الموضوع: للغرر ..
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 20-01-2008, 05:49 AM   #1
المصابر
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 5,633
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي للغرر ..

العلمانية عند بعض مفكري البلاد العربية:

في القرنين التاسع عشر والعشرين ظهر عدد لا يستهان به من المفكرين والكتّاب انبروا للدفاع عن الدعوة العلمانية، فهم من بلاد الشام، بخاصة جبران خليل جبران وشبلي شميّل، والشيخ الامام عبد الرحمن الكواكبي، وفرح أنطون، والدكتور خليل سعادة وابنه أنطون سعادة وغيرهم. سنكتفي في بحثنا المحدود النطاق على شرح مختصر لأفكار اثنين منهم هما: الإمام الكواكبي و فرح أنطون.



الكواكبي: الدين صفة الفرد لا صفة الجمع:

نظرية الشيخ الحلبي الإمام عبد الرحمن الكواكبي جوهرها فصل الدين عن الدولة. وإننا نقع على دفاعه عن هذه الفكرة في كتابيه المعروفين: " أم القرى " و " طبائع الاستبداد".

في كتاب " أم القرى " يورد الكواكبي على لسان الأمير ما مفاده أنّ الأمير لا يجوز أن يكون القائم بشؤون الدين، ذلك، " لأنّ الدين شيء والملك شيء آخر والسلطان غير الدين". (18)

وفي كتاب " طبائع الاستبداد " يصف الكواكبي الدين وصفاً حصرياً هاماً عندما يقول: " الدين ما يدين به الفرد لا ما يدين به الجمع " وذلك في فصل خاص عن " الاستبداد والترقّي ". (19)

نقول، إنّ هذا الوصف الحصري التصنيفي للدين هام من وجهة النظر العلمانية لأنّه يتضمن فكرة فصل الدين عن الدولة. يكفي أن نصوغ ذلك الوصف صياغة منطقية أرسططاليسية لنتأكد من صحة ما ذهبنا إليه:

بما أنّ الدين ليس صفة الجمع وبما أنّ الدولة جمع إذن، الدين ليس صفة الدولة، معنى ذلك أنّ الدولة منفكّة عن الدين. ومن الحجج التي يدفعها الكواكبي بقوة في وجه الرابطين بين الدين والدولة نذكر الحجة التالية، يقول: " إذا لم نميّز بين الدين والدولة في عصرنا هذا،.. بل طلبنا من الدين مساعدة الدولة ومن الدولة مساعدة الدين بناءً على أن كلاً منهما لا يقوم إلاّ بالآخر، فماذا نفعل لو سقطت الدولة؟ أيسقط الدين الذي كنا نقول، إنها حامية له، وأنه قائم بقيامها؟" (20)

وفي كتاب " طبائع الاستبداد " نفسه يخاطب الكواكبي أبناء أمته، المسيحيين منهم والمحمديين، هذا الخطاب الجميل، يقول: " دعونا يا هؤلاء نحن ندبّر شأننا، نتفاهم بالفصحاء ونتراحم بالإخاء ونتواسى في الضراء ونتساوى في السرّاء. دعونا ندبّر حياتنا الدنيا ونجعل الأديان تحكم الأخرى فقط. دعونا نجتمع على كلمات سواء ألا وهي: فليحي الوطن فلنحي طلقاء أعزّاء". (21)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

18) عبد الرحمن الكواكبي، أم القرى، ص 227 وما بعدها.

(19) عبد الرحمن الكواكبي، طبائع الاستبداد، ص 207.

(20) جان داية، الإمام الكواكبي: فصل الدين عن الدولة، دار سوراقيا للنشر، 1988، ص 64 ـ 65.

(21) عبد الرحمن الكواكبي، طبائع الاستبداد، ص 208.
__________________

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم
كفر من لم يكفّر الكافر والمشرك
أعيرونا مدافعكم اليوم لا مدامعكم .تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية والمدخلية
المصابر غير متصل   الرد مع إقتباس