العودة   حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السيـاسية

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: البور في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: البور في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: لا له (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: لا له (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: الخبت في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الفجر فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الوزر فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: The world centre (آخر رد :عبداللطيف أحمد فؤاد)       :: التراب فى الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)       :: الغرق في الإسلام (آخر رد :رضا البطاوى)      

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
غير مقروءة 29-03-2008, 11:31 AM   #1
عنترنيت
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2002
الإقامة: السعودية
المشاركات: 866
إرسال رسالة عبر MSN إلى عنترنيت إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى عنترنيت
إفتراضي سوريا لم تستطع ان تنظف بيتها وترغب في نظافة بيت الجيران

د./هشام الشامي

في صباح 30 أيار /إبريل 1945 هوجمت مدينة حماة بالطائرات الفرنسية التي استمرت تلقي قنابلها ومتفجراتها الثقيلة على البيوت أكثر من عشر دقائق ، فأسقط المجاهدون ببنادقهم طائرتين ، وجروا حطام إحداهما من قرية معرين إلى قلب المدينة بعد انتهاء المعركة .

وتبع ذلك وصول حملة عسكرية ضخمة قدمت من حمص تضم عدداً من الدبابات والمصفحات وأربعاً وعشرين سـيارة كبيرة مشحونة بالجنود ، ومدفعين من العيار الثقيل ، وكان يقودها الكومندان ( سيبس ) جاءت من جنوب حماة فجوبهت بمقاومة شديدة من مجاهدي تل الشهداء – عين اللوزة - ، فارتدت واتجهت غرباً تريد الوصول إلى الثكنة باختراق جبهة كرم الحوراني - اسم حي غرب جنوب حماة -، وفي الوقت ذاته خرجت فرق الخيالة من الثكنة لنجدتها ، فكانت المعركة الضاربة الباسلة التي استمرت من السابعة صباحاً وحتى الثامنة مساء بين المجاهدين ببنادقهم القديمة وبين قوات نظامية بأحدث الأسلحة والعتاد ، في أرض مكشوفة لا تصلح لحرب العصابات ، وعلى الرغم من وصول سلاح الطيران الفرنسي وقصف المدينة قصفاً كثيفاً أدى لتهديم مئة وعشرين منزلاً ، مع ذلك صمدت المدينة واندحرت الحملة المدرعة وقتل قائدها ( سيبس) وبعض معاونية من ضباط المدفعية ، وبقيت مئات الجثث في أرض المعركـة ، وأسـقط المـجاهدون طائرة وعطبوا أخرى سـقطت في قرية حربنفسه، وغنم المجاهدون سيارتين وعدة رشاشات وسيارة كبيرة مشحونة بقنابل المدفعية ، وعطلوا دبابتين وعدداً من المصفحات ، ومدفعاً من عيار (270) بوصة ومدفعين عيار (75) ملم ، وسحبوا كل هذه الغنائم إلى ساحة العاصي وسط المدينة .

وصمم المجاهدون بعد وصول راكان المرشد ( شيخ عشيرة) مع رجال عشيرته ، صمموا على دخول الثكنة الشرفة الحصينة ( شمال غرب حماة ) ، وفيما هم يعدون العدة لدخولها وصلت طلائع الجيش البريطاني التي أنقذت الجيش الفرنسي من أهالي حماة ، وكانت مهمة البريطانيين فرض وقف القتال ، وكان ذلك يوم 1حزيران/مايو1945 .

و ما ذكرته كان نقلاً عن مذكرات أكرم الحوراني أحد شهود العيان من أبناء مدينة حماة و أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي فيما بعد .

و يؤكد هذا الكلام ما قاله الجنرال البريطاني ( باجيت ) القائد العام للقوات البريطانية في الشرق الأوسط في مذكراته عن تلك الفترة، و كان الجيش البريطاني قد تدخل ليفصل بين الثوار السوريين والجيش الفرنسي ، يقول الجنرال (باجيت ) : لقد أنقذنا الأهالي في سوريا من الجيش الفرنسي عام 1945 ، إلا في مدينة حمـاة فقد أنقذنا الجيش الفرنسي من الأهالي !!! .

و كان مجاهدي حماة في طليعة الثوار الذين أعلنوا الثورة على الفرنسيين أثناء الثورة السورية الكبرى عام 1925م التي عمت القطر من الشمال و ثورة إبراهيم هنانو ، إلى دمشق و ثورة الغوطة ، إلى جبل العرب و ثورة سلطان باشا الأطرش ، إلى جبال العلويين و ثورة الشيخ صالح العلي ، و قد قاد الثورة في حماة فوزي القاوقجي و سعيد العاص و مصطفى عاشور و عثمان الحوراني و أخرون .

كما شارك رجال حماة في الكتلة الوطنية منذ تأسيسها ، و كان من أبرز رموزها من أبناء تلك المدينة المجاهدة توفيق الشيشكلي و حسني البرازي ، و الدكتور صالح قنباز و كان لهذه الكتلة دوراً بارزاً في عملية المقاومة و التحرير من الاستعمار الفرنسي .

كما استنفرت حماة برجالها أثناء حرب 1948م مع الصهاينة ، فمنهم من دخل مع قوات النقيب أديب الشيشكلي في لواء اليرموك الثاني النظامي، و منهم من تطوع مع القوات الشعبية التي قادها الدكتور مصطفى السباعي ، حتى باتت المدينة شبه خالية من الرجال أثناء تلك الحرب ، و قد خاض هذان الفصيلان معارك شجاعة ، و حققوا فيها انتصارات حقيقية ، جعلت اسم الشيشكلي و السباعي على لسان كل فرد في الوطن السوري الحبيب .

و قد بقيت هذه المدينة قبل و بعد الاستقلال مثال الوطنية و التسامح و التآلف ، حيث عاش فيها المسلمون و المسيحيون جنباً إلى جنب ، و كنت لا تستطيع التمييز بينهما لتشابه عاداتهم و ملابسهم ، حتى النساء المسيحيات كن يتحجبن في هذه المدينة المحافظة، و كان أبناء الريف و البادية يفضلون التعامل مع أبناء هذه المدينة المسامحين ، مما جعلها أشهر المدن السورية بالمنتجات الحيوانية و الزراعية ، فأصبح السوريون جميعاً يرغّبون بأجبانهم و ألبانهم ، فيقولون جبن حموي و لبن حموي و سمن حموي و مشمش حموي و خضار حموية ...

و قد شارك أبناء المدينة بكافة أطيافها في الحياة البرلمانية الوليدة بعيد الاستقلال ، بتنافس ديموقراطي تفصل فيه صناديق الاقتراع ، و كنت تجد في هذه المدينة المسالمة ، المسيحي على قوائم الإخوان المسلمين ، كما تجد العربي إلى جانب الكردي ( كآل البرازي و آل الزعيم و آل كوجان و آل الكردي.. ) و التركي ( كآل التركماني و آل العظم و آل التركاوي و آل قوجة و آل القوشجي...)،و أبناء الريف و البادية مع أبناء المدينة ، في تآلف و محبة قل نظيرهما.

و عندما أنقلب العسكر على الحياة البرلمانية و المدنيّة كان أبناء حماة في طليعة الرافضين للديكتاتوريات ، و وقفوا بشجاعة – عندما جبن آخرون - في وجه حسني الزعيم و أديب الشيشكلي ، رغم أن الثاني كان من أبناء المدينة، و الأول كلف رئيساً للوزراء من أبنائها(وهو محسن البرازي) .

فليس غريباً إذاً على هذه المدينة المحافظة و الشجاعة أن تكون في طليعة المدن التي وقفت في وجه العسكر البعثيين الذين وصلوا إلى السلطة على ظهر الدبابة في 8آذار من عام 1963م ، و أعلنوا حالة الطوارئ و الأحكام العرفية منذ ذلك التاريخ،و ألغوا الحياة المدنية و الانتخابات البرلمانية،و منعوا الأحزاب،وبدؤوا بإثارة و استفزاز حفيظة الشعب المؤمن المحافظ ، بأفكارهم الإلحادية التي فرضوها على المجتمع. و رفعوا شعارات : ( يا أخي قد أصبح الشعب إلهاً )، و ( لا تسل عني و لا عن مذهبي*أنا بعثي اشتراكي عربي )، و (آمنت بالبعث رباً لا شريك له* وبالعروبة ديناً ماله ثاني)..

وكانت أحداث حماة التي انطلقت شرارتها في السابع من نيسان 1964م أي بعد عام فقط من استلام عسكر البعث السلطة في سوريا ، دفاعاً عن القيم التي أمن بها شعبنا ، و رداً على استفزازات البعثيين ، و تحرشات الحرس القومي ( مليشيات البعث ) ، حين انطلقت المظاهرات من جميع مدارس حماة مطالبة بالحريات العامة،و وقف استفزازات البعثيين ، و هنا تدخل الحرس القومي البعثي لقمع التظاهرات و عندما فشل ، طلب عبد الحليم خدام محافظ حماة من وجهاء المدينة إعطاءه مهلة ، حتى يفاوض المسؤولين في دمشق للنظر في مطالب الجماهير لكنه عاد بخفي حنين ، و تدخل الجيش البعثي العقائدي هاتفاً :" هات سلاح و خوذ سلاح* دين محمد ولّى و راح " ،واستغل حمد عبيد وزير الدفاع البعثي الدرزي تلك الأحداث للثأر من أديب الشيشكلي الرئيس الحموي الذي قُمع عصيان جبل العرب في عهده، فحسم المعركة بالنار و الحديد، بعد أن قتل حوالي سبعين من أبناء المدينة ، ودمر مسجد السلطان فوق رؤوس المحتمين فيه . [وقد كتبت جريدة الحياة في (24/4/1964م) تقول : إن المطلعين على مجرى الأحداث في حماة يقولون إن الذي قصف المدينة بالمدفعية هو العقيد حمد عبيد ، وإنه اغتنمها فرصة للانتقام بسبب قصف جبل الدروز في عهد الزعيم أديب الشيشكلي بقيادة المقدم فؤاد الأسود ] .
__________________
antrnet2009@hotmail.com
عنترنيت غير متصل   الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
You may not post new threads
You may not post replies
You may not post attachments
You may not edit your posts

BB code is متاح
كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

Powered by vBulletin Version 3.7.3
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
 
  . : AL TAMAYOZ : .