العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > مكتبـة الخيمة العربيـة > دواوين الشعر

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الخفا فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: انتخابات (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: المسح في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال طه ليس إسماً للرسول محمد(ص) (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال الفرقان في تعريف الزبر والزبور في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الوزر في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال مفهوم الواحد والواحدة والمثنى والمثاني والاثنين في الوعي القرآني (آخر رد :رضا البطاوى)       :: العكف فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفرط فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: النطفة فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 02-05-2007, 01:56 AM   #2
محمد الحبشي
قـوس المـطر
 
الصورة الرمزية لـ محمد الحبشي
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
الإقامة: بعيدا عن هنا
المشاركات: 3,527
إفتراضي أغــــانــى الـحــيـــــــــاة .. لأبى القاسم الشابىّ

أغــــانــى الـحــيـــــــــاة .. لأبى القاسم الشابىّ



قليلون هم الشعراء الذين عمروا طويلا .. ولكن الذين قصرت أعمارهم عن الثلاثين ربيعا أقل ..
وقد شهد تاريخنا العربى ثلاثة شعراء قضوا فى ميعة الصبا .. أقدمهم طرفة بن العبد ..
وثانيهم زين الشباب أبى فراس .. وأبو القاسم الذى فاق الشعراء بقصر أيامه على أدي
م هذا الكوكب .. ولا نعلم أن لدى الأمم الأخرى شاعرا استطاع أن يبدع ويحلق فى المدى
الضيق من الزمن الذى أُتيح له سوى جون كيتس الإنجليزى الذى لم يتجاوز السادسة والعشرين
ويظل شاعرنا مع ذلك أقصر هؤلاء المبدعين عمرا ..

سار أبو القاسم مع طبيعته كشاب .. وأصغى إلى فؤاده ووجدانه كشاعر وكان معبرا عن بيئته
وعصره .. كتونسى لم يعش أكثر من ربع قرن خلال الثلث الأول من القرن العشرين ..

وُلد أبى القاسم فى قرية اسمها (الشابّة) فى منطقة الجريد فى الجنوب التونسى ..
يوم أربعاء 24 من فبراير من العام 1909.. كان جزءا من هذه الطبيعة التى عاش فيها ..
فاللون فيه هو لون تونس الخضراء .. بل لون أشجارها ونخيلها وغاباتها .. والنغم عنده هو نغم ينابيعها وهينمات أنسامها وعصف رياحها ونكباء سوافيها فهو فى رقته جدول أو ينبوع
من ينابيع الجريد مسقط رأسه..

وهناك فى حياة أبى القاسم تجربة قاسية كبرى.. قلّ أن يمر بها إنسان دون أن تجعله شاعرا ..
فكيف إذا مر بها شاعر مثله .. ألا وهى تعلّقه بفتاة ماتت وهى تحبه .. وكان من أثر هذه الفاجعة
فى كيانه أن تفجرت فى حناياه بواعث العذاب وانطوى قلبه على أسى لا سبيل فيه إلى عزاء .. واضطرم فكره بمعنى الموت وما يواكب هذا المعنى من وحشة وهول وظلام وفراغ واكتئاب
وقلق وتبرم بالوجود ..

فاضطر أهله إلى تزويجه فى سن مبكرة لينصرف عن أوهامه وتأملاته الحزينه ويسلو آلامه
وقبل هذا الحل الإصطناعى لمشكلة كونية .. ولكن المشكلة كانت تزداد فى نفسه تعقدا ..
وازدادت آلامه وعذابه .. ثم فاجأه الموت ثانية بموت أبيه .. وتحولت التبعات التى كان يحملها
أبوه إلى كاهله .. فأثقلته وهو الذى كان ينوء بما يحمل فرزح واعتلت صحته وأصيب بانتفاخ فى
القلب جعله يتنقل من مكان إلى مكان طلبا للشفاء ولكن عبثا .. فقد أصاب الداء من مقتلا
ولم يلبث أن فارق دنيانا وهو فى ميعة العمر ..


ولا شك أن سر الجحيم النفسى فى حياة الشابى يرجع جزء آخر منه إلى الأوضاع الإجتماعية
التى عاناها فى وطنه تونس .. بعد أن تفتح وعيه عليها .. أكثر مما يكمن فى مزاجه وأحداث
حياته الشخصية ..

وقد عمد الفرنسيون إلى خنق كل مقاومة يمكن أن يفكر بها التونسيون فى استرداد استقلالهم ..
ذلك هو الجو المكفهر الذى أحاط بشاعرية أبى القاسم فى لحظات نشوئها وتلك هى الأوضاع الإجتماعية القاسية المؤلمة التى نما فى وسطها إحساسه .. فلم يكن له من مفر عن التأل
م والتأوه والتحسر .. ولا سبيل إلى غير الأسى والتشاؤم ..
__________________

محمد الحبشي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .