الجزائر 1988....تونس 2011
اعتلى الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي كرسي الرئاسة عام1987 بعد انقلاب أبيض ،مزيحا الحبيب بورقيبة الذي لم يكن قادرا على ممارسة مهامه بسبب سوء حالته الصحية ، فاستبشر الشعب التونسي خيرا بهذا التغيير الجديد.مر عام بعده شهدت الجزائر أحداثا دامية في 1988 انتهت بسقوط نظام الشاذلي بن جديد الذي وصف آنذاك بالفاسد، وإعلان التعددية الحزبية وتعديل الدستور،فاستبشر الناس خيرا بهذا العهد الجديد.وتم تنظيم أولى انتخابات حرة ديمقراطية في العالم العربي أسفرت على فوز أكبر تنظيم إسلامي بالبلاد، ولم تتحمل بعض الأطراف هذا الفوز التاريخي ،فصودرت الإرادة الشعبية ،وعرفت الجزائر أحلك فتراتهاوعرفت أياما عصيبة لم يشهدها الشعب الجزائري حتى أثناء الاستدمار الفرنسي، لأن العدو كان معروفا بينما يستحيل أن يعرف العدو في الحرب الأهلية،ودخلت عهد الإرهاب الذي أكلت فيه الحرب الأخضر واليابس ،وصارت الجزائر مثالا سيئا للفساد والاستبداد،استغلته بعض الأنظمة العربية وغير العربية لإذلال الجزائريين ، وعانى الجزائري داخليا وخارجيا عشرية كاملة.
إن ما يحدث في تونس اليوم قد حدث في الجزائربالأمس ، إذ عرفت المدن الجزائرية سلسلة من الاحتجاجات منذ مدة قبل أن تظهر أول شرارة احتجاج في تونس إثر حادثة البوعزيزي .فقد ندد المواطن الجزائري بارتفاع الأسعار وسوء تسيير الموارد والثروات الوطنية ، واستنكر استحواذ أقلية على الخيرات،وكانت تنشر أصداء هذه الاحتجاجات على صفحات الجرائد والصحف الجزائرية وإن كانت الأحداث قد أخذت منحنى خطيرا بسقوط أحد رؤوس انظمة الاستبداد العربية في انتظار سقوط رؤوس أخرى .والسؤال الذي يطرح بإلحاح شديد هو هل يتكرر سيناريو تجربة الجزائر بدخول تونس في عتمة الفوضى وتدخل أطراف أجنبية تعيث في الأرض فسادا أم يستفيد التونسيون من تجربة الجزائر بتجنيب البلاد حربا أهلية ؟نأمل أن يتحلى شعب تونس بالحكمة ويحافظ على هذا المكسب الثمين لصالح البلاد والعباد !
آخر تعديل بواسطة حوراء ، 15-01-2011 الساعة 10:39 PM.
|