اللوْنٌ فى الإسلام
اللوْنٌ فى الإسلام
الألوان فى القرآن:
الألوان :
مخلوق مشاهد فى كل شىء نراه والمخلوقات كلها مختلفة الألوان مصداق لقوله تعالى:
"فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه "
ومن الألوان ما يسر الناظرين كالأصفر الزاهى مصداق لقوله تعالى:
"إنها صفراء فاقع لونها تسر الناظرين "
وقد ذكر الله فى القرآن خمسة ألوان الأصفر بقوله تعالى:
"إنها صفراء فاقع لونها "
والأخضر بقوله تعالى:
"الشجر الأخضر "
والأبيض والأحمر والأسود بقوله تعالى:
"ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ".
بقرة صفراء فاقع لونها:
وضح الله أن بنى إسرائيل قالوا لموسى(ص) اطلب لنا من إلهك يظهر لنا ما دهانها قال إنها بقرة صفراء فاتح جلدها تفرح الرائين ،وهذا يعنى أنهم لم يقتنعوا بذبح أى بقرة حيث لم يحدد الله أى شىء فيها ومن ثم طلبوا منه أن يوضح لهم لونها أى جلدها أى دهانها فأجاب موسى (ص)أن البقرة المطلوبة هى بقرة لونها أى جلدها أى دهانها أصفر يسر الناظرين أى يفرح من يشاهدها وفى هذا قال تعالى :
" قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين"
وما ذرأ لكم فى الأرض مختلفا ألوانه:
وضح الله للناس أنه ذرأ والمراد خلق لهم فى الأرض من المخلوقات مختلفا ألوانه أى متنوعا دهانات جلوده وهذا يعنى أن كل مخلوقات الأرض مخلوقة لمنفعة الناس وفى ذلك آية وهى المخلوقات لقوم يذكرون أى برهان لناس يفهمون فيتبعون الوحى وفى هذا قال تعالى :
"وما ذرأ لكم فى الأرض مختلفا ألوانه إن فى ذلك لآية لقوم يذكرون "
يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه:
وضح الله أنه طلب من النحل فى الوحى الخاص بها الأكل من كل الثمرات والمراد استخدام كل ثمار النباتات كطعام وهذا يعنى أن النحل يأكل كل ما نعتبره حلو أو مر أو حامض أو غير ذلك كما طلب منها سلوك سبل الرب الذلل وهو السير فى طرق الله السهلة والمراد طاعة أحكام الله الممهدة التى ليس بها صعوبة والله يخرج من بطون النحل والمراد يطلع من أجواف النحل شراب أى سائل مختلف ألوانه أى متنوع ألوانه وهى مرئياته وهذا يعنى تعدد الأشكال الدهانية للعسل الذى فيه شفاء للناس وهم البشر وفيما سبق ذكره عن النحل آية أى برهان يدل على قدرة الله لقوم يتفكرون أى لناس يفهمون فيطيعون حكم الله وفى هذا قال تعالى :
"ثم كلى من كل الثمرات فاسلكى سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن فى ذلك لآية لقوم يتفكرون"
واختلاف ألسنتكم وألوانكم:
وضح الله للناس أن من آياته وهى علاماته الدالة على قدرته خلق وهو إنشاء السموات والأرض واختلاف وهو تعدد ألسنتكم وهى لغات الناس وألوانهم وهى طلاءات جلودهم الإلهية وفى خلق الكون وتعدد ألسنة الناس وألوانهم آيات أى براهين للعالمين وهم العارفين أى أصحاب النهى وهى العقول وفى هذا قال تعالى :
"ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن فى ذلك لآيات للعالمين "
فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها
سأل الله نبيه (ص)ألم تر والمراد هل لم تدرى أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فأخرجنا به ثمرات مختلف ألوانها والمراد فأنبتنا بماء المطر منافع متعدد طلاء جلودها ومن الجبال وهى الرواسى جدد أى قطع بيضاء وحمراء مختلف ألوانها أى متعددة درجات طلاء جلودها وغرابيب سود والمراد وقطع سمراء والقطع هى النباتات الخضراء وخلق من الماء الناس وهم البشر والجن والدواب وهى الحيوانات والأنعام مختلف ألوانه أى متعدد طلاؤها وهو دهان جلودها وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه "
ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه
سأل الله نبيه (ص)ألم تر أى هل لم تعلم أن الله أنزل من السماء ماء والمراد أن الرب أسقط من السحاب مطرا فسلكه ينابيع فى الأرض والمراد فأسكنه مجارى فى اليابس وهذا يعنى أنه جعله فى مجارى الماء ثم يخرج به زرعا مختلف ألوانه والمراد ثم ينبت به الله نباتات متعددة طلاءات جلودها ثم يهيج أى يقوى النبات فتراه مصفرا أى فتشاهده ناضجا صالحا ثم يجعله حطاما أى مدمرا وهذا يعنى أن النبى (ص)وكل إنسان عليه أن يعرف قدرة الله على الإحياء بالماء ثم الإماتة وأن كل نبات يمر بمرحلة الخلق من الماء ثم الهياج وهو النمو ثم الإصفرار وهو النضج ثم التحطم ووضح أن فى ذلك وهو الخلق والموت ذكرى أى برهان أى عبرة لأهل الأبصار وهى العقول وفى هذا قال تعالى :
"ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما "
اللون فى الفقه
اللون فى اللغة هيئة من ضمن هيئات الشىء وعند الفقهاء صفة للشىء واللون هو اختلافات فى ظاهر جلد الجسم أو فى باطن الجسم إذا ظهر
وقد تحدث الفقهاء فى مسائل فى اللون منها
أثر تغيّر لوْن الْماء في الطّهارة:
اتفق الفقهاء على أن تغير لون الماء بنجاسة يجعله غير صالح للوضوء والتطهر بناء على حديث :
"الْماء لا ينجّسه شيْءٌ إلاّ ما غلب على ريحه وطعْمه ولوْنه "
ومجرد التغير اللونى قد لا ينجس الماء بسبب ما يضاف للماء من مواد وإنما ما يغير طعمه ورائحته إلى رائحة البول والبراز هو ما يجعله غير طاهر
ورووا حديث :
أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليْه وسلّم: توضّأ منْ بئْرٍ كأنّ ماءه نقاعة الْحنّاء "
فهنا تغير اللون فى الحديث ولم يحكم بنجاسة الماء
حكْم إزالة لوْن النّجاسة:
اعتبر الفقهاء الدم نجاسة يجب إزالتها من الماء والدم أساسا ليس نجاسة لأنه لو كان نجاسة لكنا جميعا نجسين لأنه يسير فى عروقنا ومن ثم يجب تصفيته وهو كلام لا يقوله إلا من لا يعقلون ولذا طلبوا غسله وإن بقى أثره طبقا لحديث أبي هريرة أنّ خوْلة بنْت يسارٍ قالتْ: يا رسول اللّه إنّه ليْس لي إلاّ ثوْبٌ واحدٌ وأنا أحيض فيه، قال: إذا طهرْت فاغْسليه ثمّ صلّي فيه قالتْ: فإنْ لمْ يخْرج الدّم؟ قال: يكْفيك غسْل الدّم ولا يضرّك أثره ."
|