العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرد على مقال وحياة العيش والملح المنيل فرعون عربي حجازي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: طاحونة القلوب (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الحرق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القصر في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال مراجعة بحثية لسورة الفيل (آخر رد :رضا البطاوى)       :: البور في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: البور في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: لا له (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: لا له (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الخبت في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 08-10-2007, 12:17 PM   #1
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile فروة بن عمرو الجذامي النفاثي رضي الله عنه

فروة بن عمرو الجذامي النفاثي رضي الله عنه



نستذكر يوم 20 رمضان شهيدا من شهداء الاسلام على ثرى الاردن، استشهد زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويقع مقام هذا الشهيد الى الشمال من مدينة الطفيلة قرب حمامات عفرا، وهو اول شهيد خارج جزيرة العرب، واول شهيد في ارض الأردن وبلاد الشام استشهد مصلوبا لانه اعتنق الاسلام .
ويعتبر فروة بن عمرو بن الناقدة الجذامي النفاثي الذي كان رحمه الله -واليا للروم على من يليهم من العرب بالبلقاء وما حولها، وكان يقيم في معان، ذكر ياقوت الحموي: أن عفرا وتكتب بالالف الممدوده او المقصوره: ماء بناحية فلسطين: وكان المؤرخون المسلمون يؤكدون خلال كتاباتهم التي تتبعت حركة الفتح الاسلامي على ان مناطق جنوب الاردن ومنها معان، وعفرى جزء من فلسطين التاريخية انذاك، وتعاملوا مع جغرافية فلسطين بمقاطع عرضية وليس طوليه كما هي معروفه الان وبحسب الخرائط التي رسمها الاستعمار الأوروبي الحديث والمعاصر. ولا يعُرف حتى الان كيف بلغ الاسلام فروه ولكن المؤرخين المسلمين يذكرون وفادة رسول فروة الى الرسول صلى الله عليه وسلم في السنه التاسعة للهجرة التي عُرفت بعام الوفود، وقد ارسل فروة للرسول عليه السلام رجلا من قومة هو مسعود بن سعد ومعه رسالة يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم اسلامه مهديا للرسول غلام هو مدعم مولى الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو من مواليد حسمى ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان أن حسمى بالكسر ثم السكون أرض تنزلها قبيلة جذام العربية والتي ينتمي إلهيا فروة وهي بين العقبة وسيناء ومن جبالها جبل يعرف بإرم (لعله جبل رم قرب العقبة اليوم) وكان مدعم يكنى بأبي إسلام وبغلة بيضاء هي دُلدلُ وفرسا هو الظرب واثواب لين وقباء سندس مخرص بالذهب، وقد ارسل الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة جوابية لفروه جاء فيها (من محمد رسول الله الى فروه بن عمرو: اما بعد: فقد قدم علينا رسولك وبلغ ما ارسلت به، وخبر عما قبلكم، واتانا باسلامك، وان الله هداك بهداه ان اصلحت واطعت الله ورسولة، واقمت الصلاة واتيت الزكاه) ثم امر الرسول صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح مؤذن الرسول رضي الله عنه، فاعطى مسعود بن سعد اثنى عشر اوقيه ونصف الاوقيـه.
وبلغ ملك الروم اسلام فروة، فطلبه ودعاه الى العودة عن دين الاسلام، وعرض عليه مغريات منها ان يُصبح ملكا، فكان رده -رحمه الله- على ملك الروم: لا أفارق دين محمد، وانك تعلم ان عيسى عليه السلام قد بشر به، ونتيجة لموقفه هذا حُبس فروة عند الروم فترة لترهيبة ولارغامه على الرده عن دينه، ولكنه ابى باصرار وقد ارسل لزوجته سلمى قصيدة معبرة عما يلاقيه في السجن، واصفا فيها ضيق سجنة وسط حراس الروم .
وما يتخذونه من الحيلة في التضييق عليه او ترغيبة في الملك لثنيه عن دينه والرجوع عن اسلامه، فأخرجه الروم من سجنه لديهم واقتادوه الى عفرى على مقربة من اهله، وعلى مرأى منهم، وهددوه بالصلب امامهم لعله يفكر في نفسه واهله وما قد يقال بعد صلبة وهو الوالي والرجل والشاعر، ولكنه اصر ثانية وبقي متمسكا بدينه حتى اذا اقتادوه الى ماء عفرى ليصلب وشاهد مكان صلبه تذكر زوجته سلمى ثانية وانشدها واصفا ارتفاع مكان صلبه وكانه على راحلة . ناقة ليس لها مثيل قوائمها مشذبة مرتفعه كانما جرى تشذيبها بالمناجل فقال:-
الا هل اتى سلمى بان حليلها
على ماء عفرى فوق احدى الرواحل
على ناقة لم يضرب الفحل امها
مشذبــة اطرافهــا بالمناجــل
ومع ذلك فقد بقي فروة متمسكا بدينة وعقيدته، ولم يثنه الترغيب او الترهيب بالردة عن دين الاسلام الذي ارتضى واقتنع واطمئن اليه، وقدم للصلب، وادرك انه مقتول لا محاله فطلب ان يبلغ سادة المسلمين رسالة هي ليست رسالة استعطاف واسترحام او رسالة وصية من مال او عقار او مصلحة او ولد بل هي رسالة تؤكد انه يتحمل الصلب في سبيل الله، وانه قضى شهيدا في سبيل الله مسلما اعظمه وبنانه ونفسه لله تعالى فانشد:
بلغ سراة المسلمين بأنني
سلم لربي اعظمي وبناني
وكان فروة اميرا في قومه الذين كانوا يقيمون في المنطقة الواقعه بين خليج العقبة وينبع، ويقال ان قيصر الروم كلف الحارث بن ابي شمر الغساني ملك غسان باعتقاله وصلبه.
فضربت عنقه ثم صلب على ماء عفرى وغدا شهيدا في سبيل الله تعالى، رضي الله عنه وارضاه . ورحمه سبحانه رحمه واسعه بفضله ورضوانه.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 10-10-2007, 10:12 AM   #2
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile عبُادة بن الصامت الانصاري رضي الله عنه

