لا يجب أخذ هذه التحذيرات على علاتها وفي بعضها تشدد وتضييق بلا دليل.
بعض التعابير يؤخذ بمعناه المجازي وتتسع له طرق العرب والعربية في التعبير، فهم ممن كان يدعو للزمان مثلا فيقول الشاعر "حفظ الله زماناً أطلعك" فلا يبعد أن يشتم مجازا زمانا لم يكن فيه له خير، وبعض القول فيه نكتة وطرافة وهو لا يتعارض مع عقيدتنا في أن الله يرزق الناس بأسباب للرزق كقولهم الطريف "رزق الهبل على المجانين"، وليس فيه أكثر من التحذير من أن يكون المرء مجنوناً فيخدعه حتى "الهبل"!
وقولهم في التعزية "البقية في حياتك" يعنون بها ما فات الفقيد من خير في الحياة، أو أن الله شاء ولا راد لمشيئته أن يقصر عمره الذي كان في الكتاب، كما كان له لو شاء سبحانه أن يمد في عمره وقد ثبت أن هناك أشياء كثيرة تطيل العمر كما هو معلوم، فالإنكار على قائل هذه التعزية الجميلة الرقيقة تنطع لا محل له.
والدين لا يكون بالتنطع والتضييق على عباد الله في الصغيرة والكبيرة.
والله أعلم.
|
النمط المتطور