العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الاسلامي > الخيمة الاسلامية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الرد على مقال هل الجن والشياطين يسكنون البحار ؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال محمد اسم لرسالة وليس اسمًا لشخص بيولوجي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الذرية فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الثالوث فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الطبع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الصفق فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الولدان المخلدون (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخمار فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجاب في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-09-2007, 05:29 PM   #1
يتيم الشعر
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 6,363
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

وكل عام وأنت بخير
أخي الغالي ليتك تدقق وتراجع في طباعة الأحاديث ، مثل هذا الحديث : (الكلمأة من المنّ الذي أنزل الله على بني إسرائيل، وماؤها شفاءٌ للعين)
__________________
يتيم الشعر غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-09-2007, 10:57 AM   #2
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة يتيم الشعر
وكل عام وأنت بخير
أخي الغالي ليتك تدقق وتراجع في طباعة الأحاديث ، مثل هذا الحديث : (الكلمأة من المنّ الذي أنزل الله على بني إسرائيل، وماؤها شفاءٌ للعين)

أخي العزيز معين ...
أشكرك على حرصك على أن لا ينقل إلا ما هو صحيح ...
لكن إذا كان لديك تعقيب بخصوص الحديث أرجو أن تصحح لي وجزاك الله خيراً ...
وكل عام وأنتم بألف خير ...
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-09-2007, 12:45 PM   #3
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها

أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها



وهي أسماء بنت عبد الله بن أبي قحافة القرشية التّيميّه، والدها هو أبو بكر الصديق: صّديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول الخلفاء الراشدين، وأمُها قتيلة بنت عبد العزى العامرية . وأُخت عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين رضي الله عنها، وهي اصغر منها بعشر سنين، تزوجت الزبير بن العوام وكنيت بأم عبد الله، ورزقت بعبد الله، وعروة بن الزبير، وهي وأبوها وجدّها، وابنها عبد الله ابن الزبير أربعتهم صحابيون .

وقد لقبها الرسول صلى الله عليه وسلم بذات النطاقين لأنها لم تجد ذات يوم ما تربط به سفرة الرسول صلى الله عليه وسلم عند الهجرة إلى المدينة فاستأذنت أباها أن تقسم من نطاقها ما تشّد به سفرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأذن لها . فلقبها عليه السلام بذات النطاقين .

هاجرت إلى المدينة المنورة وكانت حاملا بابنها عبد الله، وقد شهدت معركة اليرموك على ثرى الأردن مع زوجها الزبير بن العوام، وروي عنها أنها كانت موصوفة بسخاء النفس حتى كانت لا تدخّر شيئا لغدها وكانت في مرضها تعتق مملوكها .

روت عن جدّها لما توجه النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة مهاجرا. قالت: حمل والدها أبو بكر معه جميع ماله - نحو خمسة أو ستة آلاف فأتاها جدها أبو قحافة وكان على الشرك وقد عُمي فقال: إن هذا قد فجعكم بماله ونفسه . فقالت: كلا، قد ترك لنا خيرا كثيرا فعمدت إلى أحجار فجعلتهن في كوة البيت، وغطت عليها بثوب ثم أخذت بيده ووضعتها على الثوب . فقالت: هذا تركه لنا، فقال: أما إذ ترك لكم هذا فنعم .
وعن ابن الزبير قال: نزلت هذه الآية الكريمة في أسماء وكانت أُمها يقال لها قُتيله جاءَتها بهدايا، فلم تَقَبلها، حتى إذا سألت النبي صلى الله عليه وسلم نزلت الآية (لاَ ينهاكُم اللهُ عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) الآية (8) من سورة الممتحنه. وفي صحيح البخاري قالت أسماء: يا رسولَ الله! إن أُمي قدمت وهي راغبةٌ، أفأصُلها؟ قال: (نعم صلي أُمكَّ).

روي أن أسماء بنت أبي بكر قالت لابنها: (يا بُنيّ عش كريما، وُمت كريما، لا يأخذك القوم أسيرا)، وذُكر أنه لما كثر اللصوص في المدينة المنورة زمن ولاية سعيد بن العاص اتخذت أسماء خنجرا كانت تجعله تحت رأسها.

