أضـغـاث أحـــلام

[maher]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


إستيقظت من النوم بعد جهد جهيد، و بعد أن مل جوالي من الصراخ و النغم المباح

إتجهت مباشرة لأغسل وجهي ليقابلني أخي الصغير و أبي

صبحت عليهما و واصلت طريقي للحمام

لم أجد إفطاري جاهزل بعد ذلك، إستغربت، فليس من عادة أمي أن لا تحضره لي


قلت لا بأس، ربما كانت متعبة اليوم، فلأعتمد على نفسي

و لكن سرعان ما تكاسلت و قلت سأشرب قهوتي الصباحية خارج البيت

ما إن خرجت حتى توجهت مباشرة للكافيتيريا التي بقرب منزلنا لأشرب قهوة منعشة تبعث في النشاط، و قطعة كرواسون تزيل بعض الجوع الصباحي

في الكافيتيريا تعمل شابة جميلة، لديها إبتسامة ساحرة، تزيل عنك بقايا النوم الذي يداعب أجفانك، ما يدفعك لأن ترد عليها بلباقة عادة ما أفتقدها على الصبح

اليوم، لم أجدها، بل وجدت مكانها رجلا غليظا ذا شاربين كثين و لحية متناثرة هنا و هناك، لشذبها يتحتم المرور بإجتماع حلاقين لدراسة معضلتها

صبحت عليه، فلم يرد علي، فانتابني غيظ شديد على الصبح، و تشائمت من ذلك اليوم

على الكونتوار كانت مجموعة من الشباب يتناقشون مباراة الأمس و مردود منتخبنا فيها

و أنا أتسائل، ياااا الله، كورة و عالصبح

شربت قهوتي على عجالة و خرجت بسرعة !!!

إتجهت كعادتي اليومية نحو محطة المترو

و التي تقع وراء معهد ثانوي، و للوصول إليها يتحتم بك المرور بمئات التلاميذ الجالسن على أرصفة الطريق ينتظرون صافرة الدخول للأقسام

ما كان يلفت إنتباهي دوما، هو الكم الهائل من البنات مقارنة بالأولاد !!

طبعا، غالبا ما كانت تطرق أسماعي محادثاتهم السخيفة، و صراخ بعض البنيات هنا، و ضحكات مائعة لأخريات هناك

كل هذا طبعا عالصبح !!!

اليوم، شققت طريقي لأجد فقط الأولاد جالسين على الأرصفة، و لا أثر لأي بنت

كان الهدوء يسود على تلك المنطقة التي لم تكن إلا ضاجة !!!


ركبت المترو متجها لعملي و كلي تساؤلات و إستغرابات

وصلت للعمل، و إتجهت لمكاتب الزملاء، لأصبح عليهم و أرى آخر مستجداتهم

دخلت المكتب الأول فلم أجد أحدا، و هو مكتب زميلة لي

قلت لعلها في مكتب آخر تسلم عليهم

إتجهت لكل المكاتب، فلم أجد إلا الرجال، و كنت أسلم، و أخرج بسرعة لعلي أجد النساء في مكتب آخر !!

و لكن لا شيء من ذلك !!!

إتجهت لزميل لي أسأله، أين فلانة، و فلانة، و أم فلان و و و

قال لي ألا تعلم !!

قلت : خير اللهم إجعلو خير، ايش صار ؟؟

قال لي بنبرة علاها الأسى، لقد هجرت النساء مدينتنا ؟؟؟!!!


ماذا !!!!!
يا راجل، الوقت صباح، و مو وقت مزح !!!

أقسم لي و حلف بأن ذلك الواقع

و أنه لا نساء بعد اليوم !!!

رباااااه

مجتمع رجالي بحت !!

أو يعقل ذلك ؟؟

أنى لنا التصرف إزاء ذلك ؟؟

أنى لي الإستغناء عن أمي ؟؟

أنى لي الإستغناء عن أختي ؟؟

و هب، أنني إستعطت ذلك !!

فهل ساستطيع أن أعيش في مجتمع رجالي % 100

هل سأطيق مجتمعا تغلب الغلظة على سواده الأعظم ؟؟!!!


لا لا مو معقول

و بدأت ألوح بيدي مرعدا و مزبدا أمام صديقي

و يداه تمسكان بيدي في محاولة منه لتسكيني و تهدئتي

و لكنه لم يفلح، إذا لم تزدني محاولته إلا نرفزة و إرتفاعا أكثر ليدي

حتى أمكسهما بقوة و صرخ في صرخة

ماااااهر


حينها فقط فتحت عيني لأجد أمي ماسكة بيدي مستفسرة مني عن الكابوس الذي عشته للحظات

حدقت فيها مليا، و كأنني لأول مرة أراها

ثم إحتضنتها مبتسما إبتسامة عريضة سرعان ما تحولت لضحكة عالية


أفلتت أمي من أحضاني مبتسمة و متعجبة من سلوكي الصباحي

و أمرتني بالنهوض لكي أفطر و اذهب للشغل

تهضت نشطا على غير عادتي

و أفطرت و خرجت للعمل، لأمر بصاحبة الإبتسامة الساحرة فأصبح عليها

و طوال طريقي للعمل لا زال ذلك الحلم العجيب يراودني


ماذا لو كان ذلك، و عشنا في مجتمع بدون نساء ؟؟!!!!

كيف سيكون تصرفك إزاء ذلك؟؟

و هل ستتحمل ذلك ؟؟



و آآآآآسف على الإطالة

تحيااااااااااااااتي