العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الطلع فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الحجج فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخفا فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: انتخابات (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المسح في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال طه ليس إسماً للرسول محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال الفرقان في تعريف الزبر والزبور في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الوزر في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال مفهوم الواحد والواحدة والمثنى والمثاني والاثنين في الوعي القرآني (آخر رد :رضا البطاوى)       :: العكف فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 02-04-2009, 04:51 PM   #11
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

الحرارة

تشكي بعض ربات البيوت، من أن أطراف أوراق بعض نباتاتها الداخلية تحترق. ويشكو بعض المزارعين أن أشجار التفاح عنده لم تزهر هذا العام. ويشكو بعضهم أن شجرة (الجوافة) في حديقته قد ماتت.

ويتباهى بعض أصحاب الحدائق والبساتين، أنه أحضر صنفا من (المشمش) من اليونان، كما يخدع بعض أصحاب المشاتل المشترين بأن يتركوا (علامة Label) على شتلاته المستوردة أنها من فرنسا!

والحقيقة، أنه كما أن هناك نباتات خاصة في المناطق القطبية المتجمدة، فإن هناك نباتات خاصة بالمناطق الصحراوية. والمختص النشط والذي يمكن اعتبار نصيحته صادقة وفي مكانها، هو من كان يعلم على وجه التحديد علاقة الحرارة بالنمو.

ما هي الحرارة؟

الحرارة شكل من أشكال الطاقة الحركية والتي يمكن أن تتحول الى أنواع أخرى من الطاقة أو تنتقل من الأجسام الدافئة نسبيا الى الأجسام الباردة. هذا النقل للحرارة المستمر يكون من خلال ثلاثة أسس: الإشعاع، والحمل، والتوصيل.

وينتقل الإشعاع الحراري(Radiation) المنبعث من الشمس عند سطح التربة بواسطة الاصطدامات المتكررة للجزيئات التي تحتها من دقائق التربة بطريقة التوصيل (Conduction) *1

هناك ظاهرة لها علاقة بموضوعنا، وهي أنه معروف أن الماء الساخن يكون في أعلى الوعاء لقلة كثافته. وكذلك الهواء الساخن فمداخن المصانع يرتفع الغاز الحار المنبعث منها عاليا. لكن يستغرب البعض أن حرارة الجو للمسافر في الطائرة على ارتفاع 30 ألف قدم، تكون حوالي 40 ْم تحت الصفر، وأن أغوار الأردن والمناطق الساحلية أدفأ من المناطق الجبلية، وهذا مخالف للقاعدة السابقة!

إن انعكاسات الحرارة تكون في المناطق الواطئة وعند سفوح الجبال الدنيا أعلى منها في قمم الجبال، وكذلك فإن تلك الانعكاسات تنعدم في طبقات الجو العليا.

ماذا يهمنا من الموضوع هنا؟

لنعد الى موضوع النباتات المستوردة، والتي تجود في بلاد منشأها الأصلي، مثل أصناف التفاح (جولدن دلشص وستاركنغ وماكنتوش) وبعض أصناف الكرز التي يزرعها أصحاب الحدائق في حدائقهم ولا تعطي ثمرا.

هناك مصطلحان يعنيان بهذا الشأن، سنحاول تبسيطهما بقدر الإمكان ليكون الأمر مفهوما (ثقافيا) لأصحاب الحدائق:

الارتباع Vernalization: ظهر هذا المصطلح عام 1920، وهو اشتقاق لاتيني من أصل روسي Jarovization والذي اصطلحه العالم الروسي Lysenko وترجمته الإنجليزية Springization *2ويعني بالعربية أن الأصناف الشتوية تتحول الى الأصناف الربيعية والصيفية، بواسطة (التبريد)، وهذه الطريقة اعتمدها منتجو أصناف الأزهار والثمار بشكل واسع وانتقل عالميا.

ففي حين كنا نرى قبل عقدين أو ثلاثة أصنافا محدودة من الخضراوات والفواكه والزهور، حولنا ومن ناتج المنطقة التي نعيش فيها، فتظهر بموسم قصير قد يستمر أسبوعا أو شهرا أو أكثر قليلا، أصبحنا نرى أنواعا تدوم طيلة العام فهذا فيتنامي وهذا من تشيلي وهذا من روسيا، وكلها تُزرع محليا في معظم الأحيان، وهذا سيجعلنا نتعرف على المصطلح الثاني:

متطلبات البرودة Chilling Requirements

وهذا المصطلح يعني، درجات البرودة اللازمة لكسر فترة السكون، وهي تُحسب عادة لكل درجة حرارة دون ال 7 درجات مئوية، ويضع المختصون خرائط لبلدانهم، يعلقونها في مكاتبهم تبين كل منطقة وكل مدينة وكل إقليم وعدد ساعات البرد المارة في تلك المنطقة، ويعلمون في نفس الوقت كل صنف من أصناف الفواكه، واحتياجه لساعات البرد، فأصناف التفاح التي ذكرناها مثلا تحتاج الى أكثر من 1300 ساعة برد، في حين تكون مناطق مثل الأغوار الجنوبية في الأردن أو البصرة في العراق، لا تتعرض إلا لحوالي 200 ساعة برد، فلا تزرع فيها تلك الأصناف من التفاح. وتجد مناطق مثل السودان وجنوب مصر مثلا، لا يمر بها ساعات برد نهائيا. وقد يسأل سائل: أن هناك بعض الأصناف المحلية من التفاح تعيش في مناطق دافئة، فهذا صحيح كأصناف (العجمي والشرابي وأحمر مايس) تلك الأصناف ذات الثمرة الصغيرة الحلوة.

أثر الحرارة الزائدة على نباتات الحدائق

قبل كل شيء، علينا أن نعرف أن حرارة (النسغ الصاعد) (أي العصارة المتجهة من الجذور الى جسم النبات تكون أدنى بكثير من درجة حرارة الجو المحيط بالنبات، فلذلك يحس من يقطف ثمرة عن أمها أنها أبرد في الصيف من الثمرة المقطوفة مسبقا. فإن كانت درجة حرارة المحيط هي 30 ْم فإنها في العصارة الداخلية تكون 15 ْم، ويتحكم هذا الاختلاف برفع العصارة من الجذر الى جسم النبات، كما يؤثر ذلك بعمليات (النتح).

إذا ارتفعت درجات الحرارة عن المعدل الملائم للنبات، فإن خللا سيتم بانعدام التوازن بين التنفس والتركيب الضوئي، ويمكن أن يؤدي الى قتل (البروتوبلازم). وبإمكاننا القول: أن العمليات تصبح ضعيفة عند درجة حرارة 42 مئوي، وتصبح قاتلة عند 50ـ60 مئوي.

وحتى لا ندخل أصحاب الحدائق بمتاهة، سنذكر لأولئك الذين يزرعون الزيتون بحدائقهم، وهي أن أفضل درجات عقد الزهور هي بين (23ـ 28) درجة مئوية. ويراجعنا الكثير من مزارعي الزيتون في أن نسبة العقد كانت ضعيفة جدا، والسبب في ذلك هو أن شرق المتوسط والتي تعقد معظم أزهار الزيتون فيه بين (15/4 و 15/5) من كل سنة، وقد تتعرض المناطق لرياح الخماسين الشرقية الحارة، وتسقط معظم أزهار الزيتون دون عقد. ونطمئن هؤلاء بأنه إذا تم عقد 0.5ـ 1.5% من أزهار الزيتون فإن الحمل سيكون كافيا بالمقياس العلمي. وإن أرادوا أن يقللوا من تساقط الأزهار والحصول على نسبة عقد جيدة، عليهم أن يرووا أشجارهم ريا غزيرا قبل موسم تفتح الأزهار بأسبوع.

في نباتات الزينة والنباتات الداخلية، تذبل بعض الأوراق بارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها، فعلى ربة المنزل أن تقوم برش تلك النباتات بالماء بواسطة (رشاش) ناعم.

أثر البرودة على نباتات الحدائق

علميا، تؤثر البرودة الزائدة بثلاثة أشكال: في نقاط الانجماد(1) تترسب البروتينات مباشرة، مما يؤدي لقتل النبات (2) يتكون الثلج بين المسافات الخلوية ويقوم بسحب الماء من الخلايا فيمزقها (3) يؤدي الانجماد السريع الى تكوين ثلج في داخل (البروتوبلاست) ويكون مثل الخثرات التي تؤدي للجلطة في الإنسان.

وطبعا تختلف النباتات بأنواعها وأصنافها، في درجة تحملها للبرودة، فأصناف المشمش (الملوكي والحموي) تزهر في شباط/ فبراير، وإذا ما جاءت انجمادات ربيعية في أواخر شباط/فبراير وأوائل آذار/مارس، فإن نورات الأزهار ستحترق كلها ولن يحصل صاحب الحديقة على ثمرة واحدة. في حين لا تتأثر أصناف المشمش (نِكت، وكانينو)، لأنها تزهر بعد (برد العجوز 25/2ـ4/3).

وما يهم صاحب الحديقة هنا أن لا تؤثر البرودة على إنتاج أشجاره، فإن أراد التخلص من أثر البرد في المشمش أو الليمون، عليه (تدخين) بعض التبن أو القش أو شوالات الخيش في الليالي الباردة، أو أن يسقيها بالماء فهو يقلل خطورة الانجماد.



هوامش
*1ـ النباتات وبيئتها/آر. إف. دبنماير/ ترجمة: يحيى داوود المشهداني/ جامعة الموصل 1987 صفحة 203

*2ـ علم فسلجة النبات/ عبد العظيم كاظم محمد/ الجزء الثالث/ جامعة الموصل/ 1985 صفحة 1181
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .