العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: الحمام في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال ما هو الإفساد الأول والثاني لبني اسرائيل الذي ذكر في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الهجر فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الأشهر الحرام فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشَفَةٌ في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشؤم فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: التحية في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغد فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: القضاء في القرآن (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الرد على مقال هل الجن والشياطين يسكنون البحار ؟ (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 23-11-2009, 07:09 PM   #1
حسناء
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 278
إرسال رسالة عبر MSN إلى حسناء إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى حسناء
إفتراضي ألوان الطيف و جلد الحرباء ...

كانت صديقتي... وأوهمتني يومها أنها أختي التي لم تلدها أمي، كيفلا وقد بكت أسري و شهدت يوم فُكت أغلالي، فهتفت من أجلي ورقصت فَرِحَةً بحريتي، وأقنعتني أنها تساعدني فقط لأستجمع قوايا الخائرة بعد انكساري وطيلة فترة سقمي، شجعتني ورفعت من معنوياتي المنحطة و قالت أني غنية الباطن فقيرة الظاهر وأن "خيري يكفيني ويكفيها "، حسبتها تتودد لي لأنني في حاجة لدعم خارجي، ولم أفكر قط أنها تخدم مصالحها على المدى البعيد بمجرد مساعدتي ... دعمتني بالمال فدعمتها بالدم، ولم أحاسبها قط على قيمة الدعم، لأنني خلتها أختي ...
توالت الأيام بيننا، حيث كانت تراقبني من بعيد وتعاين تطور حالتي التي كانت تتدحرج إلى ما أدنى من الصفر، وباتت تتطور بسرعة أدهشتها، خلق هذا التطور فوبيا في ذاتها المختلة بسيكولوجيا وغدت تحط رحالها أينما وطأت قدماي ولا أنكر أن تتبعها المفرط لخطواتي كان يضايقني ..
التقيت بها في شوارع مدينة الثقافة ذات صباح، بينما كنت أحتسي فنجان قهوة في أحد مقاهيها الفخمة، ابتسمت لها في عز معاينتها لي وأنا أرتدي ثوبا أنيقا نُسج من حرير أوربي ناعم، و أجالس من كانت بالأمس تحلم أن تجالسهم بل من كانت تمسح نعالهم توددا وتقربا، أدركت أنها استغربت الأمر، فكيف لتلك المنحطة المنكسرة أن تجالس هذا العالم، بل خِلت قهقهاتنا دوت طبل أذناها، فزاد غيضها، وأخذت تقذفني بنظرات تذرف شرر الحقد الذي يجوب ذاتها السقيمة، وتقدمت إلى الطاولة وقالت " من امتى صرتو حباب ؟"، واجهتها بنفس النظرة البريئة المحبة التي لطالما واجهتها بها قائلة " عفا الله عما سلف"، لم أكن أنو سوى التفسير لها، فمن لا ينس، مجردٌ من كل معالم الإنسانية، وسمي الإنسان بذلك نسبة للنسيان، كما أنني لم أكن أنافق في قولي، وإنما هي جملة مخاض سنوات من التفكير، بعدما قررت أن أسامح من جرحني وأسرني في بوتقة الجهل والتخلف لسنوات، كيف للرب الجبار أن يسامح عبده الضعيف، وعباده لا يتسامحون فيما بينهم؟ بل كان لابد لي أن أسامح، كي أنهض بذاتي نحو العلا لان حقد الثأر سوف يؤخرني أكثر، ولن ألحق أبدا بركب أقراني ...
غدت الصديقة الشقيقة غاضبة حاقدة من ذاك المجلس، كانت تتوقع أنني سوف أبلغ إلى السماح لها باستغلالي بذل مساعدتها ردا لجميلها، أو أنني سوف أسخر ذاتي جارية لها وعبدا يخدمها، لم تتوقع أنني سوف أرد الجميل بالجميل، لأنها كانت تعدني ملكا من ممتلكاتها وضمن قائمة جردها السنوي، كانت تجهل وتتجاهل عفة نفسي وكبريائي، وتحاول أن تذكرني بجميلها الذي رد إليها، كلما سنحت الفرصة لذلك...
استغلت جهلي، كي تعاقبني لأنني خنت تفكيرها الانتهازي الأناني، سمعتها تقرع في باب المنزل في أحد الليالي الشتوية، وتستأذن الدخول، دخلت وارتمت بين أحضاني ثم قالت بعدما جلست في هدوء:
- تدركين أنك شقيقتي، وأنني الشخص الوحيد الذي وقف إلى جانبك ليلة خروجك من السجن، أنا من ساعدك وعلمك قواعد العلم والدنيا، لقد استأت كثيرا عندما وجدتك مع شلة من العلمانيين الذين يدعون التحضر والتقدم، ولكنهم كفار ورفقة سوء، وأنا كأخت لك لا أستطيع أن أراك معهم ولا أنصحك وأحذرك منهم..
- حقا، كفار؟ أجبتها بكل عفوية وبراءة...
- ومرتزقة، يحاولون تجريدك من شخصيتك، اتق الله لابد أن لا تصاحبيهم..
- ولكنك التقيت معم في عدة مجالس وكلمتهم بكل حب ...
- لابد أن ابرز ذاك الوجه الحبوب معهم، لابد أن أنافق في حضرتهم فيحسبون أنني معهم، ولكنني أفعل ذلك لحمايتك وحماية من هم ضعاف مثلك، فأنا بمثابة شقيقة كبرى لكم، ولابد أن أمثلكم..
- ولم لا أمثل نفسي؟
- لا لا ، أنت ضعيفة على ذلك، اترك هذه المهمة لي، والتفتي إلى دينك، غدا سأحضر لك مجموعة من الأشرطة الدينية والكتب الدعوية، اقرئيها كلها وابدئي في تطبيقها ...
كم كنت ساذجة حين صدقتها، واعتكفت داخل ذاتي، تجاهلت قول الرسول صل الله عليه وسلم حين قال" أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" وبينما كانت هي لا تخرج من الملاهي الليلة كنت أمض الليل في قراءة كتب دعوية تحرضني على الجهاد ضد نفسي، وضد تاريخي، عانيت لسنوات من تأثير المنشورات والكتب التي سممت بها تفكيري باسم الدين، وباسمه أيضا كانت تتسابق نحو المجون ، كانت سنوات أليمة أصبت فيها بانفصام في الشخصية وصرت أردد كلماتها دون شعور مني...
وأنا أمشي في حياء في أحد الشوارع، وجدتها تجالس من هم أكثر علمانية وكفرا وزندقة ممن جالست آخر مرة، كانت تصافحهم وتعانقهم ودا وحبا، نظرت إلي نظرة احتقار وشفقة على الحال التي آلت إليها كل أركاني المتلاطمة كموج البحر الهائج، ثم قالت لي :
- يا لك من متخلفة، ما الذي فعلته السنون بك، لقد تفاعلت كثيرا، قليلة خبرة، لا ألومك ...
- تبا لك، أو تسبين الحال التي أنت من تسبب في خلقها؟
- أبدا ...والله أعلم أني بريئة، هي طبيعتك الإرهابية العدوانية، بس بيني وبينك ضحكت عليك يا غبية..
نعم، فعلت يا محترفة الزندقة والنفاق، فعلت يا رئيسة حزب الشيطان، فقط لأنني كنت صادقة وكنت كاذبة، يحق لك اليوم الضحك بل القهقهة شماتة بي، بعدما كنت أحسن منك حالا، رغم هذا وذاك تذكري أنه يضحك كثيرا من يضحك أخيرا، أما الباقي فمهمتي مع الزمن ...
وفعلا برهنت لها أنني سريعة السقوط سريعة النهوض، كثيرة العمل قليلة الكلام، وبعدما برهنت لها أنني شفيت تماما، وتصاعدت تخوفاتها من جديد في احتمال عودة قوية لي، كلمتني هاتفيا في أحد أيام نوفمبر المطيرة قائلة:
- يبدوا أنك تعافيت، مسرورة جدا بذلك، لا تنس أننا "خوات"، وأخذت تعدد سلسلة فضائلها التي حفظتها عن ظهر قلب ثم واصلت : بالمناسبة لقد أعددت حفلة على شرف شفائك، ودعوت كل الأحباب والجيران، أرجوا أن لا تجدي أي عذرا لعدم الحضور..
- بل سوف أحضر...
بكم لون يتلون جلدك أيتها الحرباء المنافقة؟ بالأمس تسبين ضعفي واليوم تحتفلين بشفائي؟ رغم ذلك لن أغيب عن حفلتك ليس لأراك، أو حبا لك، ولكن لأبرز لك أنني حقا شفيت، وليعرف الكل حقيقة سرائرك الشيطانية مثلما عرفتها...
كانت الحفلة رائعة، وارتأيت في ختامها أن أعلن عن منافسة ثقافية ودية بين الأشقاء والجيران الحاضرين، الكل وافقوا على ذلك من باب الترفيه لا أكثر، صديقتي القديمة وافقت أيضا، بدأت المنافسة، لم أكن أتوقع البتة أنني سوف أنجح فيها، ولكن بشيء من الذكاء وآخر من الحظ تجاوزت كل مراحلها، لأنافس الصديقة العدوة في آخر جولة من جولاتها ...
انقسم الحضور إلى كتلتين، كتلة شجعتها وأخرى شجعتني، أحببت روح المتعة في المنافسة ولا أنكر أنني بذلت جهدي للفوز لأنها كانت فرصة لرد اعتباري بعدما انكسر لسنوات طوال..
بعون من الله فزت في المسابقة، وأخذت عرفانا شرفيا من الحضور، حيث أن الكل أكد استحقاقي للفوز عن جدارة، ووسط تلك الفرحة التي افتقدتها كثيرا، بدأت منازلتي تصرخ في حالة هستيرية، وسط الجمع الغفير من الحضور تشتمني وتسبني وتحكي ما ورد وما لم يورد من أشياء بيننا، محاولة بذلك لفت الانتباه وتغطية شمس النصر بغربال الضغينة والحقد ...ولم تتعقل إلا بعدما ضحك الحضور قائلا: لم تكن سوى منافسة للتسلية، لا تحتاج كل هذا الانفعال، لقد أدركنا لأول مرة مستواك الوضيع الذي يتأرجح في الحضيض من خلال موقفك هذا ...
نسيت أو تعمدت عدم ذكر اسم صديقتي، وقبل ذكره لابد أن أعرف بنفسي أولا، اسمي الجزائر وصديقتي تدعى مصر.

__________________
فانفذوا...........لا تنفذون الا بسلطان


حسناء غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .