عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 25-10-2007, 01:58 PM   #2
المصابر
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 5,633
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

لكن الجديد هو التأكيد على أن الأخطاء تبقى أخطاء، فلماذا التضخيم من المسألة إلى حد التشويه وإعلان الحرب من بعض القوى؟ بينما واقع الحال يؤكد على أن الكبائر، وليس الأخطاء فقط، ارتكبت في خير القرون، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم لينكر خالد أو أسامة بقدر ما أنكر فعلهما. فضلا عن أن الأخطاء، حتى لو كانت من الكبائر، فلم تكن لتقع على خلفيات سياسية أو أيديولوجية ولا على التوحيد ولا على الجهاد ولا على أهدافه وطموحاته ولا على الغاية منه ولا على مصير الأمة في مقابل أعدائها، فهي أخطاء نتجت عنها كوارث وبلغت من الغلو مبلغا مؤلما إلا أنها كانت تقع دائما تحت سقف التوحيد وليس عليه ولا بسببه، فهل هي ذات الأخطاء التي تحدث في الساحة الجهادية في العراق؟
والملفت للانتباه حقا أن بن لادن وهو يتحدث عن الأخطاء أثار إشكالية الفهم النظري والتطبيق التي تعاني منها الجماعات الجهادية في كل مكان بما فيها القاعدة ودولة العراق الإسلامية مقدما سلسلة من الضوابط والتوصيات، فمن المفترض ألا يؤدي الفهم النظري للنص إلى واقع مغلوط في العلاقة مع القوى الأخرى ومع الناس، وإذا ما حصل ذلك فهو بلا شك من العصبية، ولأن مثل هذه العصبية وقع بها بعض المجاهدين فلا بد من "إزالة التضخم الذي نشأ عند بعضهم وذلك بتعظيم أوامر الجماعة وأوامر قادتها فيتوهم الواحد منهم أنها بالضرورة لا تكون إلا حقاً. فيتعامل معها في واقعه العملي كأنما هي نصوص معصومة وإن كان يعتقد نظرياً أن العصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقط فيتعصب لأمر جماعته وقادتها ولا ينقاد لآية من كتاب الله أو لحديث"، لذا:
· فليعلم هؤلاء أن: "من قتل تحت راية عمية ينصر للعصبية ويغضب للعصبية فقتلته جاهلية ... فإياكم ثم إياكم أن يكون حظكم من هذه المسألة الفهم النظري فقط ثم تخالفوه في واقعكم العملي".
· وليعلموا أن: "أخوة الإيمان هي الرابطة بين المسلمين وليس الانتساب إلى القبيلة أو إلى الوطن أو إلى التنظيم فمصلحة الجماعة مقدمة على مصلحة الفرد. ومصلحة الدولة المسلمة مقدمة على مصلحة الجماعة. ومصلحة الأمة مقدمة على مصلحة الدولة. فيجب أن تكون هذه المعاني واقعاً عملياً في حياتنا".
· وليعلموا أن العلاقة مع الآخرين ينبغي أن تُرَدّ إلى كتاب الله: "{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } وسنة نبيه: ( أكرم الناس أتقاهم لله )، فهذا هو ميزاننا ... فازدياد الثقة بالناس لتحمل أمانة الدعوة، والجهاد بقدر ازدياد التقوى لا بقدر قرابة أو نسب أو من إلى التنظيم انتسب".
· أما بالنسبة لعلماء المسلمين وقادة المجاهدين وزعماء الجماعات الصادقة فيدعوهم إلى الالتزام بما التزم به الصحابي أبو بكر الصديق: (أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم)، "فتوزن الأقوال والأفعال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قُبِل، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائناً من كان" حتى لو كان أبو بكر الصديق.
هذا هو السياق الذي يتحدث به عن الأخطاء ويدعو فيه "العلماء وقادة المجاهدين وشيوخ العشائر أن يبذلوا جهدهم بين كل طائفتين تختلفان ويقضوا بينهم بشرع الله، وعلى الطائفتين المختلفتين أن تستجيبا لدعاة الإصلاح ... ". لكنه في المقابل، لأسباب أشار إلى بعضها، يأبى ويحذر من:
1) التقاضي عند من وصفهم بـ "علماء السوء".
2) أو عندأعداء المجاهدين " ولاسيما المنافقين الذين يخترقون صفوفكم لإثارة الفتن بين الجماعات المجاهدة"، وحتى هذا الصنف يتوجب معاملته وفقا للشرع لا للهوى ولا للاجتهاد الشخصي أو للجماعة أو للقائد: "أحيلوه إلى القضاء وعليكم بالتثبت وادرؤوا الحدود بالشبهات".
ثانيا: وحدة الجماعات الصادقة!
في كلمته التاريخية يخاطب بن لادن المجاهدين بالقول: "إن استمراركم في هذا الجهاد المبارك له ما بعده، فوراء الأكمة ما وراءها، فالدنيا بأسرها تتابع انتصاراتكم العظيمة. وهي تعلم أن تاريخها قد بدأ صفحة جديدة وبتغيرات كبيرة. وسيعاد رسم خريطة المنطقة بأيدي المجاهدين بإذن الله وتمحى الحدود المصطنعة بأيدي الصليبيون لتقوم دولة الحق والعدل، دولة الإسلام الكبرى من المحيط إلى المحيط بإذن الله. وهذا المطلب عزيز جداً. فالكفر بجميع مستوياته الدولية والإقليمية والمحلية تتضافر جهوده للحيلولة دون قيام دولة الإسلام.
هذه لغة سلفية جهادية صرفة ليس فيها استقلال ولا تحرير ولا مفاوضات ولا مشاركة سياسية ولا انتخابات ولا ضمانات ولا تأمين للمصالح الأمريكية وغيرها، وقد يكون بن لادن أعرض عن مخاطبة القوم بما يكرهون ولم يذكر دولة العراق الإسلامية بصريح العبارة لكنه بلا أدنى شك لم يدنها ولم يهاجمها ولم يسئ إليها ولم يجرمها لا من قريب ولا من بعيد بل أثنى ثناء عارما على إعلانها مستعيدا لغة البغدادي ولكن برقة متناهية وهو يتحدث عن الاعتصام بحبل الله ومذكرا بذات المبررات التي قدمتها دولة العراق الإسلامية عن إعلانها من الخشية على قطف ثمرة الجهاد، فلنستمع لما يقوله بن لادن:
"وقد مر إخوانكم بعدة تجارب لا تخفى عليكم ورأينا ذلك رأي العين. فقد حال العدو دون قيام دولة للمسلمين بعد انهزام الروس في أفغانستان ثم لما أقامت حركة طالبان دولتها ... وعندما أعلنت السودان أنها ستبدأ بتطبيق الشريعة الإسلامية ... أقول هذه الأحداث لأذكركم بمدى حجم وثقل المسئولية الملقاة على عاتقكم ومدى عظم المؤامرات التي تحاك لكم".
__________________

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم
كفر من لم يكفّر الكافر والمشرك
أعيرونا مدافعكم اليوم لا مدامعكم .تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية والمدخلية
المصابر غير متصل   الرد مع إقتباس