قراءة فى كتاب الزرياب الإبريز في وفاء النبي العزيز
قراءة فى كتاب الزرياب الإبريز في وفاء النبي العزيز
مؤلف الكتاب هو على بن عبد الخالق القرنى وهو يدور حول وفاء النبى(ص) للخلق سواء ناس أو غيره والكتاب من النوع الذى لا يبحث سوى عن جمه روايات فى موضوع الوفاء بالعهد ومما لا شك فيه أن النبى(ص) والمسلمون يوفون بالعود كما قال تعالى :
" وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ"
والكتاب يذكرنا بكتب تنسب لعصور قديمة حيث يتم الاسهاب فى الكلام الشعرى والنثرى دون مناقشة الأحاديث هل هى صحيحة وهل تتفق مع القرآن أم لا ؟
معظك الكتاب مدح فى الرسول(ص) وفى الصحابة قليلا وهو ما يخالف أنه لا يجب على المسلامين مدح بعضهم البعض كما قال تعالى :
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
الرسول (ص)والذين آمنوا معه ليسوا بحجة لمدحهم من بشر بعد أن مدحهم الله لما لا مجال فوقه لبشر فقال فيهم :
" رضى الله عنهم ورضوا عنه "
تحدث عن معنى الزرياب فقال :
"الزرْياب، ما الزرْياب؟
الذَّهب وماؤه زرياب.
وطائر غرَّادٌ ذو صوت حسن جميل زرياب.
وكل لامع مع صفرة زرياب.
وزرْيابُنا أسمى من الذَّهب الخالص الخلاَّب، يأخذ بالألباب، ويستدرُّ الإعجاب، ويملأُ الإهاب، كالسكر المذاب، ورشْف الثَّنايا العِذاب.
إنَّه: "الزرياب الإبريز في وفاء النبي العزيز"."
ونلاحظ فى العبارة السابقة والتالية الأسلوب الذى لا يفيد مسلما فى دنياه :
"هَوَاهُ قَدْ غُذِيتُ بِهِ صَغِيرًا وَهَلْ لِلنَّفْسِ صَبْرٌ عَنْ غِذَاهَا
إنَّه نفحة عنبريَّة يطوف طائفُها على القلوب الكليمة ينضحها بالروح والرَّيحان، ويطْرِبُها بأرقِّ الألحان، ويحدوها لمراقي الكمال؛ لتحذُوَ إذا حذت على خير مثال.
أَعْنِي بِهِ خَيْرَ خَلْقِ اللَّهِ مَنْ لَمَعَتْ غُرُّ الصِّفَاتِ بِهِ كَمِثْلِ زِرْيَابِ
صلَّى عليه بارئُ العباد، ما جرت الأقلام بالمداد، وأمطرت سحبٌ وسال واد. كان (ص)أوْفى النَّاس.
وَفًا تَنْجَلِي الظَّلْمَا بِأَنْوَارِ وَجْهِهِ فَمَهْمَا بَدَا لَمْ يَفْقِدِ البَدْرَ فَاقِدُ
خِلالٌ لَوَ انَّ الحُسْنَ نِيلَ بِمَطْلَبٍ لأَصْبَحَ تَسْتَمْلِيهِ مِنْهَا الخَرَائِدُ
يلتزم بعد شخص أخذ على بعض أصحابه ليعظِّم عهد الله وميثاقه، ويرسم صورة حية جذابة للدخول في دين الله.
وَالدُّرُّ يَزْدَادُ حُسْنًا فِي تَأَلُّقِهِ إِذَا تَحَلَّتْ بِهِ اللَّبَّاتُ وَالجِيدُ"
وتحدث عن حديث تيجعل مسلمين يفيان بعهدهما مع الكفار فى عدم قتالهم مع النبى(ص)فقال
"ثبت في صحيح مُسلم من حديث حُذيفة بن اليمان قال:
"ما منعني أن أشهد بدرًا إلاَّ أنِّي خرجتُ أنا وأبي فأخذَنا كفَّارُ قريش، وقالوا: إنَّكم تريدون محمَّدًا، قلنا: ما نُريده، ما نُريد إلاَّ المدينة، فأخذوا منَّا عهد الله وميثاقَه لننصرفنَّ إلى المدينة ولا نقاتل مع رسولِ الله (ص)فأتينا رسولَ الله (ص)وأخبرناه الخبر، هو أحوجُ ما يكون لزيادة فردٍ في جيشِه، ومع ذا يقول مقالاً من بدائع لفظِه، سحبانُ عند بيانِه فئفاءُ: ((انصرِفا، نَفِي لَهم بعهْدِهم ونَستعين الله عليهم)) "
لم يتخلَّف وفاؤه - صلى الله عليه وسلَّم - لأعدائه وقد جهدوا لإطفاء دعوتِه، وكادوا له ولصحابته، فأرغمهم على الاعتراف بفضله وهم في أوج عداوته، يقول مكرز لرسول الله (ص)"ما عُرفتَ بالغدْر صغيرًا ولا كبيرًا؛ بل عرفتَ بالبِرِّ والوفا"."
وتحدث عن تسمية الكفار له بالأمين واعتراف الكفار بعدم غدره فقال :
"لَقَّبْتُمُوهُ أَمِينَ القَوْمِ فِي صِغَرٍ وَمَا الأَمِينُ عَلَى قَوْلٍ بِمُتَّهَمِ
أبو سفيان عدوٌّ آن ذاك، على إبداء المثالب لو وجدها، وطمس الحقائق لو قدَرَ عليْها، ومَعَ بالِغ حرْصِه على مَطْعَنٍ يُدْخِله في إجابتِه، لمَّا سألَه هرقل الرُّوم: أيغدُر محمَّد؟ لم يستطع إخفاء شمس وفائِه - صلى الله عليه وسلَّم - فقال: "لا".
أيعمى العالمون على الضياء؟!
فقال هرقل: وكذلك الرُّسُل لا تغدُر"
وحديث هرقا مع أبو سفيان لا يصح للتالى :
الخطأ الأول فيه تحميل هرقل إثم الآرسيين إن تولى ويخالف هذا أن لا أحد يتحمل وزر أحد مصداق لقوله تعالى بسورة الإسراء "ولا تزر وازرة وزر أخرى "والخطأ الثانى هو بعث الرسل (ص)فى أحساب قومها ويخالف هذا بعث لوط(ص) لقوم لم يكن منهم أبدا سوى بالسكن وبعث موسى (ص)لقوم فرعون ولم يكن منهم
وتحدث عن الوفاء بصلح الحديبية فقال :
"ومن أعظم صور وفائه لأعدائِه:
وفاؤه بعقْد الحديْبية الَّذي امتعضَ منه بعض أكابر الصَّحابة لبالغ قسْوته بادي الرَّأي؛ نتيجة إصرارِ قريشٍ على إملاء شروط عنجهيَّة يعظم على قلوب الأحْرار الَّتي لم يؤيِّدها الوحي قَبُول ذلك، ومنها: أنَّ مَن جاء مسلمًا رُدَّ عليهم، وما كاد عقْد الصُّلح يَمضي حتَّى جاء أبو جندل بن سُهيلٍ مفاوضِ قريشٍ يرصف في قيودِه مستصرخًا، فقام أبوه وأخذ بِتلابيبِه وقال: يا محمَّد، قد لجَّت القضيَّة بيْني وبيْنك قبل أن يأتيَك هذا، هذا أوَّل ما عليه أُقاضيك، فقال له (ص)((صدقتَ، وردَّه إليه))، وأبو جندل - رضي الله عنه - يُنادي بصرخاتٍ تهزّ الجَنان وتحلْحل الأرْكان، أشدّ على القلْب وأثْقل من رضوى وثهلان: يا معشر المسلمين، أأُردُّ إلى المشركين ليفتِنوني عن ديني؟! ورسولُ الله (ص)أرْسى من ثبيرٍ، ومن كلِّ جبلٍ كبير، يُبقي منارَ وفاءٍ باعث في نفْس صاحبِه الأمل والرَّجاء: ((يا أبا جندل، اصبِر واحتسِب؛ إنَّ الله جاعلٌ لك ولمَن معك من المستَضْعَفين فرجًا ومخرجًا، إنَّا قد عقدْنا مع القوم صلْحًا وأعطيْناهم على ذلك عهْد الله، وإنَّا لا نغدر بهم))، فإن حال دون الشَّمس سدٌّ من السحب، سيبقى نهار الصِّدْق أبيض مبصرًا، والسَّيف يشرق مغمدًا أو منتظرًا، وما أن وصل (ص)المدينة حتَّى أفلتَ أبو بصير وقدِمَ المدينة، فأرسلتْ قُرَيْش في طلَبِه رجُلين تقولُ: العهدَ الذي جعلت لنا، وفي مثالٍ عالٍ من الوفاء بالعهْد والحرص على سُمعة المسلمين الأخلاقيَّة، قال (ص)((يا أبا بصير، إنَّا قد أعطيْنا هؤلاء القومَ ما قد علِمْتَ، وإنَّه لا يصلح في دينِنا الغدر، وإنَّ الله جاعلٌ لك ولِمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، فانطلِق مع القوْم))، ثمَّ دفعه إلى الرجُلين. خرج أبو بصير بلا أسًى؛ فقد وعَدَه بالفرج مَن لا ينطق عن الهوى، ولمَّا بلغوا ذا الحُليفة ونزلوا يأْكلون من تمرٍ لَهم، جاء الفرَج والمخرج ولا حرج.
قَدْ قَيَّدُوهُ فَمَا أَطَاقَ قُيُودَهُمْ وَالحُرُّ يَأْبَى أَنْ يَعِيشَ مُقَيَّدَا
رجل حربٍ من الدرجة الأولى.
فَتًى لا يَنَامُ عَلَى ذِلَّةٍ وَلا يَشْرَبُ المَاءَ إِلاَّ بِدَمْ بَطَلٌ لَمْ يُطَأْطِئِ الرَّأْسَ إِلاَّ فِي رُكُوعٍ لِرَبِّهِ وَالسُّجُودِ
بَطَلٌ يَرْكَبُ الصِّعَابَ بِنَفْسٍ تَأْخُذُ العِزَّ مِنْ جِبَاهِ الأُسُودِ
|