عبُادة بن الصامت الانصاري رضي الله عنه



وهو عُبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة عوف ابن عمرو بن عوف ابن الحارث من الخزرج الأنصاري المكنُيّ بأبي الوليد، صحابي جليل، موصوف بالورع والتقُوى، شهد العقبة وكان أحد النقباء الاثني عشر الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة الى المدينة المنورة وكان يومها نقيبا لبني عوف بن الحارث، وقد ذكر فيما بعد عن هذه البيعة أنهم بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم في العقبة على: ((السمع والطاعة في النشاط والكسل، وعلى النفقة في العُسر واليُسر، وعلى الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن نقول في الله لا تأخُذنا في الله لومة لائم، وعلى أن ننُصَرهُ اذا قدم علينا يثرب، فنمنُعهُ مما نمنعُ منه أنفسنا وأزواجنا وأهلنا، ولنا الجنة، ومن وَفىّ وَفىّ الله له الجنة بما بايع عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ومَن نكثَ فانما ينكث على نفسه!)).

كان عبُادة بن الصامت رضي الله عنه طويلا، ممتلئ الجسم، جميلا، وكان ممن جمع القران الكريم في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه من الانصار، رضوان الله عليهم معاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وابو الدرداء، وأبو أيوب الانصاري وكان عبادة يُعلّمُ القران الكريم لآهل الصُفّة المنُقطعون للعبادة في المسجد، وروى رضي الله عنه الكثير من الاحاديث النبوية الشريفه .

شهد عبادة رضي الله عنه بدرا، وأحُدا والخندق، وغزا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ست غزوات، وشارك في فتوح الشام، وفتح دمشق، وفتح مصر، وكان يقيم في المدينة المنورة ثم أرسله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى الشام ليُعلمّ الناس أمور دينهم ويقرؤهم القران الكريم، وكان معه معاذ بن جبل، وابو الدرداء رضي الله عنهما، فأقام عبادة في حمص، وأقام معاذ في فلسطين، فيما أقام أبو الدرداء بدمشق، وبعد وفاة معاذ رضي الله عنه بطاعون عمواس أنتقل عبادة بن الصامت الى فلسطين.
وكان رضي الله عنه خلال اقامة في الشام يخالف معاوية بن أبي سفيان الذي كان والياً انذاك في الشام في كثير من القضايا، ولما أوُتي من سعة معرفة بتفسير القران الكريم وبالحديث النبوي الشريف، والسيرة النبوية المطهّره فكان معاوية يحاورة مّره، ويجادلة مرّه، يؤيده مّره، وينكر عليه بعض الآمور مرة اخرى، ويصمت عن أخرى ويعود اليه في بعض القضايا وروي أن معاوية قال يوما عن عبُادة: ((اقتبسوا منه فأنه أفقه مني)) . ولهذه القصص دلالة واضحة على تمكنه من الفقه ومعرفة عبادة في أحكام دين الله، وقيامه بالآمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد قال لمعاوية يوما: أنت يا معاوية أصغر في عيني من أن أخافك في الله عز وجّل . فقال معاوية: صدقت! قد كان هذا شأن البيعتين، ولمّا انكر يوما على معاوية قضية اخرى قال عبادة لمعاوية: لا أُساكنك بأرض، فرحل عبادة الى المدينة المنورة فلما بلغها قال له الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أقدمك؟ فاخبرة، فقال: ارحَل ألى مكانكَ، فقبحَ الله أرضا لستَ فيها وأمثالك فلا إمرة له (أي لمعاوية) عليك!! .
بعد حضوره فتح مصر تولىّ عبادة بن الصامت رضي الله عنه ولاية (إيلياء: بيت المقدس) ثم تولىّ القضاء في فلسطين ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان (فلسطين: قصبتها بيت المقدس ومن مشهور مدنها عسقلان والرملة وغزة وأرسوف وقيسارية ونابلس وأريحا وعمّان ويافا وجبال الشراه الى آيلة (العقبة) كله مضموم الى جند فلسطين) وهي في التقسيمات الحدودية الحالية أجزاء من فلسطين وأجزاء أخرى من الأردن، وكان أوّل من ولي القضاء في فلسطين لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. وبقي في بيت المقدس قاضيا لفلسطين حتى وفاته فيها سنة أربع وثلاثين للهجرة وكان عمره عند وفاته اثنتين وسبعين سنة ودفن في بيت المقدس.
روي أنه لما حضرت الوفاة عبادة بن الصامت قال: أخرجوا فراشي الى الصحن -يعني صحن الدار- ثم قال: اجمعوا اليَّ أمواليَّ وخدمي وجيراني، ومن كان يدخل عليّ، فجُمعوا له، فقال: أن يومي هذا لا أراه ألاّ اخر يوم يأتي عليّ من الدنيا، وأول ليلة من الاخرة، واني لا أدري لعلّه قد فرط مني اليكم بيدي أو بلساني شيء، وهو -والذي نفسي بيدي- القصاص يوم القيامة، وأُحرج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك ألا أقتصّ مني قبل ان تخرج نفسي، قال: فقالوا: بل كنت مؤدبا . قال : اللهمّ أشهد!! ثم قال: أما لا فاحفظوا وصيتي: احّرج على انسان منكم يبكي عليّ، فاذا خرجت نفسي فتوضؤوا واحسنوا الوضوء ثم ليدخل كلُّ انسان منكم المسجد فيصلي، ثم يستغفر لعباده ولنفسه، فان الله تبارك وتعالي قال: ((واستعينوا بالصبر والصلاة) الاية (45) من سورة البقرة، ثم أسرعوا بي الى حفرتي، ولاُ تتبُعني نارا، ولا تضعوا تحتي أرجوانا)) رضي الله عنه .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استعمل عبادة بن الصامت على بعض الصدقات وقال له: ((أتقّ الله يا ابو الوليد!! اتقّ! لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رُغاء، أو بقرة لها خُوار، أو شاة لها ثؤاج!!؟ فقال: يا رسول الله: ان ذلك كذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم: أي والذي نفسي بيده أنّ ذلك لكذلك الآ من رحمَ الله عز وجل!؟ قال: فوالذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين ابدا)) وأخرج الحاكم في المستدرك عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم شُغلَ فاذا قدم الرجل وقد أسلم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعه الى رجل مناّ يعلّمه القران، فدفع اليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا كان معي في البيت، وكنُت أقرأته القران، فرأى أن لي عليه حقا، فأهدى اليّ قوسا ما رايت أجود منها ولا أحسن منها عطافا، فأتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما ترى يا رسول الله فيها؟ قال: (جمرة بين كتفيك تقلدّها أو تعلقّها) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحم الله عبادة بن الصامت .
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 24-10-2007, 02:52 PM   #3
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile معاذ بن جبل رضي الله عنه

معاذ بن جبل رضي الله عنه



هو معاذ بن جبل بن عمرو بن اوس بن عائذ بن عديّ بن كعب بن عمرو بن أُدَيّ بن سعد بن علي بن أسد بن سارده بن يزيد بن جُشم بن الخزرج، الملقب بأبي عبد الرحمن الانصاري
أمه: هند بنت سهل من بني رفاعة ثم من جهينة، ولآمه ولد من الجد بن قيس.
كان طويلا حسن الوجه والثغر والخُلق، جميلا سمحا، عذب الحديث واسع العينين واكحلهما، أبيض البشرة، براق الثنايا، جعد الشعر قطط.

أسلم وكان عمره ثمانية عشر عاما، وشهد بيعة العقبة مع سبعين من بني جشم من الخزرج وكان شابا امرد، فيما شهد معركة بدر وكان عمره نحوا من عشرين سنة، وكان أحد الانصار الاربعة من جامعي القرآن الكريم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، اخرج البخاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ''خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأُبي، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة''، وعن أنس رضي الله عنه مرفوعا الى الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: أرحم أمتي بأمتي ابو بكر، وأشدها في دين الله عُمرُ، واصدقها حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام مُعــاذ'' وافرضهم زيدٌ، وأقرأهم أبي ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة''.

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ''يأتي مُعاذ ابن جبل بين يدي العُلماء، بَرتوه'' (والرتوة: رمية السهــم)، أي بمسافة قصيرة.

بعث الرسول صلى الله عليه وسلم معاذا الى اليمن ليبيّن لهم امور دينهم، وروى أن معـاذاً قال: لما بعثني النبي صلى الله عليه وسلم الى أهل اليمن قال لي: كيف تقضي إن عَرَض قضاء؟ قلت: أقضي بما في كتاب الله، فان لم يكن، فبما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فان لم يكن فيما قضى به الرسول؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلؤ، قال فضرب صدري وقال: الحمد الله الذي وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما يُرضي رسول الله''.

روى معاذ بن جبل رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا معُاذ أني لأحبك في الله. فقال معاذ: وأنا والله يا رسول الله احبك في الله قال: أفلا اعلمك كلمات تقولهّن دُبُرَ كلّ صلاة: ربّ أعنيّ على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك''.
وروي ان معاذا رضي الله عنه كان أحد الذين كانوا يفتون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من الانصار وهم: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد، وروي عنه رضي الله عنه أنه قال: ما عمل ادمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله. قالوا: يا أبا عبد الرحمن ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الا ان يضرب بسيفه حتى ينقطع، لان الله تعالى يقول في كتابه (ولذكر الله اكبر) الآية (145) من سورة العنكبوت. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد استخلف معاذا على مكة بعد فتحها وخروجة صلى الله عليه وسلم الى حنين وأمره ان يعلم أهلها القرآن الكريم ويقرؤه لهم، ويفقههم في دينهم.

شارك معاذ رضي الله عنه في جيوش الفتح الاسلامي المتجهة الى الشام وخاصة اليرموك، وفتح دمشق وفتح حمص وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد قال عند خروج معاذ بجيش الشام: لقد اخّل خروجه بالمدينة وأهلها في الفقه، وفيما كان يفتيهم به، ولقد كنت كلمتُ ابا بكر ان يحبسه، يعني يمنعه، من مغادرة المدينة الى الشام لحاجة الناس اليه فأبى عليّ وقال: رجُل أراد وجها، يعني الشهادة، فلا احبسه.

وفي وقت لاحق وعند زيارة الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى الشام خطب الناس في الجابيه فقال رضي الله عنه: من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل.

روي أن معاذ بن جبل رضي الله عنه خلال اقامته في حمص كان يُفتي في مسجد حمص وهو شاب في الثلاثين وكان بهذا المسجد نحوا من ثلاثين كهلا من الصحابة رضوان الله عليهم وكان يفتي بحضورهم.

وروي أن أم سلمة رضي الله عنها قالت إنه لما أصيب أبوعبيدة عامر بن الجراح بطاعون عمواس استخلف على الناس معاذ بن جبل واشتد الطاعون على الناس، فاستصرخوا معاذ أن: ''أدُع الله أن يرفع هذا الرجّز، قال: انه ليس برجز ولكن دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وشهادة يخص الله بها من يشاء منكم''.
وروي عن معاذ رضي الله عنه انه لما اشتد الطاعون قال: اللهم أجعل نصيب ال معاذ الاوفر. فماتت ابنتاه فدفنهما في قبر واحد. واصاب ابنه عبد الرحمن الطاعون فقال له: كيف تجدك؟ قال: (الحق من ربك فلا تكن من الممترين) الآية (60) من آل عمران قال: (ستجدني ان شاء الله من الصابرين) الآية (102) من سورة الصافات واصاب الطاعون معاذ في كفه فجعل يقَّلبها ويقول: (هي احب اليّ من حمرُ النعمّ).

وتوفي معاذ رضي الله عنه بالطاعون وهو ابن اربعة وثلاثين عاما في السنة السابعة او الثامنه عشرة للهجرة في قصير خالد في غور الاردن.
رحمـــه الله تعالـــــى
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .