الرد على مقال بيان لقوم يعقلون
الرد على مقال بيان لقوم يعقلون
صاحب المقال هو ضياء الدين على والذى يسمى نفسه بسفينة نوح الأخيرة وهو اسم خاطىء يظهر لنا وكان نوح(ص) كان لديه أكثر من سفينة وليس سفينة واحدة كما قال تعالى :
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ"
وقال :
"فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ "
وقال :
"وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ"
وكل الآيات سواء ذكرت السفينة أو الفلك تتحدث عن شىء واحد
ويبدو أن ضياء الدين على يعتقد نفسه انه منقذ البشرية ولذا سمى نفسه بهذا الاسم والغريب ان ما صادفته من مقالاته لا ينشرها هو وإنما ينشرها شخص يسمى نفسه :
نور الحق بالحروف الإنجليزية
والمقال السابق وهذا المقال يشتركان في شىء واحد وهو :
تحويل معانى الكلمات عن المعانى المعروفة تحويلا تاما بدون دليل من القرآن وهى ظاهرة لا توجد إلا عند الصوفية وبعض فرق الشيعة وأشهر تلك التحويلات ان الأحكام ليست أحكاما وإنما دلالة على أسماء الأئمة أو أسماء أعداءهم
وقد قال في أول المقال ما يشبهه فقال:
"كل ما ورد من أسماء او حيوانات أو طيور او غيرها فى القرءان ما هى إلا صفات لأشخاص وأفعال و نبين لمن يعقل الأقرب لمراد الله منها دون تجسيد لكلم الله
ظنها السلف والمشايخ أنها أسماء علم
وما ينادى به الشخص بين قومه وهم لا يعقلون
فكل ما ورد فى القرءان من اسماء هى صفات لأشخاص غير معلوم بماذا كان يناديهم قومهم فى الدنيا "
هنا أصبحت أسماء الأفراد في القرآن وكذا الحيوانات والطيور وغيرها ليست أسماء ينادون لها أو تطلق عليهم وإنما صارت صفات لناس حتى ولو كان المتكلم عنه حيوان أو طيور
وهو كلام يخالف تسمية الله يحيى (ص) صراحة في قوله تعالى :
" يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا"
ويناقض تسمية الله المولود من مريم :
المسيح عيسى ابن مريم(ص) صراحة في قوله تعالى :
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ"
ويناقض تسمية المسيح (ص) الرسول الآتى بعده باسم أحمد(ص) صراحة في قوله تعالى :
"وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ"
ويناقض تسمية امرأة عمران (ص)ابنتها صراحة باسم مريم في قوله تعالى :
"فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"
وكل هذه الآيات تكذب ما ذهب إليه ضياء في كلامه
ثم قال :
"وأول إشارة من الله للناس ما جاء عن أسماء الله الحسنى فهى كلها صفات لله ليعلم الناس معنى كلمة أسماء و اسمه
وقد وردت اسم – أسماء
ولم يعقل المشايخ والسلف الى ماذا تشير الكلمة رغم تغير تشكيلها وتغير ما يتبعها رغم وجود كلمة الله – و – ربك – ربه"
وهنا يقول لنا ان كلمة اسم الله وأسماء الله الحسنى تعنى صفات فلا وجود لبرهان على هذا المعنى فأسماء الله الحسنى تعنى :
أحكامه العادلة كما قال تعالى :
" ومن أحسن من الله حكما "
وهى نفسها أحسن الحديث كما قال:
"اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ"
ثم ضرب الرجل أمثلة على ما ذهب إليه فقال:
"الرحمن:٧٨ تَبَٰرَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِى ٱلْجَلَٰلِ وَٱلْإِكْرَامِ
الاعلى:١ سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلْأَعْلَى
فى الءايتين نجد البداية ( تبرك – سبح ) ولم يفهم السلف والمشايخ ما هو المقصود من الكلمتين واخترعوا ( سبحة ) ليرددوا عليها كالببغاوات ( سبحان – سبحان ) ولا يعرفون حتى معنى الكلمة التى يقولونها فما معنى
( سبحان ) التى وردت 41 مرة برسومات مختلفة
وبعون الله نبين للناس اقرب ما تشير اليه الكلمات بلسان القرءان
فكلمة ( سبح = سلم ) فهى تشير الى التسليم بما وصف الله الكلم
فى كتابه فهو العربى المبين وليس لسان الأعراب الأعجمي وعليه فكل ما فى السموت والأرض يسبحون فهم جميعا خلق الله وهم جميعا ( سلموا بذلك ولم يعترض أحد )
ولذا جاء تابعين مختلفين (سَبِّحِ ٱسْمَ ) و (فَسَبِّحْ بِٱسْمِ ) فلماذا زاد حرف الباء على الكلمة
فهو إشارة للتدبر والبحث ولماذا وردت (ٱسْمُ) بهذا الرسم الذى يختلف تماما عن قواعد اللغو السيباوي فحرف الألف بدون همزة
لنفهم (سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ = سلم وصف ربك ) لنفهم أنه أمر للنبي بتسليم وصف الله فيما أنزل من الكلمات دون تحريف للرسم أو المنطوق --- ولذا جاء بعدها كلمة (ٱلْأَعْلَى) لنفهم أن ما وصفه الله للناس فى كلماته هو الأعلى الذى لا يعلى عليه وما وصف الأعراب فى كلامهم إلا أعجمي فهم يغيرون المعنى للكلمة حسب أهواءهم او ما يلمحون اليه "
|