العودة   حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > صالون الخيمة الثقافي

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: المواقيت فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: العفاف فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال هل سورة يوسف من القرآن؟ (آخر رد :رضا البطاوى)       :: التسنيم فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخزى فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: اللعب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: فرسة و خيّال (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الصرف في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقولات الباحث عن الحقيقة المنسية (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفروج في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-04-2006, 02:35 PM   #19
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

يوسف مدير البنك

ارتبط اسم البنوك بالربا ، ولا تكاد تتزحزح تلك الفكرة من رؤوس الناس ، بل تتعمق وتزداد يوما بعد يوم .. ومع ذلك فان أعداد من يتوجه لتلك البنوك للتعامل معها ، تزداد يوما بعد يوم ..

كان هناك قبل انتشار البنوك بهذا الحجم ، بعض المرابين الذين يعطون الناس أموالا بالمضاعف ، وهي أن يقترض مائة دينار مثلا لمدة عام ، ويسددها للمرابي بعد مرور سنة مائتي دينار .. وذلك بعد ظهور موسم الحصاد .. وكان هناك شكل آخر ، إذ يقوم المرابي بشراء محصول الفلاح أو جزءا منه بسعر بخس ، وذلك قبل الموسم ، ليفك ضيقه !

كانت كل تلك الأمور تتم بسرية كاملة ، وترتبط بوثائق يشهد عليها شهود مخصصين لذلك ، وأحيانا تضمن بواسطة رهن قطعة أرض ، أو ذهب المقترض . كانت سريتها آتية من الخوف من الحرام ثانيا ، وكلام الناس أولا ..

عندما انتشرت البنوك ، وكان انتشارها بإذن من الدولة ، على هيئة بنوك تسليف زراعي ، أو عقاري ، كانت أرحم كثيرا من الشكل الذي يتعامل به المرابون ، وقد ساعد على تقبلها ، الممانعة التي ترافق طلب القرض ، فكان مشوار المعاملة يطول لعدة شهور ، وهي مدة كانت كافية لفضح المتعامل وترويضه ، كما كانت كافية للتبشير بفكرة التعامل مع البنوك ، إذ أن النظرة التي كان ينظر بها للمقترض ، هي مزيج من كونه مارقا ومحظوظا .. ثم طغت الصفة الثانية على الأولى ..

لقد ارتبط الربا بالذاكرة الإنسانية عند المسلمين ، إضافة لكونه أحد الكبائر ، بأنه مشروع لسحق الإنسانية ، فكان المرابي عندما نزل التحريم ، يتفق على مضاعفة قيمة القرض بعد مرور عام ، وان عجز المقترض عن التسديد ، فان القيمة الجديدة ( الضعف) ستتضاعف ، وفق قانون المتواليات الهندسية .. ثم اذا عجز المقترض عن التسديد ، فان المرابي يأخذ زوجته و بناته ويبيعهم بسوق النخاسة ، وقد ورد ذلك بشرائع حمورابي ..

لقد استفاد مؤسسو البنوك و أصحابها ، من تلك النظرة الدفينة للبنوك في جني أرباح ضخمة ، فتكاد نسب الفوائد في بلادنا تزيد سبعة أضعاف عما هي عليه في بلاد الغرب ، وعشرة أضعاف عما هي عليه باليابان ، و أصبح البنك ودخوله ، معبرا لدخول عالم الإفلاس عند المقترض ، عاجلا أم آجلا ..

إذا دخلت الى مكتب يوسف ، فانه قد يقوم لمصافحتك ، و قد لا يرد التحية ، وقد يقوم لعناقك ، وقد يبادر ويطلب لك شرابا ، أو يمد يده فيخرج لك قلما فاخرا أو دفترا أو علاقة مفاتيح كهدية ، أو قد يرمقك بنظرة تبلغك بأنك شخص غير مرغوب فيه .. وكل هذا يتوقف عليك أنت .. من تكون ..

إذا كنت نكرة ، وهذه أول مرة تدخل عند يوسف ، وتكرم عليك بالجلوس ، فإن قدراتك على الحديث ستخونك بكل تأكيد ، حتى لو كان يوسف قد جمع عنك معلومات ، بأنك رجل أعمال ناجح أو مشروع رجل أعمال ناجح ..

سينقطع حديث الثلاثة أو الأربعة رجال الجالسين في حضرة يوسف ، وتتسمر نظراتهم تجاهك ، كأنهم وجهوا أشعة ليزر لفحص داخلك ، وعيونهم كلها فضول فلديهم متسع من الوقت ، ستسعفهم في جعلك مادة لأحاديثهم لفترة ما ..

يدخل مستخدم ، لا تتناسب هيئته مع ديكور مكتب يوسف ، المكون من الستيل والجلد الفاخر ، و جهاز تكييف يتم السيطرة عليه بالريموت ، ويتناول سخان قهوة ويسكب لك رشفة ، ليست حارة بالقدر الكافي ، وتستنتج أن هذه الخطوة الإضافية ، لم تكن من تصاميم الجهات العليا ، بل ابتكرها يوسف من تلقاء نفسه .

يدخل موظف يرتدي بذلة قاتمة و ربطة عنق تتناسب مع القميص و لون البذلة ، وعلى ما يبدو أن معظم الموظفين ، يلبسون مثل ذلك ، فيتكلم كلاما لم يسمعه أحد إلا يوسف ، ويرد عليه يوسف بكلام ، لم يسمعه إلا الموظف ، وكأن مهاراتهم المتراكمة ، أوصلتهم لذلك الامتياز .. حتى التلفونات التي كان يرد عليها يوسف ، لم يكن باستطاعة أحد أن يفهم كلمة واحدة منها !

يتوجه يوسف ليحيي ضيفه الطارئ ، بتحية اقتصادية مقتضبة ، مع ابتسامة بلاستيكية ، تمرن عليها طويلا ، ثم يمد عليه ورقة مكتوب عليها بعض المعلومات ، كان يدرك أن ضيفه لن يرى ما كتب عليها ، لكنها كانت دعوة لضيفه أن ينهض و يقترب من يوسف ، ليتكلم معه بكلمات لم يسمعها إلا هو ..
شكره ضيفه ، حاملا الورقة و خرج ..
__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .