اذهبوا الى بريطانبا فان بها ملكة لا يظلم عندها احد *

[الشيخ]

تتساءل السلطة في الجزائر كما تتساءل أحزابها عن الاسباب التي تدفع الشباب الى المغامرة للوصول الى الضفة الاخرى للعبور الى بريطانيا بالخصوص و تفضيل الموت غرقا في حالة الفشل على العيش في بلدهم الجزائر و لم يجدوا من وسيلة لمحاربة هذه الظاهرة الا بالعمل على تعزيز روح الوطنية الناقصة حسبهم في نفوس الشباب....و إن اشاروا على استحياء للبطالة و التهميش و البيروقراطية ....
كم هو جميل العزف على وتر الوطنية لكن هذا العزف المنفرد و على هذا الوتر لا يطعم جائعا و لا ينصف مظلوما و لا يزيل تهميشا و لا يقضي على بيروقراطية.... لا يحق حقا و لا يقيم تكافؤ...
ان الشباب يا عبيد و سادة السلطة و احزابها قد مل لغة الخشب و الخطابات الرنانة و الوطنية الزائفة...فحب الوطن عنده عدل يحميه و عمل بأجر يكفيه و سكن يأويه ...حب الوطن عنده تحمل مشترك للمصاعب و اقتسام متساو للثروة ... حب الوطن عنده أفعال ملموسة لا شعارات مرفوعة و اقوال ممسوخة ... حب الوطن عنده من الايمان لا من الشيطان و خدمة السلطان او الرمي خلف القضبان....
ان " الحرقة " من " الحقرة " ...هما كلمتان جزائريتان بنفس الحروف و بترتيب مختلف ...الأولى تعني الفرار و الثانية تعني الظلم فالحرقة من الحقرة ما هي الا فرار من الظلم ....كلمتان اختصرتا كل الماسي و البلايا التي تأبى السلطة و احزابها و اعلامهما الاقرار الصريح بها ...
نعم اصبحت الضفة الاخرى حلم كل شاب جزائري بطالا كان أو موظفا ...بدون شهادات أو حاملا لأعلى الشهادات ..... حلم لاجله تهون كل الصعاب و تسقط كل الاعتبارات ..... و اضحى كل شاب مشروعا جديدا لعملية " حرقة" جديدة ..... شباب ان تأكله اسماك البحر عنده افضل و ارحم من ان تأكله ديدان باطن ارضه بعدما أتت عليه اسماك و ذئاب و افاعي ظاهر أرضه ...و وطنه ...شباب لسان حاله يقول : "رجاء خذوا الجزائر و خذوا كل ما فيها و اجعلوها شركة خاصة لكم و لابنائكم و احفادكم ومعارفكم و للمطبلين لكم ...و اتركونا نفر الى هناك الى بريطانيا حيث فيها ملكة لا يظلم عندها احد ... تركنا لكم الوطن و ثرواته و الوطنية و مفاخرها و اتركوا لنا قوارب الموت ..... و ارض الأوهام ...فقد رضينا الموت على حياتكم ...و رضينا ارض الأوهام على ارض واقعكم ..."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شعار مدون مدون في عقول و قلوب الشباب قبل ان يدون على جدران احيائهم ..... و المرفوع من طرف الحراقين الفارين من الحقرة