رشاوي سعودية الي روسيا كي تتخلي عن ايران
27/02/2008
ألف الكثير منا الاستماع الي أخبار الكثير من الرشاوي التي تلقاها الكثير من أمراء العائلة المالكة السعودية، كان أشهرها ما نشر عن رشوة تلقاها الأمير بندر بن سلطان سفير السعودية السابق في الولايات المتحدة تجاوزت في قيمتها الثلاث مليارات جنيه أسترليني دفعتها شركة أيروسبيس البريطانية الي الأمير المذكور. وعندما انتشر الخبر وبدأ التحقيق تدخلت الحكومة السعودية وضغطت علي رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير مهددة بالغاء الاتفاقيات التجارية العسكرية مما دفع الأخير الي لملمة القضية وغلق التحقيق حماية للمصلحة البريطانية العليا.
الرشوة الجديدة هذه المرة تختلف بعض الشيء في المحتوي والهدف حيث تلعب القيادة السعودية دور الراشي علي عكس عادتها في أن تكون المرتشي، والرشوة هذه المرة معروضة من السعوديين الي روسيا مشروطة بتغير في المواقف الروسية من دولة ثالثة هي ايران وتتلخص هذه القضية كما تناولتها الصحافة الروسية كما يلي:
كشفت صحيفة كومير سانت في عدد الجمعة الأسبوع الماضي عن زيارية قصيرة غير معلنة لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لموسكو استغرقت بضعة ساعات التقي فيها الرئيس الروسي فلادمير بوتين في الكرملين ناقلا له رسالة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز تناولت تطورات الوضع في الشرق الأوسط.
وتحدثت الصحيفة أن الفيصل ركز علي خطورة تقوية ايران وامدادها بالسلاح والخبرة النووية عارضا خطة سعودية تنفذها الرياض وموسكو لدرء الخطر الايراني، وتتلخص الخطة في تخلي روسيا عن مواصلة التعاون مع ايران في المجالين العسكري والنووي.
في المقابل تتكفل السعودية بتعويض الخسائر التي ستواجه روسيا نتيجة هذا التخلي، حيث تقوم السعودية بشراء صفقة مدرعات ب أم ب3 بقيمة 200 مليون دولار وصفقة دبابات تي 90 أس بقيمة 600 مليون دولار وصفقة مروحيات بقيمة اجمالية تقارب 1.6 مليار دولار.
وأضافت كومير سات أن مصادر الكرملين أكدت أن السعودية تعهدت بتطوير التبادل التجاري بين البلدين ليصل الي 50 مليار دولار بعد خمسة أعوام.
وفي هذا السياق سيكون للشركات الروسية الأولوية والأكثر تفضيلا في العمل في المملكة وستبادر السعودية بخطوات لاثبات حسن النية هذه.
كلا الطرفين السعودي والروسي التزما الصمت ولا تعليق علي ما ذكرته الصحيفة واسعة الانتشار والهامة في الوسط الاعلامي الروسي.
السؤال المطروح اليوم هل ستنجح السعودية في تمرير هذه الرشوة التي ستفقد روسيا مصداقيتها في التعاملات الدولية أم أنها ستعي المناورة السعودية والتي سبق وان مارستها مع موسكو أيام الاتحاد السوفييتي المنحل وبعد احتلال العراق للكويت حيث عرض السعوديون تعاونا مماثلا يعوض الخسائر الروسية مع العراق مقابل امتناع الروس آنذاك بالتصويت ضد أي قرار أممي يعكر الحرب علي العراق، عندها انصاع الاتحاد السوفييتي ولم يلتزم السعوديون بالتعويض؟
الدكتور علي الجواد / لندن
abaljawad@aol.com