إعلان عن قرب تحالف بين السنة والشيعة
إعلان عن قرب تحالف بين السنة والشيعة
ليس هذا الخبر من نوع أفلام الخيال العلمي ، ولا ضمن أخبار الإثارة بقدر ما هو حقيقة واقعة ، تكشفها الأحداث المتتالية في مختلف أرجاء العالم الإسلامي .
هذا الخبر يبشر بقرب نهاية الصراع بين السنةوالشيعة يضع حدا للتطاحن الدائر بين تنظيمات الطرفين في العراق ولبنان والخليج ، وفي عدد من المواقع والمنتديات الإسلامية .
بل لابد أن يظهر تأثير ذلك على علاقات عدد من الدول الإسلامية التي ستنحو نحو التفاهم والتآزر : السعودية وإيران خاصة .
سينتهي صراع دام قرونا طويلة ، أزهقت فيه آلاف وآلاف من النفوس البريئة . بدأ منذ القرن الأول الهجري ، واستمر ملازما لتاريخ المسلمين ، حتى صار وصمة عار في جبين كل مسلم .وهاهم الأعداء يتخذون منه مدخلا للطعن في هذا الدين .
ألم يقل كثير من المنتقدين للإسلام : إن تاريخ المسلمين هو تاريخ صراع على السلطة بدأ في سقيفة بني ساعدة ؟
والحقيقة أن هذا الصراع قد أدى إلى إضعاف العالم الإسلامي ، ناهيك عن التأثير الخطير الذي أحدثه في الثقافة الإسلامية والفكر الإسلامي ، كما كان له ابعد الأثر في على الدراسات الإسلامية في مجالات الفقه والحديث والتفسير.
كان صراعا مفتعلا . ولم يكن أبدا صراعا إسلاميا .كان صراعا طائفيا قبليا وسياسيا . وقد نجح بنو أمية في تأسيس تيار محالف وعميل لأهواء بني أمية دفعهم نيابة عنه لمواجهة الفكر الشيعي الذي أخذ يكتسح العالم الإسلامي ، ويلقى تعاطفا في كل الأقطار. كما نجح بعض المشبوهين في استغلال تعاطف الناس مع قضية آل البيت ليأسسوا تيار الشيعة . وتلك كانت بداية الانحراف عند السنة وعند الشيعة على حد سواء .
والآن هاهو الصراع يسير إلى نهايته ليسود الوئام بين الإخوة الأعداء. فما هي الدلائل التي تبشر بهذه النهاية التي يتشوق إليها الكثيرون من المخلصين لنقاء هذا الدين ؟
الدليل الأول هو التقارب بين الطرفين في قضايا يعتبرانها معا من أصول العقيدة .
من بين هذه القضايا إيمان الطرفين بعقيدة المهدي المنتظر . إلى درجة أن الإيمان بها اعتبر من شروط الإيمان . وما أكثر ما سمعنا طرفا من الطرفين يكفر كل من يجادل أو من يبحث في هذه الفكرة التي لم تنشأ إلا من خلال مصادر أحكم صنعها .
فكرة المهدي المنتظر وجدت من يؤصلها لدى الفريقين في كتب الفكر والحديث ، وتصبح شعارا سياسيا أكثر منه دينيا تخدم مصالح سياسية للسنة والشيعة. ولنا أن نتساءل : أليس المهدي المنتظر صورة خفية الإمام علي المنتظر؟ لقد استطاع بعض المدافعين عن أحقية الإمام علي بالخلافة أن يستغلوا حب الأمة الإسلامية لهذا الرجل العظيم ، فأوهموا الناس بأنه قادم لا محالة لينصف المظلوم . وقد تطور هذا الفكرة من إمام إسمه علي إلى إمام اسمه المهدي . إمام سيعود ليملأ الأرض عدلا بعدما مل~ت جورا . أي عدل وأي جور ، هذه المقولة أكثر ملاءمة لعهد بني أمية قمة الجور في تاريخ المسلمين . وقد أثار بنو أمية فتنا عظيمة حين أمروا بسب علي على المنابر ، وفتحوا بذلك الباب أمام الشيعة لسب الصحابة مع أن بني أمية كانوا أكثر استعداد لسب كل الصحابة لو رأوا في ذلك مصلحتهم . [/size]
|