وجلّ..!! وحبّ رسولِه ـ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ ـ وتعظيمهما...!!

سجدَ..!!
فقالَ عنه التاريخُ : الإمامُ شيخُ الإسلامِ الثقةُ المأمونُ الثبتُ الحجةُ الصدوقُ الزاهدُ العابدُ الصالحُ!

عدّه ابنُ تيميةَ منْ أئمةِ السلفِ ومنْ أكابرِ المشايخِ !

قالَ إبراهيم بن الأشعث : ما رأيتُ أحدا كان اللهُ في صدره أعظمَ من (الفضيلِ) !

وقالَ سفيان بن عيينه : ما رأيتُ أحدا أخوفَ من (الفضيل) وابنه علي!

وقالَ إسحاق بن إبراهيم الطبري: ما رأيتُ أحداً أخوف على نفسه، ولا أرجى للناسِ من (الفضيل). كانت قراءتُه حزينةً، شهيَّةً، بطيئة، مترسِّلة!

وقالَ ابنُ المبارك: ما بقى على ظهرِ الأرضِ عندي أفضل من (الفضيلِ)!

وقال الذهبي : الإمامُ القدوةُ الثبتُ شيخُ الإسلامِ (أبو علي)!
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 08-04-2008, 11:14 AM   #5
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
إفتراضي قصتي مع التوكل .. قصة حقيقية عجيبة .. ستمتعكم

قصتي مع التوكل .. قصة حقيقية عجيبة .. ستمتعكم




هذه قصة حقيقية وقعت لأخوكم قبل أكثر من عامين ونصف رأيت فيها العجب العجاب من فعل التوكل على الله عز وجل ومازلت أرويها ليشهد الناس أن "ومن يتوكل على الله فهو حسبه "

حدثت هذه القصة لي ولزوجتي في حج عام 1425 هـ , حيث أنعم الله علي بقضاء فريضة الحج مع قافلة الشيخ الضبعان التي انطلقت من أبها وكنت في الحج مع نسيبي (زوج أختي وأخ زوجتي) .
انطلقت مع الحملة وانطلق نسيبي في سيارته الخاصة لنلتقي في منى, وكانت حجة ميسرة بحمد الله لم يصبنا فيها نصب ولا وصب وكان الله معنا في كل حين, ولكن ما أثار تعجبي في هذه الزيارة المباركة أمر واحد, وهو كيف أن للتوكل مفعول عجيب في تيسير الأمور وانقضائها .
فبعد أن أتممنا رمي الجمرات توجهت أنا وزوجتي إلى مكة لكي نطوف طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج .
وصلنا في ساعة متأخرة من الليل بعد ان احتجزتنا السيول في الطريق إلى مكة ثم توجهنا إلى البيت الحرام وأخذنا في البحث عن مسكن نبيت فيه ولم نجد .
قررنا حينها أن ننام في داخل الحرم ثم نقضي طوافنا بعد صلاة الفجر ولم يكن لدينا غطاء نتغطى به ولشدة تعبنا نمنا على سجادات الحرم رغم البرد الشديد, ثم استيقظت منتصف الليل فإذا ببعض الأخوات المصريات قد قمن بتغطية زوجتي وإعطائها وسادة تتوسدها ثم قدمن لي غطاء آخر فجزاهن الله عنا كل خير .
وفي الصباح وبعد أن صلينا الفجر توجهنا للدور الثاني لكي نطوف إذ كان الطواف قرب الكعبة مستحيلا نظرا لشدة الزحام . وعند الساعة الثامنة والنصف تقريبا أنهينا طوافنا وخرجنا خارج الحرم لكي نتناول وجبة الإفطار ثم نتوجه للسوق . وفعلا توجهنا إلى السوق لنشتري بعض الهداياوالأغراض وكان معي وقتها قرابة الألفي ريال . جاءني بعد قليل اتصال من نسيبي يخبرني فيه أنه بانتظارنا سوية لنتوجه إلى مدينة الدرب (حيث أسكن) جنوب المملكة فأخبرته أن يذهب هو وأنا سوف أتدبر أمري إذ أن أمامنا مشوار طويل في التسوق وألححت عليه أن لا ينتظرنا فذهب على مضض وأكملت أنا وزوجتي مشوار تسوقنا الذي أخذ من ميزانيتي الكثير .
بعد الحادية عشرة صباحا تلقيت اتصالا من والدي (عليه رحمة الله وعفوه وغفرانه) يسألني فيه عن مكاني وماذا أفعل فأخبرته أننا قد أنهينا الطواف وأننا نتسوق فقال لي أنه يجب أن يكون آخر عهدي بالبيت الطواف وقال لي : الآن تخرج من مكة فإن أدركتك صلاة الظهر فيها فيجب عليك إعادة طوافك وهنا بدأت الأحداث العجيبة .
أخذنا حقائبنا وتوجهنا مباشرة إلى مواقف السيارات وقلوبنا خائفة من أن تدركنا صلاة الظهر .
كان الوقت يمضي سريعا وكانت جميع المركبات تتوجه إلى المدينة وجدة والطائف فقط ولم نجد مركبة تتوجه إلى استراحة الجبل (وهي استراحة معروفة للمسافرين إلى الجنوب) حيث ننطلق من هناك إلى جنوب المملكة .
رآنا أحد سائقي سيارات الأجرة وسألني : إلى جدة ؟
فقلت له : بل إلى استراحة الجبل .
نظر إلى وابتسم ابتسامة تهكم وقال : ستتعب وتمل من الانتظار .
عندها فقط أحسست بطوفان كبير يجتاح كل سنتيمتر من جسدي وقلت له بكل ثقة : الله ييسر أمري ويسهل لي.وكان معه راكب ينوي أخذه إلى جدة . كنت في داخلي خائفا بالرغم من ثقتي الكبيرة وأملي في الله .
أحسست بزوجتي تعتصر ذراعي من الخوف وهي تسألني : مالعمل ؟
نظرت إلى السماء وقلت : هو أمر الله يقضيه متى شاء وكيف شاء.
وماهي إلا دقائق عشر وإذا بصاحب سيارة الأجرة يعود مرة أخرى ويقول لنا : اركبا وسأوصلكما إلى حيث تريدان .قلت له وأنا في استغراب كبير : كيف عدت لنا ؟
قال : لا أدري , أنزلت جميع الركاب الذين معي وعدت إليكم . شيء ما لا أعرفه دفعني إلى ذلك.استرخيت وشعرت براحة كبيرة . لقد أرسله الله إلينا .
أخذ بعدها يشير إلي أن يأخذنا إلى جدة حيث سيسهل علينا الركوب من هناك إلى الدرب فقلت له : بل خذنا إلى استراحة الجبل .فقال لي : ولكنك لن تجد أحدا يقوم بإركابكما .
قلت له : لقد قلت لي ذلك قبل قليل وها أنت الآن تقوم بإركابنا . إن من أرسلك إلينا سيريل لنا شخصا ما بالتأكيد.قال لي وهو يحك رأسه : والله يا بني إنها المرة الأولى منذ بداية الحج التي أسير فيها بهذا الطريق
وصلنا إلى استراحة الجبل ووجدنا عندها العديد من السيارات , ولكن كان معظمها ينوي التوجه إلى أبها ولم نجد إلا سيارة واحدة ستسير إلى وجهتنا ولكنه قال لي بتهكم : تجلس أنت وزوجتك في مؤخرة السيارة إذ أن بقية المقاعد محجوزة لركاب آخرين .
قلت له : بل سأنتظر , فانفجر ضاحكا وقال : سيطول انتظارك كثيرا.لم أكن وقتها أمتلك سوى أربعمائة ريال ولم تكن تكفي لقطع نصف الطريق ولكنني أوكلت الله عز وجل بذلك .
أخذت زوجتي تعتصر يدي مرة أخرى وسألتني : مالعمل الآن ؟
قلت لها : توكلي على الله .قالت : ونعم بالله , ولكن ليس لدينا المال الكافي الذي يوصلنا إلى الدرب .
قلت لها : الله وكيلنا وبيده تدبير كل شيء . الآن نصلي الظهر وبعد الصلاة سيكون شأن آخر .
صلينا ثم حملت حقائبنا وتوجهنا إلى مواقف السيارات ووجدناها كما هي لم تزد عليها سيارة واحدة .
فقال لي صاحب السيارة الذي عرض علينا إركابنا : إركب معي فليس لك غيري ولن تجد سيارة أخرى .نظرت إليه نظرة الواثق وقلت له : بل سأجد .نظرت إلي زوجتي وهي خائفة وقالت لي : ما هو قرارك ؟
ولم تكمل سؤالها حتى جاءتني رسالة على جوالي . إنها من نسيبي يقول لي فيها : سأنتظرك في الوسقة (قرية تقع على طرف الطريق) ولن أتحرك حتى تأتيان ولو اضطررت لانتظاركما إلى الغد .أشرت إلى الجوال وأنا أنظر إلى زوجتي وقلت لها متبسما : هذا أول الغيث .نظرت إلى الرسالة فاستبشرت وانفرجت أساريرها وقالت : لم يتبق لنا سوى سيارة تأخذنا إليه.فنظر إلي صاحب السيارة وقال : ماذا تنتظر ؟ إنه قرارك الأخير.فقطعت كلماته سيارة من نوع " هايلكس " جديدة وقفت بيني وبينه وفيها رجل في الخمسينات من عمره سألني : إلى أين ؟
قلت له : إلى الوسقة .
فقال : سآخذ منكما مأتي ريال .
قلت له : لا بأس . ثم نظرت إلى صاحب السيارة الأولى وقلت له : لقد أخبرت أن الأمر ليس بيدي ولا بيدك , إنه بيد الله وحده.ركبنا مع صاحبنا وسار بنا إلى الوسقة , وفي الطريق قال لي : أتصدق يابني ؟
قلت له : ماذا ؟
قال : أنا أقوم بأخذ الركاب من استراحة الجبل إلى مكة والعكس ولم أسر في هذا الطريق من قبل , ولكن هناك شيء دفعني لذلك .ابتسمت ابتسامة عريضة ثم استرخيت وقلت له : إنه التوكل يا عم
فقال لي : ماذا تقصد؟
قلت له : لا شيء ولكن من توكل على الله كفاه
وبينما نحن في الطريق , غفونا أنا وزوجتي من شدة التعب دون أن نشعر, وما هو إلا قليل حتى أحسست بشيء يوقظني فنظرت ,
فإذا بالسيارة تنحرف عن الطريق ونظرت إلى الرجل فإذا هو يغط في نومه فوضعت يدي على مقود السيارة وأخذت أتحكم بها دون أن أشعره بذلك حتى لا يتفاجأ .
استيقظ فجأة فقلت له : لا تقلق فأنا أتحكم بالأمر . ثم عرضت عليه أن أساعده في القيادة فرفض وبقيت مستيقظا حتى وصلنا إلى الوسقة ووجدت نسيبي يتنظرنا هو وزوجته, تناولنا غداءنا ثم أكملنا مسيرتنا تحفنا رعاية الله إلى مدينة الدرب . أهـ

ملاحظة : هذه قصة حقيقة حدثت لي شخصيا (والحديث لصاحبه) وأنا أرويها لكم لأخذ العبرة وليست من نسج خيالي .
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .