| 
				 عذل الزمان---محمود راجي 
 
			
			عذل الزمان
 
 أيا واقفا تشكو الزمان تقاتله***ألا اقعد هداك الله فيم تجادله
 
 غدونا نناجي الدهر طيلة عمرنا***وقد كثرت ضد الزمان عواذله
 
 زمان به الأيام دولى تعاقبت***وما عرفت حالا له فتسائله
 
 زمان كثعبان خداع إهابه***يصاولنا قرنا وعاما نصاوله
 
 *****
 
 وقفت بأرض القدس أرتاح ساعة***فعادت بي الأيام مرت تخايله
 
 بها كل أرض من جنوب وشمأل***عصي على الأعداء تزهو شمائله
 
 وليل به للقدس جاء محمد***إلى المسجد الأقصى تحط رحائله
 
 فعلاه رب العرش رقاه رتبة***رقيا رقيا قد علا ومنازله
 
 فذي روحه في الأرض إن رمت معلماً***كما نقش في الصخر ليست تزايله
 
 بناء عظيم الشان في القدس ماثل***من الصرح العظمى تطيب معاقله
 
 وسيع بكل الحب ضم جموعه***	كثير به الطاعات يرتاح سابله
 
 رأيت جموعاً نحوه قد تدفقت***رجالاً رجالاً ما تكل  مسابله
 
 فذا ذهب فوق القباب يزينه***وذا ذهب فوق التراب يماثله
 
 ترى أعين بالحقد قد ملئت بها***وقد منعت نحو الصلاة رجائله
 
 فمن عاجز عن وصل درب لأرضه***كما ظامئ نبع السقاء وناهله
 
 ***
 من القدس قد قام الميح إلى السما***وقد ضل ما كان الخبيث يحاوله
 
 وفي القدس سوق للعطارة شامخ***تذوب به الأراح سكرى تثامله
 
 وفي القدس سور تحسب الدهر صاحباً***له أو غدا رفق الزمان يزامله
 
 فيا صاحبي حي الزمان وقل له***لقد صنعت زهر البلاد مغازله
 
 *****
 
 أرى هذه الأزمان تنحاز ضدنا*** 	ولست أخبر ما تخبي مجاهله
 
 لكن شعبا فيه عشق لعزه***لعمري إله الدهر ما كان خاذله
 
 فلا تشك أزمنة إلينا مردها***وقد كثرت بعد الجفاف مهاطله
 
 رأيت مناماً أن سمان نعاجنا***وقد خضرت بعد الذبول سنابله
 
				__________________ **********
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا ::: يلقى بصخر فيلقى اطيب الثمر 
   |