17-12-2009, 09:53 PM
|
#9
|
|
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
|
هذا سؤال أربك كبار الفلاسفة رغم اعتمادهم مسالك
متشعبة للوصول إلى الحقيقة، ليتمكن الفلاسفة
من إدراك كنه هذا الوجود والتوصل إلى حقيقة ثابتة
وهي وجود الله تعالى.
إذا كانت الفلسفة قد قطعت أشواطا كبيرة للوصول
إلى الذات الإلاهية، مستندة في ذلك إلى إعمال العقل
والتأمل . فهذا يؤكد أمرا جوهريا وهو أن كل ما يدور
من حولنا في هذا العالم يفتقد خاصية الحقيقة إن نحن
عزلناه عن الوجود الإلاهي .
وعليه،فنحن كمسلمين نقيس أمورا كثيرة في الحياة من خلال
مدركاتنا لميزان الشريعة في جميع شؤوننا الاجتماعية
والاقتصادية ..
أظن أن قصدي بات واضحا لأطرح السؤال كالآتي :
تخيلوا معي عالما بدون وجود إلاه ؟ هل ستستقيم
الأمور بالنسبة لنا؟ بل كيف سينظر العقل البشري إلى
هذا العالم من حوله؟
وسيحتكم إلى أية أداة لتوصله إلى حقيقة الوجود؟
إنه الجنون والعبث والتيه لأننا نطلب من الإنسان إلغاء عقله
مادامت الذات الإلاهية منفية فالعقل أيضا ملغى، إذ لا وجود
للحقيقة دون وجود الإلاه الذي نعبده ونقر بوحدانيته .
تلك حقيقة توصل إليها عقل الإنسان رغم محدوديته ليكون
إدراك الوجود واستكناه أسراره لا يتم إلا عبر إعمال العقل.
لا أريد الخوض في أمور فلسفية أثارت زوبعة من الانتقادات
التي وجهت لكبار الفلاسفة المسلمين كالغزالي وابن رشد،لكني
أقول بأن إلغاء الذات الإلاهية يعني الحكم على العقل بالانتفاء
وعلى الإنسان بالموت.؛ فكل الإنجازات العلمية الحديثة
التي حققت نجاحا منقطع النظير عبر أنحاء العالم أوصلت
الإنسان إلى حقيقة الوجود الإلاهي وقدرته العظيمة في صنع كل
شيء .
ختاما أقول إن كل ما من شأنه أن يوصلنا إلى معرفة الله تعالى
هو حقيقة ثابتة، وما دون ذلك سراب.
تحياتي
__________________
" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,
وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,
* * *
دعــهــم يتــقــاولــون
فـلــن يـخــرج الـبحــر
عــن صمته!!!
|
|
|