رذيلة الحسد قديمة على الارض قدم الانسان نفسه0
ما ان تكتمل خصائص العظمة فى نفس او تتكاثر مواهب الله لدى انسان حتى ترى كل محدود أو منقوص يضيق بما رأى
و يطوى جوانحه على غضب مكتوم و يعيش منغصا لا يريحه الا زوال النعمة وانطفاء العظمة و تحقق الاخفاق
و قد كنت اظن ان مسالك العظماء و انماط الحياة المترفعة التى تميز تفكيرهم و مشاعرهم هى السبب فى كراهية الساقطين لهم و تبرمهم بهم0
ثم تبينت خطأ ظنى فكم من موهوب لا تزيده مجادته الا تقربا الى الناس و عطفا عليهم
و مع ذلك فأن التعليقات المرة تتبعه و كذلك التشويه المتعمد لاثاره الطيبة و التضخيم الجائر لاخطائه التافهة !!
السر ان الدميم يرى فى الجمال تحديا له و الغبى يرى فى الذكاء عدوانا عليه و الفاشل يرى فى النجاح ازراء به
و كما قال الشاعر
اذا محاسنى اللاتى ادل بها00000كانت ذنوبا فقل لى كيف اعتذر؟
و صباح الخير يا على رسلك
و اعود فاقول :
كم من عبقريات مرغتها فى الوحل خصومات خسيسة !!
و لكن
هناك صنف من الناس كموج البحر الذى يصطدم بصخور الشاطئ لكى يفتتها انه يبحث عن المخاطر و عن المجهول الذى لا يعرفه أحد و يترك الحياة المنظمة الرتيبة لملايين الناس و يعيش مع القلائل امثاله ممن يحبون المخاطرة
و يخلقونها خلقا الذين يؤثرون ان يعيشوا عمرا قصيرا عريضا بدلا من ان يعيشوا عمرا طويلا لا عرض له
هذا الفريق الصغير القليل هو الذى يدفع الحياة دفعا الى الامام و يثير فيها الحركة و النبض 0
هو الذى يخلق و يبدع و يخترع و ينشئ الثروة و يسعى الى المجهول كى يعرفه ثم يجعل الآخرين00الملايين المتكررين يعرفونه