|
26-09-2007, 01:20 PM
|
#21
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم الرابع عشر من رمضان المبارك
ـ قتل المختار بن عبيد الثقفي:
من حوادث اليوم الرابع عشر من رمضان المبارك مقتل المختار بن عبيد الثقفي ويكنى أبا إسحاق .
والمختار أخو صفية زوجةِ عبد الله بن عمر بن الخطاب ، خرج على الأمويين وعلى ابن الزبير، وسعى نحو السيطرة على العراق ، وكان له شأن وأخبار وإدعاءات.
يقول ابن الجوزي (المنتظم 5/67) عن رفاعة القتباني قال: دخلت على المختار فألقى إليّ وسادة وقال :
ـلولا أن أخي جبريل قام عن هذه لألقيتها إليك!!
قال : فأردت أن أضرب عنقه فذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم( من أمّن مؤمناً على دمه فقتله فأنا من القاتل بريء.)..
وكانت ثورة المختار إبان حكم عبد الملك بن مروان وأيام عبد الله بن الزبير
قتل المختار لأربع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة سبع وستين هجرية وهو ابن سبع وستين سنة. على يد قائد جيش عبد الله بن الزبير مصعب بن الزبير.
ـ فتح مدينة سرقوسة في صقلية:
ومن حوادث اليوم الرابع عشر من رمضان سنة 264هـ أن المسلمين ملكوا مدينة (سرقوسة) في جزيرة صقلية.
قال ابن الأثير في (الكامل 6/279) وفي هذه السنة رابع عشر رمضان ملك المسلمون سرقوسة ، وهي من أعظم صقلية.
وكان سبب ملكها أن جعفر بن محمد أمير صقلية غزاها وغيرها من البلاد التي بيد الروم أمثال قطانية وطبرمين ورمطه، ونازل سرقسطة براً وبحراً ، وملك بعض أرباضها، ووصلت مراكب للروم نجدة لها ، فسير إليها جعفر بن محمد أسطولاً فأصابوها فتمكنوا حينئذ من حصرها.
وأقام العسكر محاصرا لسرقوسة ستة أشهر إلى أن فتحت، وأصيب فيها من الغنائم ما لم يصب بمدينة أخرى ، ولم ينج من رجالها إلا الشاذ الفار .
وأقام المسلمون فيها بعد فتحها شهرين، ثم وصل من القسطنطينية أسطول للروم، فالتقوا هم والمسلمون، فظفر بهم المسلمون وأخذوا منهم أربع قطع ثم تركوهم.
ـ تمرد في جيش المماليك ومطالبة بزيادة الرواتب:
ومن حوادث الرابع عشر من رمضان سنة 832هـ ما ذكره ابن تغري في (النجوم الزاهرة 14/330) من حادثة رفض عسكري من قبل المماليك لتسليم رواتب السلطان مطالبين بزيادة كبيرة.
قال: وفي يوم الخميس رابع عشر من رمضان حُملت جامكية المماليك السلطانية (رواتبهم المقررة) إلى القلعة (قلعة القاهرة) لتنفق فيهم على العادة ، فامتنعوا من قبضها، وطلبوا زيادة لكل واحد ستمائة درهم ، وصمموا على ذلك ، وترددت الرسل بينهم وبين السلطان الملك الأشرف إلى أن زيد في جوامك عدة منهم وسكن شرهم ، وأخذوا الجامكية في يوم الاثنين ثامن عشرة.
ـ تولي السلطان حسن بن محمد قلاوون:
ومن حوادث الرابع عشر من رمضان أن الملك السلطان بدر الدين أبو المعالي حسن بن السلطان الملك الناصر محمد بن السلطان المنصور قلاوون. تولى السلطنة بعد مقتل أخيه حاجي.
قال ابن تغري (النجوم الزاهرة 10/187): وقام الأمراء بسلطنة حسن هذا ، وأجلسوه على تخت الملك بالإيوان في يوم الثلاثاء رابع عشر شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، ولما جلس على تخت الملك لقبوه بالملك الناصر سيف الدين حسن ، فصاحت الجاووشية (فرقة من الجيش) في الحال باسمه وشهرته ، وتم أمره وحلف له الأمراء على العادة.
وكان عمره يوم سلطنته إحدى عشرة سنة وهو السلطان التاسع عشر من ملوك الترك بالديار المصرية.
وكان من أبرز الأمراء في عهده ذوي النفوذ الأمير (منجك) الذي اشتد على الدواوين، وتكلم فيهم حتى خافوه بأسرهم، وقاموا له بتقادم هائلة ، فلم يمض شهر حتى أنس بهم واعتمد عليهم في أموره كلها ، وتحدث (منجك) في جميع أقاليم مصر (ضبطها) ومهد أمورها ، وكان يلقب منجك اليوسفي السلاح دار.
ولكن السلطان حسن خلع بعد أربع سنوات عام 752هـ، وتولى بعده أخوه الملك الصالح محمد ، وزج به في السجن .
ثم أعيد السلطان حسن إلى السلطة بعد ثلاث سنوات عام 755هـ، واستمر في السلطنة إلى أن قتله كبير قواده الأمير يلبغا سنة 762هـ.
ـ وصف ابن تغري (النجوم الزاهرة 10/315) السلطان حسن بقوله:
كان سلطاناً شجاعاً مقداماً كريما حازماً مدبراً ذا شهامة وصرامة وهيبة ووقار عالي الهمة كثير الصدقات والبر. ومما يدل على علو همته مدرستة التي أنشأها بالرميلة تجاه قلعة الجبل ، وهي المدرسة التي لم يُبْنَ في الإسلام نظيرها، ولاحكاها معمار في حسن عملها, وهي في الجملة أحسن ما بني في الدنيا شرقا وغر با في معناها بلا مدافعة.
ـ محاصرة قلعة بعلبك من قبل صلاح الدين:
ومن حوادث اليوم الرابع عشر من شره رمضان أن الملك الناصر صلاح الدين وهو يجمع أشلاء الشام المبعثرة بين أيدي ملوك ضعاف ملك قلعتي حمص وبعلبك اللتين تتمتعان بقيمة استراتيجية عالية في الحرب ضد الصليبيين.
يقول ابن الأثير في (الكامل) في حوادث سنة 570هـ (10/66) لما استقر ملك صلاح الدين لدمشق سار إلى مدينة حمص وفي قلعتها والٍ يحفظها. فلما نزل صلاح الدين على حمص راسل من فيها بالتسليم فامتنعوا ، فقاتلهم من الغد فملك البلد وأمّن أهله ، وامتنعت عليه القلعة.
واقتضى الحال أن يترك حمص ويجعل فيها من يحفظها ، ويمنع مَنْ بالقلعة من التصرف أو أن تصعد إليهم ميرة (مؤن) ثم سار إلى حماه فحلب ، ثم عاد أدراجه إلى حمص ثانية سريعاً لملاقاة ملك الفرنجة الداهية ريموند الذي أراد استغلال غياب صلاح الدين لاحتلال حمص.
فلما وصل صلاح الدين إلى الرستن وسمع الفرنجة بقدومه رحلوا عن حمص، ووصل إليها صلاح الدين فأعاد حصار القلعة ثانية إلى أن ملكها ثم سار منها إلى بعلبك وبها والٍ اسمه يمن ، فحاصرها وتسلم القلعة وذلك رابع عشر من رمضان من سنة 570هـ.
ـ فتح أنطاكية وأخذها من الصليبيين:
ومن حوادث اليوم الرابع عشر من شهر رمضان أن الملك الظاهر بيبرس فتح أنطاكية التي دخلها المسلمون أكثر من مرة
وكانت تنتقل إلى أيدي الروم أو الصليبيين أو غيرهم مرات عديدة حتى يقيض الله لها من يعيد فتحها.
قال ابن كثر في (البداية 13/251) في حوادث سنة 666هـ :
ـ أنطاكية مدينة عظيمة كثيرة الخير، يقال: إن دور سورها إثنا عشر ميلا، وعدد بروجها مائة وستة وثلاثون برجاً. كان نزول الملك الظاهر عليها في مستهل شهر رمضان ، فخرج إليه أهلها يطلبون منه الأمان، وشرطوا له شروطاً عليهم، فأبى أن يجيبهم وردهم خائبين ، وصمم على حصارها ففتحها يوم السبت رابع عشر رمضان بحول الله وقوته وتاييده ونصره ، وغنم منها شيئاً كثيراً وأطلق للأمراء أموالاً جزيلة ، ووجد من أسارى المسلمين من الحلبيين فيها خلقاً كثيراً. كل هذا في مقدار أربعة أيام .
وقد كان (الاغريس) صاحب انطاكية من أشد الناس أذية للمسلمين حين ملك التتار حلب وفر الناس منها فانتقم الله سبحانه منه.
ـ استحداث بدعة التكبير بعد الصلوات الخمس:
ومما ذكر من حوادث اليوم الرابع عشر لشهر رمضان ما جاء في حوادث سنة 215هـ أيام الخليفة المأمون العباسي
قال ابن كثير (البداية 10/270) وفي هذه السنة كتب المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم نائب بغداد يأمره أن يأمر الناس بالتكبير عقيب الصلوات الخمس ، فكان أول ما بدئ بذلك في جامع بغداد والرصافة يوم الجمعة لأربع عشر ليلة خلت من رمضان. وذلك أنهم كانوا إذا قضوا الصلاة قام الناس قياماً ، فكبروا ثلاث تكبيرات ثم استمروا على ذلك في بقية الصلوات.
وهذه بدعة أحدثها المأمون أيضاً بلا مستند ولا دليل ولا معتمد ، فإن هذا لم يفعله أحد قبله. ولكن ثبت في الصحيح عن ابن عباس أن رفع الصوت بالذكر كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلم حين ينصرف الناس من المكتوبة وقد استحب هذا طائفة من العلماء كابن حزم وغيره.. وأما هذه البدعة التي أمر بها المأمون فإنها بدعة محدثة لم يعمل بها أحد من السلف.
ـ الملك كوجك ملك إربل شجاع وكريم:
ومن حوادث اليوم الرابع عشر من رمضان وفاة الملك زين الدين علي كوجك صاحب أربل سنة (630هـ).
قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء 22/334) وصف بالشجاعة المفرطة وكان يحب الصدقة حباً جماً، له كل يوم قناطير خبز يفرقها ويكسو في العام خلقاً ويعطيهم دنانير، وبنى أربع خوانك (ملاجئ أو مراكز) للزمنى والأضراء (العميان) وكان يأتيهم كل اثنين وخميس ويسأل كل واحد عن حاله ويتفقده ويباسطه ويمزح معه، وبنى داراً للنساء، وداراً للأيتام، وداراً للقطاء، ورتب بها المواضع، وكان يدور على مرضى البيمارستان، وله دار مضيف ينزلها كل وارد ويعطى كل ما ينبغي له ، وبنى مدرسة للشافعية والحنفية وكان يمد بها السماط، ويحضر السماع كثيراً ، وكان يمنع دخول أي منكر بلده ، وبنى للصوفية رباطين، وكان ينزل إليهم لأجل السماعات, وكان في السنة يفتكّ أسرى بالجملة, ويخرج سبيلاً للحج، ويبعث للمجاورين بخمسة آلاف دينار, وأجرى الماء إلى عرفات .
وأما احتفاله بالمولد (النبوي) فيقصر التعبير عنه: كان الخلق يقصدونه من العراق والجزيرة، وتنصب قباب خشب له ولأمرائه وتزين, ويخرج من البقر والغنم والإبل شيئاً كثيراً فتنحر، وتطبخ الألوان ويتكلم الوعاظ في الميدان.
وكان متواضعاً خيراً سنياً يحب الفقهاء والمحدثين ، وما نقل أنه انهزم في حرب.
قال ابن خلكان (الذهبي، سير أعلام النبلاء 22/337): مات ليلة الجمعة رابع عشر من رمضان سنة ثلاثين وستمائة للهجرة، وعمل له تابوت وحمل مع الحجاج إلى مكة ، فاتفق أن الوفد رجعوا تلك السنة لعدم الماء ، فدفن بالكوفة رحمه الله تعالى.
ـ بدء الحرب العالمية الأولى:
ومن حوادث اليوم الرابع عشر من شهر رمضان بدء الحرب العالمية الأولى عام 1331 هـ.
وذلك عندما تهيأت الظروف الدولية والإقليمية لنشوب حرب عالمية كونية بين الدول الأوروبية عقب اغتيال طالب صربي متطرف لولي عهد النمسا الأرشيدق فرانز فردينا وزوجته في سراييفو ، فانتهزت النمسا هذا الحادث وأعلنت الحرب ضد صربيا التي شعرت روسيا بمسؤوليتها تجاهها ، فقامت تنافح عنها رافضة الإنذار الألماني بوقف التعبئة والاستعداد.
وهكذا تدخلت فرنسا صديقة روسيا ضد المانيا ، مما حدا بألمانيا إلى غزو فرنسا عن طريق اختراق بلجيكا ولوكمسبورغ يوم 41 أغسطس 4191م الموافق 14 رمضان 1332...
وكانت نتيجة الحرب الكونية الأولى التي اشتركت فيها ثلاثون دولة ، ضحايا يبلغون عشرة ملايين من العسكر قتلى، و21 مليوناً جريحاً ، قبل توقيع الهدنة التي أنهت الحرب في 6 صفر 1337هـ الموافق 11 نوفمبر 1918م.
الفراغ من تأليف كتاب رياض الصالحين :
وفي الرابع عشر من رمضان سنة 670هـ اكتمل عقد كتاب عظيم النفع كبير الفائدة.
قال الإمام يحيى بن شرف بن مري أبو زكريا النووي الدمشقي المولود في قرية نوى من أعمال حوران قرب دمشق والمتوفى فيها سنة 676هـ قال عن كتابه الفذ (رياض الصالحين) رأيت أن أجمع مختصراً من الأحاديث الصحيحة مشتملاً على ما يكون طريقاً لصاحبه إلى الآخرة ومحصلاً لآدابه الباطنة ثم قال في آخره : فرغت منه يوم الاثنين رابع عشر رمضان سنة سبعين وستمائة.
__________________
|
|
|
27-09-2007, 02:34 PM
|
#22
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم الخامس عشر من رمضان
ـ ولادة الحسن بن علي رضي الله عنهما:
من حوادث اليوم الخامس عشر من شهر رمضان ولادة مولود من أحب الناس إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنه الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ابنة فاطمة، البتول الزهراء
قال الطبري (2/76) وفي هذه السنة أعني سنة ثلاث من الهجرة ولد الحسن بن علي بن أبي طالب في النصف من شهر رمضان.
وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (1/484) عن علي لما ولد الحسن جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :ـ ( أروني ابني. ما سميتموه ؟ قلت: سميه حرباً قال : بل هو حسن )
وعقر عنه يوم سابعه بكبشين (الثقات 1/220) وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بوزن شعره فضة.
وقال عنه (الاستيعاب 1/484) : ( إن ابني هذا سيد وعسى الله أن يبقيه حتى يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ). زاد في رواية : ( وأنه ريحانتي من الدنيا)
وكثيراً ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعبه ، وربما مص لسانه واعتنقه وحمله على كتفه حتى وهو في الصلاة.
كان الحسن رضي الله عنه حليماً ورعاً فاضلاً. تولى الخلافة بعد مقتل أبيه علي رضي الله عنه ، فاجتمع حوله أهل العراق وساروا للقاء معاوية وأهل الشام، فلما تراءى الجمعان بموضع يقال له : مسكن من أرض السواد بناحية الأنبار صالح معاوية على أن لا يطلب أحداً من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء كان في أيام أبيه ، فأجابه معاوية وكاد يطير فرحاً ، وسمي هذا العام عام الجماعة لاجتماع كلمة المسلمين بصلح الحسن رضي الله عنه.
وعن علي رضي الله عنه كان الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه الناس بالنبي ما كان أسفل من ذلك.
رويت عن أخلاق الحسن وحكمته وفصاحته قصص كثير باهرة. رضي الله عنه وأرضاه.
ـ إسلام ثقيف بعد فتح مكة:
ومن حوادث اليوم الخامس عشر من شهر رمضان سنة تسع للهجرة:
أن ثقيفاً التي أبت الدخول في الإسلام وحاربت المسلمين بعد فتح مكة في معركة الطائف، ثم بلغ بها الكبرياء أن قامت بقتل عروة بن مسعود الثقفي لما علموا بإسلامه منفرداً عنهم.
قال ابن هشام (5/226) أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهراً ، ثم إنهم ائتمروا بينهم ورأوا أن لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب ، وقد بايعوا وأسلموا. وقال بعضهم لبعض:
ـ ألا ترون أنه لا يأمن لكم سرب، ولا يخرج منكم أحد إلا اقتطع .
فأجمعوا أن يرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفداً مكوناً من ستة أشخاص ، فلما دنوا من المدينة ونزلوا (قناة) ألفوا بها المغيرة بن شعبة يرعى في نوبته ركائب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآهم وعلم خبرهم ضَبَر يشتد، ليبشر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره عن ركب ثقيف أن قد قدموا يريدون البيعة والإسلام بأن يشترط لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم شروطاً، ويكتتبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً في قومهم وبلادهم وأموالهم.
ولما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم – وقد علمهم المغيرة تحية الإسلام – أبو إلا أن يحيوا بتحية قومهم.
وضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبة في ناحية المسجد فقد روى ابن خزيمة في صحيحه (2/285) (أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى اللهعليه وسلم فأنزلهم المسجد حتى يكون أرق لقلوبهم) ، وكان المكلف بمرافقتهم خالد بن سعيد بن العاص هو الذي يمشي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اكتتبوا كتابهم.
وكان خالد هو الذي كتب كتابهم بيده ، وكانوا لا يطعمون طعاماً يأتيهم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأكل منه خالد ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيهم كل ليلة بعد العشاء فيتحدث قائماً على رجليه، حتى يراوح بين رجليه، حتى أسلموا.
وقد كانوا فيما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدع لهم الطاغية ، وهي (اللات) لا يهدمها ثلاث سنين، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك عليهم، فما برحوا يسألونه سنة سنة ويأبى عليهم ، حتى سألوه شهراً واحداً بعد مقدمهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئاً مسمى ، وأمر أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة أن يهدماها
وسألوه مع ترك الطاغية أن يعفيهم من الصلاة ، وأن لا يكسروا أوثانهم!!. فقال عليه السلام :
ـ لا خير في دين لا صلاة فيه ، وأما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منها.
وأمّر عليهم عثمان بن العاص ، وذلك أنه كان أحرصهم على القرآن والفقه وأوصاه أن يتجاوز في صلاته ، وأن يقهر الناس بأضعفهم.
وأسلم وفد ثقيف في النصف من رمضان يوم الخامس عشر منه فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام ما استقبلوا ، وقد جاء أن بلالاً كان يأتيهم بفطورهم وسحورهم.
(وفي صحيح مسلم 4/1752) أنه (كان في وفد ثقيف رجل مجذوم فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم أنا قد بايعتك فأرجع).
ـ الدعاء والقنوت في الصلاة:
ومن حوادث اليوم الخامس عشر لشهر رمضان أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ فيه قنوتاً امتد خمسة عشر يوماً يدعو ربه لنجاة ضعفاء المسلمين الذي حبستهم قريش عن الهجرة.
جاء في (الفائق في غريب الحديث 3/226) عنه صلى الله عليه وسلم أنه قنت صبيحة خمس عشرة من شهر رمضان في صلاة الصبح يقول:ـ اللهم أنج الوليد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين فدعا كذلك حتى إذا كان صبيحة الفطر ترك الدعاء. فقال عمر بن الخطاب :ـ يا رسول الله مالك لم تدع للنفر.
قال : أو ما علمت بأنهم قدموا.
قال فبينا هو يذكرهم ، نفجت بهم الطريق يسوق بهم الوليد بن الوليد وسار ثلاثاً على قدميه وقد نكب بالحرة. قال فنهج بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قضى من الدنيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ـ هذا الشهيد وأنا عليه شهيد.
ـ مذبحة قام بها اليهود في الحرم الإبراهيمي:
ومن حوادث الخامس عشر من شهر رمضان المذبحة الكبرى التي قامت بها الصهيونية عام 1414هـ في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل في فلسطين.
إذ بينما كان المسلمون يؤدون صلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي من يوم الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان، دخل المسجد طبيب إسرائيلي يعمل ضابطاً في الجيش الإسرائيلي هو (باروخ جولد شتاين) أمريكي الأصل وفتح النار من سلاحه المرخص على جموع المصلين العزل ، فأردى تسعين منهم ذهبوا شهداء غدره وهم يصلون ، بينما أصيب ثلاثة أضعاف هذا العدد بجراح مختلفة . . . وقد تمت هذه الحادثة على مرأى ومسمع من إسرائيل وجيشها ، وقد سارعت إسرائيل إلى وصف هذا المجرم الإرهابي بالمختل عقلياً - كعادتها في المذابح الأخرى.
و(باروخ جولد شتاين) يهودي أمريكي الأصل – كما يقول الأستاذ مجاهد ميجي) هاجر إلى إسرائيل قبل تاريخ مجزرته بـ 11 عاماً واستقر في مدينة الخليل ، وكان من أتباع الحاخام اليهودي الإرهابي الكبير (كاهانا) المعروفين بتشددهم وكراهتهم للمسلمين ومطالبتهم بترحيلهم من فلسطين.
ـ انطلاقة دعوة الموحدين.
ومن حوادث اليوم الخامس عشر من رمضان انطلاقة محمد بن تومرت مؤسس دولة الموحدين في المغرب
جاء في كتاب (الاستقصاء بالأخبار دول المغرب الأقصى 1/92) أن محمد بن تومرت مكث مدة في الخفاء يجمع من حوله الأتباع ، ويؤلب الناس على أمراء عصره، حتى إذا كاد أمره أن ينكشف لجأ إلى (تيمنلل) في صحراء المغرب ، فأقام بها إلى أن لحق به أصحابه والمصدقون بإمامته.
وفي (تيمنلل) عظم صيته وكثر أتباعه ، فأظهر دعوته الناس إلى بيعته، فبايعه أصحابه الخاصون وكانوا عشرة عقب صلاة الجمعة خامس عشر رمضان سنة (515هـ) ولما كان من الغد - وهو يوم السبت - خرج في أصحابه العشرة متقلدين السيوف، وتقدم إلى الجامع، فصعد المنبر وخطب الناس، وأعلمهم أنه المهدي المنتظر ودعاهم إلى بيعته، فبايعوه البيعة العامة ، ثم بث دعاته في بلاد المصامدة يدعون الناس إلى بيعته، ويزرعون محبته في قلوبهم بالثناء عليه، ووصفه بالزهد وتحري الحق ، فانهال الناس عليه من كل جانب ، وسمى نفسه المهدي ، وسمى أتباعه الموحدين ، ولقنهم عقائد التوحيد باللسان البربري ، وجعل لهم فيه الأعشار والأحزاب والسور ، وقال: ـ من لم يحفظ هذا التوحيد فليس بموحد ولا تؤكل ذبيحته . . .
ومنذ تلك اللحظة بدأت دولة الموحدين بالتوسع والانتشار حتى عمت أرجاء المغرب العرب لفترة من الزمن قبل أن يقضي عليها المرابطون.
ـ وفاة القائد بيبرس المنصور:
ومن حوادث اليوم الخامس عشر من رمضان وفاة أحد قواد المماليك وهو الأمير ركن الدين بيبرس المنصور
توفي ليلة خامس عشر من رمضان، وهو أحد ممالك المنصور قلاوون، استنابه بالكرك وعزله الملك الأشرف خليل بالأمير جمال الدين آقوش، ثم صار دوادار السلطان وناظر الأحباس (الأوقاف) التي كانت أعظم الموارد المالية ، وولى نيابة على السلطنة بديار مصر.
وكان عاقلاً كثير البر، إليه تنسب المدرسة الدوادارية بخط سويقة العزي خارج القاهرة ، وله تاريخ سماه (زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة) يدخل في أحد عشر سفراً ، أعانه على تأليف كاتبه ابن كبر النصراني وكان يجلس رأس الميسرة (أي على رأس القواد العسكريين الذين يجلسون عادة على يسار السلطان في مجلسه) فأخذ إقطاعه الأمير مغلطاي الجمال وأخرج منه طبخانة لبلبان السناني ، وصار الأمير عز الدين أيدمر الحظيري بعده يجلس في رأس الميسرة.
ـ ابن الكتاني فقيه الأصولي
ومن الأعلام الذين توفوا في الخامس عشر من رمضان ابن الكتاني الفقيه الشافعي الأصولي البارع.
قال ابن رافع السلامي في الوفيات (1/219) وفي يوم الثلاثاء النصف من شهر رمضان عام 738هـ توفي العلامة زين الدين أبو حفص عمر بن أبي الحرم بن عبد الرحمن بن يونس الدمشقي الشافعي، المعروف بابن الكتاني بظاهر القاهرة، وصلى عليه من الغد ودفن بالقرافة.
كان إماماً في أصول الفقه وعارفاً بمذهب الشافعي، ودرّس وأفتى، واشتهر صيته في الدنيا، وله حواشي على الروضة (للنووي) ودرس في آخر عمره في الحديث في قبة المنصورية ، ووصفه ابن العماد في شذرات الذهب (3/117) بقوله: ـ كان مقيماً وحده لم يتزوج ولم يتسر ، ولم يقن رقيقاً ولا مركوباً ولا داراً ولا غلاماً ، وكان حسن المحاضرة كثير الحكايات والأشعار، كريماً، توفي بمسكنه على شاطئ النيل بجوار الخانقاه التي تولى مشيختها وهي خانقاه الطيبرسية. رحمه الله.
__________________
|
|
|
27-09-2007, 02:54 PM
|
#23
|
" الأصالة هي عنواننا "
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: السعودية
المشاركات: 10,672
|
أحداث تاريخية عظيمة هي التي حدثت في هذا الشهر العظيم
كثير منها كان فيه الخير من فتوحات ونصر للإسلام والمسلمين
وبعض ماوقع فيه للأسف كانت وبالاً وشراً على الإسلام والمسلمين ولا حول ولاقوة إلا بالله
شكراً لك أخي الحبيب ماهر على هذه اليوميات وسرد تلك الأحداث
__________________
الحياة قصيرة فلا تقصرها بالهم والأكدار الشيخ /ابن سعدي
|
|
|
28-09-2007, 01:40 PM
|
#24
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة دايم العلو
أحداث تاريخية عظيمة هي التي حدثت في هذا الشهر العظيم
كثير منها كان فيه الخير من فتوحات ونصر للإسلام والمسلمين
وبعض ماوقع فيه للأسف كانت وبالاً وشراً على الإسلام والمسلمين ولا حول ولاقوة إلا بالله
شكراً لك أخي الحبيب ماهر على هذه اليوميات وسرد تلك الأحداث
|
أهلا أخي دايم  
بالفعل أحداث من أعظم ما مرت به أمتنا
شهر الجهاد و الفتوحات و العبادة
تحول الآن مع الأسف لشهر المهرجانات و المسلسلات و المسابقات
تابع معنا أخي أبا تركي
فلا زالت السلسلة طويلة و ممتعة
تحياتي
__________________
|
|
|
28-09-2007, 01:40 PM
|
#25
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم السادس عشر من رمضان المبارك
ـ مقتل الخليفة الراشد بالله:
من حوادث اليوم السادس عشر لشهر رمضان قتل خليفة عباسي في ظروف اضطراب الخلافة العباسية وتسلط الخارجين والقواد وأصحاب النفوذ عليها.
قال ابن العماد في (شذرات الذهب 2/101) وفي عام 632 هـ قتل الخليفة الراشد بالله أبو جعفر منصور بن المسترشد بالله الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله الهاشمي العباسي.
خطب له بولاية العهد أيام والده المسترشد ، وبويع بالخلافة بعده ، وكان شاباً أبيض مليح الوجه تام الشكل شديد البطش شجاع النفس حسن السيرة جواداً كريما شاعراً فصيحاً لم تطل دولته.
خرج من بغداد إلى الجزيرة وأذربيجان ، فخلعوه لذنوب ملفقة ، فدخل مراغة وعسكر بها، وسار إلى أصحابها ومعه السلطان داود بن محمود فحاصرها، وتمرض هناك ، فوثبت عليه جماعة من الباطنية فتقلوه صائما يوم سادس عشر رمضان وله ثلاثون سنة.
ـ استئصال شأفة كبير اللصوص البرجمي :
ومن حوادث اليوم السادس عشر من رمضان سنة 425هـ انطفاء تمرد واسع قام به اللصوص في عاصمة الخلافة بغداد أيام الخليفة المرتضى ، وذلك بإغراق رئيسهم الذي يقال له البرجمي في نهر دجلة من قبل معتمد الدولة.
قال ابن الجوزي في (المنتظم 8/79) وانتشر العيارون وقتلوا، وترددوا في الكرخ حاملين السلاح، ومضت الأيام على كبس المنازل ( مداهمتها )ليلاً والاستقفاء نهاراً (أي قتل الناس غيلة من أقفيتهم) فعظمت المحنة، وتعدوا إلى الجانب الشرقي من بغداد ففسد ، حتى قال:
ـ وكبس (البرجمي) داراً في ظهر دار الخليفة المرتضى ، وأخذ منها شيئاً كثيراً وصاح أهل الدار والجيران ، فلم يجدوا مغيثاً ، فلما كان يوم الجمعة ثار العوام في جامع الرصافة ، ومنعوا من الخطبة ، ورجموا القاضي أبا الحسين بن العريف الخطيب وقالوا : ـ إن خطبت للبرجمي (دعوت له) وإلا فلا تخطب لخليفة ولا لملك.
واتفق أن بعض القواد أخذ أربعة من أصحاب البرجمي فاعتقلهم ، فأخذ البرجمي ـ رداً عليه ـ أربعة من أصحاب ذلك القائد ، وجاء إلى دار القائد فطرق عليه الباب ، فخرج فوقف خلف الباب ، فقال له: ـ قد أخذت أربعة من أصحابك عوضاً عمن أخذته من أصحابي ، فإما أن تطلق من عندك لأطلق من عندي، وإما أن أضرب، رقابهم وأحرق دارك وأنصرف وشأنك ومن عندك!!
ووصل الأمر بالبرجمي كبير اللصوص أن يفاوض على مسروقاته جملة بأموال يدفعها لمسئولي الأمن فلا يعترضونه.
ومازال أمر (البرجمي) في ارتفاع إلى أن كانت ليلة سادس عشر من شهر رمضان حيث أخذه معتمد الدولة البويهي وهو الحاكم القوي بقوة قاهرة ، فبذل (البرجمي) له مالاً كثيراً على أن يترك فلم يقبل منه ، بل عمد معتمد الدولة إلى فم الدجيل على نهر دجلة فغرقه فيه علانية أمام الناس حتى مات.
وقد رد أخو البرجمي عليه بأن دخل بغداد فأخذ أختاً له من سوق يحيى ، وخرج فتبع وقتل .
وتحرك الخليفة بكل قوته فأرسل إلى العيارين ـ وأحضرهم إلى داره قائلاً: ـ من أراد منكم التوبة قبلت توبته وأقر في معيشته, ومن أراد خدمة السلطان استخدم مع صاحب البلد ، ومن أراد الانصراف عن البلد كان آمناً على نفسه ثلاث أيام. فقالوا: ـ نخرج .... فخرجوا.
ـ السلطان المظفر بيبرس يعزل نفسه:
ومن حوادث اليوم السادس عشر من شهر رمضان ما أورده ابن تغري في (النجوم الزاهرة) عن الصراع بين المماليك الذي تنازعوا السلطة حتى تسلمها الملك المظفر بيبرس
إلا أن الأمور سارت عكس هواه, وقوي تيار المعارضة له ، وهدده أمراء خصومه، إلى أن كان يوم الثلاثاء سادس عشر رمضان استدعى الملك المظفر الأمراء كلهم ، واستشارهم فيما يفعل، فأشار كبارهم عليه بالنزول عن الملك والإشهاد على ذلك ، والكتابة إلى السلطان السابق الملك الناصر محمد بذلك مع استعطافه ، فكتب إليه ، وكان مما قال له: ـ فإن حبستني عددت ذلك خلوة, وإن نفيتني عددت ذلك سياحة ، وإن قتلتني كان ذلك لي شهادة.
وكتب إليه يسأله أن يسمح له بالرحيل إما إلى الكرك وأعمالها، أو حماه وبلادها، أو صهيون (فلسطين) ومضافاتها.
وكان خروج الملك المظفر بعد هذا التنازل من القاهرة مذلاً.
قال ابن تغري: وعندما نزل من باب الإسطبل صاح به العوام وتبعوه ، فكأنما نودي في الناس بأنه خرج هاربا ، وزادوا في الصياح حتى خرجوا عن الحد ، ورماه بعضهم بالحجارة ، فشق ذلك على مماليكه ، وهموا بالرجوع إليهم ووضع السيف فيهم ، فمنعهم الملك المظفر، وأمر بنثر المال عليهم ليلهيهم..
وهكذا عادت الخطبة في مساجد القاهرة بعد ذلك إلى الملك الناصر، وأسقط اسم الملك المظفر بيبرس وزال ملكه.
ـ قتل مرتد مارق ابن دبادب:
ويورد ابن كثير في (البداية والنهاية) صورة من صور إقامة حد الردة على بعض المارقين فيقول (14/273) :
ـ وفي يوم الجمعة السادس عشر من رمضان قتل عثمان بن محمد المعروف بابن دبادب الدقاق بالحديد على ما شهد عليه جماعة - لا يمكن تواطؤهم على الكذب - أنه كان يكثر من شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فرفع إلى الحاكم المالكي وأدعي عليه، فأظهر التجابن (الجبن) ثم استقر أمره (أي بعد التحقيق والإشهاد عليه بما ثبت عنه) على أن قتل قبحه الله وأبعده ولا رحمه...
وهذه الحادثة تبعتها أخرى مشابهة بعد عشرة أيام سنوردها إن شاء الله في حوادث اليوم السادس والعشرين من رمضان.
ـ القبض علي رجل غريب التصرف:
وفي القاهرة في سنة 742 هـ جرت حادثة غريبة ذكرت في كتاب (النجوم الزاهرة 10/72) وهي أن رجلاً بوارديا يقال له محمد بن خلف يقيم بخط السيوفيين من القاهرة، قبض عليه في يوم السبت سادس عشر رمضان ، وأحضر إلى محتسب القاهرة، فوجد بمخزنه من فراخ الحمام والزرازير المملوحة عدة أربعة وثلاثين ألفاً ومائة وستة وتسعين. من ذلك أفراخ حمام: مائة ألف ومائة وستة وتسعون فرخاً. وزرازير عدة ثلاثة وثلاثين ألف زرزور. وجميعها قد نتنت وتغيرت أحوالها. ولعل رائحتها المنتشرة التي زكمت الأنوف دلت عليها ، فأدب وشهر.
ولم يذكر ابن تغري شيئاً عن سبب جمع هذا الرجل لهذا العدد من الطيور المملوحة المنتنة.
ـ انتقال عادة التدخين إلى المغرب:
ويؤرخ الإمام شهاب الدين احمد بن خالد الناصري في كتابه (الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 2/126) لظاهرة انتشار التدخين في المغرب ومن أين جاءت، فيقول :
ـ وفي سنة إحدى وألف (1001هـ) أتي بالفيلة من بلاد السودان إلى المنصور، وكان يوم دخولها لمراكش يوماً مشهوداً برز لرؤيتها من بالمدينة ، ثم حملت إلى فاس سنة سبع وألف.
قال في نشر المثاني, كان دخول الفيل إلى فاس يوم الاثنين سادس عشر رمضان، وبعث المنصور إلى ولده المأمون بهدية سنية فيها تحف وأموال... وقال بعضهم : وبسبب دخول هذه الفيلة إلى المغرب ظهرت هذه العشبة الخبيثة المسماة بتابغ ، لأن أهل السودان الذين قدموا بالفيلة يسوسونها قدموا بها معهم، يشربونها ويزعمون أن فيها منافع. فشاعت منهم في بلاد درعة ومراكش وغيرها من بقاع المغرب... ثم ينتقل الناصري إلى بيان رأيه في حكمها فيقول: ـ من تأمل أدنى تأمل في قواعد الشريعة وآدابها علم يقيناً أن تناول هذه العشبة حرام، لأنها من الخبائث التي حرمها الله تعالى على هذه الأمة المطهرة. وأنت لا تجد أنتن من أفواه شَرَبة الدخان، ولا أعفن من نكهات المستفين لغبار تابغ ، وأقول: لو كانت نتنها يتعلق بعضو من الأعضاء غير الوجه لكان هينا ، لكنه يعلق بالفم والأنف اللذين وضعهما الحكيم العليم في وسط الوجه، الذي هو أشرف الأعضاء. فأي مضمضة وأي استنشاق وأي سواك يزيل ذلك النتن، الذي يرسخ في أنفاس أهلها وخياشيمهم رسوخاً لا يماثله شيء. هذا إلى ما يتبع ذلك من المفاسد المتعددة من تغيير عقل متعاطيها حتى إذا انقطعت عنه صار كالمجنون، ومن دخول الشك في صيامه، لأن بقايا ذلك الدخان يمكث في حلقه إلى طلوع الفجر وما بعده، لأن جلهم إذا قرب الفجر والوا استعماله، حتى يكون هو خاتمة سحورهم ، وبالجملة فلا يستعمل ذلك إلا من لا خلاق له ولا يكترث بمروءة ولا دين.
ـ وفاة فاطمة بنت نصر بن العطار:
ومن المفيد أن نشير إلى أن ابن الجوزي في (المنتظم 10/279) أورد سيرة امرأة طاهرة صالحة هي فاطمة بنت نصر بن العطار قال: ـ توفيت يوم الأربعاء السادس عشر رمضان سنة 573هـ وأخرجت جنازتها بكرة الخميس إلى جامع القصر ، ونحي سباط المقصورة لأجلها ، وحضر جميع أرباب الدولة سوى الوزير (وكان آنذاك يطلق على كبير موظفي الخلافة) وصلى عليها أخوها ، وامتلأت الأسواق والشوارع بالناس أكثر من يوم العيد ، وتبعها إلى مقبرة أحمد بن حنبل ببغداد خلق كثير من الأكابر ، ودفنت عند أبيها، وشاع عنها الذكر الجميل والزهد في الدنيا.
يقول ابن الجوزي : وحدثني أخوها صاحب المخزن أنها كانت كثيرة التعبد شديدة الخوف من الله ، ما خرجت في عمرها من بيتها إلا ثلاث مرات لضرورة. وما كانت تلتفت إلى زينة الدنيا ، رحمها الله.
ـ الإمام ابن الزملكاني فقيه الشافعي كبير:
ومن حوادث اليوم السادس عشر سنة 727هـ وفاة عالم كبير وإمام جليل هو محمد بن علي بن عبد الواحد الأنصاري الدمشقي ابن الزملكاني أبو المعالي ،
ترجم له عامة المؤرخين. قال عنه ابن حجر (في الدر الكامنة 5/330) :
ـ أطلق عليه الذهبي: عالم العصر وأمير الشافعية ، كان بصيراً بالمذهب وأصوله ، قوي العربية ذكياً فطناً فقيه النفس ، أفتى وله نيف وعشرون سنة، وتخرج عليه غالب علماء عصره ، ولم يُرَ مثل كرم نفسه وعلو همته وتجمله في مأكله وملبسه.
ولي نظر المرستان ، ودرس بالشامية والظاهرية والرواحية ، وولي نظر ديوان الأفرم ، ونظر وكالة بيت المال ونظر الخزانة . قال ابن كثير: ـ لم أسمع أحداً يدرس أحسن منه!!
ولي قضاء حلب وطلبه الملك الناصر ليوليه قضاء دمشق فتوجه إليه وهو في مصر ، فلما كان في بلبيس توفي سادس عشر شهر رمضان 727 ، وحمل إلى القرافة فدفن بالقرب من الإمام الشافعي رحمه الله.
ـ المحتسب الفلكي أحمد بن علي البعلي ابن المقريزي :
ومن الذين توفوا يوم السادس عشر من رمضان الإمام العالم المؤرخ أحمد بن علي بن عبد القادر أبو العباس الحسيني البعلي الأصل (من بعلبك) القاهرة مولدا، يعرف بابن المقريزي، وهي نسبة لحارة في بعلبك تعرف بحارة المقارزة.
ولي الحسبة بالقاهرة (البدر الطالع 1/81) غير مرة ، والخطابة بجامع عمرو والإمامة بجامع الحاكم وقراءة الحديث بالمؤيدة وحمدت سيرته. عرض عليه الملك الناصر ابن برقوق قضاء دمشق أكثر من مرة فأبى.
ترك التدريس وعكف على التاريخ حتى اشتهر به، وصارت له فيه عدة مؤلفات ، منها الخطط والآثار للقاهرة, وإمتاع الأسماع بما للرسول ( ص )من الأبناء والحفدة والمتاع.
كان حسن الخبرة بالزايرجه والاسطرلاب والرمل والميقات، حسن الصحبة حلو المحاضرة شاعراً ، من شعره:
سقى عهد دمياطٍ وحيّاه من عهدِ
فقد زادني ذكراه وجداً على وجدي
ولازالت الأنواء يُسِقي سحابُها
دياراً حكت من حسنها جنة الخلد
توفي عصر يوم الخميس سادس عشر من رمضان سنة 845هـ.
ـ الفقيه الحجازي محمد بن ظهيرة شيخ ابن حجر:
ومن الذين توفوا في هذا اليوم السادس عشر الإمام محمد بن عبد الله بن ظهيرة.
ولد بمكة ليلة عيد الفطر سنة 751 ، ودرس فيها على علمائها ، ثم ارتحل في طلب العلم إلى مصر والشام وأخذ عن علمائها. لقب بعالم الحجاز وانتهت إليه رياسة الشافعية ، قصد بالفتاوى من بلاد بعيدة ، واستمر ناشراً للعلم نحو أربعين سنة. وازدحم عليه الطلبة الذين كان منهم الإمام الفذ ابن حجر. قال في (البدر الطالع 2/196)
ـ مات في ليلة الجمعة سادس عشر رمضان سنة 817هـ. رحمه الله.
__________________
|
|
|
29-09-2007, 04:55 PM
|
#26
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم السابع عشر من رمضان المبارك
ـ بدء نزول القرآن الكريم:
من أقدم الحوادث المنسوبة إلى يوم السابع عشر من رمضان أن بدء نزول القرآن الكريم كان فيه الطبري (1/628).
وهذا هو أحد الأقوال الثلاثة وثانيها أنه نزل في الثامن عشر من رمضان ولكن أشهرها وأقواها أنه نزل لأربع وعشرين من رمضان.
وقد استدل القائلون بأن القرآن الكريم نزل في يوم السابع عشر من رمضان بقوله تعالى (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ) وذلك – كما يقول الطبري, ملتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين ببدر، وأن التقاء رسول الله والمشركين ببدر كان صبيحة سبع عشر من رمضان. وسنعود إن شاء الله إلى الحديث عن نزول القرآن في حوادث اليوم الرابع والعشرين من رمضان.
جاء في البداية والنهاية (3/6) روى الواقدي بسنده عن أبي جعفر الباقر أنه قال كان ابتداء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لسبع عشر ليلة خلت من رمضان.
ـ فرض الصلوات الخمس:
وجاء في بعض الأقوال أن الصلوات الخمس المفروضة كل يوم على كل مسلم إنما فرضت في اليوم السابع عشر من رمضان، بناء على أن الإسراء والمعراج كانا فيه. وهذا أحد أقوال عدة.
نقل صاحب (البحر الرائق عن شرح النقاية) وهذا الكتاب من كتب الفقه الحنفي وأمهاته (1/257) قال:
وكان فرض الصلوات الخمس ليلة المعراج، وهي ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً.
وكانت الصلاة قبل الإسراء صلاتين: صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها. وقال تعالى (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ).
ـ غزوة بدر الكبرى:
ومن حوادث اليوم السابع عشر من رمضان ـ ويكاد يكون هذا متفقاً عليه عند المؤرخين وأصحاب السيرة ـ غزوة بدر الكبرى,
و(بدر) عين ماء لرجل يدعى بدراً. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه المهاجرون وبعض الأنصار لطلب عير قريش، واستخلف على المدينة عمرو بن أم مكتوم، وقدّم رسول الله صلى الله عليه وسلم عينين له إلى المشركين: بسبس بن عمرو وعدي بين أبي وجعل على الساقة قيس بن أبي صعصعة.
ولما علم بفوات العير وخروج قريش بكامل عتادها وعدتها جمع أصحابه وشاورهم، فأشاروا عليه بلقاء قريش على الرغم من قلة عددهم وعدتهم.
كان عدد المسلمين لا يزيد على ثلاثمائة وأربعة عشر نفراً، معهم سبعون بعيراً وفرسان، بينما بلغ عدد قريش ما بين التسعمائة والألف.
وقد سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً إلى منقطة بدر، فحدد بنفسه مكانه ومكان عدوه فكان هذا من عين الحكمة وبداية التوفيق الإلهي له وجاءت قريش فأظهرت من الخيلاء والغرور والاستخفاف بالمسلمين الشيء الكثير.
ثم جرت المعركة، وكانت ظهر يوم الجمعة سابع عشر من رمضان في السنة الثانية بعد الهجرة، وثبت فيها المسلمون، فقتلوا أولاً مبارزيهم من أبطال قريش، ثم شدوا على المشركين فكشفوهم خلال سويعات عن أرض المعركة، بعد أن قتلوا منهم سبعين رجلاً، وأسروا سبعين آخرين. بينما استشهد من المسلمين أربعة عشر شهيداً: ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار. وكان النصر المبين، فاطمأنت نفوس المسلمين، وزعزعت نفوس الكافرين، وانكسرت شوكتهم.
وبدر "أول معركة حقيقية طاحنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش. وظهر فيها نصر الله واضحاً جلياً لرسوله. (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ) صدق الله العظيم. وقد كانت غزوة بدر صدمة كبرى لقريش لم تكن تتوقعها وهي في الحقيقة بداية لانهيار الشرك في جزيرة العرب.
ـ استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:
ومن حوادث اليوم السابع عشر من رمضان سنة 04 للهجرة ما قاله أكثر المؤرخين، من جريمة قتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة البتول وابن عمه وخليفته على أمته... على يد الشقي الخارجي دعي الإسلام عبد الرحمن بن ملجم، صباح يوم الجمعة في الكوفة غدراً، مع ما انضم إلى تلك الجريمة النكراء من محاولة لاغتيال أمراء المسلمين الآخرين في نفس الوقت.
نقل الطبري (3/156) أن ثلاثة من الخوارج اجتمعوا، وهم عبد الرحمن بن ملجم، والبرك بن عبد الله، وعمرو بن بكر التميمي، وتآمروا على ولاة المسلمين بعد أن عابوهم جميعاً، وتواعدوا أن يقتلوهم ليريحوا منهم الناس - كما زعموا - ويأخذوا بثأر إخوانهم المقتولين في معركة النهروان.
فقال ابن ملجم: أنا أكفيكم علي بن أبي طالب ، وكان في الكوفة.
وقال البرك بن عبد الله: أنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان، وكان في الشام.
وقال عمرو بن بكر: أنا أكفيكم عمرو بن العاص, وكان في مصر.
فأخذوا أسيافهم وسموها، واتعدوا لسبع عشرة تخلو من رمضان أن يثبت كل واحد منهم على صاحبه الذي توجه إليه يقتله أو يموت دونه
فأما ابن ملجم المرادي ـ وقد شد أزره بعض أصحابه ـ فإنه كمن لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ساعة خروجه للفجر، فلما خرج في غبشة الفجر ضربه في قرنه (جانب رأسه) بالسيف فصاح علي رضي الله عنه، فشد الناس على ابن ملجم فأخذوه، إلا أن رجلاً من همدان ضرب رجله بالسيف فأدماه.
وحمل علي كرم الله وجه مصاباً، وأمر جعدة بن هبيرة بن أبي وهب فصلى بالناس الفجر.
ونقل الطبري عن محمد بن علي رضي الله عنه الملقب بابن الحنفية قال: كنت والله لأصلي تلك الليلة التي ضرب فيها علي (والده) في المسجد الأعظم في رجال كثير من أهل المصر، يصلون قريباً من السدة، ما هم إلا قيام وركوع وسجود، إذ خرج علي لصلاة الغداة فجعل ينادي:
ـ أيها الناس الصلاة الصلاة!..
فما أدري أخرج من السدة فتكلم بهذه الكلمات أم لا، فنظرت إلى بريق وسمعت: الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك. فرأيت سيفاً ثم رأيت ثانياً، ثم سمعت عليا يقول:
ـ لا يفوتنكم الرجل.
وأما صاحبا ابن ملجم لعنهم الله جميعاً:
فإن البرك بن عبد الله قعد لمعاوية في مسجده بالشام، فلما خرج ليصلي الغداة شد عليه بسيفه، فوقع السيف في أليته فأخذ.
وأما عمرو بن بكر فجلس لعمرو بن العاص في مسجده بمصر، فلم يخرج للصلاة لعلة وقعت به، وأمر خارجة بن حذافة ـ وكان صاحب شرطته ـ فخرج ليصلي بالناس فشد عليه عمرو بن بكر فضربه فقتله، فأخذه الناس.
وهذه الجريمة النكراء التي روعت العالم الإسلامي بأسره تمثلت زروة فاجعتها في قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ذي الفضائل الجمة والمواقف المشرفة والخصال الفريدة، التي لم تجتمع لغيره في عصره.. إنها بداية حقيقية لباب الشر الذي لم يغلق بعدها. كانت في السابع عشر من رمضان سنة (40) للهجرة.
ويقال إن علياً رضي الله عنه بقي ليلتين قبل أن يقبض فغسله ابناه الحسن والحسين وابن عمهما عبد الله بن جعفر، وكفناه في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص، وصلى عليه الحسن.
وقد قتل عبد الرحمن بن محجم كما قتل صاحباه بعد أخذهما. لا رحمهم الله.
وهناك من المؤرخين من يقول إن مقتل علي رضي الله عنه كان يوم العشرين من رمضان.
ـ الصديقة عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين:
ومن حوادث اليوم السابع عشر وفاة سيدة جليلة فاضلة لها موقع مميز في السيرة النبوية وقلوب المؤمنين، وهي أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديقة بنت الصديق
قال ابن كثير (8/94) وممن توفي في سنة 58 للهجرة عائشة بنت أبي بكر زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحب أزواجه إليه. أبوها أبو بكر رضي الله عنه، وأمها أم رومان بنت عامر الكنانية. تكنى عائشة بأم عبد الله، يقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناها بذلك باسم ولد أختها. ولم ينزل الوحي عليه صلى الله عليه وسلم في لحاف امرأة غيرها.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة بسنتين، وكان عمرها إذ ذاك ست سنين ، ثم دخل بها وهي بنت تسع سنين بعد بدر أول شوال سنة ثنتين من الهجرة.
وقد أجمع العلماء على تكفير من قذف الصديقة عائشة بالزنا بعد ثبوت براءتها بنص كتاب الله.
وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها ويومها، وهو مستند إليها رأسه ما بين سحرها ونحرها.
كانت عائشة أعلم نساء النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق ، قال عطاء بن أبي رباح.
ـ كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة
وقال أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً.
كانت لعائشة تلميذات من كبريات النساء يأخذن عنها، ولم يكن أعلم من تلميذاتها، منهن عمرة بنت عبد الرحمن وحفصة بنت سيرين وعائشة بنت طلحة.
وتفردت عائشة بمسائل عن الصحابة لم توجد إلا عندها.
حدث ذكوان حاجب عائشة رضي الله عنها أنه جاء عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يستأذن على عائشة فجئت وعند رأسها عبد الله ابن أخيها عبد الرحمن فقلت:
ـ هذا ابن عباس يستأذن! فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال: هذا ابن عباس يستأذن وهي تموت! فقالت:
ـ دعني من ابن عباس.
فقال: يا أماه إن ابن عباس من صالح بنيك يسلم عليك ويودعك
فقالت: إئذن له أن شئت. قال: فأدخله
فلما جلس قال: أبشري
فقالت: بماذا
فقال: ما بينك وبين أن تلقي محمداً والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، وكنتِ أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيبا, وسقطت قلادتك ليلة الأبواء، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم فكان ذلك في سببك. وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار
فقالت: دعني منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوودت أني كنت نسياً منسياً.
كانت وفاة عائشة رضي الله عنها سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء السابع عشر رمضان ، وأوصت أن تدفن بالبقيع ليلاً ، وصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها خمسة وهم: عبد الله وعروة ابنا الزبير من اختها أسماء بنت أبي بكر، والقاسم وعبد الله ابن أخيها محمد، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان عمرها يومئذ سبعاً وستين سنة.
ـ الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك:
وممن توفي في السابع عشر من رمضان الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ابن مروان
قال في (البداية 9/177) زعم أبو أحمد الحاكم أنه توفي الجمعة لثلاث عشر بقيت من رمضان سنة 99هـ، وله من العمر تسع وثلاثون سنة.
ولد سلمان بن عبد الملك في المدينة المنورة، ونشأ بالشام كان فصيحاً مؤثراً للعدل محباً للجهاد، أنفذ الجيش لحصار القسطنطينية حتى صالحه الروم على بناء الجامع بها.
بنى دار الإمارة في دمشق مما يلي باب الصغير، وعمل فيها قبة صفراء تشبيهاً بالقبة الخضراء.
قال ابن كثير: كان سليمان رحمه الله آلى على نفسه حين خرج من دمشق إلى مرج دابق.. - وهي قريبة من حلب في طريقه إلى بلاد الروم - أن لا يرجع إلى دمشق حتى تفتح أو يموت فمات هنالك.
ـ ابن الخياط شاعر دمشقي بارع
وتوفي في السابع عشر من رمضان ابن الخياط الشاعر الدمشقي أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن صدقة التغلبي.
قال ابن خلكان في (وفيات الأعيان 1/147) كان من الشعراء المجيدين، طاف البلاد وامتدح الناس. ولما اجتمع بأبي الفتيان ابن حيوي الشاعر المشهور بحلب، وعرض عليه شعره قال: قد نعاني هذا الشاب إلى نفسي ، قلما نشأ ذو صنعة ومَهَر فيها إلا كان دليلاً على موت الشيخ من أبناء جنسه.
ومن أروع قصائده البائية التي أولها:
خذا من صبا نجد أمانا لقلبه فقد كاد رياها يطير بلبهِ
خليلي لو أحببتما لعلمتما محل الهوى من مغرم القلب صبهِ
تذكر والذكرى تشوق وذوي الهوى يتوق ومن يعلق به الحب يصبه...
ومن شعره والحسن:
أتظنني لا أستطيع أحيل عنك الدهر ودي
من ظن أن لا بد منه فإن منه ألفُ بُدِّ
كانت أكثر قصائده غرر وغاية في الرقة، ولد لسنة أربعمائة وخمسين بدمشق وتوفي فيها في سابع عشر من رمضان على أحد القولين سنة 517هـ.
__________________
|
|
|
30-09-2007, 03:38 PM
|
#27
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم الثامن عشر من رمضان
ـ وفاة سيف الله المسلول خالد بن الوليد:
ومن حوادث اليوم الثامن عشر من رمضان وفاة سيف الله المسلول وسيد الشجعان بلا منازع خالد بن الوليد رضي الله عنه.
كان أبوه الوليد بن المغيرة سيد قريش في عصره، وأمه لبابة بنت الحارث أخت ميمونة بنت الحارث زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين.
أسلم خالد سنة ثمان للهجرة بعد الحديبية قبل فتح، مكة وشهد سرية مؤتة التي استشهد فيها الأمراء الثلاث : زيد بن حارثة ثم جعفر بن أبي طالب ثم عبد الله بن رواحة. وكاد جيش المسلمين أن يتضعضع وينهزم، إلا أن خالد بن الوليد تولى الإمارة يومئذ غير مؤمّر، فقاتل قتالاً شديداً لم ير مثله، حتى ثبت الجيش، ثم أحسن الانسحاب به دون هزيمة. وفي تلك الموقعة سماه النبي صلى الله عليه وسلم: سيف الله.
شهد خيبر وحنيناً وفتح مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتدبه النبي صلى الله عليه وسلم لهدم العزى، واستعمله أبو بكر الصديق لقتال المرتدين قائلاً عنه : ـ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (نعم عبد الله وأخذ العشيرة خالد بن الوليد. خالد بن الوليد سيف من سيوف الله) مسند أحمد.
كانت له مواقع مشهورة في المعارك الطاحنة مع الفرس والروم بالعراق والشام وكان أحد أميري فتح دمشق. روى البخاري في الصحيح عنه أنه قال : ـ لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما ثبت في يدي إلا صحيفة يمانية . . . ولما حضرته الوفاة قال كلمته المشهورة: ـ لقد حضرت مائة زحف أو زهاءها، وما في بدني موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وها أنا أموت على فراشي فلا نامت أعين الجبناء.
توفي سنة 21 هـ يوم الثامن عشر من رمضان وقد جعل سلاحه وفرسه في سبيل الله، ولم يخلف وراءه شيئاً يذكر.
ـ ابن حجر الهيتمي ينهي شرح الشمائل النبوية:
ومما يذكر في حوادث اليوم الثامن عشر من رمضان انتهاء ابن حجر الهيتمي من شرح كتاب الشمائل النبوية الشهير للإمام الترمذي
قال حاجي خليفة في كشف الظنون (2/1059) :كتاب الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية لأبي عيسى محمد بن سورة الإمام الترمذي شرحه الشيخ الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر المكي الهيتمي المتوفى سنة 972هـ، وقرئ عليه في رمضان من نفس العام وأوله وسماه أشرف الوسائل إلى فهم الشمائل ... أوله:
ـ الحمد لله رب العالمين هذه عجالة علقتها لما قرئ علي في رمضان (أي قرئ كتاب الشمائل للترمذي) سنة 949هـ بحرم مكة المكرمة. وقال في آخره :
فرغت منه لثمانية عشر من رمضان سنة 949هـ ، وكان الابتداء فيه ثالث رمضان من السنة المذكورة.
ـ تولي ابن الصيرفي للوزارة في مصر:
ومن حوادث هذا اليوم الثامن عشر من رمضان سنة 368هـ تولّى الوزارة (وهذا منصب يساوي اليوم رئاسة الوزراء) للعزيز نزارٍ بن المعز العبيدي الفاطمي صاحب مصر رجلٌ غريب الشأن جداً يعرف بابن الصيرفي
وابن الصيرفي هو يعقوب بن كلّس أبو الفرج يعقوب بن يوسف بن إبراهيم (وفيات الأعيان 7/29) كان أولاً يهودياً يزعم أنه من ولد هارون بن عمران أخي موسى عليه السلام وقيل : إنه يزعم أنه من ولد السمؤال بن عاديا اليهودي العربي صاحب الحصن المعروف بالأبلق المشهور بالوفاء.
قال ابن خلكان : ولد يعقوب هذا ببغداد، ونشأ بها عند باب القز وتعلم الكتابة والحساب، وسافر به أبوه إلى الشام وأنفذه إلى مصر، فانقطع إلى بعض خواص كافور الأخشيدي، فجعله كافور على عمارة داره، ثم صار ملازماً لباب داره، ثم أجلسه في ديوانه الخاص، وكان يقف بين يديه ويخدم، ويستوفي الأعمال والحسابات ويدخل يده في كل شيء، ثم لم تزل أحواله مع كافور في ازدياد حتى صار الحجاب والأشراف يقومون له ويكرمونه، ولم يكن يبدي طمعاً في المال حتى اطمأن إليه كافور، فأنفذ أمراً إلى سائر دواوينه أن لا يمضي دينار ولا درهم إلا بتوقيعه، وهو (أي ابن الصيرفي) لا يزال على دينه
ثم إنه أسلم سنة 256هـ فازداد رفعة ومقاماً، ثم لما مات كافور قبض الوزير اللاحق ابن الفرات على يعقوب بن كلس وسجنه ، فلم يزل يبذل في الأموال ويسعى حتى أفرج عنه، فسار من فوره إلى بلاد المغرب فقيراً معدماً، فلقي في أفريقية المعز العبيدي، فلحق بركبه ورجع معه إلى مصر، ولم يزل يترقى وهو يخلص في خدمته إلى أن ولي الوزارة للعزيز بالله ابن المعز لدين الله يوم الثامن عشر من رمضان 368هـ، فانثالت الدنيا عليه وأقبل الناس ملازمين بابه، ولم يبق لأحد معه كلام.
نقل ابن خلكان عن بعض المؤرخين قوله : كان يعقوب يحب أهل العلم ويجمع عنده العلماء، ورتب لنفسه مجلساً في كل ليلة جمعة، تحضره القضاة والفقهاء والقراء والنحاة وجميع أرباب الفضائل وأصحاب الحديث.
وكان في داره قوم يكتبون القرآن الكريم، وآخرون يكتبون كتب الحديث والفقه والأدب والطب ويشكلون المصاحف وينقطونها. أي كانت داره أشبه ما تكون بمطبعة للكتب القيمة ومكاناً للبحث العلمي.
وأقام في داره مطابخ لنفسه ولجلسائه، ومطابخ لغلمانه وحاشيته وأتباعه، وكانت مائدته عامرة يومياً، وصنع في داره ميضأة للطهور بثمانية بيوت تختص بمن يدخل داره من الغرباء.
وكان يجلس كل يوم عقب صلاة الصبح، ويدخل عليه الناس للسلام، وتعرض عليه رقاع الناس، بل إن ابن الفرات الذي سجنه من قبل أصبح من حاشيته
وإذا كان ابن خلكان في وفيات الأعيان يمتدحه إلى الغاية التي ما بعدها، فإنه يذكر أن ابن كثير في تاريخ دمشق يذمه ذماً قبيحاً فيقول فيه: ـ كان يهودياً من أهل بغداد خبيثاً ذا مكر وله حيلة ودهاء، وفيه فطنة وذكاء، أسلم لما طمع في الوزارة. يقال: إنه لما مات رثاه مائة شاعر وأخذت قصائدهم وأجيزوا.
ـ وفاة الخليفة العباسي المعتصم:
وممن توفي في يوم الثامن عشر من رمضان الخليفة العباسي الشهير المعتصم أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد بن المهدي العباسي وله من العمر سبع وأربعون سنة (شذرات الذهب 1/63).
قال ابن العماد : عهد إليه بالخلافة المأمون، وكان أبيض أصهب اللحية طويلها مربوعاً مشرق اللون قوياً إلى الغاية شجاعاً مهيباً، وكان كثير اللهو مسرفاً على نفسه. وكان يقال له المثمن، لأنه ولد سنة ثمانية ومائة للهجرة، في شهرها الثامن شعبان، وتوفي أيضاً في ثامن عشر من رمضان، وهو ثامن الخلفاء من بني العباس.
وفتح المعتصم ثمان فتوح : عمورية ومدينة بابل ومدينة البط وقلعة الأحراف ومصر وأذربيجان وأرمينية وديار ربيعة ، واستخلف ثمان سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام ، وخلف ثمانية بنين وثماني بنات. وكان له أنفس سبعية إذا غضب لم يبال من قتل ولا ما فعل.
وهو صاحب النخوة التي ضربت مثلاً عندما بلغه أن امرأة شريفة أسرت عند رومي، وأنه لطمها على وجهها.
فصاحت: وامعتصماه. فقال لها العلج ساخرا : ما يجيء إليك إلا على أبلق. فلما بلغ ذلك المعتصم نادى في عساكره بالرحيل إلى عمورية وأمر العسكر أن لا يخرج أحد منهم إلا على فرس أبلق، فخرجوا معه في سبعين ألف أبلق
فلما فتح الله عليه عمورية دخلها وهو يقول : لبيك لبيك. وطلب العلج صاحب الأسيرة الشريفة، وضرب عنقه وفك قيود الشريفة. . .
ومع كل هذا فقد كان أمياً جاهلاً.
ـ ابن السقا وفاة عالم إداري:
ومن حوادث اليوم الثامن عشر من رمضان وفاة العالم الفاضل الإداري الناجح ابن السقاء.
جاء في التحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة (1/416) : سليمان بن أحمد ابن عبد العزيز علم الدين بن الشيخ شهاب الدين الهلالي المغربي الأصلي المدني. يعرف بابن السقاء، ولد سنة 726هـ درس وتعلم على يد كبار عصره.
وتعلم على يديه الكثير، وقطن المدينة المنورة وكان يباشر الصدقات بها (أي يقبضها ويوزعها) فحمدت سيرته، وكثرت الغلة في مباشرته، قال ابن فرحون: إنه رأسٌ بين إخوانه، كان قارئاً خدوماً للإخوان تولى نظر الأوقاف من النخيل وغيرها فلم ير أحسن منه قياماً بها مع العفة والنصح، وعمر ربطاً كثيرة كانت قد أشرفت على الخراب وقل أن يشبهن أحد من أبناء جنسه في حسن طريقته. أضر قبيل موته بسنين وانقطع (أي أصيب بالعمى).
- الشاعر المطبوع ابن الفضل.
ومن الذين وافاهم الأجل المحتوم وانتقلوا إلى ديار الآخرة ولم يكونوا خاليين عن الذكر والشكر (هبة الله بن الفضل)
قال ابن الجوزي في المنتظم (10/207): ومن حوادث سنة 968 وفاة هبة الله بن الفضل بن عبد العزيز أبو القاسم المتوني القطان، سمع الحديث من أبيه ومن أبي الفضل بن خير وأبي طاهر البقلاوي كان شاعراً مطبوعاً لكنه كان كثير الهجاء متفسخاً ، وله في أول قصيدة :
يا أخي : الشرط أملك *** لست للثلب أترك
ولما ولي ابن المرخّم القضاء - وكان قاضياً ظالماً - قال ابن الفضل :
يا حزينة الطمي الطمي *** قد وَلِي ابن المرخّم
بدواته المفضضة *** ووكيله المكعسم
وَيْ على الشرع والقضا *** وَيْ على كل مسلم
توفي ابن الفضل يوم السبت ثامن عشر رمضان ودفن بمقبرة معروف.
ـ نزول الزبور على داود عليه السلام:
وأخيراً فإن الحديث النبوي أشار إلى أن اليوم الثامن عشر من رمضان شهد حدثاً مهماً من أحداث النبوة الأول وهو نزول الزبور على داود عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنزلت صحف ابراهيم أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان. ) رواه الطبراني في الكبير 22/75.
__________________
|
|
|
01-10-2007, 03:16 PM
|
#28
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
التاسع عشر من رمضان
أعتذر لكون المعلومات التي سأوردها ليست كبيرة و كالمعتاد، و ذلك أن الموسوعة التي أنقل منها مع الأسف لم تتطرق لليوم التاسع عشر
أتمنى أن تعذروا أخاكم و إليكم هذه الأحداث الصغيرة متمنيا أن تنال إعجابكم
قتلُ ملك مصر العادل العبيدي .
في اليوم التاسعَ عشرَ من شهر رمضان ، سنة : ( 556 هـ ) ، الموافق لليوم الـ (28) ، من شهر إبريل ، سنة : (1161م ) : قُتل الملك العبيدي العادل .
ومن مساوئه أنه ولى شاور بن مجير الملقب بأمير الجيوش الصعيدَ الأعلـى مـن مصر ، فمكن هذا المنصب شاور من الاستيلاء على القاهرة في محرم من سنـة ( 558 هـ) = ( 1162م ) ، فهرب العادل وأهله من القـاهرة ونزل عند صاحب له بالطفيح . وحمل معه مـن الذخـائر مـا لا يحصى ، فندب شاور جماعـةً ومضـوا للعادل وأخذوه أسيراً ثم تم حبسه وقام شاور بشنق صاحب العادل الذي أخبـر شاور عنـه . وبقي العادل مدة في الحبس واغتيل فيـه وحمل رأسـه لأمراء الدولـة .
تولي السلطان برقوق الحكمَ في مصر .
في اليوم التاسعَ عشرَ من شهر رمضان ، سنة : (784 هـ ) ، الموافق لليوم الـ (26) ، من شهر نوفمبر، سنة : (1382م ) : تولي السلطان برقوق بن آنص الحكم في مصر بعد فترة قلاقل واضطرابات .
ويعد مؤسس دولة المماليك الثانية ، التي تُذكر في كتب التاريخ بدولة المماليك البرجية الجراكسة .
انتصار الصفويين على العثمانيين .
في اليوم التاسعَ عشرَ من شهر رمضان ، سنة : ( 1027هـ ) ، الموافق لليوم الـ (10) ، من شهر سبتمبر، سنة : (1681 م ) : الصفويون ينتصرون على العثمانيين في معركة : (( بول شكسته )) .
وقد خسر العثمانيون في هذه المعركة خمسةَ عشرَ ألفِ قتيل .
وقوع أعظم خيانة في الجيش التركي .
في اليوم التاسعَ عشرَ من شهر رمضان ، سنة : ( 1094هـ ) ، الموافق لليوم الـ (11) ، من شهر سبتمبر، سنة : (1683م ) : ارتكب القائد القرمي مراد كبراي المشارك مع الجيش العثماني في حصار (( فيينا )) أكبرَ خيانة في التاريخ التركي ، وذلك بتركه الجيش البولوني والنمساوي يعبر نهرَ الدونة لفك الحصار العثماني عن فيينا .
استسلام قلعة (( أويفار )) العثمانية .
في اليوم التاسعَ عشرَ من شهر رمضان ، سنة : ( 1096هـ ) ، الموافق لليوم الـ (19) ، من شهر أغسطس ، سنة : (1685 م ) : استسلمت قلعة (( أويفار )) التي كانت خاضعة للدولة العثمانية منذ واحد وعشرين عاماً .
وكان الاستيلاء على هذه القلعة سببا في إقامة الأفراح في العالم النصراني .
صدور قرار بتخصيص جامعة الزيتونة بالعلم .
في اليوم التاسعَ عشرَ من شهر رمضان ، سنة : (1375هـ ) ، الموافق لليوم الـ (30) ، من شهر إبريل ، سنة : (1956م ) : أصدرت الحكومة التونسية قراراً بأن يكون جامع الزيتونة جامعة مختصة بالعلم ، وأن تسمى بـ (( الجامعة الزيتونية )) ، وأصبحت بها خمسَ كليات .
سفر (( سعد زغلول )) إلى لندن للمفاوضات مع المحتل البريطاني .
في اليوم التاسعَ عشرَ من شهر رمضان ، سنة : (1338هـ ) ، الموافق لليوم الـ (5) ، من شهر يونيو ، سنة : (1920م ) : سافر الزعيم المصري (( سعد زغلول )) إلى لندن لمواصلة المفاوضات مع وزير المستعمرات البريطاني اللورد (( ملنر )) ، وذلك لتحديد طبيعة العلاقة بين مصر وبريطانيا .
و(( ملنر )) هو صاحب اللجنة الشهيرة التي قدمت إلى مصر للتحقيق في أسباب ثورة : ( 1919 ) ، والتي قاطعها الشعب المصري .
وفاة الشيخ حسنين مخلوف ، مفتي الديار المصرية .
في اليوم التاسعَ عشرَ من شهر رمضان ، سنة : (1410هـ ) ، الموافق لليوم الـ (15) ، من شهر أبريل، سنة : (1990م ) : توفي العالم الكبير الشيخ : حسنين محمد حسنين مخلوف ، مفتي الديار المصرية ، وأحد أعلام الفقه في العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر الهجري . وقد عُرف الشيخ بمواقفه الجريئة وجهره بكلمة الحق
وفاة الملك المظفر ابن أخي صلاح الدين .
في اليوم التاسعَ عشرَ من شهر رمضان ، سنة : ( هـ ) ، الموافق لليوم الـ (22) ، من شهر ، سنة : (1191م ) : توفي الملك المظفر تقي الدين ، ابن أخي صلاح الدين .
كما توفي في اليوم عينه حسام الدين بن عمر ابن أخي صلاح الدين .
يوم 9 /2/1777 ميلادي
في مثل هذا اليوم (في 19 رمضان) مات إسماعيل بك الصغير خنقاً.
يوم 19/6/1852 ميلادي في مثل هذا اليوم أي في 19 رمضان سفير الروسيا أخبر الدولة العلية بأن جيوشهم ستتعدى الحدود وفي 25 منه اجتاز البرنس كورتشاكوف نهر البروته واحتل مقاطعة الدانوب .
في اليوم التاسعَ عشرَ من شهر رمضان ، سنة : ( 1267هـ ) ، الموافق لليوم الـ (18) ، من شهر يوليو ، سنة : (1851م ) : رشيد باشا - رئيس الوزراء العثماني- يؤسس الأكاديمية الإمبراطورية التي كانت تسمى : (( أنجمش دانش )) .
19 من رمضان 834 هـ = 30 مايو 1431م
تنفيذ حكم الإعدام حرقا في المناضلة الفرنسية "جان دارك" وكانت في التاسعة عشرة من عمرها، ولدت عام 412م، وقاومت الاحتلال البريطاني لبلادها وهي في الثالثة عشرة، وعرفت بـ "عذراء أوليانز" مدينتها التي احتلها الإنجليز.
__________________
|
|
|
02-10-2007, 01:53 PM
|
#29
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم العشرون من رمضان
ـ فتح مكة المكرمة:
من حوادث اليوم العشرين من رمضان فتح مكة المكرمة سنة ثمان للهجرة على يد النبي صلى الله عليه وسلم
وذلك أن قريشاً نقضت العهد الذي بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعانت بكراً على خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، على خلاف ما اتفقت عليه وتعهدت به، فلما بلغ الخبرُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالتجهز، وكتم أمره عن قريش حتى يفاجئها فلا تقاوم، رغبة منه صلى الله عليه وسلم بتجنب سفك الدماء في الحرم.
واستنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم جميع من أسلم من القبائل فجمع بذلك جيشاً قوامه عشرة آلاف مقاتل توجه به إلى مكة وقد كان خروجه من المدينة لعشر من رمضان سنة (8).
ولكنها لم تتوقع أن يهاجم مكة ويقصدها، لذلك بقيت بلا استعداد حقيقي مناسب، حتى حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وأمر أصحابه في الليل أن يوقد كل امريء منهم ناراً.
وكانت قريش تنتظر رداً من رسول الله صلى الله عليه وسلم على غدرها ليدخل الرعب في قلوب المشركين ، وفعلاً فقد ارتاعت قريش وأسقط في يدها، فعلمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحاصر مكة فلم تستطع حراكا.
وقبيل دخول جيش المسلمين مكة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي:
ـ من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل الحرم فهو آمن ومن أغلق بابه دونه فهو آمن.
ثم تحرك جيش المسلمين نحو مكة، فدخلها من طرفيها، ولم يلق مقاومة تذكر
والتقى طرفا الجيش الإسلامي في صحن الطواف في المسجد الحرام حول الكعبة، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت، ودخل الكعبة فصلى فيها، ثم خرج فوقف على باب الكعبة وقريش تنظر إليه بم يأمر فيها فقال:ـ يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟؟
قالوا: خيراً. أخ كريم وابن أخ كريم!! قال : اذهبوا فأنتم الطلقاء.!!
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تزال الأصنام من الحرم ، وأن يصعد بلال فوق الكعبة ويؤذن وقال: ـ لا هجرة بعد الفتح.
وبفتح مكة سقطت دولة الشرك في جزيرة العرب واستعاد المسجد الحرام مكانته، وتبوأ الإسلام سدة الحكم.
وقد ذكر بعضهم أن فتح مكة كان قبل العشرين من رمضان، لكن الأشهر ما ذكرناه.
ـ الحجاج يطارد فلول الخوارج الأزارقة:
ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان معركة جرت بين أهل الكوفة والخوارج الأزارقة، الذين طارد فلولهم الحجاج بن يوسف الثقفي عام 75هـ.
قال الطبري (3/552) وأما أهل الكوفة فإنه ذكروا أن كتاب الحجاج بن يوسف أتي المهلب وعبد الرحمن بن مخنف أن ناهضا الخوارج حين يأتيكما كتابي هذا قال: فناهضاهم يوم الأربعاء لعشر بقين من رمضان سنة خمس وسبعين، واقتتلوا قتالاً شديداً لم يكن بينهم فيما مضى من قتال أشد منه. وذلك بعد الظهر ثم مالت الخوارج بحدها على المهلب بن أبي صفرة فاضطروه إلى معسكره، وأخذ عبد الرحمن بن مخنف يمده بالخيل بعد الخيل والرجال بعد الرجال، فعززوا موقفه، فلما كان بعد العصر مالت الخوارج على عبد الرحمن بن مخنف فثبت لهم وقاتلهم حتى قتل مع جماعة في الليل، فلما أصبحوا جاء المهلب حتى أتاه فدفنه وصلى عليه ، وكتب بمصابه إلى الحجاج فكتب بذلك الحجاج إلى عبد الملك بن مروان فنعى عبد الرحمن بمنى وذم أهل الكوفة.
ـ إظهار العباسيين دعوتهم علنا:
ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان في سنة 129هـ. إعلان دعوة العباسيين.
ففي ذلك اليوم ظهر أبو مسلم الخراساني واسمه عبد الرحمن بن مسلم أحد بني جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناف بخراسان، وذلك يوم الخميس لعشر بقين من رمضان سنة تسع وعشرون ومائة، فأظهر أبو مسلم الدعوة للرضا من آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دخل مرو ، وفض الجموع التي كانت بها مع نصر بن سيار، وهرب نصر بن سيار من أبي مسلم يريد العراق فمات بسماوة.
وخرج أبو مسلم من مرو إلى نيسابور، ثم قصد الري، ثم خرج منها إلى الكوفة فدخلها.
ـ حدود الفتوحات العثمانية أمام أسوار فيينا:
ومن حوادث اليوم العشرين من رمضان سنة 1904هـ الهزيمة التي لحقت بجيش الدولة العثمانية امام أسوار فيينا، لتضع حداً للفتوحات العثمانية الإسلامية في أوروبا.
ـ نجدة ابن رائق للخليفة المقتني:
وفي العشرين من رمضان سنة 330 تحرك أبو بكر محمد بن رائق صاحب الشام وواليها أيام الخليفة المقتفي لتلبية طلب الخليفة نجدته وتخليصه من الديلم ومن البريدي.
وكان الديلم إذ ذاك أكبر عناصر الجيش في الخلافة، وكان البريدي قائدهم قد تعاظم أمره حتى حدثته نفسه بالاستيلاء على بغداد، وقد سعى المقتفي بكل وسيلة لمنعه فأنفق أموالاً جزيلة في الجند ليتألفهم، وحاول بنفسه أن يمنع دخول البريدي إلى العاصمة فلم يفلح ، بل إن البريدي تطاول على الخليفة، وألزمه أن يبعث إليه خمسمائة ألف دينار قهرا.
وفي هذه الأثناء - قبل وصول ابن رائق من الشام لنجدة الخليفة - قام قائد للديلم يقال له (كورتكين) فنازع (البريدي) وهزمه، ولكن الخليفة الضعيف لم يرق له ذلك، بل ما كاد ابن رانق يصل بغداد نجدة له حتى التقى جيشه وجيش كورتكين داخل بغداد
يقول ابن كثير (11/199) وساعدت العامة ابن رائق على كورتكين، فانهزم الديلم وقتل منهم كثير، وهرب كورتكين فاختفى، واستقر أمر ابن رائق وخلع عليه الخليفة، وركب هو واياه في دجلة.
ـ وفاة ياقوت الحموي:
ومن حوادث يوم العشرين من رمضان وفاة ياقوت الحموي صاحب كتاب معجم البلدان سنة 626. قال عنه الذهبي (سير اعلام النبلاء 22/313) الأديب الأوحد شهاب الدين الرومي مولى عسكر الحموي السفّار النحوي الأخباري المؤرخ.
قال ابن العماد (شذرات الذهب 3/122) أخذ من بلاد الروم صغيراً، وابتاعه ببغداد رجل تاجر معروف بعسكر الحموي، وجعله في الكتاب لينتفع به في ضبط تجارته وكان مولاه عسكر لا يحسن الخط، وشغله مولاه بعد ذلك بالأسفار في متاجره.
ثم جفاه فأعتقه وأبعده عنه فاشتغل بالنسخ بالأجرة وحصلت له بالمطالعة فوائد.
ثم عاد مولاه فتبناه وزوجه واعطاه مالاً للتجارة فجعل تجارته كتبا، وتوجه إلى دمشق وبرز نجمه فيها، وتعرض لمعارضة غيره.
ثم خرج من دمشق إلى حلب فالموصل فإربل فخراسان وصولاً إلى خوارزم، فصادف وصول التتار كالأعصار المدمر، فعاد أدراجه هاربا إلى الموصل فسنجار فحلب وأقام بظاهرها في الخان إلى أن مات...
صنف كتباً قيمة رائعة مثل: إرشاد الألباء إلى معرفة الأدباء، ومعجم الشعراء، والمقتضب في النسب، وأخبار المتنبي.
كانت وفاة ياقوت الحموي في ظاهر مدينة حلب يوم الأحد العشرين من رمضان، وقد أوقف كتبه على مسجد الزيدي بدرب دينار ببغداد، وسلمها إلى الشيخ عزالدين بن الأثير صاحب التاريخ الكبير.
ـ استيلاء الفرنجة على شاطبة.
ومن حوادث يوم العشرين من رمضان استيلاء الفرنجة في الأندلس على بلدة (شاطبة).
وشاطبة مدينة كبيرة خرج منها جماعة من العلماء، استولى عليها الأفرنج يوم العشرين من رمضان سنة 645.
ومن العلماء المنسوبين إليها إمام في القراءات شهير هو: الإمام الشاطبي صاحب قصيدة (حرز الأماني ووجه التهاني) في القراءات، وعدتها ألف ومائة وثلاثة وسبعون بيتا، أبدع فيها أكمل الإبداع وهي عمدة القراء، قلّ من يشتغل بالقراءات إلا ويقدم حفظها ومعرفتها لاشتمالها على رموز عجيبة وإشارات خفية لطيفة. واسمه الشاطبي قاسم بن ميرّة بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي الضرير المقرئ يكنى أبا محمد.
كان عالماً بكتاب الله تعالى قراءة وتفسيراً وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أوحد زمانه في النحو واللغة، عارفاً بعلم الرؤيا، قرأ القرآن العظيم بالروايات على أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي العاص النفزي المقرئ وأبي الحسن علي بن هذيل الأندلسي.
وكان الشاطبي يجتنب فضول الكلام لا ينطق في سائر أوقاته إلا بما تدعو إليه الضرورة ولا يجلس للإقراء إلا على طهارة في هيئة حسنة وتخشع.
كان يقول عن قصيدته في القراءات (الشاطبية) لا يقرأ قصيدتي هذه أحد إلا وينفعه الله عز وجل، لأني نظمتها لله عز وجل مخلصاً في ذلك.
توفي يوم الأحد بعد صلاة العصر الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة 590 ودفن بالقرافة الصغري في تربة القاضي الفاضل.
ـ نفقة بعض المدارس الشرعية.
وجاء في كتاب (الدارس في أخبار المدارس ) وصف لما كانت عليه بعض المدارس الدينية قديماً من كفاية ونفقة وما تخرجه من أرزاق في أيام معلومة وأحوال مخصوصة منها مثلاً ما يوزع فيها يوم العشرين من رمضان.
ومن تلك المدارس (الدارس 2/78) المدرسة العمرية الشيخية بدمشق، وقفها لا يمكن حصره من جملته العشر في البقاع والمرتب على داريا من القمح ستون غرارة ومن الدراهم خمسة آلاف للغنم في شهر رمضان.
يقول صاحب كتاب الدارس: ومما رأيناه وسمعناه من مصالحها الخبز لكل واحد من المنزلين فيها رغيفان، وللشيخ الذي يقري أو يدرس ثلاثة وهو مستمر طوال السنة والقمصان في كل سنة لكل منزل فيها قميص، والسراويل لكل واحد سروال. وطعام شهر رمضان بلحم. وكان الشيخ عبد الرحمن ينوع لهم ذلك ويوم الجمعة العدس، وزبيب وقضامة ليلة الجمعة يفرق عليهم بعد قراءة ما تيسر، ووقفه دكاكين تحت القلعة. وكل سنة مرة زبيب وفِرا وبشوت وحلاوة دهنية وصابون وختان من لم يكن مختوناً من الفقراء والأيتام النازلين فيها، وسخانة يسخن فيها الماء في الشتاء لغسل من احتلم، وكعك ومشبك بعسل في ليلة العشرين من رمضان، وكنافة ليلة العشر الأول من رمضان، وقنديل يشعل طول الليل في المقصورة... وغير ذلك كثير.. فليرجع إليه.
ـ القاضي أبي يعلى الفراء شيخ الحنابلة في الفروع:
وممن توفي في العشرين من رمضان (البداية 12/95) القاضي أبو يعلى بن الفرا الحنبلي محمد بن الحسن بن محمد بن خلف، شيخ الحنابلة وممهد مذهبهم في الفروع.
كان من سادات العلماء، إماماً في الفقه، له التصانيف الحسان الكثيرة في مذهب الإمام أحمد وانتهت إليه رياسة المذهب.
درّس وأفتى سنين، وجمع بين الإمامة والفقه والصدق وحسن الخلق والتعبد والتقشف والخشوع وحسن السمت والصمت عما لا يعني
توفي في العشرين من رمضان سنة 459هـ عن ثمان وسبعين سنة واجتمع في جنازته القضاة والأعيان، وكان يوم وفاته يوماً حارا فأفطر بعض من اتبع جنازته بعد أن غلبه الزحام وخشي على نفسه. رحمه الله.
__________________
|
|
|
03-10-2007, 01:13 PM
|
#30
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
|
اليوم الحادي والعشرون من رمضان المبارك
ـ وقعة تل حارم وهزيمة منكرة للصليبيين:
من حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان وقعة تل حارم ودخول السلطان نور الدين إليها سنة 559 هـ
قال أبو شامة في الروضتين: (1/417) نقلاً عن ابن الأثير:
ـ في سنة 551 حاصر نور الدين قلعه حارم - وهو حصن غربي حلب بالقرب من أنطاكية - وضيق على أهلها، وهي من أمنع الحصون وأحصنها في نحور المسلمين، فاجتمعت الفرنج من قَرُب منها ومن بَعُد وساروا نحوه لمنعه
وكان بالحصن شيطان من شياطين الفرنج أشار عليهم بعدم منازله نور الدين بل بمماطلته ومفاوضته، وقال لهم: ـ إن لقيتموه هزمكم وأخذ حارم وغيرها.
ففعلوا وراسلوا نور الدين في الصلح على أن يعطوه حصة من أعمال حارم فأبى أن يجيبهم إلا على مناصفة الولاية، فأجابوه إلى ذلك، فصالحهم وعاد. لكنه كانت عيناه لا تفارق حصن حارم.
لذلك فإنه وهو يصارع الصليبيين، عاد في سنة 559 وجمع العساكر، وسار نحو حارم فنزل عليها وحصرها، وحشد الإفرنج وجاءوا، وتقدم الإفرنج البرنس بيمند صاحب أنطاكية، والقمص صاحب طرابلس وأعمالها، وابن جوسلين وهو من مشاهير الفرنج وأبطالها، والدوك معهم وهو رئيس الروم، وجمعوا من الجند ما لا يقع عليه الإحصاء !! فحرض نور الدين أصحابه وفرق نفائس الأموال على شجعان الرجال ، فلما قاربه جيشهم فك الحصار عن حارم مؤقتاً، وانسحب انسحاباً تكتيكياً حتى دخلتها قوات الفرنجة.
ثم التقى بهم وتقارب الجيشان، واصطف الجند للقتال، وبدأ الفرنجة بالحملة على ميمنة المسلمين وبها عسكر حلب، فتظاهروا بالهزيمة وتفرقوا أمامهم، وكانت تلك خطة نور الدين ليفصل فرسان الفرنج عن راجلهم، فيميل عليهم من بقي من المسلمين ويضعوا فيهم السيف.
وهكذا كان، فإن زين الدين في عسكر الموصل عطف على مشاة الفرنجة فأفناهم قتلاً وأسراً، وعادت خيالتهم التي هاجمت عسكر حلب، فوجدت نفسها محاصرة من عسكر الموصل من جهة ومن عسكر حلب الذين عادوا أدراجهم من جهة أخرى، فحينئذ حمي الوطيس، وكانت وقعة شديدة الوطأة على الفرنجة، فانقضت العساكر الإسلامية عليهم انقضاض الصقور على بغاث الطير، فمزقوهم بددا وجعلوهم قددا، وأكثر فيهم المسلمون القتل، حتى زادت قتلاهم على العشرة آلاف. وكان الأسرى ثلاثين ألفا.
وسار نور الدين بعد الكسرة إلى حارم فملكها في الحادي والعشرين من رمضان سنة 559هـ.
يقول ابن شامة: بلغني أن نور الدين رحمه الله لما التقى الجمعان انفرد تحت تل حارم، وسجد لربه عز وجل ومرّغ وجهه وتضرع، وقال : - يا رب هؤلاء عبيدك وهم أولياؤك، وهؤلاء عبيدك وهم أعداؤك، فانصر أولياءك على أعدائك: إيش فضول محمود - يعني نفسه، أي ما قيمة محمود - إن كان غير مستحق للنصر.
وبلغني أنه قال: اللهم انصر دينك ولا تنصر محموداً. من هو محمود الكلب حتى يُنْصر.
- نهاية نكبة الفقيه أحمد بابا السوداني وآل آقيت :
ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان 1001هـ نهاية نكبة الفقيه أبي العباس أحمد بابا السوداني وعشيرته آل آقيت والإفراج عنهم. (الاستقصا في أخبار دول المغرب الأقصى 2/130)
قال أبو العباس أحمد بن خالد الناصري: كان آل آقيت ممن لهم الوجاهة الكبيرة والرياسة الشهيرة ببلاد السودان ديناً ودنيا، بحيث تعددت فيهم العلماء والأئمة والقضاة، وتوارثوا رياسة العلم مدة طويلة تقرب من مئتي سنة، وكانوا من أهل اليسار والسؤدد، لا يبالون بالسلطان فمن دونه. ولما فتح جيش المنصور ( يقصد به السلطان أبا العباس أحمد بن عبد الله الشيخ تولى عام 986هـ.) بلاد السودان عام 990هـ تركوا على ما هم عليه، إلى أن كانت سنة ألف واثنتين عندما أظهروا التململ وسئموا ملك المغاربة لهم، وكانت آذانهم صاغية لآل آقيت فتخوف المنصور منهم، وربما وشي إليه بهم، فكتب إلى عامله محمود بالقبض عليهم وتغريبهم إلى مراكش، فقبض على جماعة كبيرة منهم, كان فيها الفقيه العلامة أبو العباس أحمد بن أحمد بن أحمد (ثلاثة أحامد) بن عمر آقيت المدعو بابا.
يقول: كنت أنا أقل عشيرتي كتباً، وقد نهب لي ست عشرة مائة مجلد أي ألف وستمائة كتاب.
وحمل آل آقيت مصفدين في الحديد إلى مراكش ومعهم حريمهم، وانتهبت ذخائرهم وأمتعتهم، ووصلوا إلى مراكش واستقروا مع عيالهم في حكم المعتقلين، إلى أن انصرم أمد المحنة فسرحوا يوم الأحد الحادي والعشرين من رمضان سنة أربع وألف (بعد سنتين من تشريدهم).
ولما دخل الفقيه أبو العباس بابا على المنصور بعد تسريحه من السجن وجده يكلم الناس من وراء حجاب, وبينه وبينهم كلةٌ مسدولة على طريقة خلفاء بني العباس ومن يتشبه بهم، فقال له الشيخ:
- إن الله تعالى يقول (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) وأنت تشبهت برب الأرباب فإن كانت لك حاجة في الكلام إلينا فانزل إلينا وأرفع عنا الحجاب.!!
فنزل المنصور ورفعت الأستار، فقال الشيخ:ـ أي حاجة لك في نهب متاعي وتضييع كتبي وتصفيدي من تنبكتو إلى هنا حتى سقطت عن ظهر الجمل واندقت ساقي. فقال له المنصور: ـ أردنا أن تجتمع الكلمة وأنتم في بلادكم من أعيانها، فإن أذعنتم أذعن غيركم...
ولما سرح الشيخ أبو العباس تصدر لنشر العلم، وهرع الناس إليه للأخذ عنه، ولم يزل بمراكش حيث اشترط المنصور عليهم السكن بمراكش.
- نقل جثمان الملك الكامل إلى تربته :
ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 675 نقل جثمان الملك الكامل محمد بن العادل من ملوك الأيوبيين في مصر من قبره بالقلعة في القاهرة إلى تربته التي بالحائط الشمالي من الجامع ذات الشباك الذي هناك قريبا من مقصورة ابن سنان وهي الكندية، نقل إلى هذه التربة ليلة الجمعة الحادي والعشرين من رمضان بعد أن دفن مؤقتا في القلعة
قال ابن كثير (البداية 13/268) كان جيد الفهم يحب العلماء ذكياً مهيباً عادلاً منصفاً له حرمة وافرة وسطوة قوية، ملك مصر ثلاثين سنة، وكانت الطرقات في زمانه آمنة والرعايا متناصفة لا يتجاسر أحد أن يظلم أحداً، وكانت له اليد البيضاء في رد ثغر دمياط إلى المسلمين بعد أن استحوذ عليه الفرنج لعنهم الله، فرابطهم أربع سنين حتى استنفذه منهم وكان يوم استرجاعه له يوماً مشهوداً.
توفي الملك الكامل ليلة الخميس الثاني والعشرين من رجب سنة 675هـ ودفن بالقلعة حتى كملت تربته التي نقل إليها يوم الحادي والعشرين من رمضان من نفس العام.
- ولي عهد المأمون الرضا ابن موسى الكاظم :
ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 203 وفاة الإمام السيد علي الرضى بن الإمام السيد موسى الكاظم بن السيد جعفر الصادق بن السيد محمد الباقر بن السيد علي بن السيد الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلي الرضى هاشمي علوي مدني كان من العلم والسؤدد بمكان (سير أعلام النبلاء 9/393) استدعاه المأمون إليه إلى خراسان وبالغ في إعظامه وصيره ولي عهده، لأنه نظر في بني العباس وبني علي رضي الله عنهما فلم يجد أحداً أفضل ولا أورع ولا أعلم منه
قال الذهبي: قيل إن أخاه زيداً خرج بالبصرة على المأمون وفتك وعسف، فنفذ إليه المأمون علي بن موسى ليرده فسار إليه وقال له: ويلك يا زيد فعلت بالمسلمين ما فعلت وتزعم أنك ابن فاطمة؟ والله لأشد الناس عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم. ينبغي لمن أخذ برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطي به. فبلغ ذلك المأمون فبكى وقال: هكذا ينبغي أن يكون أهل بيت النبوة.
قيل إن علي بن موسى الرضى مات مسموماً !!
قال أبو عبد الله الحاكم: استشهد علي بن موسى بسنداباد من طوس لتسع بقين من رمضان (أي يوم الحادي والعشرين من رمضان) سنة ثلاث ومائتين وهو ابن تسع وأربعين سنة رحمه الله.
-الفقيه المالكي عبد الله ابن عبد الحكم تلميذ مالك:
ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 214هـ وفاة الإمام عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن الليث يكنى أبا محمد (الديباج المذهب 1/134)
وابن عبد الحكم من خيرة تلاميذ الإمام مالك، كان رجلاً صالحاً ثقة متحققاً بمذهب مالك، فقيهاً صدوقاً عاقلاً حليماً. إليه أفضت رياسة المالكية بمصر بعد أشهب، وبلغ بنوه من الجاه ما لم يبلغه أحد.
وكان ابن عبد الحكم صديقاً للشافعي رحمه الله ينزل عنده ويكرمه، ويبلغ الغاية في بره، وروى عن الشافعي وكتب كتبه لنفسه وابنه. وضم ابنه محمداً إليه...
من تأليف عبد الله بن عبد الحكم: المختصر الكبير والمختصر الأوسط والمختصر الصغير، فالصغير قصره على علم الموطأ، والأوسط فيه زيادة الآثار، والكبير اختصر به كتب أشهب. وذكر أن مسائل المختصر الكبير ثمان عشرة ألف مسألة، وفي الأوسط أربعة آلاف، وفي الصغير ألف ومئتا مسألة. ومن كتبه كذلك: فضائل عمر بن عبد العزيز، وكتاب المناسك.
توفي عبد الله بن عبد الحكم لأحدٍ وعشرين ليلة خلت من رمضان سنة أربع عشرة ومائتين وهو ابن ستين سنة.
- العالم الفاضل سبط ابن الجوزي:
ومن حوادث اليوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 742هـ وفاة الشيخ الإمام نجم الدين ابي حفص عمر بن بلبان بن عبد الله عتيق سبط ابن الجوزي الدمشقي الحنفي.
قال ابو العباس حمد بن حسن بن علي بن الخطيب (الوفيات 1/409) توفي سبط ابن الجوزي بالشرف الأعلى بظاهر دمشق، وصلي عليه من الغد بعد الصلاة بالجامع المظفري، ودفن بمقبرتهم. طلب الحديث بنفسه وكتب الطباق والخط المنسوب إليه، وكان يعرف طرفاً من اللغة وتولي مشيخة العزية للمحدثين.
توفي يوم الخميس الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة 742هـ.
- الفقيه الحنفي علاء الدين بن مصلح الرومي:
ومن العلماء الأفاضل الذين توفوا يوم الحادي والعشرين من رمضان علاء الدين أبو الحسن علي بن مصلح الدين موسى بن إبراهيم الرومي الحنفي الشيخ الإمام (شذرات الذهب 4/241)
كان فقيهاً بارعاً مفنناً في علوم شتى، تخرج بالشريف بالجرجاني والسعد التفتازاني، وحضر أبحاثها بحضرة تيمور وغيره، فكان يحفظ تلك الأسئلة والأجوبة المفحمة ويتقنها.
وقدم مصر مرات، ونالته الحرمة الوافرة من الملك الأشرف برسباي، وولاه مشيخة مدرسته التي انشأها وتدريسها، فباشرها مدة ثم تركها. وكان دأبه الانتقال من بلد إلى بلد، وكان عارفاً بالجدل، ولما قدم مصر آخراً انضم إليه طلبتها إلا أن مدته لم تطل.
وتوفي يوم الأحد العشرين من رمضان سنة 841هـ.
- الشيخ الملقن عز الدين الحنبلي:
ويورد ابن كثير رحمه الله في البداية (14/224) سيرة رجل من الصالحين توفي يوم الحادي والعشرين من رمضان سنة 648 هـ فيقول:
- وفي يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من رمضان توفي الشيخ عز الدين محمد الحنبلي بالصالحية وهو خطيب الجامع المظفري، وكان من الصالحين المشهورين رحمه الله، وكان كثيراً ما يلقن الأموات بعد دفنهم، فلقنه الله حجته وثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.
__________________
|
|
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
|
|
قوانين المشاركة
|
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts
كود HTML غير متاح
|
|
|
| |