كتبتها إلى أعز الأصدقاء إلي وأنا على السرير الأبيض قبيل إجراء عملبة جراحية ..
وداعٌ فقد حان افتراقٌ محتَّمُ ... تحاثتْ له عبرات عينيَ والدمُ
دموعٌ وآهاتٌ وليلٌ مخيِّمُ ... وهمٌ به صدري يضيق ويُحْطَمُ
ليالٍ ويحملني إلى القبر إخوتي .. ويبكون حيناً ثم أُنسى وأُردَمُ
فمالي بما قال الأطباء حيلةٌ ... إذا جاء أمر الله حتماً أسلِّمُ
فهل سوف تنساني وتنسى مودَّتي .. وترمي بأوراقي وشعري وتسأم ُ
فلستُ أبالي حين أدفن ميتاً ... إذا كنت في خيرٍ تعيش وتنعم ُ
ولست على هذي الحياة بخائفٍ ... ولكنَّ خوفي أنني منك أُحرم ُ
إذا شئتَ روحي يا صديقي بذلتُها .. فقدرك أغلى من حياتي وأعظمُ
سلامٌ على دنيا المتاعب إنني ... على مُرِّ ما قد ذقتُ فيها أسَلِّمُ
فكم طعنةٍ منها على حين غفلةٍ ... أصابت جراحاً في فؤادي وأكتمُ
وكم جرَّعتني علقماً من كؤوسها ... ولكن بأيديكم فطاب العلقمُ
سلام على الدنيا
النمط المتطور