حملتنا طائرة الملكية الأردنيه من بغداد الى الشقيقة عمـّان بعد معانات كبيرة و ( معروفة ) من روتين المطارات العربية المختلفة ... وكالعادة كنت قد ضمنت جلوسي جوار النافذة كما أفعل في كل رحلة ... لكن حقيقة كنت قد قررت هذه المرّة أن أركز على الحدود الدوليه بيننا وبين جيراننا وأشقائنا لكي أعثر على ( علامة ) ولو صغيرة تشير الى الفرق بين الأرض هنا وهناك
دقائق ونحن في الجو ... انتبهت خلالها الى الهمس في قراءة الآيات القرآنيه والأدعية للباري من قبل بعض المسافرين القريبين من محل جلوسي وفيهم الأردني والمصري والعراقي واللبناني ... وسبحان الله كانت معظم الأدعية تتشابه وتتقارب في كلماتها من أجل سلامة الوصول برعايته جل جلاله ... فقلت في نفسي هاهو ديننا كما كان وبقى وسيبقى دين واحد وكلمات موحدة وآيات مثبتة مباركة معروفة ، لغايات وضعت بدستور نقي مبارك عهدناها منذ ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) والتزمنا بها من أجل أهداف معروفة لنا ... ألا وهي الطاعة والأيمان وعبادة الخالق وعمل الخير
لكني أنتبهت الى أحد (( أشقائنا )) الأمريكان ... وما أكثرهم هذه الأيام في وسائط نقلنا ... وركزت على ما يقول بعد أن لاحظت أن شفتاه تتحرك مثلما نفعل نحن العرب ... فأكتشفت أنه يدندن بأغنيه قديمه معروفه للمطرب ( الشاذ ) مايكل جاكسون عندما كان ( أسمر ) البشرة في بداية شهرته ... فقلت أيــــــه ... عرب وين ... طنبورة وين
المهم عدت الى تركيزي الأولي خصوصا بعد أن أعلن الكابتن بانكليزية ركيكه اننا نعبر الآن الأجواء العراقية وندخل الأجواء الأردنيه ... ركزت على الأرض ، بل أجزم لحظتها أنني شعرت وأنا أملك عيون صقر هائم يبحث عن فريسة وتعجبت من نفسي كيف أنني أميز الآن تضاريس الأرض من هذا الأرتفاع الشاهق
هي لحظات وانتبهت الى أن الأرض هي نفس الأرض بل الهواء هو نفس الهواء والغيوم هي نفسها والطيور هي عينها والطرق على أمتدادها وحتى البشر هو نفس البشر ... ومن قبلها كانت الأدعية والآيات القرآنيه هي ذاتها وحتى لفظها كان موحدا ... فسألت نفسي لماذا ... وعدت بالسؤال مرات ومرات ... لمااااااااااااااااااااااااااااااااااااذا ... ؟
هي دقائق وايقنت أن الأمر من بعد الله هو بيد أولياء الأمر ... فكلما كان سيادته حكيما ومبصرا وعاقلا وناضجا ، كان الخير يعم أرضه والرفاه شعبه والسلام بلاده ... وكلما كان للعقل مكان في اتخاذ القرارات المصيريه كانت الويلات والمصائب تنئى عن شعبه لتسلك طرقا أخرى تتميز بضيق الأفق واللعب بالنار واسترخاص أرواح الأبرياء الآمنين المساكين
العدو نفسه والمغتصب نفسه والطامع نفسه واللاعب بمقدراتنا هو نفسه مذ كنا وكان ... لكن أرجحية العقل والحكمة هي التي تقرر طريق المواجهة وشكل المعركة ... وليس بالضرورة أن تكون ( حربية ) مدمرة خصوصا بعد حساب الأمكانات العسكرية والأقتصاديه والبشريه والماديه التي قد يكون لها تأثيرا كبيرا عندما تستغل في لحظتها بعيدا عن أصوات الدبابات والطائرات والمدافع ( الرديئة ) الصنع ... والقوة لله أولا وآخرا
الحقيقة ان عدونا سبقنا بالتخطيط المسبق بل حتى بعض القوى الأقليمية المجاورة لنا فهل ننمي امكاناتنا لكي نخطط مثلما يخططون ... وهل سيأتي يوم ننجح فيه باتخاذ القرار الصائب باستخدام السلاح او استبداله بالدبلوماسية او الضغوط الأقتصاديه او العلاقات الأقليميه والدوليه ... لكي نضع حدا لخسائرنا المزمنه ؟ ...
المصيبة أننا نستخدم السلاح عندما يحتاج الأمر الى رجاحة العقل ... ونستخدم الدبلوماسية عندما يتطلب الأمر الضرب بقوة بكل أنواع الأسلحة على رؤوس الباغين ، ويشمل هذا الأمكانات الأقتصادية والسياسات الخارجية ... لذلك الأولى بنا أن نتبع ( عقلاء ) الأمة ... وهم معروفون بأسمائهم وأوزانهم ، ونبتعد عن اللاعبين بالنار والمغامرين والمشتتين لقوانا المختلفه ونبني اوطانا قوية قادرة مقتدرة لكي يكون حينها كلام للتخطيط السليم وحتى للسلاح المرتكز على القوة والأيمان ان لم ينفع كل ذلك ...
لكننا سبقناهم في واحدة ولايمكن لأحد أن يغبن حقنا في أن يشار الينا بتميزنا ( الرائع ) عن غيرنا ... بالأقتتال فيما بيننا وتكفير أحدنا للآخر وتخوينه وسرقة أمواله ووسمه بالتخاذل والجبن والخيانة والعمالة للأدارة الأمريكية وللصهيونيه وللأمبرياليه والرجعية والماسونية والشوفينية والديناصورية والمهلـّبية وشويـّة عليك ... وشويـّه عليـّه
انتبهت للطائرة وهي تحط بسلامة الله على أرض العروبة الأردن الشقيق وتهيأت لكي أحضـّر جوابا لسؤال ضابط الجوازات ( الأزلي ) ... ماذا تفعل هنا ... ؟؟؟؟؟؟
حمدا لله على سلامتك اخي!
اليس من الممكن ان لا تكون هناك اي حدود بين جميع الدول العربيه؟
ماذا لو كانت الحدود مفتوحه على بعضها بدون جمارك؟
كالاتحاد الاوروبي مثلا.
اللهم انصرنا على أعداء الإسلام والمسلمين.
حمدا لله على سلامتك اخي!
اليس من الممكن ان لا تكون هناك اي حدود بين جميع الدول العربيه؟
ماذا لو كانت الحدود مفتوحه على بعضها بدون جمارك؟
كالاتحاد الاوروبي مثلا.
اللهم انصرنا على أعداء الإسلام والمسلمين.
عندما تهبط في مطار إحدى الدول الأوروبية
فإنك أول ما تتقدم للجوازات
تجد لافتة أولى مكتوب عليها
european citizen
و أخرى
non european citizen
و بما أنك لست من طبقة النبلاء الأوروبيين فإنك أكيد ستظطر لطابور طويل و عريض، قد يضم أيضا بعض إخوانك الأمريكيين قدس سرهم و لعل هذا يقلل من شعورك بالتمييز
المشكلة أنه في مطاراتنا، فإن الأولوية دائما للأروبي بدعوى أنه مستثمر أو سائح
و جليب معه عملة صعبة
طيب ما أنا كمان عندي عملة
الفرق بيناتنا أن عملته هو صعة المنال على دولنا التي هي من تصنع تلك العملة بثرواتنا البشرية و الأرضية
السنة اللي فاتت كنت في مطار طرابلس بليبيا
أعجبني شيء، و هو أن الطوابير ثلاثة
لليبيين، و هذا حقهم، و أغبطهم أن فعلوا ذلك
و طابور آخر للأفارقة بما أن زعيم الثورة تبرأ من العرب و انتمى لإفريقيا
و الحمد لله، أنني كنت أحمل الصفتين، عربي إفريقي، فتمكنت من الدخول في هذا الطابور
و إلا لكنت مع طابور المتحيلين و النصابين من أروبيين أتوا ليبرموا بعض الصفقات في ليبيا