يحلو لى فى بعض الاوقات ان اتابع المناقشات التى تقع تحت قبة البرلمان
فى بلــــدى المحروســــــة
ويوما بعد يوم ازداد يقينا
ان مناقشات وحوارات مندوبـــى الشعب تحت القبة المشهورة
ما هى الا وصلات من الردح
حسب الاصول المعمول بها فى الازقة والحوارى فى مصر
واحيانا يبدو لى البرلمان جوقة من المشاغبين والمهرجين
خاصة عندما يتحدث احد خصوم الحكومة
حتى اننى احمد الله احيانا ان احدا لم يرفع نبوتـــا او يشهر مسدسا
طبعا
اعضاء الحكومــــة او معالــى الوزراء كما يحب العبيد ان يسمونهم
لا يختلفون كثيرا عن هؤلاء النواب
الغريب
ان كبير البرلمان صاحب الصيت الدولـــى معجب جدا بحضور
احد وزراء الحكومــــة من صغار السن تحت قبة البرلمان
لان هذا الوزير كما قال رجل القانون واحد رجال الدائرة المركزية فى مصر
(( بيخش بصـــــــدره ))
هكذا قال الرجل دون مواربــــة
المؤسف
ان رئيس البرلمان ينظر الى الدولة على انها غابة بلا قانون
ويعجبه الحس البلطجــــى فى عقل الوزير الشاب
وزير آخر اشتهر بين المصريين بقدرته الفائقة على جباية الاموال
استشاط غضبا لان عددا من المقهورين تظاهر مطالبا ببعض مزايـــا وزارته
وقال وهو يرغـــى ويزبد
(( الحكومة محدش يلوى دراعهـــــــــــا ))
هذا الرجل الذى يحمل درجة الدكتوراة ويعمل فى السياسة منذ نعومة اظفاره
يعلن صراحة ان الحكومة هى البلطجـــى الاول فى مصر
ويصور العلاقة بين الناس والحكومة
كأنها حلبة من حلبات المصارعة
مرة اخرى قانون الغاب يحكم عقول الكبار
وزير آخر يخرج على الناس ويقول بدم بارد
(( الحومة دى حزب وطنى واللى بعدها حزب وطنى واللى مش عاجبه
يخبط دماغه فى الحيط ))
لا حول ولا قوة الا بالله
هذا الوزير وصلت البلطجة فى عقله المغرور الى حد التقيوء
غابة كاملة تعشش فى عقل هذا الوزير
رئيس احد الاحزاب المصرية المصابة جميعها بداء الكساح
والتى يراهـــا معظم المثقفين من مخلفات الحرب العالمية الاولـــــى
هذا الرجل الكهل الذى اختاره حزبه الكسيح لينازل رئيس الجمهورية فى انتخابات عامــــة
لملم عددا من البلطجية واقتحم مقر حزبه واشهر كافة ادوات البلطجة فى وجه معارضيه
ولم يخرج من هناك الا وهو مقبوض عليه من قبل الشرطة
الغريب
ان هذا البلطجــــى يحمل هو الآخر درجة الدكتوراة فى القانون
ولم يجد طريق لتحقيق اهدافه الا قانون الغاب
لا حول ولا قوة الا بالله
نائب ديناصورى زاحف يبدو انه يدير الاحداث فى حزبه
تمكن بنظرة واحدة من عينيه من اسكات اغلب اعضاء المجلس
وتمكن بقدرة قادر من تحويل مسار عقولهم دورة كاملــــة
فى مشهد يندى له الجبين
عندما اقارن بين النواب فى البرلمان والوزراء فى الحكومــــة اكتشف ان العجينة واحدة
وان العقل الذى يحكم العلاقة بينهما هو عقل بلطجـــــــــى
ان معظم ابناء الشعب يعيشون حالة من الفوضـــى النادرة ويلجئون الى اذرعتهم فى فض
المشاحنات والنزاعات ونادرا ما تجد حكيما يفك عرى احدى المشكلات فى حياة المصريين
فقط
الصراخ والتهديد والضرب واقحام المحاسيب من ذوى الاسماء الكبيرة
حتى فى حوادث السيارات البسيطة
صدقونـــى
هذا الشعب لا يمكن ان يمثله الا هؤلاء النواب
وهذه الحكومـــة لن تجد اليق بها الا هؤلاء
والوطن لن يكون مصانا الا فى ضميرى وربما ضميرك انت
سامحونـــــى
احمد سمير الحلواتــــــى