أخي ابن حوران
لقد سررت كثيرا بما قدمته من إضاأت زادت الموضوع غنى
وشمولية، ومما لا شك فيه فإن قضية المرأة تتشابك فيها جوانب
عدة تتجاوز الموروث الثقافي قبل ظهور الإسلام، هذا الموروث
الفكري الذي ينهل بدوره من ثقافات متعددة وحضارات ضاربة في
القدم كما أسلفتم، نظرت إلى المرأة من زوايا مختلفة،
ولكنها في معظمها تعاملت معها من زاويتي التعسف
وانتهاك حرمة الجسد الذي تؤطره
ثنائيتي القوة والضعف ـ قانون الغاب ـ
نجد هذا التعامل حاضرا بقوة في البيئة العربية، وقد أشرت إلى بعض
الأمثلة التي تثبت ذلك، غير أن ما يجعل الأمر محيرا ومربكا هو مدى
شراسة هذه الأعراف وقوة حضورها إلى يومنا هذا، فقد تجاوزت مبادئ
الإسلام بل التحفت به لتتمكن من فرض سيطرتها وبسط هيمنتها على نمط
عيشنا و تحولت إلى ثقافة نمارسها في حياتنا اليومية .
كيف يمكن وقف زحف هذه الأحكام الخاطئة؟؟ كيف يمكن التخلص منها؟؟
المشكلة أعمق بكثير لأن صاحبة القرار تعتنق أحكاما قيمية ضد نفسها،
فالوعي في صفوف النساء يسير جدا، والأمية مرتفعة..
أظن بأن الرجل المثقف أصبح مغتربا، وسيدفع الثمن غاليا هذه المرة
فكلما زاد إغراق المرأة في بحور الجهل، صار التخاطب بين الطرفين
مستحيلا وتحولت الحياة باعتقادي إلى جحيم يأتي على الأخضر واليابس.
شكرا لك وأرحب بكل طرح من شأنه أن يثري الموضوع
__________________
" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,
وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,
* * *
دعــهــم يتــقــاولــون
فـلــن يـخــرج الـبحــر
عــن صمته!!!