عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-06-2022, 09:36 AM   #4
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,009
إفتراضي

فأما الجلال الذي أعطيت فهو أثر لبروزي العيسوي من الله ذي الجلال لأبيد به شر الشرك المواج الموجود في عقائد أهل الضلال، المشتعل بكمال الاشتعال، الذي هو أكبر من كل شر في عين الله عالم الأحوال، ولأهدم به عمود الافتراء على الله والافتعال.
وأما الجمال الذي أعطيت فهو أثر لبروزي الأحمدي من الله ذي اللطف والنوال، لأعيد به صلاح التوحيد المفقود من الألسن والقلوب والأقوال والأفعال، وأقيم به أمر التدين والانتحال."
وكل هذا الكلام مخالف لقوله تعالى:
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"

وأما حكاية ازدواج شخصيته بكونه المسيح وكونه المهدى فهو كلام يدل على الجنون فالمسيح(ص) مات ولن يعود أبدا لأنه لو عاد لعاد يحيى(ص) لأن قوله تعالى :
" والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا" في يحيى(ص) هو نفسه قوله على لسان المسيح(ص)" والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"
فإذا كان غلام هو المسيح فأين يحيى(ص)؟
وفسر الرجل غلام الروايات على مزاجه فقتل الخنزير أصبح فتل خنازير الناس وهو الضالين والمفسدين فقال :
"وأمرت أن أقتل خنازير الإفساد والإلحاد والإضلال، الذين يدوسون درر الحق تحت النعال، ويهلكون حرث الناس ويخربون زروع الإيمان والتورع والأعمال وقتلي هذا بحربة سماوية لا بالسيوف والنبال، كما هو زعم المحرومين من الحق وصدق المقال، فإنهم ضلوا وأضلوا كثيرا من الجهال. وإن الحرب حرمت علي، وسبق لي أن أضع الحرب ولا أتوجه إلى القتال. فلا جهاد إلا جهاد اللسان والآيات والاستدلال."
وفسر المال تفسيرا أخر في الروايا وهو أن المال هو العلم فقال :
"وكذلك أمرت أن أملأ بيوت المؤمنين وجربهم من المال، ولكن لا باللجين والدجال، بل بمال العلم والرشد والهداية واليقين على وجه الكمال، وجعل الإيمان أثبت من الجبال، وتبشير المثقلين تحت الأثقال. فبشرى لكم قد جاءكم المسيح، ومسحه القادر وأعطي له الكلام الفصيح، وإنه يعصمكم من فرقة هي للإضلال تسيح، وإلى الله يدعو ويصيح، وكل شبهة يزيل ويزيح. وطوبى لكم قد جاءكم المهدي المعهود، ومعه المال الكثير والمتاع المنضود. وإنه يسعى ليرد إليكم الغنى المفقود، ويستخرج الإقبال الموءود. ما كان حديثا يفترى، بل نور من الله مع آيات كبرى."
وهذا الكلام كالخطبة كلها هو كلام كهان لأنه كله قائم على السجع من المبدأ وحتى المنتهى
وتحدث عن أنه يهدى الناس بشربة ويرفع الظلم بحربة سماوية ليست للقتل والضرب فقال :
"أيها الناس .. إني أنا المسيح المحمدي، وإني أنا أحمد المهدي. وإن ربي معي إلى يوم لحدي من يوم مهدي. وإني أعطيت ضراما أكالا، وماء زلالا، وأنا كوكب يماني، ووابل روحاني. إيذائي سنان مذرب، ودعائي دواء مجرب. أري قوما جلالا، وقوما آخرين جمالا، وبيدي حربة أبيد بها عادات الظلم والذنوب، وفي الأخرى شربة أعيد بها حياة القلوب. فاس للإفناء، وأنفاس للإحياء"
وهو كلام يعارض القرآن فلا أحد يهدى أحد كما قال تعالى :
" إنك لا تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء"
وكرر الكلام الجنونى عن الجمال والجلال فقال :
"أما جلالي فبما قصد كابن مريم استيصالي، وأما جمالي فبما فارت رحمتي كسيدي أحمد لأهدي قوما غفلوا عن الرب المتعالي.
أفأنتم تعجبون، وإلى الزمان وضرورته لا تلتفتون؟ ألا ترون إلى زمان احتاج إلى الرب الفعال، ليري لقوم صفة جلاله ولقوم صفة الجمال؟ وقد ظهرت الآيات، وتبينت العلامات، وانقطعت الخصومات، فما لكم لا تنظرون؟ وانكسفت الشمس والقمر في رمضان فلا تعرفون. ومات بعض الناس بنبأ من الله وقتل البعض فلا تفكرون. ونزلت لي آي كثيرة فلا تبالون. وشهدت لي الأرض والسماء، والماء والعفاء فلا تخافون. وتظاهر لي العقل والنقل والعلامات والآيات، وتظاهرت الشهادات والرؤيا والمكاشفات، ثم أنتم تنكرون. وإن لها شأنا عظيما لقوم يتدبرون. وطلع ذو السنين، ومضى من هذه المائة خمسها إلا قليل من سنين، فأين المجدد إن كنتم تعلمون؟ ونزل من السماء الطاعون، ومنع الحج وكثر المنون، واختصم الفرق على معدن من ذهب وهم يقاتلون. وعلا الصليب، وأضحى الإسلام يسيب ويغيب، كأنه الغريب، وكثر الفسق والفاسقون. وحبب إلى النفوس الخمر، والقمر والزمر، وتراءى الزانون المجالحون وقل المتقون. وتجلى وقت ربنا وتم ما قال النبيون. فبأي حديث بعده تؤمنون؟
أيها الناس، قوموا لله زرافات وفرادى فرادى، ثم اتقوا الله وفكروا كالذي ما بخل وما عادى، أليس هذا الوقت وقت رحم الله على العباد، ووقت دفع الشر وتدارك عطش الأكباد بالعهاد؟ أليس سيل الشر قد بلغ انتهاءه، وذيل الجهل طول أرجاءه، وفسد الملك كله وشكر إبليس جهلاءه؟ فاشكروا الله الذي تذكركم وتذكر دينكم وما أضاعه، وعصم حرثكم وزرعكم ولعاعه، وأنزل المطر وأكمل أبضاعه، وبعث مسيحه لدفع الضير، ومهديه لإفاضة الخير، وأدخلكم في زمان إمامكم بعد زمان الغير.
