05-11-2007, 02:00 PM
|
#20
|
عضو مميز
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 9,066
|
أسامة بن زيد بن حارثه رضي الله عنه
أسامة بن زيد بن حارثه رضي الله عنه
هو أُسامة بن زيد بن حارثة بن شرحبيل بن عبد العزّى بن امريْ القيس، حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبنُ حبّه ومولاه وابن مولاه، وقد كنيّ بأبي زيد، وأبي محمد، وأبي حارثه، تزوج من فاطمة بنت قيس وولدت له ابيه الحسن ومحمد .
وُلدَ رضي الله عنه، في مكة في السنة السابعة قبل الهجرة إلى المدينة وهاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة، ونشأ على الاسلام لآن أباه زيد بن حارثه كان من أوائل من أسلم من الرجال، وكانت أمُه أُم ايمن الحبشية فيما كان والده شديد بياض البشرة ويبدو أنه ورث ذلك من والدته الحبشية، حاضنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمُه بعد أمُه .
كان رضي الله عنه شديد سواد الأدمة، أفطس، خفيف الروح، شجاعا، وكان يقيم بالمدينة المنورة الى أن انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الآعلى، حيث انتقل أُسامة للآقامه في وادي القرى ثم انتقل للآقامة في دمشق فسكن المزهّ معتزلا الفتنه خلال خلافه معاوية بن أبي سفيان ولكنه وعاد في اخرها الى المدينة المنورة حيث توفي فيها بمنطقة الجُرف سنة اربع وخمسين للهجرة .
قاد أُسامة بن زيد رضي الله جيش المسلمين، وكان اسامة ابن ثماني عشرة سنة وقد روي ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول في مرضه انفذوا جيش اسامة، انفذوا جيش أسامة وقد عُرف أُسامه بعد أن أمرهّ الرسول صلى الله عليه وسلم على الجيش بالآمير حتى وفاته. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما كنُت لآجيْ احدا بالاماره غير أسامة لآنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبُض وهو أمير!!.
وروى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمرَّ أسامة، فطعن بعض الصحابة في إمارته، فقال: إن يطعنوا في إمارته، فقد طعنوا في إمارة أبيه، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحبّ الناس إليّ، وإن ابنه هذا لمن أحب الناس إليّ بعده .
وقد بلغ الجيش الجُرفّ خارج المدينة المنورة، ولمّا قبُض الرسول صلى الله عليه وسلم رجع أُسامة الى ابي بكر الصديق رضي الله عنه، فقال: ((ان رسول الله بعثني وأنا على غير حالكم هذه، وانا أتخوف ان تكفر العرب، فان كفُرت كانوا اوّل من يقاتل وان لم تكفر مضيت، فان معي سروات الناس وخيارهم)).
وخطب ابو بكر الصديق في الناس وقال: (والله لان تخطفني الطيُر أحبّ اليّ من أن أبدأ بشيء قبل أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم) فأنفذ ابو بكر جيش اسامة واقره على قيادته واستأذن - وهو الخليفه - أُسامة في إن يبقى عمر بن الخطاب عنده في المدينة المنوره .
سار جيش أُسامة الى أُبنى وهي قرية بمؤته ثم الى آبل الزيت ذكر ياقوت الحموري في معجم البلدان انها بالاردن واستشهد بقول النجُاشيّ:- وصَدَت بنو ودّ صدودا عن القنا ألى آبل، في ذلة وهوان واغار أُسامة وجيشه على الروم واثخنوا فيهم قتلا وجرحا فقالت الروم: ما بَاَل هؤلاء يموت صاحبهم (وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم) ان أغاروا على ارضنا وعاد الجيش وقد سلمَ وغنم، وروى هاشم بن عروه قال: فما رئي جيش أسلم من ذلك الجيش.
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (ما ينبغي لاحد ان يبغض اسامة ابن زيد بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان يُحبّ الله ورسوله فليحُّب أُسامة واخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى عن أُسامة بن زيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذه وحفيده الحسن بن علي بن ابي طالب ثم يقول: ((اللهم أحبهُمُا فاني أُحبهُماَ)) فيما أخرج الترمذي عن أُسامة بن زيد ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعلي والعباس رضي الله عنهما أحبُ أهلي اليّ من قد انعم اللهُ عليه وانعمت عليه، أُسامة بن زيد .
وسُرّ الرسول صلى الله عليه وسلم، وبرقت اسارير وجهه الشريف عندما دخل عليه مجزز المدلجيّ القائف الذي كان يعرف صحة النسب بالشبة بين الولد وأبيه عندما رأى أُسامة وكان اسود البشرة وأبوه زيد وكان ابيض البشرة عليهما قطيفة قد غطيا راسيهما وبدت اقدامهما فقال المُدلجّي: ((ان هذه الاقدام بعضها من بعض)) وسُرّ الرسول صلى الله عليه وسلم ان أُسامة يشبه ابيه زيدا رغم اختلاف لون البشرة .
وكان أُسامة رضي الله عنه ذا بأس شديد على الكفار والمشركين في القتال، روُي انه قال للرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة فلما انهزم القوم أدركتُ رجلا وأهويت اليه بالرمح . فقال: لا اله الا الله، فطعنته فقتلتهُ، فتغيرّ وجه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال: ويحَك يا أُسامة!! كيف لك بلاء اله الا الله؟ ويحك يا أُسامة فكيف لك بلا اله الا الله؟ فلم يزل يُرددّها عليَّ حتى لوددت أني انسلخت من كلَّ عمل عملته واستقبلت الاسلام يومئذ جديدا، فلا والله لا أقاتل أحدا قال: لا اله الا الله بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولم يكن هذا الحب العظيم من رسول الله صلى الله عليه وسلم للحبّ بن الحبّ ليحول دون اقامة حدود الله، فقد روي ان قريشا أهمها أمر المرأة التي سرقت فطمعوا ان يكلم أُسامة رسول صلى الله عليه وسلم في أمرها لأنه الوحيد الذي يجتريء عليه. فكلمّه أُسامة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لمَ تشفع في حد من حدود الله؟ ثم خطب الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ((انما أهلك الله الذين من قبلكم أنهم اذا سرق فيهم الشريف تركوه، واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ، وأيم الله لو ان فاطمة بنتُ محمد سرقت لقطعتُ يدها)).
__________________
اللهم اشغلني بما خلقتني له ...
ولا تشغلني بما خلقته لي ...
|
|
|