| |
 |
23-11-2007, 02:23 PM
|
#1
|
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
|
مصر وأهلها في يد مراهق
وفي عام 1936 مات الملك فؤاد وتولى فاروق ملك مصر تحت إشراف مجلس وصاية حتى بلغ السن القانوني فأصبح ملكا بلا مجلس وصاية عام 1937 (عمره في ذلك الوقت 17 سنه), ولكن ظل أحمد حسنين هو المستشار والأب لفاروق. وفاروق -الملك المراهق- عاش الكثير من التناقضات في حياته, فأبوه ينتمي إلى الأسرة العلوية بكل غطرستها واستعلائها على المصريين, وأمه تنتمي إلى المصريين وتهوى الوفد الذي كان يكرهه أبوه ويعتبر دائما غريما للقصر, بالإضافة إلى أن رائده ومرشده أحمد حسنين باشا كان مولودا في بولاق الدكرور ودرس في جامعة أو كسفورد وكان يحاول أن يربط بين ولائه للإنجليز ومصريته.
وفاروق ملك ينتمي إلى عائلة ملكية علوية ومع هذا يحب التقرب من المصريين والتودد لهم فينجح في ذلك أحيانا ويفشل أحيانا أخرى, وهو مطالب بالالتزام بالبروتوكولات والتقاليد الملكية من ناحية والده ومربيته وفي نفس الوقت لديه رغبة في التمرد علي تلك البروتوكولات نابعة من رفضه لصرامة أبيه ومربيته ورغبته في الاقتراب من النموذج المصري متمثلا في أمه والخدم الذين يتعامل معهم وأحمد حسنين مرشده وأبيه البديل. وعلى الرغم من كونه مراهقا مضطربا تربى في أجواء القصور الباردة الخالية من الحب إلا أنه بحكم الدستور يشكل محورا تدور حوله الأحداث وتتحرك حوله كل الشخصيات الوطنية وغير الوطنية, ويلعب به الإنجليز كيفما شاءوا.
يتبع ,,,
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد
منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
|
|
|
24-11-2007, 12:15 AM
|
#2
|
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
|
الصورة المصنوعة
على الرغم من اضطرابات شخصية فاروق وتناقضاته إلا أن رجال الحاشية استطاعوا صناعة صورة جيدة لملك شاب محبوب يفعل أشياء عكس ما كان يفعل أبوه (الذي كان قاسيا عصبيا متعاليا, ويحتقر الشعب المصري), فيظهر فاروق محبا للشعب المصري, متواضعا يقود سيارته بنفسه ويظهر من وقت لآخر في الشوارع وبعض المحلات, ويشارك في الاحتفالات الدينية بجوار علماء الدين ذوي المكانة العالية في نفوس المصريين (وخاصة الشيخ المراغي), وشاعت بين المصريين صورة "الملك الصالح" في الفترة الأولى من حكم فاروق, وكان رجال القصر قادرين على تغطية جوانب قصوره, وعلى الاحتفاظ بالصورة الجميلة أمام الشعب طول الوقت.
وكان فاروق حريصا على أداء صلاة الجمعة في رمضان وإقامة الحفلات الدينية ودعوة طوائف الشعب إليها. وصورة الملك الصالح هذه كان وراءها حسن حسني باشا السكرتير الخاص للملك, والذي كان يرى أن الشعب المصري متدين بطبعه فلعب عل هذه الورقة الرابحة وكسب بها جولات من حزب الوفد (الغريم التقليدي للقصر) فقد كان حزب الوفد لا يخفي ليبراليته وعلمانيته, فكان القصر يصنع شعبية الملك من خلال مغازلته للنزعة الدينية لدى الشعب المصري (وهو نفس الشيء الذي فعله السادات حين أطلق على نفسه أو أطلق عليه رجاله لقب "الزعيم المؤمن"). حقا لقد كان وراء فاروق متخصصون في الصناعة الملكية نجحوا في مهمتهم فصنعوا ملكا شابا متوهجا يحرص على الاقتراب من شعبه ويتواصل معه في كل المناسبات خاصة الدينية منها, ويجل علماء الدين ورموزه, ويحرص على الزيارات الميدانية, وحضور المباريات الرياضية. ولم يفوّت صانعوا هذه الصورة أي فرصة إلا واستفادوا منها, فمثلا عندما تعرض فاروق لحادث سيارة في القصاصين على طريق الإسماعيلية عام 1930, راحت الآلة الإعلامية في ذلك الوقت تزف التهاني للمصريين بنجاة ملكهم المحبوب وتوافدت الجماهير لتهنئة الملك بسلامته والدعاء له بطول العمر.
وهكذا أصبحت للملك شعبية جارفة مما هز التوازن التقليدي بين الوفد والإنجليز والقصر ففكر الإنجليز في كسر شوكة فاروق وذلك من خلال فرض حكومة النحاس باشا عليه بالقوة, ولكن هذا الأمر زاد من شعبية فاروق وقلل من شعبية الوفد .
الصورة الحقيقية
هذه الصورة هي أن فاروق كان ينادي بلقب "ولي النعم" أو "مولانا", وكل من يلقاه ينحني له, وقام بتغيير شعار الجيش فبعدما كان "الله.. الشعب.. الملك" جعله " الله.. الملك.. الشعب". وكان رئيس الوزراء ملزما بأن يسبح بحمد مولاه وولي نعمته ملك البلاد في كل أحاديثه, وأن يشير إلى أنه وراء كل فكرة وكل خطة وكل إنجاز. وكانت تتم الاحتفالات بعيد مولده وعيد جلوسه على العرش وعيد زواجه, وأعياد ميلاد أولاده وذكرى نجاته في حادث القصاصين..... إلخ, ويفرض على الشعب المشاركة في كل هذه الأعياد على أنها أعياد وطنية. وتسمى الكثير من المستشفيات والمدارس والشوارع باسمه, وتوضع صورته على كل العملات الورقية والمعدنية وطوابع البريد, وتوضع صوره وتماثيله في كل مكان على أرض مصر. وكل يوم تبث الإذاعة المصرية المقولة التالية لأحمد نجيب الهلالي باشا: "سبحانك اللهم ما أعظم شأنك, وأعز سلطانك, وأوضح برهانك, آتيت فاروقً الملك والسداد, فأصبح عرشه في وادي النيل قبلة آمال المواطنين, ومعقد رجائهم وأطماعهم, وآية وحدتهم وكلمة إجماعهم, وقد ملكت قلوبنا سجاياه وشفانا الطيب من رياه, وآمال مصر بين يديه, في عزه الذي لا يرام وكنفه الذي لا يضام, لا زال ظله على الوطن مديدا ضافيا, ونوره للبلاد مضيئا هاديا".
أما خاصته الملكية فكانت عبارة عن 15400 فدان (خمسة عشر ألفا وأربعمائة فدان) يعمل فيها حوالي 600000 ألف (ستمائة ألف) من الفلاحين المصريين يبذلون العرق والدم والجهد طيلة عمرهم مقابل ملاليم يأخذونها ولقمة عيش خشنة يأكلونها في حين تأكل أجسادهم البلهارسيا وغيرها من الأمراض, بينما يتنعم هو بريع هذه الأرض الشاسعة فينفقها على ملذاته النسائية وعلى القمار على موائد مصر وأوروبا. وكان إذا احتاج إلى مزيد من العمال للعمل في أراضيه الزراعية يبعث بسيارات تجمع الفلاحين قسرا من قراهم (كما كان يجمع الأمريكان العبيد من إفريقيا) ليسخروا في العمل ليل نهار ولا يعفيهم مرضهم أو ضعفهم من هذا العناء, وكثير منهم يموت وهو يحفر بفأسه ترعة هنا أو مصرفا هناك فلا يجد كفنا يكفن به، أما المخصصات المالية فكانت عام 1951/1952 : 1315916 (مليونا وثلاثمائة وخمسة عشر ألفا وتسعمائة وستة عشر جنيها) وقتما كان الجنيه المصري يساوي جنيها ذهبيا.
يتبع ،،،
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد
منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
|
|
|
04-12-2007, 12:42 AM
|
#3
|
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
|
التحول
هناك حدثان أثرا كثير في شخصية فاروق ونتج عنهما تحولات نوعية في سلوكه, الحدث الأول كان عام 1942 حين فرض الإنجليز عليه وزارة النحاس بالقوة بعد محاصرتهم للقصر وتخييره بين التنازل عن العرش أو قبول الوزارة الوفدية, وهنا نصحه أحمد حسنين بالخضوع وقبول الأمر الواقع ولكن فاروق شعر بالانكسار, وفي لغة التحليل النفسي نقول أن فاروق تم خصاؤه نفسيا ثلاث مرات في حياته: المرة الأولى في طفولته المبكرة بواسطة أبيه القاسي الشديد وبمعاونة مربيته مسز تايلور, والمرة الثانية بواسطة الإنجليز, والمرة الثالثة بواسطة الضباط الأحرار.
وفي المرات الثلاث لم يكن فاروق يقاوم هذا الخصاء النفسي بشكل مباشر وإنما يتحول به إلى النهم في الطعام أو الاستغراق في القمار والشراب والعلاقات النسائية. وحين فعل معه الإنجليز ذلك شعر بإحباط شديد منهم (يذكره بإحباطه من والده ومربيته).
والحدث الثاني الذي أدى إلى نقلة كبيرة في حياة الملك فاروق عام 1946 حين مات الأب البديل له أحمد حسنين في حادث سقوط طائرة, فقد كان أحمد حسنين أبا ومرشدا ووهنا انكشف فاروق وأصبح يتصرف بتخبط نظرا لتضارب آراء مستشاريه وعدم قدرته على ضبط الإيقاع بين الوفد والإنجليز والقصر.
بعد هذين الحدثين أصيب فاروق بإحباط ويأس شديدين واستيقظ لديه حرمانه القديم وراح يمارس تعويضا في الانغماس في السهر والقمار والجنس والإسراف في الطعام حتى بدا بدينا مرهقا في سنواته التالية. وقد أدى هذا السلوك إلى اضطراب علاقته بزوجته فريدة فخانته مع ضابط إنجليزي وكان هذا حدثا ثالثا يضاف إلى الحدثين السابقين اللذين أثرا في حياة فاروق وأدى إلى تحولات هائلة في سلوكه.
العلاقة بالأم
كانت علاقة فاروق بأمه علاقة ملتبسة مليئة بالمتناقضات, وقد سبب له هذا الأمر آلاما كثيرة ووضعه في ظروف غاية في الصعوبة. وكما قلنا فإن أبوه الملك فؤاد أبعده عن أمه طوال فترة طفولته ولم تكن تراه إلا في أوقات قليلة, وعهد به إلى المربية الإنجليزية القاسية, وكانت الأم غارقة في مأساتها الشخصية مع زوجها العجوز الذي اغتصب شبابها وحرمها ابنها ونظر إليها باحتقار على أنها مصرية الانتماء وفدية الهوى. وحين تحررت الأم الملكة نازلي بعد موت زوجها القاسي فؤاد راحت تبحث عن حقها في الحياة والاستمتاع, فتعددت علاقاتها في اتجاهات مختلفة وانفلت عيارها وشاعت أخبار غرامياتها مما كان يسبب حرجا شديدا لفاروق, ومع هذا كان حبه لها كأم يكبل يديه عن محاسبتها أو عقابها, وقد أحدث هذا بداخله شرخا كبيرا, ومما عمق هذا الشرخ وجود علاقة بين أمه ومرشده أحمد حسنين, فهو من ناحية يحب أحمد حسنين كمرشد ومستشار وكبديل للأب المفقود ولكنه في نفس الوقت يشعر أنه يخونه مع أمه, لدرجة أنه تمنى أن يتزوج أحمد حسنين من أمه لكي يخرج من هذا الصراع المؤلم, ولكن هذا لم يحدث وبقيت الشروخ والتصدعات في نفس فاروق تجاه أمه وتجاه رائده ومرشده أحمد حسنين.
وقد اضطر فاروق أن يعقد مجلس البلاط في 15 مايو 1950 والذي تقرر فيه الحجر على الملكة الأم وتجريدها من لقبها, وبعد هذا الحدث (وأحداث أخرى) اشتد اضطراب فاروق وأصبح أكثر تهورا في قيادته لسيارته, وأصيب بحالة من البلادة الانفعالية وفقدان المشاعر وعدم الالتزام بالقيم والمعايير الاجتماعية والعنف غير المبرر واللامبالاة والاندفاع وسرعة الغضب, والتخبط في القرارات, وكأنه بداخله قوة تدفعه إلى تدمير نفسه والقضاء على ملكه الذي ورطه فيه أبوه وجلب عليه كل هذا الشقاء وحرمه من كل شيء حتى من وجود أم طبيعية يركن إليها ويرتمي في أحضانها وقت الأزمات.
يتبع ،،،
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد
منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
|
|
|
04-12-2007, 07:42 PM
|
#4
|
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
|
الخيانة والحرمان والتعويض

وفي حياة الملك فاروق مصدرين للخيانة المؤلمة كان لهما أثر كبير في حياته, الخيانة الأولى كانت من أمه التي تعددت علاقاتها وكثر عشاقها وانطلقت في بحث نهم عن حقوقها الضائعة واحتياجاتها التي أحبطها أبوه الملك فؤاد, وقد كانت خيانتها تسبب له حرجا وألما من ناحيتين, الأولى أنها أمه والثانية أنها الملكة, وفي الحالتين إهانة له.
أما الخيانة الثانية فكانت من زوجته الملكة فريدة والتي خانته مع ضابط إنجليزي –كما ذكرنا- حسب زعم بعض الروايات مما اضطره إلى الانفصال عنها.
هاتان الخيانتان طعنا فاروق في كرامته وفي رجولته, وهما يفسران بشكل جزئي ولعه بعد ذلك بالعلاقات النسائية, فكأنه حين يمارس الحب مع نساء كثيرات يثبت أنهن كلهن كذلك وليست أمه فقط وبهذا يخفف من وقع خيانة أمه عليه فليست أمه هي الخائنة الوحيدة بل كل النساء خائنات أو عاهرات. وهو أيضا يرد على خيانة زوجته بعلاقات كثيرة وكأنما يقول لها: "ها أنذا رجل تتمناني كل الفتيات", ويقول لعشيقها: "أنا أكثر منك جاذبية ورجولة". وكما قلنا فإن فاروق تعرض لعدة مواقف من الخصاء النفسي, ولذلك فهو بعلاقاته النسائية المتعددة يقول لمن مارسوا خصاءه: "مازلت رجلا تهفو إلي قلوب النساء".
وربما يستغرب البعض حين نتكلم عن الحرمان في حياة الملك فاروق, إذ كيف يكون ملكا ويكون في ذات الوقت محروما, والحقيقة أنه كان يعاني فعلا من الحرمان, ولكنه الحرمان العاطفي ففاروق على كثرة من ينافقونه ويرجون كرمه ونعمه إلا أنه كان يشعر في أعماقه بأن لا أحد يحبه لذاته, وربما يرجع هذا لافتقاده الحب من مصادره الأولية, حب أبيه وأمه, ثم افتقاده الحب من زوجته فريدة بل وخيانتها له. كما أن فاروق عاش معزولا بين القصور ولم يمارس الحياة الطبيعية مع البشر (وهذا شأن كل أبناء الملوك والرؤساء) ولذا لم يعرف التفاعلات الطبيعية بين الناس, فكل من حوله يمارس دورا مصنوعا بعناية ولا يتصرف أبدا بتلقائية. ولهذا حين تنظر إلى صور الملك فاروق تلمح فقرا شديدا في تعبيرات الوجه عن المشاعر. وقد يقول قائل بأن الملك فاروق كان يتمتع بحب الشعب المصري خاصة في مراحله الأولى, وقد يكون هذا صحيحا ولكن الحب العام لا يغني عن الحب الخاص, حب المقربين الموجه للشخص ذاته وليس لأنه ملك.
وقد ظهرت عليه صورا لتعويض هذا الحرمان الوجداني في صورة شراهة في تناول الطعام, وداء السرقة القهري في مواقف مختلفة, وولعه باقتناء الأشياء الثمينة التي يراها في قصور الوجهاء في عصره, وهذه كلها أشياء رمزية يسترد بها ما افتقده من حب. ومع الحرمان الشديد في الجوانب الوجدانية كان هناك إشباع شديد في نواحي الترف والملذات, وقد خلق هذا تناقضا واضطرابا شديدا في شخصية فاروق.
وقد أصيب فاروق بنوع من هوس التملك والاستحواذ ظهر في صورة اقتناء التحف والولاعات والساعات والنباتات ومنها الأفيون والحشيش, والحشرات غير المألوفة ورؤس الغزلان. وعرف عنه إصابته بداء السرقة واشتهرت قصص طريفة في ذلك بعضها ربما يكون حقيقيا وبعضها مبالغ فيه. وكان إذا زار قصر أمير أو باشا أو وزير وأعجبه شيء في القصر يأخذه بلا خجل أو تردد. ومع الوقت كانت تزداد شراهته في الاستحواذ والامتلاك حتى أصبح أكبر مالك للأراضي الزراعية, وأكبر مقتن للذهب والأنتيكات والتحف.
ومع كل هذا كان فاروق يحتفظ بجانب آخر في شخصيته يتسم بالبساطة والمرونة وحب الناس وشيء من التدين المتجذر في الأسرة العلوية رغم مظاهر الفساد والترف والاستعلاء فيها.
يتبع ،،،
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد
منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
|
|
|
06-12-2007, 04:10 PM
|
#5
|
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
|
شخصية الدون جوان
كان فاروق وسيما, ذلك النوع من الوسامة الأقرب للنمط الأنثوي (البشرة البيضاء الناعمة والشعر المنسدل والقسمات الجميلة), وهذا النمط في الرجال يجعل صاحبه في شك داخلي من استحقاقه الذكوري, ومن هنا تنشأ لديه رغبة قوية في إقامة علاقات نسائية متعددة, وهو لا يخفي هذه العلاقات, بل ربما يرغب في انتشار أخبارها وشيوعها لأن كل علاقة منها تعطيه إحساسا أمام نفسه وأمام الناس بالجدارة الذكورية. فلو أضفنا إلى ذلك مكانته كملك مما يجعله مطمعا لآلاف الفتيات والنساء نفهم لماذا اشتهر عن فاروق أنه زئر نساء, وهذا لا يعني تمتعه بقدرات جنسية عالية كما يتوهم البعض, ولكن في الحقيقة أن هناك تقارير سرية صدرت تفيد أن فاروق كان لديه مشكلات في قدراته الجنسية, وكان يكثر من الطعام ظنا منه أن ذلك يمنحه قوة كافية في هذا الجانب, كما أنه كان يستجلب بعض أنواع الأطعمة والأعشاب من الخارج بهدف الحصول على قدرة جنسية مناسبة, ومع هذا كانت تتسرب أخبار بأن علاقاته النسائية المتعددة لم تكن موفقة ولا مكتملة بسبب ضعفه الجنسي, وكان هذا يدفعه إلى مزيد من المغامرات بحثا عن مستوى إثارة أقوى من جانب, وتغطية لهذه المشكلة من جانب آخر.
فإذا أضفنا لذلك خيانة زوجته له وتعدد علاقات والدته نازلي فإن ذلك يدعم توجهه تجاه تعددية العلاقات العاطفية والجنسية ثأرا من خيانة زوجته وإثباتا لنفسه ولغيره أن كل النساء خائنات وليس فقط زوجته أو أمه.
حين أصبح دكتاتورا
من المعروف أن فاروق بدأ يتحول بعد عام 1942 إلى دكتاتور (بعد محاصرة الإنجليز للقصر وفرض وزارة مصطفى النحاس عليه بالقوة والإذلال), وازدادت حدة دكتاتوريته بعد خيانة زوجته فريدة وبعد موت مرشده ورائده أحمد حسنين. وعلى الرغم من صغر سنه واضطراباته النفسية التي تحدثنا عنها آنفا إلا أنه بحكم منصبه كان محورا للأحداث, وكانت كل الشخصيات تتحرك من حوله خوفا أو طمعا أو مناورة أو مداراة, ولم يكن هو قادرا في هذه الظروف أن يسيطر على الصراعات والتناقضات بداخله فضلا عن تلك الصراعات والتناقضات خارجه, فكان يخرج من كل هذا بقضاء وقت أطول مع أصدقائه الإيطاليين أو المصريين يحاول أن يعيش معهم على طبيعته وأن يمارس معهم تلقائيته التي حرم منها أغلب حياته, ولهذا أحاط نفسه في سنواته الأخيرة بحاشية من رجال الأعمال ليست لهم علاقة بالسياسة, ويبدو أن ذلك كان يعكس كراهيته للسياسة والسياسيين, وربما أيضا للعرش الذي وضعه عليه أبوه بالتوريث, ويؤكد هذا الاحتمال نكتة كان يطلقها بين أصحابه يقول فيها: "إن العالم كله مش حا يفضل فيه غير خمسة ملوك, ملك انجلترا والأربعة ملوك الموجودون في ورق الكوتشينة", أي أنه كان يعتقد أنه آخر ملوك مصر.
والشخص حين يكون محبطا ومفتقدا للثقة في نفسه وشاعرا بالمذلة والمهانة يكون أقرب للتسلط والاستبداد كرد فعل لكل هذه الأشياء.
يتبع ,,,
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد
منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
|
|
|
12-12-2007, 09:16 AM
|
#6
|
|
عضو جديد
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
|
لقراءة جميع موضوعات الاستاذ الدكتور/ محمد المهدى والمعروض اعلاه احدها اليكم المدونه الخاصة به على جيران
وبها الكثير من الموضوعات فى جميع امور الحياة دينية وسياسية واجتماعية وبالطبع وفى المقام الاول نفسية
http://mahdyzone.jeeran.com
د/علا
محررة المدونة
|
|
|
12-12-2007, 05:53 PM
|
#7
|
|
عضو شرف
تاريخ التّسجيل: Sep 2005
الإقامة: مصـر
المشاركات: 6,964
|
إقتباس:
|
المشاركة الأصلية بواسطة olaegy
لقراءة جميع موضوعات الاستاذ الدكتور/ محمد المهدى والمعروض اعلاه احدها اليكم المدونه الخاصة به على جيران
وبها الكثير من الموضوعات فى جميع امور الحياة دينية وسياسية واجتماعية وبالطبع وفى المقام الاول نفسية
http://mahdyzone.jeeran.com
د/علا
محررة المدونة
|
مرحبا دكتورة علا منورة الخيمة وسبق الاشارة لان الدكتور مهدى هو صاحب الموضوع فى العنوان 
__________________
فارس وحيد جوه الدروع الحديد
رفرف عليه عصفور وقال له نشيد
منين .. منين.. و لفين لفين يا جدع
قال من بعيد و لسه رايح بعيد
عجبي !!
جاهين
|
|
|
|
عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
|
|
|
| خيارات الموضوع |
بحث في هذا الموضوع |
|
|
|
| طريقة العرض |
النمط الشجري
|
قوانين المشاركة
|
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts
كود HTML غير متاح
|
|
|
| |