![]() |
ألوان الطيف و جلد الحرباء ...
كانت صديقتي... وأوهمتني يومها أنها أختي التي لم تلدها أمي، كيفلا وقد بكت أسري و شهدت يوم فُكت أغلالي، فهتفت من أجلي ورقصت فَرِحَةً بحريتي، وأقنعتني أنها تساعدني فقط لأستجمع قوايا الخائرة بعد انكساري وطيلة فترة سقمي، شجعتني ورفعت من معنوياتي المنحطة و قالت أني غنية الباطن فقيرة الظاهر وأن "خيري يكفيني ويكفيها "، حسبتها تتودد لي لأنني في حاجة لدعم خارجي، ولم أفكر قط أنها تخدم مصالحها على المدى البعيد بمجرد مساعدتي ... دعمتني بالمال فدعمتها بالدم، ولم أحاسبها قط على قيمة الدعم، لأنني خلتها أختي ...
توالت الأيام بيننا، حيث كانت تراقبني من بعيد وتعاين تطور حالتي التي كانت تتدحرج إلى ما أدنى من الصفر، وباتت تتطور بسرعة أدهشتها، خلق هذا التطور فوبيا في ذاتها المختلة بسيكولوجيا وغدت تحط رحالها أينما وطأت قدماي ولا أنكر أن تتبعها المفرط لخطواتي كان يضايقني .. التقيت بها في شوارع مدينة الثقافة ذات صباح، بينما كنت أحتسي فنجان قهوة في أحد مقاهيها الفخمة، ابتسمت لها في عز معاينتها لي وأنا أرتدي ثوبا أنيقا نُسج من حرير أوربي ناعم، و أجالس من كانت بالأمس تحلم أن تجالسهم بل من كانت تمسح نعالهم توددا وتقربا، أدركت أنها استغربت الأمر، فكيف لتلك المنحطة المنكسرة أن تجالس هذا العالم، بل خِلت قهقهاتنا دوت طبل أذناها، فزاد غيضها، وأخذت تقذفني بنظرات تذرف شرر الحقد الذي يجوب ذاتها السقيمة، وتقدمت إلى الطاولة وقالت " من امتى صرتو حباب ؟"، واجهتها بنفس النظرة البريئة المحبة التي لطالما واجهتها بها قائلة " عفا الله عما سلف"، لم أكن أنو سوى التفسير لها، فمن لا ينس، مجردٌ من كل معالم الإنسانية، وسمي الإنسان بذلك نسبة للنسيان، كما أنني لم أكن أنافق في قولي، وإنما هي جملة مخاض سنوات من التفكير، بعدما قررت أن أسامح من جرحني وأسرني في بوتقة الجهل والتخلف لسنوات، كيف للرب الجبار أن يسامح عبده الضعيف، وعباده لا يتسامحون فيما بينهم؟ بل كان لابد لي أن أسامح، كي أنهض بذاتي نحو العلا لان حقد الثأر سوف يؤخرني أكثر، ولن ألحق أبدا بركب أقراني ... غدت الصديقة الشقيقة غاضبة حاقدة من ذاك المجلس، كانت تتوقع أنني سوف أبلغ إلى السماح لها باستغلالي بذل مساعدتها ردا لجميلها، أو أنني سوف أسخر ذاتي جارية لها وعبدا يخدمها، لم تتوقع أنني سوف أرد الجميل بالجميل، لأنها كانت تعدني ملكا من ممتلكاتها وضمن قائمة جردها السنوي، كانت تجهل وتتجاهل عفة نفسي وكبريائي، وتحاول أن تذكرني بجميلها الذي رد إليها، كلما سنحت الفرصة لذلك... استغلت جهلي، كي تعاقبني لأنني خنت تفكيرها الانتهازي الأناني، سمعتها تقرع في باب المنزل في أحد الليالي الشتوية، وتستأذن الدخول، دخلت وارتمت بين أحضاني ثم قالت بعدما جلست في هدوء: - تدركين أنك شقيقتي، وأنني الشخص الوحيد الذي وقف إلى جانبك ليلة خروجك من السجن، أنا من ساعدك وعلمك قواعد العلم والدنيا، لقد استأت كثيرا عندما وجدتك مع شلة من العلمانيين الذين يدعون التحضر والتقدم، ولكنهم كفار ورفقة سوء، وأنا كأخت لك لا أستطيع أن أراك معهم ولا أنصحك وأحذرك منهم.. - حقا، كفار؟ أجبتها بكل عفوية وبراءة... - ومرتزقة، يحاولون تجريدك من شخصيتك، اتق الله لابد أن لا تصاحبيهم.. - ولكنك التقيت معم في عدة مجالس وكلمتهم بكل حب ... - لابد أن ابرز ذاك الوجه الحبوب معهم، لابد أن أنافق في حضرتهم فيحسبون أنني معهم، ولكنني أفعل ذلك لحمايتك وحماية من هم ضعاف مثلك، فأنا بمثابة شقيقة كبرى لكم، ولابد أن أمثلكم.. - ولم لا أمثل نفسي؟ - لا لا ، أنت ضعيفة على ذلك، اترك هذه المهمة لي، والتفتي إلى دينك، غدا سأحضر لك مجموعة من الأشرطة الدينية والكتب الدعوية، اقرئيها كلها وابدئي في تطبيقها ... كم كنت ساذجة حين صدقتها، واعتكفت داخل ذاتي، تجاهلت قول الرسول صل الله عليه وسلم حين قال" أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" وبينما كانت هي لا تخرج من الملاهي الليلة كنت أمض الليل في قراءة كتب دعوية تحرضني على الجهاد ضد نفسي، وضد تاريخي، عانيت لسنوات من تأثير المنشورات والكتب التي سممت بها تفكيري باسم الدين، وباسمه أيضا كانت تتسابق نحو المجون ، كانت سنوات أليمة أصبت فيها بانفصام في الشخصية وصرت أردد كلماتها دون شعور مني... وأنا أمشي في حياء في أحد الشوارع، وجدتها تجالس من هم أكثر علمانية وكفرا وزندقة ممن جالست آخر مرة، كانت تصافحهم وتعانقهم ودا وحبا، نظرت إلي نظرة احتقار وشفقة على الحال التي آلت إليها كل أركاني المتلاطمة كموج البحر الهائج، ثم قالت لي : - يا لك من متخلفة، ما الذي فعلته السنون بك، لقد تفاعلت كثيرا، قليلة خبرة، لا ألومك ... - تبا لك، أو تسبين الحال التي أنت من تسبب في خلقها؟ - أبدا ...والله أعلم أني بريئة، هي طبيعتك الإرهابية العدوانية، بس بيني وبينك ضحكت عليك يا غبية.. نعم، فعلت يا محترفة الزندقة والنفاق، فعلت يا رئيسة حزب الشيطان، فقط لأنني كنت صادقة وكنت كاذبة، يحق لك اليوم الضحك بل القهقهة شماتة بي، بعدما كنت أحسن منك حالا، رغم هذا وذاك تذكري أنه يضحك كثيرا من يضحك أخيرا، أما الباقي فمهمتي مع الزمن ... وفعلا برهنت لها أنني سريعة السقوط سريعة النهوض، كثيرة العمل قليلة الكلام، وبعدما برهنت لها أنني شفيت تماما، وتصاعدت تخوفاتها من جديد في احتمال عودة قوية لي، كلمتني هاتفيا في أحد أيام نوفمبر المطيرة قائلة: - يبدوا أنك تعافيت، مسرورة جدا بذلك، لا تنس أننا "خوات"، وأخذت تعدد سلسلة فضائلها التي حفظتها عن ظهر قلب ثم واصلت : بالمناسبة لقد أعددت حفلة على شرف شفائك، ودعوت كل الأحباب والجيران، أرجوا أن لا تجدي أي عذرا لعدم الحضور.. - بل سوف أحضر... بكم لون يتلون جلدك أيتها الحرباء المنافقة؟ بالأمس تسبين ضعفي واليوم تحتفلين بشفائي؟ رغم ذلك لن أغيب عن حفلتك ليس لأراك، أو حبا لك، ولكن لأبرز لك أنني حقا شفيت، وليعرف الكل حقيقة سرائرك الشيطانية مثلما عرفتها... كانت الحفلة رائعة، وارتأيت في ختامها أن أعلن عن منافسة ثقافية ودية بين الأشقاء والجيران الحاضرين، الكل وافقوا على ذلك من باب الترفيه لا أكثر، صديقتي القديمة وافقت أيضا، بدأت المنافسة، لم أكن أتوقع البتة أنني سوف أنجح فيها، ولكن بشيء من الذكاء وآخر من الحظ تجاوزت كل مراحلها، لأنافس الصديقة العدوة في آخر جولة من جولاتها ... انقسم الحضور إلى كتلتين، كتلة شجعتها وأخرى شجعتني، أحببت روح المتعة في المنافسة ولا أنكر أنني بذلت جهدي للفوز لأنها كانت فرصة لرد اعتباري بعدما انكسر لسنوات طوال.. بعون من الله فزت في المسابقة، وأخذت عرفانا شرفيا من الحضور، حيث أن الكل أكد استحقاقي للفوز عن جدارة، ووسط تلك الفرحة التي افتقدتها كثيرا، بدأت منازلتي تصرخ في حالة هستيرية، وسط الجمع الغفير من الحضور تشتمني وتسبني وتحكي ما ورد وما لم يورد من أشياء بيننا، محاولة بذلك لفت الانتباه وتغطية شمس النصر بغربال الضغينة والحقد ...