العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Can queen of England? (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 28-01-2008, 02:32 AM   #1
د.صالحة رحوتي
باحثة وأديبة
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 18
إفتراضي الهم الجسدي في الأدب النسائي الحداثي

[FRAME="13 70"]الهم الجسدي لدى المرأة...مقاربة تصورية إبداعية...

و بعد محاولة جرد و تتبع الأسباب الداعية إلى احتكار الحديث عن الجسد لجل إبداعات الحداثيات، أعتقد أنه من المطلوب العمل على صياغة مقاربة ممكنة معقولة ممتوحة من القيم الربانية، و تؤدي إلى درء الغموض و إلى تسليط الضوء على هذه القضية المهمة المحور، قضية علاقة المرأة بالجسد في واقعنا التقاليدي البعيد عن الدين...

إذ الحديث عن الجسد ليس من قبيل المحرم و لا الغير مرغوب فيه كلية...فالحق الجسدي للمرأة كفله الشرع، و أيد ذلك العلم المدعو إلى اعتماد نتائجه من طرف الدين، و ليس من المطلوب إلغاؤه و تجاوزه بالكلية من طرف المرأة في إبداعاتها الأدبية، إنما المستهجن هو تكرار طرح هذا الموضوع في الكتابات النسوية، حتى أن القارئ أو المتلقي ليظن أن ما لها ـ هي الأنثى ـ انشغال إلا بتضاريس الجسد تستفتيها حول كيفية سد جوعتها...

ثم و حتى لو أن المبدعة لا تعاني فعلا من الحرمان الجسدي ذلك الموضوع المستهلك، وتصوره فقط من أجل تسليط الضوء عليه ونقده، ولكي تساهم في فضح مكنوناته أمام المجتمع من أجل علاجه، فإن في هذا الأمر هدر لطاقاتها الأدبية والفكرية، لأن للمرأة هموما أخرى أهم و أفدح تأثيرا عليها وعلى محيطها من قضية الحرمان من حق الجسد.
فأنواع متناسلة متعددة من القهر تمارس على المرأة، جور وحيف و طغيان و ينزرع الكل شوكا في دهاليز حياة النساء ليردوها أسفل سافلين... متاهة حالكة منتنة و تنتعش فيها الحيرة و الضياع...و يساق النساء إلي فضاءاتها عنفا كل آن و حين.

ثم إن الهم الجسدي لدى المرأة ليس هما قائما بذاته منبثقا من نفسه، إنما هو عبارة عن تداعيات كثيرة أشياء أخرى...
فعن طريق الغوص في حميميات النساء، و بواسطة تقصى أغوار أسرارهن الزوجية، يبدو واضحا أن الحواجز بين المرأة و بين التواصل الحميمي المشبع مع الزوج منبعه الإحساس بالظلم الممارس من طرفه تجاهها، سواء أكان ذلك الظلم متعمدا، أو حتى دون نية الإساءة لسيطرة و انحشار التقاليد.

فعدم الإشباع الحاصل لديها ليس مرجعه إلى عدم حضور جسد يقاربها، وإنما لغلالة من الأحاسيس و المشاعر تمنعها من استمراء ذلك القرب.
فبعض حقد دفين يتغلغل تدريجا مع تواتر السلوكيات المهينة لها، حتى تصبح المقاربة عبئا ترزح تحت ثقله و تمقت حدوثه و كينونته، ثم و هي لا تستطيع البوح بالإحساس بالظلم لتواطؤ الكل على تقبله و على التعايش معه، لكن و مع مرور الزمن لا بد و أن يبدو منها ما ينبئ عن استثقالها لتلك العلاقات الحميمية، فتنشأ لدى الزوج أحاسيس تجاهها يطبعها التجاهل و يداخلها الاستعلاء، ثم من بعد ذلك:

ـ فإما يستمر في استغلال الجسد لأنه "مِلكُه"، ولو أنه يعلم بعدم رضا صاحبته، تأكيدا لقوامة يراها له، و يعتقد أنها تكفل له حق التصرف فيها كلها حتى و لو كانت كارهة له.

ـ و إما يستعيض عن ذلك الجسد الغير مستمرئ للعلاقة، الغير متجاوب، بآخر منقاد يلبي رغباته، سواء في "الحلال" عن طريق التعدد، أو في الحرام بارتياد المواخير و ذلك حسب التوجه، و على قدر كَمِّ المبادئ و القيم.

و لذا فإن حل المشكلة ليس بتسليط الضوء على النتيجة وإنما على الأسباب.
إذ النتيجة ما هي إلا حصيلة تراكمات ما، هي الفاعلة الحقيقية في عملية إنتاج مشكل ما.
لكن...أو تروم الحداثيات المكرسات أدبهن للحديث عن الأجساد البحث عن حلول أو حتى التعريف بإشكاليات ما بخصوص هذا الموضوع و حوله؟؟؟

إذ لعله من العبثية بمكان أن يقال بأن الأدب ما هو إلا النقل و التصوير بهدف الإمتاع بالقالب الجميل المنمق لا غير...

ثم...لا بد و أن هذا الطرح ـ على الأقل تطبيقيا ـ متجاوز و مرفوض من طرف المبدعات النسوانيات الحداثيات، إذ هن بالرغم من أنهن يحاولن الإقناع نظريا باعتناقهن للمقولة الحداثية "الفن للفن" دون استهداف الفعالية و التغيير، إلا أنهن يُصَرِّحْن أيضا ـ و على الكثير من المنابر ـ أنهن يَرُمْنَ من وراء إنتاجاتهن الأدبية إلى إسماع صوت النساء، و إلى إظهار واقعهن المطموس و المخنوق بالمسكوت عنه عن طريق تعريته بالكتابة عنه، هو و كل ما يحيط به...

و انطلاقا إذا من إرادة التغيير هاته الكامنة و المضمنة في خطابات هؤلاء المبدعات، فإن تكرار تصوير الهم الجسدي للمرأة بمعزل عن الحديث عن الأسباب المؤدية إلى حصول ذلك الجوع، لا يغير من الأمر شيئا، بل يكرس و يُسوِّق فقط صورة المرأة "الكائن المهووس بالجنس "، تلك التي تنضح شبقا، و تتضوع خيانة، و تنثر الفتنة و المجون، صورة قدمتها ألف ليلة وليلة وكرستها التقاليد المجحفة البعيدة عن الدين.

لكن ربما تفضل "المرأة المثقفة" الأديبة الحداثية النسوانية عدم التغيير ـ عن طريق استقراء الأسباب و البحث عن حلول لها ـ أصلا، و لربما تستمرئ القيام بدور الضحية حتى تستبيح القيام بما تريد و تستحب...

مازوشية و تريد أن تظهر بها سادية الرجل...و ذلك من أجل استدامة البكاء على حاجيات جسدها. ...و أجساد بنات جنسها تلك "المتردية الصريعة بفعل الإهمال"!
مع أنه بإمكانها المطالبة بحقها الجسدي مباشرة انطلاقا من أنها أصبحت الآن "المثقفة"، و تدرك أن الدين كما العلم يسلمان لها بحق المطالبة... طبعا بوسائل أنظف و أرقى و أسمى... وليس بالابتذال و بالعنف و بالشقاق...

إذ بالإمكان حتى ـ في نهاية المطاف ـ أن تطالب بطلاتها في كتاباته الأدبية بالانسحاب من تلك المؤسسة الزوجية التي تعتبرها هي ذلك السجن...و التي لا تكفل لهن الحصول على ما يساهم في إرساء التوازن النفسي و الشعوري لديهن من حقوق، حتى تلك الجسدية منها...

فالمبدعة المثقفة تمثل النخبة الأنثوية المعول عليها في حسن تمثيل المرأة في جميع المجالات، و من ثم عليها أن تستشعر ثقل العبء الملقى على عاتقها، وأن لا تتملص منه ذلك العبء اختيارا منها لأن "تحقق" ذاتها، و ذلك عن طريق ركوب النشاز المثير للجدل و للنقاش، رغبة في الثورة على قمع طالها مطولا ومنعها من التعبير عن الذات...
فالتحدي و"تحقيق الذات" عن طريق سلوك هذا المسلك يجب أن ينشغل حوله فكر المبدعة طويلا قبل أن تمارسه، و عليها أن تستقرئ في ذهنها المثقف تداعيات ما ستقوم به عليها، و على من يرين فيها الأنموذج القائد إلى التغيير و الانعتاق.

فحين تكرس الفكر الذكوري القائل بمحدودية فكر الأنثى وطغيان الجسد على انشغالاتها، فهي و لابد ستجهض حلم المرأة ككل في أن تغير من صورة لها متوارثة، ونحتت أبعادها أيدي ظالمة متسلطة استغلت قوة الجسد منها في إحقاق الغلبة.

يتبع
[/FRAME]

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 08-02-2008 الساعة 10:30 AM.
د.صالحة رحوتي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-01-2008, 02:32 AM   #2
د.صالحة رحوتي
باحثة وأديبة
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2008
المشاركات: 18
إفتراضي الهم الجسدي في الأدب النسائي الحداثي

[FRAME="13 70"]فعلى المرأة المبدعة إذا أن تعلم أن تحقيق الذات والتحدي الحقيقي ليس هو تحدي من يرى في كتابات الجسد شينا وعيبا بالإصرار على الكتابة في ذات الموضوع، ولكن التحدي هو إخراج المرأة من سجن رد الفعل إلى القيام بالفعل المختار المطلوب فعله، أي بالقيام برسم صورة المرأة المتوازنة التي تعنى بتحقيق الإشباع لنفسها في كل باب و مجال، الفكري والثقافي و الاجتماعي وحتى السياسي، ولم لا طبعا الجسدي لكن بصورة توحي بأنها فاعلة إيجابية مؤثرة، لا ضحية مستلبة مفعول بها مخاتلة مخادعة منتهزة لفرص الخيانة و التدليس...

و سأورد هنا نصوصا حديثية شريفة قد تُمكِّن قراءتها والاستفادة منها من إعطاء فكرة حول كيفية إعادة تشكيل عقل المرأة، و ذلك حتى تتخلص من الموروث المكرس لاستبقاء صورتها في إطار معين، سطرت مقاييسه منذ زمن ولى ومضى، و ما زال هو الكائن والمستدام:

‏1 ـ " حدثنا ‏ ‏عبد الله بن محمد، ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها، ‏ جاءت ‏ ‏امرأة ‏ ‏رفاعة القرظي إلى ‏ ‏النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت:
كنت عند ‏ ‏رفاعة ‏ ‏فطلقني ‏ ‏فأبت ‏ ‏طلاقي، فتزوجت ‏ ‏عبد الرحمن بن الزبير، ‏إنما معه مثل ‏ ‏هدبة ‏‏ الثوب، فقال: ‏ ‏أتريدين أن ترجعي إلى ‏ ‏رفاعة؟ ‏ ‏لا حتى تذوقي ‏عسيلته ‏ ‏ويذوق عسيلتك .
‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏جالس عنده ‏، ‏وخالد بن سعيد بن العاص ‏ ‏بالباب ينتظر أن يؤذن له، فقال: يا ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏ألا تسمع إلى هذه ما تجهر به عند النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم؟".
الحديث رقم 2445 ـ باب الشهادات ـ صحيح البخاري.
أبت طلاقي : طلقني البتة أي ثلاثا.

2 ـ ‏"حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وعمرو الناقد ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لعمرو ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏:جاءت امرأة ‏ ‏رفاعة ‏ ‏إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت:كنت عند ‏ ‏رفاعة ‏ ‏فطلقني ‏ ‏فبت طلاقي، ‏ ‏فتزوجت ‏ ‏عبد الرحمن بن الزبير، ‏ ‏وإن ما معه مثل ‏ ‏هدبة الثوب، ‏ ‏فتبسم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال: ‏ ‏أتريدين أن ترجعي إلى ‏ ‏رفاعة؟ ‏ ‏لا حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك.
قالت: ‏ ‏وأبو بكر ‏ ‏عنده ‏ ‏وخالد ‏ ‏بالباب ينتظر أن يؤذن له فنادى: يا ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏ألا تسمع هذه ما تجهر به عند رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم؟".
الحديث رقم 2587 ـ باب النكاح ـ صحيح مسلم.

هذا الحديث بروايتيه في الصحيحين يثبت كيف أن امرأة ما في ذاك الزمن علمت أن عند الرجل الذي تزوجته ـ بعد مفارقة زوجها الأول ـ عجز جنسي، فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، و أخبرته بالذي عرفته، و كَنَّتْ عن حالة عجزه بتشبيه ما عنده بهدبة الثوب، أي بالخيوط الجانبية المتعلقة بالثوب في انسدالها وارتخائها... فكان أن اخبرها أن عليها أن تنتظر حتى يثبت ذلك عند اللقاء الحميمي، حتى لا تكون قد تسرعت و جانبت الصواب في حكمها عليه، لأنها طلقت ثلاثا، والشرع يعاقب ذلك المُطلِّق ثلاثا بأن يحرمه من استعادة الحياة المشتركة مع تلك التي طلقها إلا بعد أن تتزوج زوجا آخر، ثم و تمارس معه العلاقة الجسدية الفعلية حتى ينال جزاءه المستهتر بقدسية العلاقة الزوجية، و يمنع من التلاعب والاستخفاف عن طريق تكرار إحداث أبغض الحلال إلى الله.
فلم يعب عليها الرسول صلى الله عليه وسلم أنها اهتمت بمسألة الإشباع الجسدي، فذلك حق مكفول يضمنه كون المرء إنسانا، سواء أ كان ذكرا أم أنثى، إذ ابتسم ـ في نص صحيح مسلم ـ واكتفى بالتوجيه لفعل ما يضمن حق الطرف الآخر أيضا.
لكن كان هنالك من تدخل الصحابي خالد بن سعيد بن العاص، وذلك انطلاقا من نظرة جاهلية للمرأة، كانت ما تزال قائمة بالنفس لكونها ما تزال حديثة عهد بتلك الفترة، فعاب على المرأة المجاهرة بالمطالبة، لكن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكترث له، و لم يجعل لرأيه صدى في توجيهه و تصويبه، إذ كان دوره عليه الصلاة و السلام وضع الناس على الجادة الربانية لا الاستجابة للأهواء البشرية.

هكذا إذا يمكن أن تستفيد المبدعة المسلمة المتزنة من إعادة قراءة النص الديني، ذلك الذي يحاول الذكوريون أن يسخروه لجانبهم من أجل غمط المرأة حقوقها عن طريق قراءاتهم الذاتية الموسومة بالفكر التقاليدي، وذلك من أجل استحضار الإيجابية لدى المرأة، ومن أجل خلق الفاعلية البناءة فيها، تلك المؤدية إلى إثبات الذات و تحقيقها في هذا المجال، وذلك عوض:

* ـ دفعها إلى لعب دور الضحية.

* ـ و تشجيعها على القيام بالتحايل و باستحلال الوسائل المشبوهة المدينة والمركسة لها من أجل تحقيق الإشباع.

* ـ و بالخصوص تحريضها على نبذ الدين، و دعوتها إلى التخلي عن القيم الدينية التي تصورها لها على أنها المهينة للمرأة، و المعتبرة لها من قبيل الأعوج الناقص المسخر لاستمتاع صاحب القوامة و السيادة، المالك لحق استبدال جسد بآخر في إطار التعدد من أجل الحفاظ على غنى و جمالية الحريم.

فيمكن للمبدعة مثلا أن تصور امرأة تعاني من إهمال الزوج، فتطالبه بالقيام بالواجب أو بإطلاق السراح، وذلك حتى تستطيع أن تحقق لنفسها استقرارا نفسيا وجسديا مع من تختاره مرة أخرى...عوض تصوير حالة خيانة زوجية على أنها سبيل أمثل مشروع للاقتصاص من زوج مستهتر أو عنيف أو حتى عاجز!!!

و قد تحاكم في هذه الحالة من طرف ذكوريين:
ـ لأنها جعلت المرأة تفضل الحاجة الجسدية على مصلحة أطفال و أسرة.
ـ ولأنها سمحت لها بأن تتساوى مع الرجل الذي يفعل الفعل ذاته مع امرأة لا تشبعه.

لكن و بالرغم من المحاكمة التي قد تتعرض لها ستتجاهل ردة فعلهم، لأنها لابد وأنها ستخدم نفسها و النساء ككل، لأنها ستقنعهم أنها تفعل ذلك لأنها تفضل الصراحة على أن يطعن الرجل من الخلف و أن يخان، لأن المرأة إنسان مكرم...
ثم هي ذات مبادئ، و لم تعد ترغب في أن توسم بالكيد وبالمخاتلة، ولم تعد تستحسن الانصياع للفكر الموروث والتقاليد، وحتى للدين المحرف الذي طالتها أغلاله المكبلة منذ زمن بعيد.
كل هذه الخطوات لا بد و ستكون السُلّم الذي سيرتقي به الإبداع النسائي، إذ سيتخلص من كونه مجرد تعابير باهتة سوقية عن حالة القهر كانت...أو حتى ما زالت قائمة... تعابير تُركِس في وحل الابتذال...و تَحُط من قدر المبدعات...
إذ هي تلك النتاجات الأدبية الحداثية المهووسة بالجسد لا تعين إلا على تكريس مفهوم نقصان المرأة و قصور فكرها الذي لا يستطيع و لا يستسيغ إلا الحديث عن "الشهوات"... و إلا الارتماء في أحضان الانفلاتات...و إلا انتحاء منحى التفاهات...

انتهى

د.صالحة رحوتي
[/FRAME]

آخر تعديل بواسطة السيد عبد الرازق ، 08-02-2008 الساعة 10:29 AM.
د.صالحة رحوتي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 28-01-2008, 10:10 PM   #3
عصام الدين
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2000
المشاركات: 830
إفتراضي

لعل أصدق كلام يحضرني وأنا أنتهي من قراءة هذه "الدراسة" أعلاه هو استنكار ما ذهبت إليه كاتبتها في الحكم على النتاج الأدبي، سواء كان حداثيا أم لا، بمعايير لا تمت له بصلة.
لكأننا نستفتي الجزار في أمر النجارة أو نستشير الطبيب في بناء العمارة.
ربما غرقت صاحبتها في لغة التراث أو كتابات الأجداد واعتبرتها مقدسة لا يأتيها الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وتناست شعراء الخمريات عندنا وأبطال القوافي الذين عاثوا في الجسد وهاجوا وماجوا.
النص الأدبي لا علاقة له بالمعيار الأخلاقي يا أصحابنا ولا ينبغي الخلط بينهما أو جعل هذا تابعا لذاك أو في خدمته..
الأدب.. من أجل الأدب.
ولعل أسوأ بدع عصرنا هو ما صرنا نسمعه من كلمات من قبيل : الأدب الإسلامي.
لكأننا سنقابله بالأدب المسيحي واليهودي، والبوذي والزرادشتي.. والأدب الكاثوليكي والبروتستانتي.. والأدب الملحد.
لم لا ؟
إن أجدادنا ما سموا الأدب بتلك التسمية إلا لكونه نشأ مع المؤدبين.. والمؤدب تسمية قديمة تعني المعلم.. أو الأستاذ بلغة اليوم.
وإخوان الصفا أطلقوا تسمية الأدب على كافة العلوم من الرياضيات إلى السحر إلى الشعر والكيمياء.
وابن خلدون عممه على سائر العلوم دينية كانت أو دنيوية.
حتى لا يخلط أحدنا في التسمية.

ان المقابلة بين لغة التراث، ولغة الادب الحداثي الجديد تشهد احتداما من نوع اخر، ففي الوقت الذي كانت لغة الادب ظلا للغة النصوص الدينية على مدى قرون تحاول الان هذه اللغة الجديدة ان تعيد قراءة تلك النصوص ولعل الصراع الوحيد الدائر في المحافل الادبية المعرفية الحديثة يدور حول هذه المسألة (مسألة البلاغة) وهو صراع يصفه نصر حامد ابو زيد بأنه (معركة وجود تدور على ارض البلاغة).
والمشتغلون على الأدب اليوم يتساؤلون بعد ان تراجعت البلاغة بوصفها معيارا: هل اصبحت اللغة هي المعيار؟ او بالضبط ما هي المعايير الجمالية الجديدة للغة الادب؟.. ليس بامكاننا العودة الى التراث/ البلاغة بل لابد من البحث عن بدائل تصلح ان تكون اساسا للمفاضلة او التقييم.
لقد قدمت الدراسات النقدية الجديدة مفاهيم تصلح ان تكون دليلا جماليا لفهم الادب او النصوص ومن بين هذه المفاهيم مفهوم (الانزياح) او بلاغة الانزياح تحديدا التي يمكن ان تعد تطويرا وتنويعا لبلاغة (المجاز) في البلاغة التقليدية.
كما ان الاحداث التاريخية المهمة وبالاخص الحروب الكارثية التي عاشها الانسان لابد ان تجري تغييراتها على مساحة التذوق إذ لم تعد هناك مساحة شاسعة بين القبح والجمال، الامر الذي انشأ ما يمكن تسميته (ذائقة مركبة).. واذا كانت هذه الرؤية جمالية صرفة فهي لابد ان ترسل انعكاساتها على نظرية الادب وهذا ما حصل بالضبط في عموم الادب العالمي وتياراته التي ما تزال فاعلة حتى هذه اللحظة.
نبقى مع الذائقة.. لقد تم اعتبار (استجابة القارىء) نظرية توفر مساحة من الحرية لفضاء النص المكتوب بحكم ان القارىء هو المالك الوحيد لحاضر النص بعد ان (مات المؤلف).
والسؤال ـ هنا ـ هل يمكن ان نعد (استجابة القارىء) هي المعيار؟ ان هذه المسألة تعيدنا الى ما يوحي بـ (الانطباعية) التي تجاوزها النقد الجديد/ النقد الذي اراد ان يقترب بمفاهيمه الى العلمية الصارمة/ العلمية التي تقع بالضد من الانطباع والانطباعية.
وعلى ضوء ذلك.. لا يمكن أبدا اعتبار هذه الدراسة علمية أبدا. لكونها لا تتحدث سوى عن أخلاق متجاوزة في الأدب..
إن معضلة غياب المعيار تتعدى حدود النقد او المعرفة الى حدود اخرى تلامس التطورات الهائلة التي حدثت في العالم وبذلك تصبح ازمة المعيار ازمة قيمية (نسبة الى مفهوم القيمة) ازمة الارتداد من النظام الى الفوضى.

أعود إلى مقدمة حديثي.. مثلما لا يمكن إستدعاء جزار الحي إلى البيت لصنع النوافذ.. كذلك، لا يعقل استدعاء الأخلاق والمثل من أجل نقد النص الأدبي.

وعاش الأدب.. من أجل الأدب. فقط لا غير.
__________________

حسب الواجد إقرار الواحد له.. حسب العاشق تلميح المعشوق دلالا.. وأنا حسبي أني ولدتني كل نساء الأرض و أن امرأتي لا تلد..
عصام الدين غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .