عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-06-2008, 03:55 AM   #20
جمال الشرباتي
كاتب إسلامي مميز
 
تاريخ التّسجيل: May 2007
المشاركات: 639
إرسال رسالة عبر MSN إلى جمال الشرباتي إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جمال الشرباتي
إفتراضي

السلام عليكم

تأويل سورة ألم نشرح

~§§ الشرح(مكية)8 §§~
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ{3} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ{4} فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{6} فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ{7} وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ{8}

-----------------------------------------------------
قال الطبري رحمه الله--

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ، مذكِّره آلاءه عنده، وإحسانه إليه، حاضاً له بذلك على شكره على ما أنعم عليه، ليستوجب بذلك المزيد منه: { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ } يا محمد، للهدى والإيمان بالله ومعرفة الحقّ { صَدْرَكَ } فنلين لك قلبك، ونجعله وعاء للحكمة { وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ } يقول: وغفرنا لك ما سلف من ذنوبك، وحططنا عنك ثقل أيام الجاهلية التي كنت فيها وهي في قراءة عبد الله فيما ذُكر: «وَحَلَلْنا عَنْكَ وِقْرَكَ» { الَّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ } يقول: الذي أثقل ظهرك فأوهنه، وهو من قولهم للبعير إذا كان رجيع سفر، قد أوهنه السفر، وأذهب لحمه: هو نِقْضُ سَفَر.
******************************

ثمّ قال"


وقوله: { أنْقَضَ ظَهْرَكَ } قال: أثقل ظهرك.

# قتادة، قوله: { أَلَمَ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ }: كانت للنبيّ ذنوب قد أثقلته، فغفرها الله له. #.

# الضحاك يقول، في قوله: { وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ } يعني: الشرك الذي كان فيه

.# قال ابن زيد، في قوله: { ألَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ } قال: شرح له صدرَه، وغفر له ذنبَه الذي كان قبل أن يُنَبأ، فوضعه. وفي قوله: { الَّذِي أنْقَضَ ظَهْرَكَ } قال: أثقله وجهده، كما يُنْقِضُ البعيرَ حِمْله الثقيل، حتى يصير نِقْضاً بعد أن كان سميناً { وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ } قال: ذنبك الذي أنقض ظهرك: أثقل ظهرَك، ووضعناه عنك، وخفَّفنا عنك ما أثقل ظهرَك.

-----------------------------------------
ثمّ قال"

وقوله: { وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ } يقول: ورفعنا لك ذكرك، فلا أُذْكَرُ إلا ذُكِرْتَ معي، وذلك قول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.

.
----------------------------------------
ثمّ ذكر حديثا فقال"

عن رسول الله ، أنه قال: " أتانِي جِبْرِيلُ فَقالَ: إنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ يَقُولُ: كَيْفَ رَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ؟ قال: اللّهُ أعْلَمُ، قال: إذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي "

----------------------------
ثمّ قال"

وقوله: { فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً } يقول تعالى ذكره لنبيه محمد : فإنّ مع الشدّة التي أنت فيها، من جهاد هؤلاء المشركين، ومِن أوَّله: ما أنت بسبيله، رجاءً وفرجاً بأن يُظْفِرَك بهم، حتى ينقادوا للحقّ الذي جئتهم به طوعاً وكَرهاً.ورُوي عن النبيّ أن هذه الآية لما نزلت، بَشَّر بها أصحابه وقال: " لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ "

-----------------------------------------------------
ثمّ قال"

وقوله: { فَإذَا فَرَغْتَ فانْصَبْ } اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: فإذا فرغت من صلاتك، فانصب إلى ربك في الدعاء، وسله حاجاتك.

------------------

ثمّ قال"

وقال آخرون: بل معنى ذلك: { فَإذَا فَرَغْتَ } من جهاد عدوّك { فانْصَبْ } في عبادة ربك.


------------------------------------
ثمّ قال"وقال آخرون: بل معنى ذلك: فإذا فرغت من أمر دنياك، فانصب في عبادة ربك.

-----------------------

ثمّ رجح قولا فقال"

وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: إن الله تعالى ذكره، أمر نبيه أن يجعل فراغه من كلّ ما كان به مشتغلاً، من أمر دنياه وآخرته، مما أدّى له الشغل به، وأمره بالشغل به إلى النصب في عبادته، والاشتغال فيما قرّبه إليه، ومسألته حاجاته، ولم يخصُصْ بذلك حالاً من أحوال فراغه دون حال، فسواء كلّ أحوال فراغه، من صلاة كان فراغه، أو جهاد، أو أمر دنيا كان به مشتغلاً، لعموم الشرط في ذلك، من غير خصوص حال فراغ، دون حال أخرى.
---------------------------------------------
ثمّ قال"

وقوله: { وَإلى رَبِّكَ فارْغَبْ } يقول تعالى ذكره: وإلى ربك يا محمد فاجعل رغبتك، دون من سواه من خلقه، إذ كان هؤلاء المشركون من قومك قد جعلوا رغبتهم في حاجاتهم إلى الآلهة والأنداد.


---------------------------------------------------------------------------------------
تمّ تأويل السّورة
__________________
مؤسس ملتقى أهل التأويل
http://www.attaweel.com/vb/

جمال الشرباتي غير متصل   الرد مع إقتباس