ارفع رأسك يا اخي برقيه الى القائد جمال عبد الناصر في ذكرى وفاته ... شوقيه عروق

[كيان تميم منصور]

ارفع رأسك يا اخي
برقيه الى القائد جمال عبد الناصر في ذكرى وفاته
شوقيه عروق

في أحدى اغنيات سيد درويش يقول :

علشان نعلى ونعلى
لازم نطاطي نطاطي

العلو هنا الوصول الى رضى السلطان ، لذلك حتى ينال المواطن الرضى يجب أن يطأطأ الرأس .. يخفضه حتى يصل ركبة الحاكم .. يجعله عتبه تنزف استسلاماً دون أن ينخر الأرض وينفض التراب ويهرب ببقية كرامه ..
اعتقد أن سيد درويش الذي غنى " بلادي بلادي " سخر من هؤلاء الذين تدحرجت رؤوسهم نحو حضن السلطات واقسموا أن هذا التدحرج ما هو إلا لعبه بهلوانيه تلخص علاقة ( الراكب والمركوب ) .
كل عام وانت قريب .. في نزهه على خط الغياب الجسدي .. نشتاق الى عبارتك الغنيه بالسمو والرفعه ، المرصوده للقوه والجرأه ، ( ارفع رأسك يا أخي ) لأن الركوع أتعبنا ، وخريجي مدارس التنازل أصبحوا يسافرون يومياً بقطارات أحزاننا إلى قبائل الأنياب التي تطالب بالالتهام والتقطيع ..
( ارفع رأسك يا أخي ) يطالبوننا بقطع رؤوسنا .. حتى أن بعضهم قام بقطع رأسه وقدمه على طبق من ذهب إلى السيد الأبيض الجالس على عرش البيت الأبيض ، ورقصت
" سالومي السوداء " بالرؤوس حتى ثملت وبدأت تحصي الذين يقفون " بالطابور " خلف الباب انتظاراً لتقديم الرؤوس اليانعه التي لم تتعفن بالحريه وتصاب بجرب الرفض .
المصيبه أن هناك تسابقاً من يزين صحنه أكثر ، هناك رؤوساً وضعت بقوالب مستطيله تدل على نفوذها وتسلطها ، ورؤوساً وضعت بقوالب مربعه تدل على حجم زنازينها وسجونها ، ورؤوساً وضعت في دوائر مكهربه دلاله على اليقظه والانتباه والاحتواء الكامل لشهقات الوطن ... المهم أن تكون الرؤوس خاليه من إشعاع ألكرامه وذبذبات الشهامه ..
( ارفع رأسك يا أخي ) عباره تركلنا .. تبحث عن أجنحه .. نهمس لها الفرات محاصر .. والنيل دخل في غيبوبة الفرار ... والحرائق تمتد في اوطان أصبحت براميل بارود مطليه بخلافات ومهرجانات لفظيه ...
في ذكرى رحيلك ، نقوم بتلميع الصور والعبارات ونغرق في احلام تئن على خواء الحاضر ... ابنتي تقول لي ( عبد الناصر وفر لكم أيام الأمل والفرح .. أما نحن ماذا وفر لنا الزعماء العرب غير الاحباط ... )
وفر لنا الأمل والفرح وتعامل مع المواطنين كمواطنين لا كرعايا وجزء من امتعته الشخصيه كسائر الحكام العرب ...
اننا في ذكرى موته .. ندافع عن شيء حلو في حياتنا ، عن دفءٍ وضوء ... المطلوب الآن تيئيس الأمه العربيه ... ولكن نرتدي بزاتنا الناصريه .. ونصرخ ( ارفع رأسك يا أخي ) ... لأن هذه العباره هي ألمقدمه الأولى لكرامة الشعوب ...