العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: قراءة فى مقال حشرات من الجحيم (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال تعددت الأسباب والموت واحد (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قميص نومك الناصع الحمـَار (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الاسم فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال تحديات مجنونة: كسر حدود التحمل (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال باربي الاوكرانية وحلم الدمى البشرية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: قراءة فى مقال أنين الموتى ورعب القبور (آخر رد :رضا البطاوى)       :: نظرات فى مقال المنقرض الأفتك (آخر رد :رضا البطاوى)       :: عمليات مجاهدي المقاومة العراقية (آخر رد :اقبـال)       :: السحر فى القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 30-10-2007, 12:05 PM   #1
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي القرضاوي والإخوان .. قراءة في جدلية الشيخ

القرضاوي والإخوان.. قراءة في جدلية الشيخ والحركة


حسام تمام

الشيخ يوسف القرضاوي هو ابن خالص لحركة الإخوان المسلمين، فلم يعرف عنه انتماء حركي أو فكري لغير جماعة الإخوان ومدرستها، كما لم يعرف له خروج صريح منها أو عنها. وقد عرف القرضاوي بحركة الإخوان ربما بالقدر الذي عرفت به، وارتبطا معا في كل مراحل العمر كأنك تقرأ تاريخها حين تقرأ مذكراته التي صدرت في ثلاثة أجزاء حتى كتابه هذه السطور؛ وكأنه يكتب عن نفسه حين يؤرخ للجماعة في كتابه: الإخوان المسلمون سبعون عاما في الدعوة والتربية. يقترب عمر القرضاوي من عمر الإخوان (ولد في عام 1926 وتأسست الجماعة بعد ميلاده بعامين) وتاريخه في الدعوة يكاد يتطابق مع الفترة الأبرز في تاريخ دعوة الإخوان.

إن تفهّم هذه العلاقة الخاصة والفريدة (بين القرضاوي والإخوان) يتطلب الإمساك بمفاتيح أساسية يمكن أن تفتح أمامنا أبواب واسعة للتعرف على مساحات ما تزال مجهولة في حياة الشيخ يوسف القرضاوي آخر حبات العقد في جيل من كبار مشايخ الأزهر الشريف المجددين الذين ملئوا الدنيا وشغلوا الناس.

وجوه ومواقع وأدوار

أول مفاتيح العلاقة الفريدة في علاقة الشيخ يوسف القرضاوي بحركة الإخوان المسلمين نجده في: تعدد وجوه القرضاوي ومن ثم المواقع التي احتلها والأدوار التي لعبها في الحركة.. فالقرضاوي يمثل نمطا فريدا بين الأزهرية يستعيد تراث العلماء الأوائل الذين يجمعون بين علوم ومعارف يندر اجتماعها في شخص واحد في هذا الزمن الذي أصبح زمن التخصص بل والتخصص الدقيق داخل الفرع الواحد من المعارف والعلوم، و يكاد القرضاوي- الذي يبدو متأثرا بنموذج الإمام أبي إدريس الشافعي- أن يكون آخر حبات عقد هذا النمط الذي انفرط.

فالقرضاوي في أحد وجوهه هو أبرز ممثلي مدرسة تيسير الفقه الإخوانية التي قامت على مهمة تقريب الفقه وتبسيطه والتي نجحت في أن تخرج الفقه من الشأن الخاص إلى الشأن العام، وهي المدرسة التي بدأها الشيخ سيد سابق بكتابه فقه السنة الذي وضعه بتكليف من الشيخ المؤسس حسن البنا وقدّم له بمقدمة تحتفي به وتعرف بأهميته. وإذا كان للشيخ سيد سابق فضل السبق فقد كان القرضاوي الأشهر بين فقهاء هذه المدرسة والأكثر قدرة على التجديد والاستمرارية، وقد كانت بدايته مع كتابه الشهير (الحلال والحرام في الإسلام) الذي أصدره عام 1959، فكان أول وأشهر كتبه التي عرفت به في العالم الإسلامي على نطاق واسع.

لا تنحصر أهمية كتاب (الحلال والحرام) للقرضاوي في مجرد اختياراته الفقهية التي تميل لرفع الحرج والتيسير على الناس وهو منهجه الذي التزمه طوال حياته (التيسير في الفتوي والتبشير في الدعوة)، ولكن تتعداها إلى أهمية مقاربته التي تعتمد تقريب الفقه وإتاحته للمسلم غير المختص بالعلم الشرعي. إن القرضاوي في هذا الكتاب الذي افتتح به حياته في التأليف يخرج الفقه من كتب الفقهاء المكتوبة بلغة تراثية متخصصة بل ومغلقة أحيانا ويصوغه بلغة معاصرة سهلة قريبة من معجم المثقف، بل والمتعلم العصري، ما يسمح لغير الفقهاء بالتعامل مباشرة مع مسائل وقضايا يحتاج إليها في حياته إليومية.

سيستمر القرضاوي في توجهه هذا خاصة بعد القبول الحسن الذي لاقاه كتابه (الحلال والحرام في الإسلام) وستتوالى كتاباته التي تبسط مسائل الفقه وتقربها للقارئ غير المختص فيصدر له (فقه الزكاه) في مجلدين، ثم (فتاوى معاصرة) في ثلاثة مجلدات.. ثم يخصص سلسلة كاملة لهذا الغرض سماها سلسلة تيسير الفقه أصدر منها: الصيام، الطهارة، أصول الفقه الميسر.. ليصبح القرضاوي أهم شيوخ مدرسة تيسير الفقه وتقريبه التي استفادت منها حركة الإخوان والحركة الإسلامية في عمومها في بسط مشروعها الذي اعتمد على نقل مسائل الشرع من الخاص إلى العام وتجاوز احتكار المؤسسات الدينية للمعرفة الدينية.

لم يقف دور القرضاوي الفقيه على تبسيط الفقه وتقريبه وتيسير مسائله على أهمية هذا العمل إذا ما وضع في سياقه التاريخي، بل جاوز ذلك إلى السعي لحسم كثير من المسائل الفقهية التي لم يكن يجرؤ على الاقتراب منها والكلام فيها-فضلا عن التيسير بشأنها- غيره من فقهاء الحركة من قبل. فكان من أوائل من تكلموا في قضايا مثل الحكم الشرعي للموسيقى والغناء، فخصص جزءا وافرا من كتابه الأول (الحلال والحرام) لهذا الموضوع وكذلك تطرق له في (فتاوى معاصرة) ثم أصدر كتبا كاملة في الباب نفسه فكتب كتابا عن (الإسلام والفن) وثانيا عن (فقه الغناء والموسيقى في ضوء الكتاب والسنة) وآخر عن (اللهو والترويح). لقد تبنى القرضاوي في هذه القضايا منهج التيسير والإباحة ولم يتوسع في المنع والتحريم كما كان يفعل غيره وكان في وعيه - دائما- حاجة المشروع الإسلامي إلى التيسير باعتباره مشروع أمة وليس مشروعا فرديا يمكن لصاحبه أن يتوسع في المنع إتباعا لقاعدة سد الذرائع.

كما كان من أوائل من تعاطى بقوة مع موضوع الحقوق الاجتماعية والسياسية للمرأة فدعم الأستاذ عبد الحليم أبو شقة في إصدار موسوعته الشهيرة (تحرير المرأة في عصر الرسالة) التي يمكن أن تعد أهم ما صدر في هذا الباب. وتصدى بجرأة كبيرة لمزاج التشدد والميل للتحريم في مسائل المرأة الذي سيطر على الحركة الإسلامية إبان السبعينيات، بل وذهب في بعض الأحيان إلى مخالفة شيخه ومرشده الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان مثلما فعل في إباحته لعمل المرأة سياسيا والإقرار لها بالحقوق السياسية كاملة (المشاركة في الانتخابات تصويتا وترشيحا) على الرغم من أن البنا كان يذهب إلى عكس ذلك. وللقرضاوي رسالة لطيفة عن (مركز المرأة في الحياة الإسلامية) يمكن أن تلخص رؤيته المتسامحة ومنهجه في التعاطي مع قضايا المرأة.

لقد مكنت القرضاوي جرأته كفقيه على التعاطي مع عدد من الإشكالات الفقهية التي كانت عقبة أمام تطور الحركة في بعض مراحلها؛ بخاصة مسائل الفقه السياسي، فجاء القرضاوي ليفكك للحركة هذه الإشكاليات ويقدم لها المخرج اللازم مثلما فعلت فتواه بجواز نشأة الأحزاب السياسية وتعددها (باعتبار أن الأحزاب في السياسة مذاهب في الفقه) وبحق المرأة في ممارسة السياسة تصويتا وترشيحا.

ولم يكن القرضاوي في حركة الإخوان مجرد فقيه تلجأ إليه في مسائل الفقه الخاصة، كما لم يتوقف دوره عند تلبية حاجات الحركة من الفقه الميسر (بفتح السين) والميسر (بكسرها)، بل كان فيها داعية مبرزا تهتز له أعواد المنابر وتتأثر لخطبه ومواعظه البليغة الفاعليات والملتقيات الإسلامية الخاص منها بأعضاء الحركة ومحازبيها أو المفتوحة لجمهور الصحوة الإسلامية وهو وجه آخر ومهم من وجوه القرضاوي التي أثرث في علاقته بالحركة الإسلامية.

ليست هناك إحصاءات موثقة كما ليس ممكنا الحديث عنها أصلا؛ لكن بالإمكان وبقدر لا بأس به من الثقة القول بأن القرضاوي كان الداعية الأكثر تأثيرا في تاريخ الحركة الإسلامية اعتمادا على كونه صاحب الباع الأكبر في هذا المجال عبر آلاف الخطب والدروس والمحاضرات التي ألقاها في الخاص والعام من عمل الحركة منذ أن عمل بقسم نشر الدعوة في بداية حياته وطوال بأكثر من ستين عاما لم يتوقف فيها عن الخطابة ودروس الوعظ حتى وهو يكتب الكتب أو يقدم برامج إذاعية (نور وهداية) أو برامج التلفاز الشهيرة مثل (الشريعة والحياة) أو (هدي الإسلام).

لقد بدأ القرضاوي الخطابة ودروس الوعظ ولم يتحصل بعد على الشهادة الثانوية، فخطب في مسجد قريته ولم يزل ابن السادسة عشرة عاما واشتهر حتى تسمى المسجد باسمه. ثم استمر في الدعوة واعظا وخطيبا في الجامعة الأزهرية وفي صفوف الحركة الإسلامية التي كانت تستعين به في عمل قسم نشر الدعوة، وحتى حين استعانت به في قسم الاتصال في العالم الإسلامي فقد كان دوره دعويا يقوم على إعطاء دروس الوعظ والتعريف بالفكرة الإسلامية خارج القطر (كما يحكي في مذكراته عن رحلته الأولى إلى الشام).. وفي محبسه مع الإخوان في محنتهم الثانية إبان صدامها الأول مع النظام الناصري عام 1954 كان القرضاوي الإمام الذي يصلي بأبناء الحركة والداعية الذي يخطب فيهم.

يذكر له تاريخ الحركة الإسلامية في نشأتها الثانية في عقد السبعينيات في مصر أنه كان الداعية الأكثر تأثيرا في الجماعات الإسلامية التي نشأت في الجامعات المصرية هذه الفترة، وأنه تقاسم مع الشيخ محمد الغزالي الذي كان يسبقه سنا ولم يكن قد غادر البلاد وقت المحنة الناصرية، مهمة التأثير في القطاع الأكبر من هذه الجماعات بما أدى إلى نقلها تدريجيا تيار الإخوان المسلمين ثم تنظيمها.

كان الفرضاوي أول خطيب لصلاة العيد الجامعة التي أعادت الجماعات الإسلامية إحياء سنة إقامتها في الخلاء، فخطب أول خطبة صلاة عيد الفطر في الخلاء في ميدان عابدين عام 1976 والتي صارت من بعدها تقليدا ثابتا، كما خطب في العيد التالي في استاد الإسكندرية.

استمر القرضاوي في عمل الداعية حتى بعد أن استقر أستاذا في جامعة قطر، ولم يصرفه العمل البحثي والكتابة عن القيام بعمل الداعية من خطابة ووعظ، بل لم يتوقف عن هذا العمل حتى بعد أن بدأ يحل ضيفا على البرامج الدينية في محطات التلفاز والفضائيات. فرغم أن أكثر من أربعين مليون مسلم عبر العالم يتابعونه عبر برنامج الشريعة والحياة في فضائية الجزيرة ما يزال القرضاوي ملتزما بدور ومهام الداعية في أبسط صورها؛ فلا يتخلف عن خطبة الجمعة في مسجده الشهير بالعاصمة القطرية الدوحة (مسجد عمر بن الخطاب) إلا لسفر أو مرض.

والقرضاوي لدى حركة الإخوان ليس الفقيه والداعية الذي يكتفي بمد الحركة بالزاد الفقهي والدعوي فحسب؛ بل هو بالنسبة لها أيضا المربي والمؤطر التربوي وهو وجه لا يقل أهمية في وجوه القرضاوي، فهو شارك مبكرا في وضع البناء التربوي والثقافي داخل التنظيم عبر سلسلة مقالات مطولة كتبها لهذا الغرض تحت عنوان "ثقافة الداعية" كانت تنشرها مجلة الدعوة التي كانت تصدرها جماعة الإخوان في السبعينيات (وقد صدرت مجمعة فيما بعد في كتاب يحمل العنوان نفسه) ثم وضع كتابا آخر عن (الوقت في حياة المسلم) كان موجها بالأساس لجمهور الدعاة، ثم وضع كتابا ثالثا بالغ الأهمية عن (ظاهرة الغلو في التكفير) كان له تأثير كبير في تحصين الصف الإخواني من هذه الموجة التي ضربت الحالة الإسلامية مدة عقدين. كما وضع القرضاوي تصوره في القضية التربوية للحركة في كتاب مستقل (التربية الإسلامية ومدرسة حسن البنا) يعد من أهم الكتب المعتمدة لدى الحركة في هذا الباب.

كما كان من أبرز من شاركوا في عملية التأطير والتكوين لأبناء الجماعة داخل محاضنها التربوية الخاصة، مثل لقاءات الأسر والكتائب وهي لقاءات مغلقة على أطر الحركة، وقد ظل يقوم بذلك منذ عرف داخل الحركة إلى فترة تبدو قريبة حتى ما قبل انشغاله. ثم هو قضى فترة داخل الجماعة يقوم بمهام التربية والتكوين للإخوان من خارج القطر المصري أثناء عمله ضمن قسم الاتصال بالعالم الإسلامي، كما يروي في مذكراته عن رحلته إلى سورية والأردن ولبنان.

ثم هو الذي تعمد دوما متابعة الحركة في مراحل نموها بالنصح والتوجيه وسعى إلى إرشادها إلى الوجهة الصواب فكتب عدة رسائل مهمة كانت كلها تدور حول ترشيد الحركة من أهمها: الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، والصحوة الإسلامية وهموم الوطن العربي والإسلامي، والصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم، والصحوة الإسلامية من المراهقة إلى الرشد، ومن أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا، وأولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة... إلى غيرها من مؤلفات ناصحة للحركة لكن من داخلها؛ قد تحمل نقدا ولكنه بروح المحب الحادب عليها.

ووجوه القرضاوي في حركة الإخوان تتجاوز الشيخ أو العالم الأزهري إلى المحرض السياسي الذي يقدم الوقود الديني لقضايا الحركة السياسية ومعاركها سواء أكانت معارك خاصة بالحركة أو كانت تتصل بالقضايا العامة أو "قضايا الأمة" التي احتلت قمة أولوياته فيما بعد حين كفّ عن دخول السياسة من باب الحركة الإسلامية الخاص. وحين انتقل إلى خارج البلاد وتراجعت أعماله التنظيمية تدريجيا قام القرضاوي بهذا الدور في قضايا الأمة التي كان أبرز من تولوا الدفاع عنها وتحريض الناس من أجلها.. فاحتلت قضية فلسطين مبكرا اهتمامه.


يتبع
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .