العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة في مقال الطاقة الروحية براهين من العالم الآخر (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نقد بحث لغز مركبات الفيمانا (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب حكم تنفيذ القصاص والإعدام بالوسائل الحديث في الفقه الإسلامي (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The international justice court (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: نقد تنبيه الأنام على مسألة القيام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال الزراعة المثالية ولعنــة الأدويــة الكيماويــة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: New death (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الميسر والقمار فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

المشاركة في الموضوع
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 26-04-2012, 01:20 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي اتجاهات المسلمين في الخليج العربي بعد الربيع العربي

بعد الربيع العربي انقسمت الحالة الإسلامية في الخليج إلى أربعـة أقسام : الإصلاحيّين ، والمرتبِكين ، والمستأجَرين ، والقطيعيّين .

أمّا الإصلاحيُّون فهم الذين اتضحت لهم الرؤيا ، واستبان لهم المنهج ، وعرفوا _ لاسيما بعد إنطلاق الربيع العربي _ أنَّ النظام العربي برمّته ، ليس سوى حالة مأساويّة جداً من التعفّن السياسي ، والثقافي ، والإجتماعي ، والإقتصادي ، مملوءه بالتخلّف ، والفساد ، والعمالة ، والتآمر على الأمّة ، وعبادة السلطة ، ولاسبيل للإنقاذ إلاّ بإصلاح شامل يُبنـى على :

1ـ ثقافة الربيع العربي التي تقوم على استرجاع حقّ السلطة للشعوب كاملاً غير منقوص ، بوسائل سلميـّة تفوّت على الطغاة فرصة إجهاض الإصلاح .

2ـ وروح الربيع العربي التي تتوقـّد فيها نار ثورة لاتعرف المهادنة حتى تحقق انتصارها النهائـي .

3ـ وأهداف الربيع العربي التي تتمحور على هدف واحد هو تخليص الأمّة من الاستبداد الداخلي ، والهيمنة الخارجية .

وأنَّ غير هذا السبيل سرابٌ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءَ ، وخداعٌ للنفس ، بل أشبه بهذيان سببه بقايا العفن المترسِّب في العقول من آثار الأنظمة نفسها .

وأما المرتبِكون فهم متديّنون مخلصون ، قـد دهمهم الربيع العربي ، ولازالت أفكارهم مشوَّشة بمفاهيم مزيفة من عهود الخنوع ، ونفوسهم حاملة لبعض (فيروساته ) ، ولكنّهم لتوقهم إلى عزة الأمّة ، ورغبتهم في رؤيتها منتصرة ، أحبُّوا التغيّير المذهل الذي جرى في الشعوب ، ورحّبوا بنتائجه .

غير أنهم كلَّما دفعهم هذا التوق ، وتلك الرغبة إلى الاقتحام لإكمال مسيرة التغيير المباركة في الأمّـة ، كعَّ به ذلك التشويش ، وهاتيك (الفيروسات) ، إلى الوراء ، فارتبكوا ، وتحيَّـروُا ، وتشتّت جهـدهم .

ولهذا تجدهم أحيانا يجيـزون المظاهرات ، ثم يتناقضـون فيحرمونها في بلادهم ! ويحاولون عبثاً التفريق بين الأنظمة التي أسقطها طغيانها ، وسلطة يعيشون تحتها لاتختلف عن غيرها إلاّ _ ربما _ ببراعة الخداع ، وإجادة التمثيل على اللَّحى !

وأمّا المستأجرون فشأنهم شأن بوطي بشَّار ، والمفتي علي جمعة ، ومفتي القذافي ، وشين الفاجرين وسائر هذه الجراثيـم !

إنما هو أجير (كهاتف عملة ) ! عند الطاغية ، على قدر ما يوضع في فمه من درهـم ودينـار ، يفتـي ولو اقتحـم بفتواه جحيم النار .

سعيدُ الدار شرُّ من أبيه ** وكلبُ الدار شرُّ من سعيدِ

مثل ذاك الجرىء الذي لايستحـي من ربّه ، الذي أفتى للسلطة بإباحة الإبادة الجماعية للمتظاهرين !

مع أنه حتَّى البغاة المسلحين الخارجين على الإمام الصالح العدل بقوة السلاح ، الذين كما وصفهم الفقهاء ( يرون خلعه لتأويل سائغ ) ، لايحلّ من دمهم إلاّ بقدر ما يندفع ضررهم ، حتى ذكر من ذكـر من العلماء أنّ من حضر معهم ممن لايقاتل لايجوز قتله.

وكما قال الفقهاء : ( والأخبار الواردة في تحريم قتل المسلم ، والإجماع على تحريمه ، وإنما خُصّ من ذلك ما حصل ضرورة دفع الباغي ، والصائل ، ففيما عداه يبقى على العموم ، والإجماع فيه ; ولهذا حُرم قتل مدبرهم ، وأسيرهم ، والإجهاز على جريحهم ، مع أنهم إنما تركوا القتال عجزا عنه ، ومتى ما قدروا عليه ، عادوا إليه ، فمن لا يقاتل تورعا عنه مع قدرته عليه ، ولا يخاف منه القتال بعد ذلك أولى ، ولأنّه مسلم ، لم يحتج إلى دفعه ، ولا صدر منه أحدالثلاثة ، فلم يحلّ دمه ; لقوله عليه السلام : لايحلّ دم امرئ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث .. الحديث ) المغني لابن قدامه .

هذا في البغي بالسلاح على السلطة العادلة ، فكيف بالتظاهر السلمي الذي أصبح من وسائل العصر المتعارف على إباحتها ، كالاعتصامات ، والإضرابات ، وغيرها ، حقـاً للشعوب ، لتنال به حقوقها ، وتدفع به الظلم عن نفسها .

ولاريـب هذا القسم قد عظم به البلاء ، واستحكم الداء ، لأنـّه بعد تعاظم قوة الإسلام ، وانتشار رقعة التأثير للخطاب الديني ، احتاج الطغاة إلى خطاب ديني مزيف ، فوجدوا هذه الحثالة ، أو حثالة الحثالة ، مستعدة للمتاجرة بالدين ، وإفساد المسلمين.

غير أنهم وشيكا سيصيرون إلى الدرك الأسفل ، وما أمر مفتي حسني علي جمعة عنـّا ببعيـد ، فقـد ذهب للقدس زاعماً أنه يصلي بالمسجد الأقصى ! ليمنح الصهاينة ما يرغبون به من تطبيع ، ويهديهم ما يحبُّونه من تلميع ،

فعاد بخزيـِهِ ، وصوَّت مجلس الشعب على مطالبته بالاستقالة ، وطردوه من اتحاد الكتاب المصرييـن .

ذلك أنّ من أعظم بركات الربيع العربـي أنه كما يُسقط الزيف السياسي ، يُسقط معه الزيف الديني التابع له .

وأما القطيعيُّون ، فما كنت أرغب أن أطلق عليهم هذا الوصف ، غير أنها الحقيقة المرة ، إذ جمهور كبير _ وليس الأكبـر _ من أتباع الحركة الإسلامية _ بطبيعة الحال _ لايختلفون عن واقع شعوبهـم التي أُريـد لها أن تكون قطعانا !

والحالة القطيعية هي مرض له ثلاثة أعراض رئيسـة :

1ـ الخوف الدائم من عصا مالك القطيع !

2ـ الرضا بوجبة الشعير ، والإنشغال بها عن أيّ شيء آخر !

3ـ انعدام المشاركة بأي نشاط غير : اسمع وأطع ، وولي أمرك أدرى بمصلحتك !

فليت شعري كيف يُتوقـّع من شعوب ، لايُدخـل في آذانها إلاّ هذا الخطاب ، ومحرومة من أيّ مشاركة في السلطة ، بل في أيّ وسيلة إحتجاج جماعية سلمية على قرارات السلطة !

وهي في حالة خوف دائم من أجهزة الأمن ،

وانتظار دائـم لراتب آخر الشهر ( أو الشرهه ) ! من وليّ النعمة ، مالك القطيـع !

إلاّ أن تصاب بداء القطيعيّة ، فيدخـل في كلّ عرق ، ومفصـل منهـا ؟!!

آخر تعديل بواسطة جهراوي ، 26-04-2012 الساعة 01:28 PM.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
غير مقروءة 26-04-2012, 01:20 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

ولاريب أنّ هذا الداء يسكـن في اللاّوعي أيضـا ، ولهذا فربمّـا _ مثل كثير من الأمراض _ لايشعر الإنسان بأنـّه يحمله ، إلاّ عندما يرى حالة لاتحملها ،

فيكتشف الفرق حينئذ ! وقد تصيبه حالة من الصدمـة : كيف كان يعيش بهذا الداء طيلة ما مضى من عمـره !

ولهذا فلازال كثير من أتباع الحركة الإسلامية ، يسيرون سير القطيـع وراء الشيخ أجير السلطة ، أو مع من يتحالف مع السلطة من قسم المرتبكين ،

فإن حرَّم عليهم المظاهرات حرّموها ، وإن نهـى عمّا يغضب السلطة انتهـوا ، وإن امتدح السلطة انقادوا ، وعلى هذا النهج قد اعتـادوا !

تسير خلفَ الشيخ سيْر الإمّعهْ ** إنْ مال مالوا ، وإنْ يسقط معهْ

أو كما يقول إخواننا المصريون ( مثل المعزة الدايخـهْ )!

غير أنّ هذا القسم قـد بدأ يتقلّص _ بحمد الله _ مع انتشار (فقه الثورة) ، إذ أصبح التعليم المجاني ، لهذا الفقه ، يُؤخذ عن طريق الفضائيات ، ووسائل التواصل الاجتماعي ، بصورة مكثفـة ، ويهجـم على العقول هجوما ، يصبِّحها بصبـوحه ، ويمسي عليها بغبـوقه .

ومع مرور الزمن وبسرعة مذهلة ، تلتحق أعداد كبيرة من قسم المرتبكين ، بالإصلاحيين ، وتنتقل أعداد كبيرة من القسم الأخير بهم أيضا ، أما المستأجرون ، فلا أعلم مثالا ، كأنّ الله طمس على قلوبهم ، وطبع عليها ، ( لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهـون ) !


وبعد ،،، فإذا حقّ لنـا أن نستعير من قوانين الفيزياء الفلكية ، فإنّ أهل هذا العلم العزيز يقولون : إنّ الغالبية العظمى من الطاقة في الكون منتشـرة في الفضاء الفارغ ، ويتعجبَّون : لا أدنى فكرة لدينا لماذا هي هناك ؟!

وحقا كذلك ، إنّ الله تعالى _ كما في النصوص _ ينزل النصر ، والفرج ، واليسر ، مع الصبـر ، والشدة ، والعسر ، فيكون ذلك كله فيما بين البشـر لايرونـه ، ثم يتحقق فيهم إذا صبروا ، وتوكلوا ، وثبتـوا .

وكذلك حقـَّا إنّ الغالبية العظمى من طاقة شعوبنا لم تزل منتشرة في الفضاء الفارغ فيما بينها !

لم تعـدم ، ولم تضعف حتـّى ، لكنها لم تدخل في نفوس الشعوب ، ولم تـلج إلى أرواحهـا .

أليسـت ثورات الربيع العربي أوضح دليل على هذا !

فإذا أردنا أن نسلكها إلى قلوبهم ، ونشعل بها أرواحهم ، فلنحرّك هذه الطاقة ، بكلمة الحقّ ، وبأيّ منشط عبر وسائل التواصل ، نشجع به على الإصلاح ، ونستحثّ به الأمّة إلى النهوض .

حتى إذا امتلأت الشعوب بطاقة التغيير ، وأُشربت قلوبها حبَّهُ ، انفجـر كلُّ شعب محدثـا ربيعه ، وجعل كلّ طاغيـة صريعـه .

فهيا يا رجال الإصلاح ، وياشبابه ، ويا نساء التغيير ، وشاباتـه ، واصلوا الجهـود ، واستحثوا الخطـى ، لإخراج أمتنا من الذلّ الذي سلطه هؤلاء الطغاة عليها ، ومن التخلف الذي أوصلوه إليها .

حتى ينبلـج فجـر جديد ، يعز الله فيه أمة الإسلام ، ويعيد إليها أمجادها ، ويحيي فيها ما اندرس من منارات حضارتها .

والله الموفق وهو حسبنا عليه توكّلنا وعليه فليتوكـّل المتوكّـلون
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .