أخي المراسل
أعجبني هذا العنوان المحاورون وعلم لا ينفع، لأنه يدلي بنتيجة منطقية في حد ذاته، فكيف علمنا أنه علم لا نفع فيه إلا طبعا بالحوار والجدل .... ولما نقول الحوار والجدال نعني بالتأكيد حوار وجدال بين آراء وأفكار مختلفة ومتباينة ومتصادمة، لأننا طبعا لا نتحاور وبالأخص لا نتجادل ولا نختلف في أفكارنا وآرائنا إذا تشابهت وتقاربت وتطابقت ...وطبعا وكذلك لن يكون هناك حوار ولا متحاورن إذا لم تكن هناك حرية التعبير والإستماع للرأي الآخر مهما غاضنا وأغضبنا آراؤهم....
وديننا الإسلامي وقرآننا الكريم أعطانا حرية الرأي في مجال الجدل في أمر الدين والمعرفة : فالقرآن حث الناس على الجدل بالحسنى طلباً للحق ذاته، مستخدمين في ذلك سبيل الحكمة والموعظة الحسنة (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين). ولم يستثن القرآن أمراً في ذلك دون آخر، حتى جاز الجدل والنظر في أمور العقائد والأفكار الكبرى كي تبنى على أسس متينة وسليمة.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يكون المؤمن (إمعة) كالببغاء يلغي شخصيته المستقلة ورأيه الحر، ويتمثل مواقف الآخرين أياً كانت وجهتها : (لا يكن أحدكم إمعة يقول: أنا مع الناس: إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا تجتنبوا إساءتهم).
ويبقى هذا رأيي الخاص والله أعلم