قال عروة بن الزبير: دخلت أنا وأخي (يقصد عبد الله بن الزبير الذي ثار في مكة مطالبا بالخلافة زمن الأمويين)، قبل أن يُقتل على أُمنا بعشر ليال، وهي وجعهٌ فقال عبد الله: كيف تجدينكَ؟ قالت: وجَعَةٌ . قال: إن في الموت لعافية . قالت لعلَك تشتهي موتي، فلا تفعل، وضحكت، وقالت: والله، ما أشتهي أن أموت، حتى تأتي على أحد طرفيك: أما أن تُقتَل فأحتسبكَ، وإما أن تظَفَر فتقّر عيني . إياك أن تعرض على خطُه فلا توافق، فتقبلها كراهية الموت). قال: إنما عنى أخي أن يقُتل، فيحزنها ذلك، وكان عمرها مائة سنة .

ولما قَتَلَ الحجاج عبد الله ابن الزبير في مكة دخل الحجاج على أسماء أُمه فقال لها: يا أُمه! إن أمير المؤمنين وصاني بك، فهل لك من حاجة؟ قالت: لستُ لك بأُم، ولكني أُم المصلوب على رأس التـّنيَة، ومالي من حاجة، ولكن أُحدثك! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يخرُجُ في ثقيف كذاب ومبُير) فأما الكذّاب فقد رأيناه - تعني المختار بن عبيد الثقفي الذي قام بثورة في الكوفـــة مطالباُ بالخلافة لشيعة علي كرم الله وجهه وأُما المبيرُ فأنت. فقال لها : مبيُرُ المنافقين .

وقد قتل ابنها عبد الله بن الزبير في جمادي الأول سنة ثلاث وسبعين للهجرة وماتت هي بعده بليال فقط.
وفي رواية أخرى أنه لما دخل الحجاج على أسماء بنت أبي بكر بعد قتله ابنها عبد الله فقال: إنهّ ابنك ألحدَ في هذا البيت، وإن الله أذاقه من عذاب اليم . قالت: كَذبتَ! كان بّرا بوالدته، صواماً، قواماً . ولكن اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم '' أنه سيخرج من ثقيف كذابان: الآخر منهما شّـٌر من الأول وهو مُبيرُ) تعني الحجاج بن يوسف الثقفي والأول منهما هو نفسه المختار بن عبيد الثقفي الذي أشرنا اليه.

رحم الله أسماء بنت أبى بكر رحمة واسعة
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 27-09-2007, 12:10 PM   #4
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه



وهو عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزُى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، ابن الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنهما من زوجته زينب بنت مضعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمُح وكانت من المهاجرات أيضا.

كُنيّ بأبي عبد الرحمن القُرشي العدويُ المكي ثم المدني: اسلم صغيرا قبل البلوغ مع أبيه وأُمه، وهاجر مع أبيه صغيرا وكان عمره نحو عشر سنوات، وكان صغيرا يوم أُحد فكانت أول غزواته غزوة الخندق وكان عمره خمسة عشر عاما، وهو من المبشرين بالجنة.

وكان عالما فقيها، أفتى في الناس لأكثر من ستين سنة، وروى علما نافعا غزيرا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه عمر بن الخطاب، وعن أبي بكر الصديق وبلال بن رباح، وأُخته أم المؤمنين حفصة بنت عمر، وأُم المؤمنين عائشة وكبار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

له في مسند بقيّ ألفين وستمائة وثلاثين حديثا، واتفق له في الصحيحين على مائة وثمانية وستين حديثا وانفرد البخاري بأحد وثمانين، ومُسلم بأحد وثلاثين حديثا.

وقد شهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم المشاهد كلهّا، وخرج مجاهدا إلى العراق فشهد القادسية، وجلولاء والمدائن، كما شهد في الشام معركة مؤتة بالأردن مع زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب، وشهد معركة اليرموك على ثرى الأردن، وشهد فتح مصر وروى عنه نحوا من أربعين من أهلها الحديث النبوي الشريف.

وكان رجلا آدما، جسميا ضخما في إزار إلى نصف الساقين، قال رضي الله عنه: إنما جاءتنا الأدمة من قبل أخوالي، والخال انزعُ شيء، وجاءني البضُع من أخوالي فهاتان الخصلتان لم تكونا في أبي رحمه الله، كان أبي ابيض، لا يتزوّج النساء شهوة إلا لطلب الولد). وكان يُصَّفر لحيته بالخُلوق والزعّفران، ويعفيها إلا في حج أو عمره، وشعر رأسه طويل حتى ليبلغ منكبيه، وصُف بأنه من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا، وموصوف بالورع.

كتب رجل لابن عمر: اكتب إليَّ بالعلم كُلَّه، فكتب إليه ابن عمر: ((إن العلم كثيرُ، ولكن إن استطعتَ أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس، خميص البطن من أموالهم، كافا لسانك عن أعراضهم لازما لأمر الجماعة، فأفعل، والسلام)).

وعندما مرض مرضه الأخير الذي قُبضَ فيه ذُكرت الوصية لابن عمر في مرضه فقال: أما مالي فالله أعلم ما كنت أفعل فيه، وأما رباعي وأرضي فإني لا أُحبّ أن يشارك ولدي فيها أحد .

وقد بقي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين سنة تفد إليه الوفود من الناس للعلم والإستزاده، وكان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بمكة حيث مات سنة أربع وسبعين وكان عمرة سبعا وثمانين سنة.

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لُكّل أمة عالمٌ وعالم هذه الأمة عبد الله بن عمر، ولكل نبيّ خليلٌ وخليلي سعد بن معاذ).

ذكر عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوما رؤيا رآها في منامه قال: رأيت كأن بيدي قطعةٌ من إستبرق وليس مكان في الجنّة أريُدهُ إلا طارت بي إليه فقصصُتها على حفصة أم المؤمنين أخته فقصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إن أخاك رجلٌ صالحٌ، لو كان يقوم الليل). قال: فما تركتُ قيام الليل بعد ذلك.

وقد روي أن ابن عمر يتّبع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآثاره، وحاله ويهّتم به، حتى كان قد خيف على عقله من اهتمامه بذلك وكان يسأل باستمرار عما ذكره أو أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في غيابه، ولذلك فقد قال ابن المسيب لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدتُ لابن عمر .

وكان ابن عمر إذا قرأ ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلُوبهم لذكر الله الآية (16) من سورة الحديد بكى حتى يغلبه البكاء.

كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يتوضأ لكل صلاة ويقرأ القرآن الكريم بين كل صلاتين مكتوبتين، وإذا فاتته العشاءُ في جماعة أحيى بقية ليلته، ولم يكن ليصوم في سفر ولا يكاد يفطر في الحضر.

وعن رأي ابن عمر في الفتنه سأله رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن! ما يحملك على أن تحج عاما، وتعتمر عاما، وتترك الجهاد؟ فقال: بُني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، وصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت. فقال يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع قوله تعالي: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ) الآية (8) من سورة الحجرات. فقال: لان اعتبر بهذه الآية، فلا أُقاتل أحبُّ إليَّ من أن اعتبر بالآية التي يقول فيها ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها)) الآية (92) من سورة النساء فقال: ألا ترى أن الله يقول: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة)) الآية (193) من سورة البقرة. قال: قد فعلنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان الإسلام قليلا، وكان الرجلُ يفتن في دينه، إما أن يقتلوه، وإما أن يسترقّوه، حتى كثُر الإسلام فلم تكن فتنه.

قال رجل لابن عمر : يا خير النّاس، أو ابن خير الناس، فقال: ما أنا بخير الناس، ولا ابن خير الناس، ولكنيّ عبد من عباد لله، أرجو الله، وأخافه، والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه (يعني بهذا المديح).

وتوفي رحمه الله في مكة ودفن في فخَّ. وقد أوصى أن يدفن خارج الحرم فلم يستطع ورثته ذلك فدفن بمقبرة المهاجرين بفخَّ.

رحمه الله رحمة واسعة
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 02-10-2007, 09:46 AM   #5
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile زيد بن حارثة رضي الله عنه

زيد بن حارثة رضي الله عنه



هو زيد بن حارثة بن شرحبيل أو (شرحيل) بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ القيس بن عامر ابن النعمان، أُمه سعدى بنت ثعلبة بن عبد عامر الملقب بزيد الحب، الامير الشهيد الذي ورد ذكره في سورة الأحزاب الآية (37): قال تعالى: ''وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس واللهُ أحقُّ أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولاً'' صدق الله العظيم، ولم يُسمِّ تعالى في كتابه صحابياً باسمه إلا زيد بن حارثة، سيد الموالي واسبقهم الى الاسلام، وهو حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو حبه (اسامة بن زيد)، وما احب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا طيبا
اول من اسلم من الرجال، وهو صحابي جليل روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديثان، وروى عنه ابنه اسامة، وروى اسامة كذلك عن يوم استشهاد والده ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال يوم استشهاد زيد في معركة مؤتة في جمادى الاولى من السنة الثامنة للهجرة ان زيدا ''يبعث امة وحده'' وكان عمره نحوا من خمس وخمسين سنة.

وكان رضي الله عنه قصير القامة، ابيض البشرة، وقد اسرته خيل من تهامه وجاءت به لبيعه رقيقا في مكة وشاهده الرسول صلى الله عليه وسلم وعرض على ام المؤمنين خديجة رضي الله عنها ان تشتريه فاشترته بسبعماية فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: لو كان لي لاعتقته فردت رضي الله عنها: فهو لك فاعتقه الرسول عليه السلام وذكر لاهل مكة ان زيدا يرثه فردد كفار مكة ان زيدا ابن محمد صلى الله عليه وسلم الى ان نزلت الاية الكريمة من سورة الاحزاب ''ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله'' الاية (5) الاحزاب
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكبر زيدا بعشر سنين.

زوّجه الرسول صلى الله عليه وسلم من حاضنته عليه السلام ام ايمن الحبشية، التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ''أم ايمن امي بعد امي'' فولدت لزيد (أسامة بن زيد) وكان يكنى به.
واَخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين زيد وحمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة الى المدينة وكان زيد من الرماة المذكورين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما جاء ابوه حارثة وعمه كعب يسألان الرسول صلى الله عليه وسلم لفداء زيد ورد عليهما الرسول عليه السلام: ''ادعوه فخيروه، فان اختاركم فهو لكم بغير فداء، وان اختارني فوالله ما أنا بالذي اختار على من اختارني فداءا'' ولما دعياه امام الرسول صلى الله عليه وسلم قال زيد للرسول عليه السلام: ''ما انا بالذي اختار عليك احدا، انت مني بمكان الاب والعم'' فقالا له: ويحك يا زيد اتختار العبودية على الحرية وعلى ابيك وعمك واهل بيتك قال: رأيت من هذا الرجل شيئا ما انا بالذي اختار - عليه احدا''.
اخرج الترمذي ومسلم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا واّمر عليهم اسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في امارته فقال صلى الله عليه وسلم: ''ان تطعنوا في امارته فقد كنتم تطعنون في امارة ابيه من قبل، وايم الله ان كان لخليقا للامارة وان كان لمن احب الناس الي وان هذا (اسامة) لمن احب الناس اليّ من بعده.
واخرج الحاكم عن جبير بن مطعم عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ''خير امراء السرايا زيد بن حارثة، اقسمهم بالسوية، واعدلهم بالرعية''. ولذلك فان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبعثه في سرية الا امّره عليها، وغزا سبع غزوات اميرا، وكانت هذه الامارة تثير غيرة الصحابة رضي الله عنهم الحريصين على كل تكليف من الرسول عليه السلام باعتبارة تشريفا لهم.
وقد قدمّه الرسول صلى الله عليه وسلم على الامراء في غزوة مؤته: ومؤَتةُ، بالضم ثم واو مهموزة ساكنة، وتأء مثناه من فوقها كانت قرية من قرى البلقاء في حدود الشام، تصنع فيها السيوف وإليها تنسب المشرفية من السيوف، قال ابن كثير:
إذا الناس ساموكم من الأمر خطـــةً *** لها خطمة فيها السمام المثَّمـــلُ
أبى الله للشُّم الأنوف كأنهــــــــــــــم *** صوارمُ يجلوها بمُؤتَة صقـــــــلُ
ومؤتة حالياً مدينة عامرة تتبع محافظة الكرك بالأردن إدارياً وتضم جامعة مؤتة التي زاد عدد طلبتها على اثنين وعشرين ألفاً.
وقد عقد الرسول (صلى الله عليه وسلم) لزيد الراية، فلما التقى المسلمون المشركين من الروم والمستعربه من اتبّاعهم في جيش ضخم قيل انه بلغ مائتي الف مال الروم الى المشرفيه ومال المسلمون الى مؤته وكان الامراء يقاتلون على ارجلهم فاخذ زيد بن حارثة اللواء فقاتل قتالا ضاريا واستشهد طعنا بالرماح ولما بلغ ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ''استغفروا له وقد دخل الجنه وهو يسعى''. وعندما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم استشهاد زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب وعبد الله بن رواحة في مؤتة قام صلى الله عليه وسلم وذكر استشهاهم وبدأ بزيد فقال: اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد اللهم اغفر لزيد (ثلاثا) ثم قال: اللهم اغفر لجعفر وعبد الله ابن رواحه ''.
وقد فضّل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه اسامه بن زيد في العطاء على ابنه عبد الله ابن عمر فاعطى اسامة ثلاثة الاف وخمسماية، وفرض لابنه عبد الله بن عمر بن الخطاب ثلاثة الاف فاعترض عبد الله بن عمر لوالده الخليفه على هذا التمييز مُذّكرا والده ان اسامة بن زيد لم يسبقه -في الجهاد - الى مشهد، ولكن الخليفه عمر رضي الله عنه يرد على ابنه بهدوء ''يابُني كان زيد أحب الى الرسول صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان اسامة أحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فاَثرت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي''.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بلغه استشهاد زيد بن حارثة قد اتى منزله بعد ذلك ولقيته ابنة زيد فأُجهشت بالبكاء في وجهه، فلما راَها الرسول صلى الله عليه وسلم بكى حتى انتحب فقال له سعد بن عبادة: ما هذا يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ''شوق الحبيب الى حبيبه''.
وكان السبب المباشر لغزوة مؤتة ان الرسول صلى الله عليه وسلم ارسل الحارث بن عمير الازدي الصحابي الجليل الذي استشهد وبنت وزارة الأوقاف الأردنية مقامه في الطفيلة قرب بصيرة، ثم احد بني لهب الى ملك بصرى بكتاب، فلما نزل عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني وعلم انه من رسل الرسول صلى الله عليه وسلم، امر به فاوثق رباطه ثم قدمة فضرب عنقه صبرا ولما بلغ الخبر رسول الله اشتد عليه، وندب الناس واخبرهم بمقتل الحارث وقاتله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: زيد بن حارثه امير الناس فان قتل زيد بن حارثه فجعفر بن ابي طالب، فان اصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فان اصيب عبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلا فيجعلوه عليهم .
وكان لواء زيد ابيض وعدد جيشه ثلاثة الاف، وتعتبر غزوة مؤتة من الغزوات التي قصد بها الرسول صلى الله عليه وسلم إعزاز الاسلام ودولته والانتقام من الاعداء الذين انتهكوا حرمة دولة الاسلام فاعتدوا - دون وجه حق - على رجالها وهم رسل السلام، وهو ما يعزز حرمة دم المسلم وكرامته في الاسلام.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 03-10-2007, 09:53 AM   #6
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile خالد بن الوليد رضي الله عنه

خالد بن الوليد رضي الله عنه


هو خالد بن الوليد بن المغيره بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظه بن كعب، الملقب بأبي سليمان القرشي المخزومي المكي، صحابي جليل، كان في الجاهلية من سادة قريش وقائدا لفرسانهم في الحرب تأخر رضي الله عنه في تلبية دعوة الاسلام، وشهد مع المشركين وفي مواجهة المسلمين مواقع بدر وأحُد والخندق، والحديبية .
والده الوليد بن المغيرة (أبو عبد شمس) من قضاة العرب في الجاهلية، ومن زعماء قريش، وكان يقال له العدل لآنه كان عدل قريش كلها حيث كانت قريش تكسو الكعبة (البيت) مرة والوليد يكسوه وحده مرة اخرى، وكان ممن حّرم الخمر في الجاهلية، وادرك الاسلام وهو شيخ هرم فعاداه وقاوم دعوته، وتوفي بعد الهجرة بثلاثة أشهر .

هاجر خالد رضي الله عنه مسلماً إلى المدينة المنورة في صفر من السنة الثامنة للهجرة، وهو ابن أخت أم المومنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، شارك في فتح مكة وغزوة حنين، ثم معركة مؤته، حيث تولى قيادة جيش المسلمين في مؤتة بعد ان استشهد القادة الثلاثة الذين عينهم الرسول صلى الله عليه وسلم وهم (زيد بن حارثة، جعفر بن ابي طالب، وعبد الله بن رواحة) .
فاختاره المسلمون قائدا لمتابعة القتال، ثم انه استطاع ببراعته الحربية ان ينسحب بالجيش ويعود به الى المدينة بخسائر قليلة، وقد أبلى بلاءا حسنا في مؤته، عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نعى امراء مؤته ثم قال: (أصيبوا جميعا ثم اخذ الراية بعد سيف من سيوف الله خالد بن الوليد) وكان صلى الله عليه وسلم يحدث الناس وعيناه تذرفان .
ولمّا تولى الخلافة ابو بكر الصديق رضي الله عنه وجّه خالدا رضي الله عنه لقتال المرتدين، وانتصر عليهم، وقتل مسيلمه الكذاب، وقضى على الردة التي كانت محاولة من القبائل العربية في الجزيره العربية لمقاومة سيطرة قريش على الخلافة الاسلامية في المدينة وضد السيطره السياسية للمدينة المنوره ومكه .
ثم ارسلة ابو بكر لفتح العراق في السنة الثانية عشرة للهجرة ففتح الحيرة، وأماكن مختلفة من العراق ثم طلب اليه ابو بكر ان يتحّول الى بلاد الشام لنجدة جيوش المسلمين فيها وفتح دمشق، فاخترق بادية السماوة، وقطع المفازة من العراق إلى أول بلاد الشام في خمس ليالٍ كان قائداً للجيش، وشهد حروب الشام، وفتح دمشق مع أبي عبيدة، ثم انعزل إلى حمص ومنها اعتمر ثم عاد إليها وتوفي فيها.
وكانت معركة اليرموك معركة فاصلة بين الروم والمسلمين، نصر الله فيها المسلمين، وسار خالد مع ابي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه لفتح دمشق، وكان ان تولى الخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرسل كتابا بتولية القيادة العامة لجيش المسلمين الى أبي عبيدة، وتنحى خالد رضي الله عنه عن قيادة الجيش كجندي مثالي، وفارس مغوار طائعا ملتزما كجندي تحت قيادة ابي عبيدة، رغم كل الانتصارات التي حققها، مؤكدا من جديد وبصورة عملية انه كان ولا يزال سيف من سيوف الله .
رويَ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال في حادثة عزل خالد عن قيادة الجيش : لانزّعن خالدا حتى يعلم ان الله انما ينصر دينه يعني بغير خالد قال القعقاع بن عمرو في معركة اليرموك: وجئنا الى بصرى وبصرى مقيمة فألقت الينا بالحشا والمعاذر فضضنا بها ابوابها ثم قابلت بنا العيُس في اليرموك جمع العشائر
ثم ولي خالد بن الوليد دمشق لآبي عبيدة ومن بعده في عهد عياض بن غنم حتى مات ثم انعزل خالد الى حمص، واستقربه المقام في مدينة حمص الى ان وافته المنية سنة احدى وعشرين هجرية، رويَ عنه انه لما دنا اجله قال: (لقيت كذا وكذا زحفا وما في جسدي شبر الا وفيه ضربة بسيف او رمية بسهم، وها أنا اموت على فراشي حتف انفي كما يموت البعير، فلا نامت اعيُن الجبناء) وتوفي رضي الله عنه عن ستين سنة .
قال عنه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد وفاته: كان والله سّدادا لنحر العدو، ميمون النقيبة وعندما رأى عمر النسوة يبكين خالدا في المدينة المنوره قال: ما على آل الوليد ان يسَفحن على خالد من دموعهن، ما لم يكن نقعا او لقلقة .
والنقع: حث التراب على الرؤوس، واللقلقه: الصراخ .
فيما قال خالد رضي الله عنه عن نفسه ما من ليلة يهدي الّي فيها عروس أنا لها محّب أحب الي من ليلة شديدة البرد، كثيرة الجليد في سرية أصّبحُ فيها العدو .
روى خالد رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث قليلة، وله في كتب الحديث أحاديث كثيرة منها حديثين في (الصحيحين)، ومها ما أخرجه أحمد في مسنده عن خالد بن الوليد أنه سأل الرسول (صلى الله عليه وسلم) قائلاً: يا رسول إن كائداً من الجن يكيدوني فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): قل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن برٌ ولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض، وما يخرج منها، ومن شر ما يعرجُ في السماء وما ينزل منها، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمان، قال ففعلت فأذهبه الله عني. ومنها أيضاً ما رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب من أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعث خالداً إلى بني جذيمة فقتل وأسر (منهم الكثير)، فرفع النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: اللهم إني أبرأُ إليك مما صنع خالد، وكررها مرتين، كناية عن عدم رضا الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن هذه الأفعال .
وذكر خالد ان انشغالة الدائم في الجهاد منعة من الاكثار من قراءة القران الكريم ولم يترك من ميراثه سوى سيفه ودرعة وفرسة وقد احتسبها في سبيل الله تعالى، وله مقام على باب حمص ويجري دراسة وتدريس اساليبة وخططه العسكرية في كل المعاهد العسكرية والاستراتيجية حتى يومنا هذا .
رحم الله خالد بن الوليد رحمة واسعة
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 04-10-2007, 02:29 PM   #7
النسري
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile عبد الله بن رواحه رضي الله عنه

عبد الله بن رواحه رضي الله عنه



هو عبد الله بن رواحه بن ثعلبه بن امرئ القيس بن ثعلبه، أبو عمرو الانصاري الخزرجي الشاعر المكنُىّ بأبي محمد، وأبي رواحه وليس له عقب، وهو وأبو الدرداء أخوان لأُمه كبشة بنت واقد بن عمرو وهي خزرجية أيضاً، وهو خال النعمان بن بشير وروى عنه الكثير
وقد شهد بدرا وما بعدها إلى أن استشهد، وكان أحد النقباء في العقبة، وكان من كتاّب العرب في الجاهلية ومن كتاب الانصار، بعد الهجرة في المدينة، ومن الشعراء القلة المخضرمين.
كان عبد الله بن رواحة من شعراء الجاهلية، كان يناقض شاعر الاوس القبيلة المنافسة لقبيلته وهو قيس بن الخطيم، وأصبح لاحقاً من شعراء الإسلام وشعراء الرسول صلى الله عليه وسلم وهو القائل:-
يا هاشم الخير أن الله فضلكــم *** على البريــة فضلا ما له غيرُ
أني تَفرستُ فيك الخير أعرفـهُ *** فراسـة خالفتهم في الذي نظرواُ
ولو سألت أن استنصرت بعضُهُم *** في حلّ أمرك ما آووا ولا نصروا
فثبت الله ما اتاك من حَسَـــن تثبيت *** موسى ونَصرا كالذي نصروا
أنت الرسولُ فمن يُحْرَمْ نوافلـهُ *** والوجه منه فقد أزرى به القدر
ولما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك أقبل بوجهه مستبشرا وقال :- (( وأياكَ فثبّت الله)).
روُي أن ابن رواحة اذا لقي الرجل من أصحابه كان يقول له: تعال نؤمن ساعة فقالها يوما لرجل فغضب الرجل وجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألا ترى أبن رواحة يَرغبُ عن ايمانك الى ايمان ساعة . فقال صلى الله عليه وسلم: رحم الله ابن رواحة أنه يُحبّ المجالس التي تتباهى بها الملائكه .
وقد رُوي أيضا أن ابن رواحة قدم الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فسمعه يقول (أجلسوا). فجلس مكانه خارج المسجد حتى فرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من خُطبته. ولما بلغ ذلك الرسول عليه السلام قال: ((زادك الله حرصا على طواعية الله ورسوله)).
وهو ثالث أمير أمّره الرسول صلى الله عليه وسلم على جيش المسلمين في معركة مؤته: ولمّا وصل الجيش الاسلامي ناحيُة معُان علموا بأن الروم قد جمعوا لمواجهتهم جيشاً عظيماً من الروم والمستعربه، وجرت مشاورات بين قادة الجيش حول السير الى مؤته أو العودة، وابن رواحة صامت، ولمّا استشير قال: أنا لم نسر لغنائم، ولكننا خرجنا للّقاء، ولسنا نقاتلهم بعدد ولا عدة، والرأي المسير اليهم وهكذا كان .
وعندما بدأت معركة مؤته واستُشهد زيد بن حارثه ثم جعفر بن ابي طالب، واستلم ابن رواحة الراية أحّس بنفسه ترددا عن الاقدام للقتال فأنشد:-
أقسمت يا نفسُ لتَنَزّلنه *** طَائعة او لتكَرهّنـــه
فطالما قَد كُنت مُطمئنّه *** مالي أراك تكرهين الجنّه
ثم اقدم على جيش الروم أقدام قائد شجاع فذّ فقاتل رضي الله عنه وأرضاه حتى استشهد على ثرى مؤته.
روى ابو الدرداء رضي الله عنه قال: أن كُنّا لنكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر في اليوم الحار، ما في القوم أحد صائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحه .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد استخلفه على المدينة المنورة عندما سار المسملون الى غزوة بدر الموعد، وهي الغزوة التي تحدئّ بها أبو سفيان وهو على الشرك المسلمين بعد معركة أُحد قائلا للمسلمين: أن موعدكم بدر العام المُقبل غير أن أبا سفيان خرج في جيش المشركين في الموعد لملاقاة المسلمين ولم يبلغوا بدر وعادوا الى مكة دون قتال المسلمين فسمّى أهل مكة جيش ابي سفيان بجيش السويق . قائلين لهم: ((خرجتم تشربون السويق)).
عن أنس رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في عُمرة القضاء وابن رواحة بين يديه يُنشد:
خّلوا بني الكفار عن سبيله *** اليوم نَضربكُم على تنزيله
ضربا يُزيلُ الَهَام عن مقَيله *** ويُذهلُ الخَليَل عن خليلـه
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا بن رواحة في حرم الله وبين يدي رسول الله تقول الشعر؟!! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خَّل يا عُمرُ، فهو أسرعُ فيهم من نضح النّبل .
ولما نزلت الآية الكريمة عن نار جهنم وأن منكم الا واردها بكى ابن رواحه وبكت أمراته، فقال لها: مالك؟ قالت بكيت لبكائك . فقال: أني قد علمت أني وارد النار، وما أدري أناج منها ام لا؛ ولم ينبئني اني صادر عنها، فذاك الذي أبكاني .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث ابن رواحة رضي الله عنه الى خيبر وجرت بينه وبين اليهود مماحكات فجمع اليهود حُليا من نسائهم فقالوا: هذا لك وخففّ عنا . قال: يا معشر يهود! والله أنكم لمن أبغض خلق الله الّي . وما ذاك بحاملي على أن احيف عليكم والرشوه سحت .
وقد تزوج رجل بإمرأة ابن رواحة فقال لها أتدرين لم تزوجتك؟ لتخبريني عن صنيع عبد الله في بيته، فذكرت له شيئاً، غير أنها قالت: كان إذا أراد أن يخرج من بيته، صلى ركعتين، وإذا دخل صلى ركعتين. لا يدع ذلك أبدا.
وتذكر كتب السيرة والتاريخ أن عبد الله برواحة قد قال قصيدة طويلة في طريقه إلى موقع معركة مؤتة مخاطباً ناقته جاء فيها:
إذا أديتني وَحَملتِ رحلــي مسيرة أربع بَعْدَ الحســـاء
فشأنك أنعمٌ وخـــلاكِ ذَمٌّ ولا أرجع إلى أهلي ورائــي
وجاء المسلمون وغادروني بأرض الشام مشتهي الثـواء

ولما ودّع المسلمون جيش مؤتة قالوا لهم: صحبكم الله ودفع عنكم وردكم صالحين؛ فأنشد ابن رواحه شعراً منه:
لكنني أسألُ الرحمن مغفــــرة وضربةٌ ذات فرغٍ تقذف الزبــدا
حتى يقال إذا مروا على جدثــي أرشده الله من غازٍ وقد رشــدا

وقبرُ عبد الله بن رواحـة موجودٌ في مؤتة بالأردن وهو اليوم مزارٌ وفيه مسجد.
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...

ولا تشغلني بما خلقته لي ...
النسري غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .