وكل من يتكلمون عن تلك الجرائم يتناسون استقبال مصر لقيادات حماس وغيرها فى مصر والتفاوض معهم سواء فى الوحدة الفلسطينية أو فى وقف الحرب على غزة والتى حدثت عدة مرات بعد ثورة يناير
فلو كان هؤلاء مجرمون فى نظر الحكومات المصرية وصدرت بحقهم أحكام هل كانت ستتركهم يدخلون ويخرجون من وإلى مصر أم كانت ستقبض عليهم ؟
المصيبة أن منطق من يتكلمون هذا الكلام سيجرنا إلى مصيبة أخرى وهى أن يعاير الفلسطينيون المصريين والعكس فإذا كانت حماس كما هو الشائع هى من اقتحمت السجون المصرية فى ثورة يناير فإن الفلسطينيين سيعايرون المصريين بأن اللواء المصرى حاكم قطاع غزة هو من سلم إسرائيل ما يسمى بغلاف غزة وهى أرض غزية فلسطينية وعليها قامت بعمل المغتصبات وهى المستوطنات فيها
المصريون طوال أكثر من قرن من القضية كانوا فى ظهر الفلسطينيين ومعهم فى ميادين القتال فالبطل أحمد عبد العزيز والبطل عزيز المصرى وهما من ضباط الجيش المصرى بعد استقالتهم منه حاربوا مع الفلسطينيين قبل حرب 1948 ولذا أطلق اسم الاثنين على شارعين من أهم شوارع القاهرة شارع أحمد عبد العزيز الذى لا يعرف المصريون عنه سوى أنه شارع بيع المحمولات
المصريون كانوا السبب الرئيسى وراء إنشاء منظمة التحرير بقيادة أحمد الشقيرى فى مصر وهو رجل فلسطينى نسوا اسمه مع تولى ياسر عرفات المنظمة وكانوا فى كل مرة يظلم فيها الشعب الفلسطينى خلفه بالمال والمشاركة فى القتال
المصريون كانوا وراء الفلسطينيين حيث ضغطوا على الملك حسين لاخراج منظمة التحرير من الأردن دون خسائر كبيرة للطرفين بعد أحداث ما يسمى أيلول الأسود فى أول السبعينات وفى أول الثمانينات حمل الجيش المصرى على سفنه جنود منظمة التحرير ورئيسها ياسر عرفات من بيروت بجنودها وعتادها إلى تونس بعد حرب إسرائيل على لبنان والتى وقعت فيها المجازر الكبرى كصابرا وشاتيلا رغم حالة الخصام بين مصر ودول الصمود والتصدى ومنها منظمة التحرير
وجهة النظر الرابعة :
إسرائيل دولة صديقة
من قال هذا لا يعرف أن اسرائيل نقضت معاهدة كامب ديفيد عشرات المرات فى خمسين سنة تقريبا قتلت فيها المصريين ودخلت الحدود بلا استئذان وخرقت اعترافها بالحكم الذاتى الفلسطينى من خلال الجزء المتعلق بالقضية الفلسطينية فى المعاهدة
والمعاهدة التى نشرت فى 1978 كانت مدتها 30 سنة انتهت فى 2007 وكان المفترض أن تنتشر القوات المصرية من ذلك الوقت فى كل سيناء ولكنها لم تدخل طوال أكثر من عشر سنوات وهو خرق للمعاهدة
المعاهدة رسميا لم تجدد ولم تجر أى مباحثات لتجديدها وعليها انتهت وانتهى كل ما ترتب عليها
من يقول أن إسرائيل صديقة عليه أن يرفع المادة الثانية من الدستور والتى تقر بأن دين الدولة هو الإسلام لأن دين الدولة يثبت عداوة إسرائيل كما قال تعالى :
" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"
ومن ثم لا يمكن أن تنقض أى معاهدة نص الدستور نفسه وهى مادة ثابتة فى الدساتير المصرية
|