ولم تتعقل إلا بعدما ضحك الحضور قائلا: لم تكن سوى منافسة للتسلية، لا تحتاج كل هذا الانفعال، لقد أدركنا لأول مرة مستواك الوضيع الذي يتأرجح في الحضيض من خلال موقفك هذا ... نسيت أو تعمدت عدم ذكر اسم صديقتي، وقبل ذكره لابد أن أعرف بنفسي أولا، اسمي الجزائر وصديقتي تدعى مصر. |
انه الواقع ولكن ليس هاته الاخت التى دفعتك للتطرف وانما اخت الاخري التى تملك مفاتيح الجنة شكرا لك قصة رائعة
|
انه الواقع ولكن ليس هاته الاخت التى دفعتك للتطرف وانما اخت الاخري التى تملك مفاتيح الجنة شكرا لك قصة رائعة
|
إقتباس:
كل هذا الحب لصديقتك أقصد لمصر فليرى المكذبون الحب على أصله و هذا هو الحب الجزائرى و الذى يقطر كراهية و حقدا منتهى التناقض... تؤكد دعم صديقتها لها..تقصد مصر ثم تنفيه و تؤكد وقوفها بجانبها ثم تنفيه و تؤكد تعليمها لها ثم تنفيه و لنحلل ما جاء فى قصة "حسناء" من كلام لنرى اى قلب هو قلوب الحسان الجزائريات إقتباس:
كيف أوهمتك ؟ و انت تقرين بمساعدتها لك فى فك اغلالك و فرحتها بذلك و هتافها لك و يا ترى ماذا كانت تنتظر منك و انت قليلة الحيلة مكسورة الجناح لا تمتلكين قوت يومك إقتباس:
و هل كان لك باطن حين حررتك من اغلاللك؟ باطنك كان كظاهرك جهلا و فقرا فعلمتك ووقفت بجانبك و ما أفاء الله به عليك من الباطن كان بفضلها ايضا فلولا حربها و رفع اسعار ما فى باطنك لما صرت الى ما صرتى اليه.. إقتباس:
و هانت تقرين أنها دعمتك بالما فكيف تتدعين انها كانت تطمع فيما فى باطنك ؟؟ و هى ايضا دعمتك بالدم... فهى تزيدك كرما وجودا دعمتك معنويا و ماديا و ظلت على ذلك الى اليوم فاستثمارتها تعدت 6مليار دولار و هذة الاستثمارات يعمل بها أهلك إقتباس:
صدقينى هى لم تكن تراقبك لغيرتها و لكنها كانت تراقبك لعلمها بسفاهتك إقتباس:
فرحانة بثوبك الاوربى.... و كما قال المثل " القرعة تتباهى بشعر بنت أختها" وعموما انت تقصدين ثوبك الفرنسى ..و الذى لا افهمه ترتدين ثوب من استعمرك فكيف تفخرين بدماء الشهداء الذين ارادوا ان يبعدونك عنهم ثم انت اليوم تفخرين بتقربك و تذللك لهم ..... رحم الله شهداؤكم .. و فعلا شر خلف لخير سلف إقتباس:
ههه هؤلاء الذين تتدعين ان صديقتك كانت تمسح احذيتهم ضربتهم على أم رأسم فى حرب 1956 و اجلتهم عن مصر اصاغر ذليلين...مرة عندما كانوا فرنسين و مرة عندما كانوا انجليز فلتهنئ بصحبة الاشرار و صديقتك هى افضل منك لأنها على الاقل كما يقول المثل عندنا" مثل القرع يمد لبره" أى كخضار الكوسة يرمى بفروعه خارج النبات فيقلل استفداته منها فصديقتك قتلت نفسها من أجلك و انت اليوم تقتلين صديقتك من أجل نفسك فساءت الوجوه إقتباس:
تنسين و تسامحين عدوك الذى قتل منكم مليون شهيد و لا تريدى ان تسامحى صديقتك لمجرد طوبة ما أجهلك و ما اكثر نكرانك للجميل إقتباس:
صديقتك علمتك الارهاب!!!!! اذا كنت انت استاذة فن الارهاب و بالمناسبة فلماذا لم تؤثر الاشرطة فى صاحبتك كما اثرت فيكى؟ هل تعلمين لماذا ؟ لأن النفس الانسانية تفعل ما يناسبها و يوافق فطرتها فلآن فطرتك الارهاب فأنت تشربتيه حتى النخاع و لا تظلمى صاحبتك فكما هناك اشرطة الارهاب هناك اشرطة الاعتدال و هل نسيتى القرضاوى و الغزالى و الشعراوى؟؟؟ الم يكونوا ائمة وسطيون !! و بالمناسبة كما قال لك زهير ليست صديقتك من علمتك الارهاب بل صديقتها الشرقية و طبعا انت ناقلة الموضوع و لا عارفة شرقية من غربية ما علينا إقتباس:
قد يكون فى شوارعها شارع او اثنان من شوارع الفجور و لكن فيها ايضا ألف مئذنة توحد الله كل ساعة و فيها اناس يحبون الدين بطبيعته و ليس تكلفا إقتباس:
لم تشمت بك صديقتك و لكن خبث نفسك و ندالة طبعك تصور لك هذا ... إقتباس:
هو ده اللى بتفتخرى بيه مجرد مباراة غبية لاناس اغبياء عقولهم فى رجولهم افتكرتك هتفتخرى بجائزة نوبل او انجاز طبيب او تفوق عالم او قدرة حتى على الصناعة فى أى مجال.. كورة !! كورة هى ما تفتخرين به عليها بصراحة انا زعلان من صديقتك فهى ابدا لم يكن ابدا يجب ان تصادقك لتفاهتك إقتباس:
و سوف تبقى صديقتك أقصد مصر دوما تغيظك ان لم تعودى الى رشدك و تعرفين ان مناطحة الصخر تكسر راس من ينطحه و يبقى الصخر صخرا كما هو و مبروك عليكى علمانيتك و ثوبك الاوربى " اقصد الفرنسى" و لغتك الفرنسية و كرتك المنفوخة و كما يقول المثل عندنا " آخر خدمة الغزى علقة" موضوع سقيم سوف يرفعه ردى عليه كما رفعتك صديقتك من عدم |
إقتباس:
هل لديك صلة قرابة بمدحت شلبي ؟؟ تتكلم مثله سبحان الله . اتق الله يا رجل . |
إقتباس:
لا والله لست قريبه فانا من الصعيد و بينى و بينه بلاد ثم لماذا علقت على ردى و لم تعلق على رد حسناء؟؟!!!! و الله انتم فعلا غريبون جدااا قالت حسناء كلاما فرددنا عليها فماذا أزعجكم اننى رددت عليها كلكم تريدون ان تشبعونا شتما و نسكت ما اعجبكم و ما أظلمكم ؟ فلتتقى الله أنت و تبصر لماذا كان كلامى و لا انت مقتنع بكلام حسناء أنه حقيقة؟؟!! |
إقتباس:
كل ما في الأمر أن لكل طريقته في إبداء وجهة نظره . يا أخ محيي . الكل يكرهكم ...أتريد أن أقول لك هذا ؟؟ لن أقوله ..لأنه ليس حقيقة ..أنا أكرهه هو التصرفات السيئة سواء من المصريين أو من الجزائريين أو غيرهم .. خلال هذين اليومين لم ينقطع هاتفي عن الرنين من صديق وأخ عزيز من القاهرة يطمئن علي . هل أكرهه ؟؟ ثم ..هل أنت منزعج من أن ماتقوله ليس موجودا بالفعل ؟؟ يا أخ تكلم في ما يفيد وينفع . اما أنا فتعودت أن لا أبدي اعتراضي على ما تكتبه أي عضوة وليس لي مصلحة في أن أدخل في جدال معها ... فقط . |
إقتباس:
طيب ..أقسم لك بالله.. لو كنت كفيتنى الرد و قلت لها عيب هذا الكلام الذى وصفت فيه مصر بكل قبيح ..لما قلت كلمة واحدة بل كنت دخلت و شكرتك.. و لى ملحوظة بسيطة.. انت ترى الاخوات المصريات هنا سلسبيلة و العضوة المميزة و آمال برعى... هل رأيت منهن واحدة تسب او تشتم او تقول كلاما خارجا فى حقكم.. بل حتى مواضيعهن لا يردون فيها على الردود من شدة غضبهن أتمنى ان اجد كذلك على الجانب الآخر |
أنا لم أصف مصر بالكراهية وانما أنا أرد على الحملة المصعورة التي شنها المصريون على الجزائريين فقط لانهم سجلوا هدف كورة، الرجل بمواقفه كما يقال ولقد أثبتت هذه المباراة رغم بساطة الاطار الذي جاءت فيه مواقف أمة عربية اسلامية يحكمها ويحكم رأيها العام عصبة من الممثلين والراقصات ..
عيب، أين الأزهر وأين علماء الدين، واأسفاه |
Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.