الأسواق الغربية تنتظر موجة انهيارات تاريخية
الأسواق الغربية تنتظر موجة انهيارات تاريخية
حركة التجارة العالمية تتعطل بسبب عجز الولايات المتحدة ودول أخرى عن الإيفاء بعقود الشراء نقدا.
ميدل ايست اونلاين
لندن – تنتظر الأسواق الأوروبية والأميركية موجة انهيارات جديدة بعد ان سجل مؤشر السوق الياباني تراجعا الى مستوى يعد الأدنى منذ 25 عاما.
ويرجع المراقبون الموجة الجديدة من الأزمة الى ان حركة التجارة العالمية تتعطل بسبب عجز الولايات المتحدة ودول أخرى عن الإيفاء بعقود الشراء نقدا، وهو ما تطالب به بعض الدول التي تواجه شحا خطيرا في السيولة النقدية.
وما يزال سرا حتى الآن طبيعة "الحرب الخفية" التي قال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز السبت ان الدول الخليجية تواجهها، ولكن الإعتقاد السائد لدى المراقبين يفيد ان الدول النفطية الخليجية لم تعد قادرة على سحب الأموال من أرصدتها الخاصة في البنوك الغربية. وهي تخشى ان يكون الأمر نوعا من الإستيلاء الضمني على هذه الأموال.
ويدفع هذا الأمر بالدول الخليجية الى المطالبة بالدفع نقدا لتنفيذ عقود شراء النفط والغاز، لتعويض الشح في نظامها النقدي.
ويعتقد ان هذا هو السبب الذي ادى الى تراجع أسعار النفط بعد قيام اوبك بخفض الإنتاج بنحو مليون ونصف المليون برميل يوميا.
وهبط مزيج برنت أكثر من دولار الى أقل من 61 دولارا للبرميل الاثنين في "معاملات خفيفة" بينما ظلت المخاوف من كساد عالمي عميق تهيمن على السوق.
ويقول مراقبو أسواق النفط انه في حين كان ينتظر لخفض الانتاج ان يؤدي في الاحوال الاعتيادية الى رفع الأسعار، إلا ان الجهات القادرة على الدفع نقدا، وخاصة الولايات المتحدة، لا تملك الوسيلة لتلبية هذا الطلب. وهذا هو السبب الذي يفسر "المعاملات الخفيفة" في أسواق النفط.
وتستطيع الولايات المتحدة الإستعانة باحتياطها النفطي لتعويض النقص، إلا ان هذا الاحتياط لا يكفي لأكثر من 3 أشهر.
وكانت بورصة طوكيو اقفلت الاثنين على تراجع جديد نسبته 6.36% وخسر مؤشر نيكاي 18.486 نقطة مسجلا 90.7162 نقطة وهو ادنى مستوى له منذ 26 عاما بسبب انهيار اسهم المصارف وتحسن صرف الين.
واعلن رئيس الوزراء الياباني تارو اسو سلسلة اجراءات جديدة لدعم الاسواق المالية من بينها تنمية صندوق حكومي بهدف ضخ رساميل في المصاريف اذا تطلب الامر ذلك.
وبالاضافة الى ذلك، اعلن اسو انه سيعزز تنظيم عمليات بيع الاسهم على المدى القصير.
ولم يوضح اسو المبلغ الذي سيخصصه للصندوق الحكومي الهادف الى دعم المصارف.
كما اعلن الوزير المكلف السياسة الاقتصادية والنقدية كاورو يوسانو الاحد ان اليابان سترفع سقف تدخل الحكومة لدعم المصارف التي تواجه صعوبات محتملة من 2000 مليار الى 10 الاف مليار ين (84 مليار يورو).
ومع اتساع دائرة المخاوف من انهيار قيمة الدولار بسبب الضغوط التخمية الناجمة عن طباعة بلا حدود من جانب الاحتياط الفيدرالي الأميركي، فقد شهد الين ارتفاعا كبيرا بسبب لجوء العديد من المصارف الدولية اليه.
ومع ذلك فان ارتفاع الين لا يخلو من مضار على التجارة العالمية.
وانتقدت الدول الغنية السبع الكبرى الاثنين "الارتفاع المفرط" لسعر صرف الين واعربت عن استعدادها للتعاون من اجل التصدي للتقلبات في الاسواق، حسب ما جاء في بيان مشترك.
واعلنت مجموعة السبع في البيان "نحن قلقون من الارتفاع المفرط الذي سجله سعر صرف الين مؤخرا وامكانية تأثيره السلبي على الاستقرار الاقتصادي والمالي".
واضاف البيان "سوف نواصل السهر بانتباه على الاسواق وعلى التعاون بطريقة مناسبة".
وتضم مجموعة السبع المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان.
واليابان هي التي تترأس مجموعة السبع لهذا العام.
|