أيها الإخوان .. إن زماننا هذا يضاهي شهرنا هذا بالتناسب التام، فإنه آخر الأزمنة، وإن هذا الشهر آخر الأشهر من شهور الإسلام، وكلاهما قريب من الاختتام، في هذا ضحايا وفي ذلك ضحايا، والفرق فرق الأصل وعكس المرايا، وقد سبق نموذجها في زمن خير البرايا. والأصل ضحية الروح يا أولي الأبصار، وإن ضحايا الجدايا كالأظلال والآثار، فافهموا سر هذه الحقيقة، وأنتم أحق بها وأهلها بعد الصحابة. وإنكم الآخرون منهم، ألحقتم بهم بفضل من الله والرحمة.
وإن سلسلة الأزمنة ختمت على زماننا من حضرة الأحدية، كما ختمت شهور الإسلام على شهر الضحية، وفي هذا إشارة مخفية لأهل الرأي والرؤية.
وإني على مقام الختم من الولاية، كما كان سيدي المصطفى على مقام الختم من النبوة. وإنه خاتم الأنبياء، وأنا خاتم الأولياء، لا ولي بعدي، إلا الذي هو مني وعلى عهدي. وإني أرسلت من ربي بكل قوة وبركة وعزة، وإن قدمي هذه على منارة ختم عليها كل رفعة. فاتقوا الله أيها الفتيان، واعرفوني وأطيعوني ولا تموتوا بالعصيان. وقد قرب الزمان، وحان أن تسأل كل نفس وتدان. البلايا كثيرة ولا ينجيكم إلا الإيمان، والخطايا كبيرة ولا يذيبها إلا الذوبان. اتقوا عذاب الله أيها الأعوان، ولمن خاف مقام ربه جنتان. فلا تقعدوا مع الغافلين والذين نسوا المنايا، وسارعوا إلى الله واركبوا على أعدى المطايا، واتركوا ذوات الضلع والرذايا، تصلوا إلى رب البرايا. خذوا الانقطاع الانقطاع ليوهب لكم الوصل والاقتراب، وكسروا الأسباب ليخلق لكم الأسباب، وموتوا ليرد إليكم الحياة أيها الأحباب."
الرجل يدعى هنا ختم الولاية وهى نفس الدعوى التى ادعاها ابن عربى في كتبه وهو كونه خاتم الأولياء والأولياء هم المؤمنين كما قال تعالى :
" ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون"وأنهى غلام خطبته بأن الحجة قامت على الناس ولا يوجد في الخطبة كلامه كلبه أى دليل على كونه المهدى ولا المسيح ولا أى شىء وإنما هى دليل على كونه مخالف للقرآن وفى نهايتها قال:
"اليوم تمت الحجة على المخالفين، وانقطعت معاذير المعتذرين، ويئس منكم زمر المضلين والموسوسين، الذين أكلوا أعمارهم في ابتغاء الدنيا وليس لهم حظ من الدين، بل هم كالعمين. فاليوم أنقض الله ظهورهم ورجعوا يائسين. اليوم حصحص الحق للناظرين، واستبان سبيل المجرمين، ولم يبق معرض إلا الذي حبسه حرمان أزلي، ولا منكر إلا الذي منعه عدوان فطري، فنترك هؤلاء بسلام، وقد تم الإفحام، وتحقق الأثام، وإن لم ينتهوا فالصبر جدير، وسوف ينبئهم خبير"."
وأما هانى فاختتم كتابع بالقول أن الخطبة معجزة فقال :
"فهذه الخطبة معجزة بمعنى الكلمة، وهي تدل على أن المسيح الموعود قد تلقاها وحيا من الله تعالى، وهذا دليل دامغ على صدقه شاهده جمع كبير من الناس وعاشوه."
والإعجاز يكون معروف النوع وهنا لا يوجد أى إعجاز فهذال الكلام من الممكن أن يقوله أى واحد ويدعى المهدوية والمسيحانية وهو كاذب أيا ما كان لأنه لا وجود لمهدى منتظر ولا مسيح منتظر في الإسلام وإمننما هى مقولة عملن الحكومات على نشرها لتصبير المظلومين على ظلم الحكومات بدعوة أن المهدى المنتظر أو المسيح المنتظر سيحل لهم مشاكلهم بلا حرب ولا ضرب ولا تغيير لأنفسهم وهو ما يعارض أن الاهتداء والوصول للعدل طريقه واحد وهو تغيير الناس أنفسهم من السوء للحين باتباعهم كلام الله كما قال:
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
رضا البطاوى متصل الآن   الرد مع إقتباس