عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 13-05-2008, 12:27 AM   #4
المصابر
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 5,633
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي


حركة سمير جعجع ( مارونى أنشق عن الكتائب )

يمكن النظر إلى "القوات اللبنانية" على أنها امتداد لمجموعة من الأحزاب والميليشيات المكونة لها. فعلى الرغم من أن "الكتائب" عُدَّت أحد أركان "القوات اللبنانية"، إلا أن هناك خطوطاً واضحة بينهما. كما أن "القوات اللبنانية"، تضم في صفوفها عناصر، علاقاتهم محدودة، أو معدومة بحزب الكتائب. ويتّضح الفارق بين "الكتائب" و"القوات اللبنانية" في مصدر التجنيد السياسي. فعضوية "الكتائب"، تستمد، أساساً، المناطق الجبلية، وهي مناطق النفوذ التقليدي لحزب الكتائب. بينما "القوات اللبنانية" تضم، أساساً، أعضاء ينتمون إلى المناطق الحضرية، وبصفة خاصة ضواحي بيروت. ويمكِن القول إن العلاقة المتميزة بين "الكتائب" و"القوات اللبنانية"، ترجع إلى جبهة متسعة من المؤيدين لحزب الكتائب، داخل صفوف "القوات اللبنانية". إلا أن هذا لا يعني أن "القوات" هي أداة تابعة للحزب، إذ إنها تحتفظ بهياكلها المستقلة، والمتميزة.

وقد برز ما سمي بحركة سمير جعجع، في 12 مارس 1985، بعد قرار قيادة حزب الكتائب طرد جعجع من صفوفه، لرفضه قراراً حزبياً بإزالة حاجز البربارة، الذي ظلت تنصبه "القوات اللبنانية" على الطريق الدولي، بين بيروت وطرابلس، منذ 1978. وقد عكست حركة تمرد سمير جعجع "الأزمة"، التي عاشتها الفاعلية السياسية المسيحية اللبنانية.

أثر حركة سمير جعجع على الوضع اللبناني
أثارت حركة سمير جعجع الطوائف كافة، التي رأت فيها محاولة لإعادة فرز الأوراق وتوزيعها، بما يحقق سيطرة المعسكر المسيحي، ورغبة في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بما يعرّض للخطر المحاولات الجارية، آنذاك، لإرساء أُسُس المصالحة الوطنية.

إلاّ أن حركة جعجع، قيدت بعوامل عدة، على المستويَين، المحلي والإقليمي.

المستوى المحلي: أحدثت هذه الحركة سلسلة من ردود الفعل، تراوحت بين الرفض والاستنكار، والتأييد المتفاوت، محلياً وإقليمياً. فالمنطقة، التي تضم بيروت الشرقية والجبل وساحل كسروان وجبيل، هي معزولة تماماً. إذ تبدأ، عند طرفها الشمالي، المَواقع، التي كان سيطر عليها الجيش السوري ورجال سليمان فرنجية، الذي يتهم سمير جعجع باغتيال نجله، طوني فرنجية، في يونيه 1978. وفي داخل المنطقة المذكورة، يقع المتن الشمالي، الذي تتمركز فيه قوات ميليشيا حزب الكتائب، التي كانت موالية للرئيس أمين الجميل، إلى جانب وحدات ضخمة من الجيش اللبناني. هذا الوضع جعل من السهولة تطويق القوات المنشقة واختراقها، بل القضاء على الانشقاق قضاءً تاماً. ناهيك أنه كان في مقدور أمين الجميل استعادة مَواقعه، إذا سمح للجيش الشرعي بالدخول في معارك ضد جعجع، غير أن مثل هذه الخطوة، كان من الممكِن أن يؤثر، سلباً، في وحدة الصف المسيحي.

زد على ذلك، أن سمير جعجع، كان يفتقر إلى وسيلة قوة فاعلة. بينما تمكّن الرئيس أمين الجميل من تمثيل كل اللبنانيين، على الرغم من انتقادات المسلمين. كما أن الأطراف المسيحية، كانت غير مستعدة لمغامرات شخصية، أي استبدال زعامة جعجع وأقرانه بزعامة الجميل، بعد أن عانى لبنان الكثير من آثار السياسات، القبَلية والطائفية. وهو ما اتّضح في ردود فعل مسيحيي الجنوب اللبناني، عندما حاولت القوى المتمردة مدّ نفوذها فيه إلى مناطق، لم تسيطر عليها من قبْل. أمّا حليف "القوات اللبنانية" المتمردة، المحتمل، إسرائيل، فكان عدم الثقة ينتاب العلاقة بين الحليفَين، على أثر معارك الشوف. أضف أن دخول القوات المتمردة في مواجَهة مع بقية الأطراف المناوئة، هو انتحار جنوني، في ضوء القوة، بمفهومها العسكري. فجيش لبنان النظامي، كان يبلغ قوامه 50 ألف مقاتل.

وجيش التحرير الشعبي 800 مقاتل، والتوحيد الإسلامي ولواء المردة 1000 مقاتل، وحركة أمل 2000 مقاتل، فضلاً عن القوات السورية التي يربو عددها على 40 ألف مقاتل. وهي أعداد قادرة على سحق القوات المتمردة.

المستوى الإقليمي: لم تقف ردود الفعل، إزاء حركة جعجع في المنطقة الشرقية من بيروت، عند منطقة جغرافية محدودة، بل كان لها انعكاسات ومعطيات أبعد من لبنان. فحزب الكتائب أو "القوات اللبنانية"، عاش، في الثمانينيات، حيرة في العلاقة بسورية، وإمكانية تطويرها، بما فيه مصلحة الحل السلمي والوفاق الوطني والعلاقة بإسرائيل، بأي ثمن، خدمة لمخطط التقسيم، واستعار الصراع الطائفي. في الوقت عينه، لم تكن حركة جعجع مفاجئة لصانعَي القرارين، الإسرائيلي والسوري. فكلاهما على علم بالتطورات الجارية في الجبهة المسيحية، ويسعى إلى توظيف تلك التطورات في ما يخدم مصالحه وأهدافه، المغايرة لمصالح الآخر وأهدافه. ورأت سورية في تفكك القاعدة، التي يمثلها أمين الجميل، أفضل الفرص لإغرائه بالإقدام على المزيد من التنازلات، من خلال سياسة إضعاف القوي، وتقوية الضعيف، والاحتفاظ بدرجة من التوازن بين القوى اللبنانية، تتيح ضمان سيطرة سورية وهيمنتها. غير أن ظهور حركة التمرد، بشكلها المسلح، والمعادي لسورية، دفع دمشق إلى العمل على تطويقها، بدعم الرئيس أمين الجميل، وتقوية "القوات اللبنانية".
__________________

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم
كفر من لم يكفّر الكافر والمشرك
أعيرونا مدافعكم اليوم لا مدامعكم .تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية والمدخلية
المصابر غير متصل   الرد مع إقتباس