عباد الله_ولا تخونوا أماناتكم، ولا تغدروا بإخوانكم. أدب الهاتف ص 29_30.
ثامنا: إلقاء الجوال في الأماكن العامة: كإلقائه بين الزملاء، أو الأطفال، فهذا مدعاة لوقوع الحرج، فقد يتصل عبر جوالك بأناس لا ترتضيهم، وقد يساء إلى أحد من الناس عبر جوالك، وقد يسرق جوالك، وقد يستعرض ما فيه من رسائل تكره أن يطلع عليها غير ك.
وقد حصل ويحصل من جراء ذلك أذى كثير، وإحراج شديد.
تاسعا: الحذر من استعمال الجوال في التصوير: فبعض الجوالات تتوافر فيها هذه الخدمة، وقد تستعمل في تصوير المحارم خصوصا في المناسبات العامة كالولائم وغيرها.
ولا يخفى حرمة هذا الصنيع، وتسببه في انتهاك الحرمات، وتفريق البيوت، وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، ويعظم الأمر إذا نشرت الصورة، وأضيف إليها بعض التعديلات، بحيث يرى صاحب الصورة في وضع عار أو نحو ذلك.
فعلى من تسول له نفسه ذلك أن يحذر مغبة صنيعه، وعلى النساء خصوصا لزوم الستر والحشمة حتى لا يقع المحذور.
عاشرا: مراعاة أدب الرسائل: فالجوال يشتمل على هذه الخدمة، والذي يليق بالعاقل أن يراعي الأدب في الرسائل؛ فإذا أراد أن يرسل رسالة فلتكن جميلة معبرة أو مبشرة، أو معزية، أو مسلية، أو أن تكون مشتملة على ذكرى، أوحكمة، أوموعظة، أو مثل سائر، أو نحو ذلك.
حادي عشر: التثبت في شأن الرسالة: فإذا كانت متضمنة لمعلومة فليتثبت من صحتها.
وإذا كانت متضمنة لخبر فليكن الخبر صحيحا؛ لأنه سينقل عن المرسل.
وليستحضر المرسل أن رسالته ربما تدوالتها الأيدي، وانتشرت في الآفاق؛ فله غنمها وعليه غرمها؛ فلينظر ماذا يحب أن ينقل عنه، أو يتسبب فيه.
ومما يحسن التنبيه عليه في هذا الشأن ما يكون في بعض الرسائل من التواصي بأمر من الأمور، دون نظر إلى مشروعيته، كالتواصي بصيام آخر يوم من أيام السنة؛ لأنه وافق يوم الاثنين، أو أن يخصص ويوحد الدعاء في وقت ما لأحد أو على أحد، أو أن يحرج المرسل المرسل إليه بأن يرسل الرسالة إلى عشرة أو أكثر أو أقل؛ فهذا مما لا ينبغي، وربما دخل في قبيل البدع والمحدثات.
أما إذا تواصى الناس بالدعاء لأحد من المسلمين، أو على أحد من أعداء الملة، واغتنم الوقت أو المكان فلا بأس في ذلك دون أن يشار إلى توحيد للدعاء، أو نحو ذلك.
ثاني عشر: الحذر من الرسائل السيئة: التي تشتمل على الكلمات البذيئة، والنكات السخيفة، والرسومات القبيحة، والصور الفاضحة.
وكذلك العبارات التي تحتمل معنيين: أحدهما سيئ وهو الذي يبدو لأول وهلة، ثم يتضح أنه معنى صحيح بعد التدقيق، أو الكلمات المتقطعة التي تزيد كلما ضغط زر الجوال؛ ويتبين من خلال ذلك فسوق، وسوء أدب."
ونقل الرجل من كتب السابقين آداب الحديث فقال:
"يقول الماوردي : ومما يجري مجرى فحش القول، وهجره في وجوب اجتنابه ولزوم تنكبه _ما كان شنيع البديهة، مستنكر الظاهر، وإن كان بعد التأمل سليما، وبعد الكشف والروية مستقيما. أدب الدنيا والدين ص 284.
وكذلك المزاح الثقيل، واستعمال عبارات الغرام خصوصا مع النساء اللواتي يغر بعضهن الثناء، ومعسول الكلام.
وكذلك العبارات المشتملة على السب، والقذف، ونحو ذلك.
فهذا كله مما يخالف الشرع، وينافي الأدب، ولا يتلاءم مع شكر هذه النعمة."
واكمل الرجل بقية النصائح فقال :
ثالث عشر: التأكد من صحة الرقم: حتى لا تقع الرسالة بيد من لم يقصد إرسالها إليه، فيقع الحرج، ويساء الظن بالمرسل إن كانت رسالة لا تناسب.
رابع عشر: مراعاة الذوق، وحال المرسل إليه: فقد تكون الرسالة ملائمة لشخص، ولكنها غير ملائمة لآخر، وقد تكون صالحة لأن ترسل لكبير قدر أو سن، ولا تصلح أن ترسل إلى غيره، وقد يصلح أن يرسلها شخص ولا يصلح أن يرسلها آخر، وقد تصلح لأن ترسلها لمن يعرفك ويعرف مقاصدك، ولا يصلح أن ترسلها لشخص لا يعرف مقاصدك، أو لشخص شديد الحساسية سيئ الظن؛ فمراعاة تلك الأحوال أمر مطلوب.
وكم حصل من جراء التفريط بذلك الأدب من إساءة ظن، وقيام لسوق العداوة.
خامس عشر: النظر في جوالات الآخرين واستعراض الرسائل دون رضاهم: فذلك من كشف الستر، ومن التطفل المذموم، بل هو ضرب من ضروب الخيانة، وباب من أبواب سوء الظن؛ لأن الناظر في رسائل جوال غيره ربما رأى رسالة ففهمها على غير وجهها، أو ظن أنها أرسلت إلى امرأة يعاكسها وقد يكون صاحب الجوال أرسلها إلى زوجته.
وقد تكون الرسالة وردت إليه وهو لم يرض بها، فيسيء الناظر الظن في صاحبه وهو براء من ذلك.
وهذا يؤكد ما مضى التنبيه عليه من حفظ الجوال، والحذر من إلقائه بين الآخرين، ويوجب أن يستحضر العاقل أنه ربما استعرض الجوال غير صاحبه فيرى الرسائل ويكشف الستر، وربما أساء الظن.
وينبغي للمرسل أن يحتاط لذلك، خصوصا النساء؛ لأنه ربما استعرض الجوال زوج صاحبتها، أو أخوها، وربما كان مريض النفس، فكان ذلك سببا فيما لا تحمد عقباه.
سادس عشر:ترك الإنكار على من أرسل رسالة لا تليق: فهذا مما لا ينبغي، بل على المسلم إذا وصلت إليه رسالة لا تليق أن يبادر في الإنكار على صاحبه بالرفق واللين؛ ففي هذا إقامة لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيه تواص بالحق، وتنبيه على الخطأ، وتعليم للجاهل إذا كان المرسل لا يفقه ما أرسل.
كما يحسن بالإنسان أن يبادر إلى مسح الرسالة السيئة؛ حتى يسلم من الحرج إذا ضاع جواله، أو نسيه في مكان ما، أو وقع في يد غيره.
سابع عشر: استعمال الجوال للمعاكسات: وهذا الأمر يكاد يكون أخطر ما في الجوال؛ فقد كان العقلاء في السابق يحذرون خطر الهاتف، وينبهون على وجوب أخذ الحيطة من وضعه في أيدي السفهاء، فجاء الجوال، فعم وطم، وصار بيد العاقل والسفيه، والرجل والمرأة، والصغير والكبير.
فالواجب على العقلاء أن يتنبهوا لهذا الخطر الذي سهل مهمة المعاكسات كثيرا، والواجب_أيضا_على المتلاعبين بالأعراض أن يحذورا عاقبة أمرهم، وأن يراقبوا ربهم، وأن يستحضروا اطلاعه عليهم.
كما يجب عليهم أن يقفوا مع أنفسهم وقفة صادقة، وأن يدركوا أن السعادة الحقة لا تكون بهذه الأساليب المحرمة، بل إن تلك الأساليب من أعظم أسباب اضطرابهم وقلقهم، وحيرتهم، وفساد أحوالهم، وضياع أموالهم.
كما أنها سبب لفضيحتهم وشقائهم، ودمارهم في الدنيا ولآخرة، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، ولذة العفة خير من لذة الشهوة المحرمة.
ثامن عشر :كثرة العبث بالجوال في المجالس: خصوصا في مجالس الأكابر من أهل العلم والفضل؛ فبعض الناس لا يفتأ يقلب جواله، ويستعرض نغماته وأجراسه، ويلعب في التسالي التي يحتويها الجوال إلى غير ذلك مما لا يليق بالعاقل، ومما يجعله عرضة للتندر، والاستهجان.
تاسع عشر: التشبع، والادعاء: كحال من يريد لفت الأنظار، وإظهار العظمة، وبيان أنه إنسان مهم، حيث يوهم من حوله بأن فلانا من أهل الفضل، والمكانة يبحث عنه، ويتصل به.
يقول الشيخ بكر أبو زيد في الجماعة أفراد يحملون هم العظمة، وأن يحمدوا بما لم يفعلوا.
وقد صح عن النبي " أنه قال: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. رواه البخاري (5219)، ومسلم (2129) و(2130).
ومن المهاتفين العراة إجراؤهم المهاتفة الوهمية لبعض ذوي القدرة، والمكانة، أو ذوي القدر والجاه واليسار، أو يسر إلى بعض خواصه أن يتصل به، على أنه ذاك الذي يشار إليه، فترى المسكين يوهم الحاضرين عنده بالاهتمام البالغ، وبعض العبارات والحركات لهذه المقامات؛ ليبين للحضور أنه شخص مرموق رفيع المستوى، كأنه يقول: هأناذا؛ فاعرفوني.
وهو اتصال وهمي مكذوب.
وقد شاهدت وشاهد غيري من ذلك عجبا.
والمهم أن يعرف أولئك أنهم عراة، وقل أن تخفى حالهم؛ فلا تسلك أيها المسلم سبيلهم. أدب الهاتف ص35_36.
النصائح السابقة تقوم على أسس هى :
الأول العدل فى القول كما قال تعالى "وإذا قلتم فاعدلوا"
الثانى عدم الجهر بالسوء عند الظلم كما قال تعالى " إن الله لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم"
الثالث عدم نشر الأنباء الكاذبة كما قال تعالى " إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة "
الرابع عدم إشاعة الفاحشة من خلال نشر الأقوال والصور ومقاطع التسجيل التى تحض على ارتكاب الفواحش لوجود عذاب دنيوى وأخروى كما قال تعالى :
"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة
الخامس استعمال الجهاز فى الخير لقوله تعالى :
"وافعلوا الخير"
وبالقطع لو كانت الدولة للمسلمين فإن الهاتف يكون هاتفا صوتيا فقط وهو الهاتف القديم وأما الهاتف الحديث الذى يكون صوتا وصورة واتصالا بالشبكة العنكبوتية فيتم إلغاء استعماله لأنه يسبب مخالفات كثيرة وأهمها أن الناس أصبحوا مدمنين عليه خاصة الشباب فينامون ويقعدون ويرقدون وهو معهم حتى ضعفت الأسماع والأنظار وضعفت الصحة العامة للكل بسبب قلة الحركة واستغناءهم عن الزيارات والمقابلات بالاتصالات الكلامية أو المصورة
الهاتف الصوتى فقط جرائمه قليلة وفوائده عديدة ويجب ألا يسمح للناس بإجراء أكثر من عشر مكالمات فى اليوم لا تزيد مدتها ككل عن نصف ساعة وتكون تلك المكالمات للضرورات
قطعا دول العالم وليس المنطقة هدفها من خلال شركات الجوالات هو جمع المال من الناس دون النظر إلى صحتهم ودون نظر للصالح العام والخاص للفرد وكذلك هدف الأنظمة الحاكمة هو جعل الناس مشغولين عن الفساد الذين يقومون به ومن بين ما يشغلون به الناس تلك الهواتف وتطبيقاتها وغير هذا
ومن ثم وجب عندما تقوم دولة المسلمين تقنين استعمال تلك الجوالات بما يخدم مصالح المسلمين
|