العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: نظرات في مقال السرنمة (المشي اثناء النوم) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة في مقال الحيوانات تنطق وتتكلم حقيقة أم خيال؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال البحث عن الكنوز المفقودة .. ما بين العلم والسحر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: Poverty (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: خواطر حول مقال أغرب مسابقات ملكات الجمال (آخر رد :رضا البطاوى)       :: طارق مهدي اللواء (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال أغرب حالات مرضية في عالم الطب (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال أغرب القوانين حول العالم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات في مقال أغرب عمليات التجميل واكثرها جنونا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال أضخم المخلوقات التي مشت على وجه الارض (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 15-02-2006, 12:10 PM   #1
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي اليوم الأول

أطلق لها السيف..لا خوفٌ ولا وجلُ
أطلق لها السيف..وليشهد لها زُحلُ..


مطلع القصيدة التي بدأ بها صدام حسين خطابه الأول فجر يوم الخميس 20-3-2003. فجر اليوم الذي بدأت فيه الحرب.

في الساعة الرابعة فجراً بتوقيت بغداد من صباح ذلك اليوم إنتهت المهلة التي رصدها جورج بوش لرحيل صدام حسين و أبناءه عن العراق. غريبةٌ هي هذه المهلة..!!
بعد مرور عدة ساعات على بداية هذه المهلة أطل علينا جورج بوش ليصرح: "سنهاجم العراق حتى لو خرج صدام"...!!!
باللغة العراقية العامّية يسمّى ذلك بالـ"مزعطة". ومعناها أنها تصرفات تصدر من طفلٍ خفيف العقل و جاهل. لماذا إذن أعطيت المهلة؟؟ ربما كان لقناة فوكس نيوز مجالٌ فارغٌ في الأخبار فطلبوا من سيادة الرئيس أن يُلقي بكلمة لسد الفراغ.

قبل الخامسة فجراً بقليل..صحوتُ مفزوعاً على صوت صافرة الإنذار تدوي في سماء المدينة الهادئة لتشقّ آخر لحظات الهدوء التي شهدتها بغداد منذ ذلك اليوم. حيث أنني و أهلي نسكن في إحدى المناطق الواقعة غرب بغداد قريبةً على مطار بغداد (مطار صدام في وقتها) و على الطريق المؤدي إلى "أبو غريب" لم يكُن القصف الواقع في اليوم الأول قريباً علينا.
كان القصف في اليوم الأول مركّزاً على القصر الجمهوري و وزارة التخطيط و بعض المناطق الرئاسية الأخرى. توقّع الأمريكان حسب إدعائهم أن يكون صدام حسين متواجداً في إحدى هذه الأماكن و ذلك ليُنهوا الحرب قبل أن تبدأ.

كانت جدّتي -حفظها الله لنا- تخاف من صوت القصف و الإنفجارات كما كنا نخاف جميعاً ولكن بنسبٍ متفاوتة. حيث والدي الذي قاتل في الحرب العراقية الإيرانية لا نتوقع منه أن يخاف من صوت الإنفجارات أو ما شاكل ذلك.
لقد عشنا أياماً عصيبةً في حرب إيران والقصف العشوائي الذي كانت تقوم به على بغداد. و أياماً أشدّ و أقسى في حرب عام 1991 عندما دمر القصف الأمريكي كل البنى التحتية للعراق. و قصفاٌ آخر أقل وقعاً عام 1998 على يد صاحب مونيكا. لكنّ هذه الحرب، و منذ يومها الأول، كانت تبدو مختلفة..
ربما لأننا كنا نعلم يقيناً أنها لن تنتهي..

أطل علينا صدام حسين في التلفزيون في صورةٍ مشوشةٍ لم يظهر بمثلها من قبل. فصدام مثلاً كان دائماً يقوم بصبغ الشيب في شعره و شواربه باللون الأسود..و هذه المرة لم يفعل..و نظاراته السميكة التي لم يكُن يرتديها علناً من قبل..و صوته الذي لم تبدو به الثقة التي إعتاد أن يبدوَ بها..
"ترى ما الذي سوف يحدث" ؟؟
سؤالٌ يدور في ذهن الجميع..
فصدام لم يستدعِ قوات الإحتياط..و لم يُعلن النفير العام..؟؟!!!
و نحن نعلم واقع الجيش العراقي و أن في كتيبة الدروع دبابةً واحدةً تعمل و تدفع الباقيات حتي يشتغلن بسبب عدم وجود البطاريات..
الصواريخ العراقية التي تستطيع الوصول إلى القوات الأمريكية قد تم تدميرها على يد المخابرات الأمريكية، عفواً قصدت فريق مفتشي الأمم المتحدة لأسلحة الدمار الشامل..

في اليوم الأول..كانت معنوياتنا جميعاً هابطةً و بشدة. فنحن نعلم مدى قوة السلاح الأمريكي و عدم تواريهم عن فعل أي شئ. و بدأنا بتوقّع وصول الأمريكان إلى بغداد خلال ثلاثة أيام أو أربعة.
ذهبنا للنوم ليلاً كلٌّ في غرفته كأن شيئاً لم يكُن. فلم نسمع خلال اليوم قصفاً أو شيئاً من هذا القبيل. و ليتنا استطعنا النوم في هذا الوضع المتفاقم.
صباح يوم الجمعة..
إستيقظت على الصوت العالي للراديو في البيت..كانت إذاعة البي بي سي اللندنية يتحدثون فيها عن صمود و مقاومة القوات العراقية في "أم قصر"..
يا إلهي..أم قصر..لا تتعدى مساحتها مساحة الحي الذي نسكن فيه..!!
"مقاومة شديدة تعيق تقدم القوات الأمريكية و البريطانية"..هذا ما يقولونه في الأخبار.
إنتابتني نشوةٌ عنيفةٌ هزّتني..هنالك أمل..؟؟!!
هل سنخرج من هذه الحرب بوجوهٍ بيضاء؟؟
إذا ما قاومت القوات العراقية القواتِ الأمريكية بشدّة و كبّدتها الخسائر فسوف يوقف الأمريكان الحرب. فقد بدأ الأمريكان الحرب و في وجوههم أطياف حرب فيتنام..فإذا ما تكبدوا خسائر فادحةً سيوقفون الحرب. و ستكون بطولة القوات العراقية صفحة لا ينساها التاريخ..
و المشكلة أن صدام حسين سيصبح فرعوناً أكثر مما تفرعن هو أصلاً..
فماذا هو التصرف الصحيح؟؟
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-02-2006, 12:36 PM   #2
محمد العاني
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,538
إفتراضي

هبّت سِراعاً و سلّت سيف بلوانا
ريحٌ أقلّت من الأرزاء ألوانا
ريحٌ أتاحت لها الصحراء مرحلةً
فسخّرت من جمال البدو قطعانا
و سخّرت من جحور الشرق ما ادّخرت
لفتنةٍ حاصرتْ بالأمس عُثمانا
و جرّعت قبلهُ الفاروق كأس ردى
و طالَ خنجرُها الكرّار إمعانا
ريحٌ نُحرنا مراراً في ملاعبها
فملّ تيارها الدامي ضحايانا


الجمعة الأولى من الحرب كانت ليلةً عنيفةً جداً تلقّت فيها بغداد وحدها ألف صاروخ، نعم..و ليس هذا كلامي بل كلام القادة الأمريكان. صرح البريكادير جنرال "فنسنت بروكس" من قاعدة السيلية في الدولة العربية المسلمة الشقيقة قَطَر يوم السبت بالتالي "لقد قمنا بقصف مواقع حيوية في بغداد الليلة الماضية بألف صاروخ مختلفة الأحجام أغلبها من صواريخ كروز".
كانت ليلةً عصيبةً حقاً..
كانت قاصفات بي 52 تدور و تدور..كم هي مخيفةٌ..كانت إذا ما طارت فوقنا تبدأ الأرض تحتنا بالإهتزاز. ثم لا نفتأ نسمع صوت القنابل تتداعى على صدر بغداد الحبيبة فتقتل من تقتل و تدفن من تدفن و تُيتّم من تيتّم دون أن نقوى على منعها من أفعالها الشنيعة.
كانت الهواتف لا تزال تعمل حتى مساء الجمعة في بغداد و حتى بين بغداد و المحافظات و لكن ليلاً كان جزءٌ مما قُصف البدّالتان الرئيسيتان اللتان تربطان إتصالات الكرخ بالرصافة و بالمحافظات.
إتصلت بمن استطعت أن اتصل به من أقاربي و أصدقائي لأرى من منهم حيّ و من منهم أخذته الصواريخ الألف.
كانت الأخبار من راديو البي بي سي البريطاني و راديو مونتي كارلو الفرنسي تقول أن القوات البريطانية و الأمريكية قد سحقت المقاومة في أم قصر و هم الآن على حدود البصرة..!!
و الأخبار العراقية تقول أن المقاومة لا تزال عنيفة جداً في أم قصر. بكُل عنفوان و عنجهية كنا نرفض أن نصدق الأخبار الخارجية و نصدق و بكل حسن نية الأخبار العراقية، والتي تبين فيما بعد صدقها برغم ما تقوله السي إن إن و الفوكس نيوز. و في الحلقات القادمة سأروي لكم بعض القصص الفكاهية عن الإعلام الأجنبي خلال الحرب.

أم قصر..ذلك الميناء الضيق على الخليج..كانت صغيرةً جداً قبل الحرب..ولكن بعد هذا الصمود و القتال فقد صارت كبيرةً جداً..كبيرةً في قلوبنا جميعاً و كبيرةً في حلوق الأمريكان و البريطانيين و من صاحبهم. قنّاصٌ عراقيٌّ بطل..قتلَ من البريطانيين الكثير..كلما إقترب أحد منهم أخذ نصيبه من الإطلاقات في رأسه النتن. جاء أمرٌ ميدانيٌّ بالتراجع من مجموعة بنايات مواجهة لميناء أبو فلوس على الخليج و تراجع الجميع إلى البنايات التالية..إلا هذا البطل..يا ليتني أعلم إسمه. لم يستطع الجبناء مواجهته كالرجال..فأوعزوا إلى طائرةٍ أمطرتْ هذه البنايات بوابلٍ من القنابل ليقتلوا هذا البطل الوحيد عسى أن يقبله الله بين الشهداء.
شهدت أم قصر..تلك الصغيرة الكبيرة قصصاً للبطولة و الفداء لم تشهدها المدن الكبيرة.
إنّه من الجنون أن يتخيل الأمريكان و من سيجاورهم في جهنّم بإذن الله أنهم سيُستقبلون في العراق بالورد و أغصان الزيتون. ذلك ما زيّنه لهم العملاء و الخونة ممن كانوا يسمون أنفسهم بالمعارضة العراقية. هؤلاء القذرون ممن كان ينعم بحضن أمريكا و لندن بالرواتب من السي آي أي و الإم آي 5. مجموعةٌ من الحُثالة التي تنوء الأرض بحملها و سخّروا الشيطان الأمريكي لخدمتهم مقابل أن يبيعوه حياتهم. ذلك صنو من لا يجد له مكاناً فوق الأرض لأنه ببساطة لا يساوي غير محتويات المجاري التي يعيش فيها.
__________________
متى الحقائب تهوي من أيادينا
وتستدلّ على نور ليالينا؟

متى الوجوه تلاقي مَن يعانقها
ممن تبقّى سليماً من أهالينا؟

متى المصابيح تضحك في شوارعنا
ونحضر العيد عيداً في أراضينا؟

متى يغادر داء الرعب صبيتنا
ومن التناحر ربّ الكون يشفينا؟

متى الوصول فقد ضلت مراكبنا
وقد صدئنا وما بانت مراسينا؟
محمد العاني غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 16-02-2006, 02:37 PM   #3
maher
عضو شرف
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 8,145
إفتراضي

كتبت فأغصصت فأدمعت فأبكيت و أصبت في مقتل أخي محمد

واصل رعاك الله و حفظك و أجارك من بطش الغادرين


اللهم إغفر لكل قتلانا المؤمنين الموحدين في عراقنا و إبعثهم شهداء سعداء عندك
اللهم و إنصر من يقاتل المحتل إبتغاء وجهك الكريم و سدد اللهم رميه
اللهم لا إله إلا أنت أجر إخواننا في العراق من القوم الظالمين


اللهم إحفظ أخي محمد و أدمه بخير حال
اللهم متعنا به
اللهم متعنا به
اللهم متعنا به
__________________





maher غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .