العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: أشراط الساعة (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الشلل في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الخشوع في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: بيان أخطاء مقال خيانة الوعي: حين تحوّل «ٱلنَّبِىّ» إلى «النبي» (آخر رد :رضا البطاوى)       :: موت الموت الرباني (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الحيلة في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الضيق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغلول في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الكفل فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: هل الآية المعجزة خرقٌ للقوانين الكونية أم أنها قانون إلهي مجهول؟ (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 25-06-2012, 03:47 PM   #1
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي معالم مهمة للطريق بعد فوز الثورة المصريّة

(يجب أن لاننسى أنّ ما تحقق بالثورة المصرية من مفاهيم عظمى في شريعتنا ، هو أنجاز لحضارتنا ، وليس للشعب المصري فحسـب

ذلك أنّ من أعظم أركان هذه الشريعة العظيمـة :

تحرير إرادة الأمّة من استعلاء الأجنبي عليها ، واستبداد الظلم ، والطغيـان فيها .

وتحرير ثروتها من سطـو اللصوص الذين يفقرونها ، ويذلونها ، ويرجعونها إلى ذيل الأمم

وتحرير أبنائها من حياة الذل ، والمهانة ، والخوف ، والتهميش ، والفقـر ، والتخلُّف.

ولو نجح عهد الثورة الجديد برئاسته الجديدة بتكريس هذه المبادئ في ضمير الشعب المصري ، فالأمّـة ، فقد وضع كلّ أسس العودة الشاملة لنهضة الأمة بإذن الله تعالى ، والعمل بشريعتها ، ويكفيه هذه الإنجاز في هذه المرحلــة ) .


الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات ، له الحمد كلُّه ملء السموات ، وملء الأرض ، وملء ما شاء من شيءٍ بعد ، استجابَ الدعاء ، وأتمّ النعمة ، وأعظـم المنّة على أمّة محمد صلى الله عليه وسلم ،

له الملك ، وله الحمد ، وهو على كلّ شيء قدير ، مالك الملك ، يؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء ، ويعزّ من يشاء ، ويذلّ من يشاء ،

بيده الأمرُ كلُّه ، وإليه يرجع الأمر كلُّه ، علانيته وسرُّه .

لاريب أنّ حدث فوز مرشح الثورة الدكتور محمد مرسي برئاسة مصـر ، حدثٌ جلل ، ونبـأٌ عظيم ،

وأنّ يوم أمس ، قـد كان يوماً من أيام الله تعالى العظمى ، ونعمه الكبـرى ،

غير أننا لابد أن نضع منارات مهمة على الطريق ، هذا الذي سيفتح على الأمـّة ما شاء الله أن يفتح من الخيـر بإذن الله تعالى :

1ـ لقد أذن الله بقدرته العظيمة ، وإرادته العليّة الحكيمة ، يوم أمس ، بأن يفتح على الأمّـة بابـاً ، كان موصداً من قرنٍ من الزمان ،

وهو باب الأبواب لكلّ حضارة ، وهو عمود الأعمدة ، وهو ركن الأركـان.

وأعني به أنها قـد صارت اليوم تقول كلمتها ، وتعبـِّر عن إرادتها ، وتصنع مجدها فيها بنفسها ، لا سلطان لأجنبيِّ عليها ، إلاّ سلطانها على نفسها ،

ولعمري إنَّ هذا _ بحد ذاته _ أعظـم إنجازات الربيع العربي ، وهو مفتاح لكل الإنجازات التي سترقى بأمتنا بإذن الله ، وتعيدها إلى جادتها التي كانت عليها منذ أن بعثت خير أمة أخرجت الناس ، إلى أن سقطت الخلافة ، وتداعت عليها الأمم الأوربية تعمل فيها معاول الهدم ، وتقطع أوصال قوتها ، وتفرق أركان عزّتـها .

وإنّ أعظم واجبات شكر هذه النعمة ، هو المحافظة عليها ، وذلك بأن تسعى الأمة بكلّ سبيل أن لاتسمح بعد اليوم بأن تفقد إرادتها الحرّة ، إرادتها أن تختار من يقودها ، وتراقـبه ، وتحاسـبه ، واستعمال كلّ وسائل العصر الناجحة ، لتُبقي نظامها السياسي في أعلى درجات الفاعليّة ، لتحقيق العدالة ، والحرية ، والكرامة ، ولإبراز رسالتها الحضارية القائمة على هذه الثلاث سعـياً إلى التفوق العالمي .

نعـم إنها الحرية التي إذا فقدتها أي أمـّة ، انحدرت إلى مهاوي الذلّ ، وعاشت عيشة العبيد ، وتحوَّلت إلى قطعان سائمة !

وإنِّ الأمة تبقى مشلولة بلا نظام سياسي يعبـر عن حضارتها ، وينبثق من هويتها ، ويستقل بإرادتها ، ويظهـر كرامتها ، ويوظف كلّ الطاقات لمشروعها .

2ـ يجب أن نعي جيداً أنّ التكاليف التي تحمّلها حزب العدالة والحرية في مصر ، ثم آلت إلى عاتق هذا العبقري الفذ محمد مرسي وفقه الله ، تنوءُ به الجبالُ الشامخة ، وتتشقق الأرض من تحتها ، وتثقـل كاهـل النجوم لو حملتـها .

ذلك أنّ النظام السابق قد ملأ الأرض ظلما ، وجورا ، وألقى على كلّ شبرٍ من مصر بفساد عريض ، أفسد الناس ، وأفسد الأرض ، وأفسد النيل ، وأفسد البيئة ، وأفسـد الجوّ ، وأفسد النسيج الإجتماعي ، وأفسد البنية التحتية ، وأفسد التعليم ، وأفسد الصحة ، وأفسد الأمـن ، وأفسد ضمائر الناس .

وأفسد السياسة الخارجية ، حتـى قزّم مصر ، وألغى دورها القيادي للعالمين العربي والإسلامي ، ثـمّ حوّل هذه السياسة الخارجيّة إلى مكتب ملحق بتل أبيب ، وواشنطن !

تُعقد فيه الصفقات بين الرئيس ونجليه ، ومافيا العسكر ، ورجال الأعمال الذين يحيطون به ، وبين الصهاينة والغرب ، وصار كلّ ما سوى ذلك من قضايا أمـتنا ، وكرامة حضارتنا ، يباع بأرخص الأثمان في ذلك المكتب الصغيـر !!

ولهذا فإنّ الرئيس الجديد ، سيحتاج إلى جهود عظيمة ، وزمن طويل ، وصبـر دؤوب ، لتغييـر ذلك ، ولابد أن يمر بأربـع مراحـل :

أحدها : تشتيت كلَّ الأكاذيب ، والإفتراءات ، والدعاية السيئة ، التي تسربت في أذهان الناس ، حتى وصلت إلى أعماق بواطنهم ، عن الإسلاميين وخطرهم على المجتمع ، والعالم ، وقد بدأ بذلك في خطابه أمـس .

ولاريب أنّ هذه المهمة هي أشقُّ مهمة سيواجهها الرئيس الجديد ، ومَنْ حولَه ، إذ قـد جاءت رئاسته في أجواء صخبٍ شديد ، تضـجّ بـ (فوبيا) الإسلاميين عامة ، والإخوان خاصة!

الثانية : إيقاف التدهور للهاوية الذي لم يزل في مصر من عقـود .

والثالثـة : البدء بإصلاح البنية التحتية المدمّرة تماما للدولة في جميع السياسات.

والرابعـة : إنشاء وتحريك مشاريع التنمية ليشعر الناس أنهم استفادوا من الثورة ، وأنها غيرت حياتهم إلى الأفضـل بالمقارنة مع ما كانوا عليه من بؤس ، وضياع.

ولهذا .. فلاريب لن تظهـر ثمرات الثورة إلاّ بعد مدة ليست باليسيرة ، فعلينا بالصبـر على مراحـل المشروع ، وتفهّم المعوقات ، وإدراك عِظم التكاليف ، والوعي التام بجسامة المهمّـة.

وإنه لمن الحماقة والجهالة _ ونحن متيقنون أنّ الثورة لم تتجشّم كلّ هذه التضحيـات ، وتقدم الشهداء ، وتبذل الدماء ، إلاّ وهي تريد خيرا بمصر ، وبشعب مصـر ، وبأمّتنا _ أن نستعجل النقد ، ونتصيّد الأخطاء ، ونترصد للتصريحات ، فنجعل المناورات السياسية التي يضطر إليها الساسة لدفع الأخطار ، وجلب المصالح ، نجعلها ميادين التشويش ، ومواضع التخريب ، نعين بها أعداء الثورة عليها ، وننقض غزلها من بعـد قوتها .

وإنـّه ليكفينا الآن من إنجازات الثورة المباركة ، أنّ أوّل ثمراتها قد ظهرت بتحرير إرادة الشعب المصري ، وإخضاع جميع مؤسسات الدولة لشفافية تامة في كلّ التفاصيل ، لفضح كلّ خفافيش الظلم ، والظلام ، التي عبثت في مصر سنين طويلة .

ولعمرو الحق إنّ هذه الثقافة العظيمـة الجليلة ، لو أنفقنـا عليها ملء الأرض ذهبا لن نجـد من يبيعها بثمـن ، فهي لاتنال إلاّ بدماء الأحرار الطاهـرة .

وهنا نوجّه كلمة مهمة لأبناء الحركة الإسلامية عامة ، وللسلفيين خاصة ، أن يكونوا جميعا خير عون للرئاسة الجديدة في صبرهم عليها ، والتماسهم الأعذار لأخطائها ، ودعوة الناس للإلتفاف حولها ، ريثما تنجز ما ثارت الناس من أجله :

العدالة ، والكرامـة ، والحياة الشريفـة

وليعلموا أنه _ فقط _ إذا تحقق هذا لهـم ، فسيتوجه الناس بكلّ قلوبهم للإسلام ، وسيقبلون كلّ ما يدعوهم إليه ، وسيضحـُّون من أجـله .

أما إذا لم يتحقق ما من أجله ثاروُا على النظام السابق ، فسيرفضون كلَّ شيء يأتي من قِبَلِكم ، وإن كان حقّا ، وسيقبلون ما يقوله خصمكُم ، وإن كان من أبطل الباطل!

وليكن لنا في نجاح حزب العدالة في تركيا عبرةٌ ، فقد أحبّه الناس ، وقبلوا ما ألغاه من حرب شعواء كانت على الدين ، فامتلأت المساجد ، ورجعت المحجبات للجامعات ، وانتشر الدعاة ، وفُتحت معاهد الخطباء ، وساءت العلاقات مع الصهاينة ، ويمَّمت تركيا وجهـها شطـر العرب بما لم تفعله في ماضيها منذ سقوط الخلافة .
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .