عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-10-2007, 07:11 AM   #2
المصابر
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 5,633
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الوافـــــي
أخي الكريم / المصابر

كما فهمت من كلامك أن كلمة ( مرتد ) ، لا تعني ( كافر )
مع أن الإرتداد عن الشيء هو العودة عنه ، والنكوص إلى ما سبق
وعليه فمن كان مسلما فإرتداده يعني خروجه من الإسلام وعودته إلى الكفر
ولأنك تقول أن وصفك السابق ليس فيه ( ك ف ر )
فهل من الممكن أن تشرح لي شخصيا معنى كلمة ( مرتد ) ..؟؟

الكريم الوافى
سلام الله عليك ورحمتة وبركاتة

الأخ الكريم أحمد لك سعة صدرك وصبرك فى موضوعنا هذا
أعتقد أخى الكريم أن هناك فارق كبير بين المرتد والكافر الأصلى
فمن أرتضى الأسلام دينا ثم أرتد عنه أشد خطرا من الكافر الأصلى
وعقوبة حده أشد وذهب البعض الى عدم دفنه واليك أجمل ما قرأت فى هذا الباب
عل ينفعنا به الله فى يوم لا ينفع فيه مالا ولا بنون وان يجد طريقه لقلب صاف
يعتق رقبتى من النار

الردة والمفهوم المغلوط

[الكاتب: أبو سعد العاملي]

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

وبعد:

لم يكن المسلمون ليصلوا إلى هذا التدني والضعف الصارخ إلا بسبب الانحراف الكبير الذي حصل لديهم على مستوى الرؤية الشرعية، فكثير من المفاهيم صارت مغلوطة في أذهان المسلمين، ما أدى إلى وجود مواقف خاطئة اتجاه الأمور، بل إلى وجود مناهج منحرفة على المستوى النظري والتطبيقي على حد سواء.

فضاعت العقيدة الصحيحة وسط زخم من البدع والانحرافات، كما ضاعت الأمة وسط أعدائها، حيث أنها لم تعد تستطيع التمييز بين العدو والصديق، ولا بين الكافر والمؤمن، ولا بين المنافق والصادق، كل هذا بسبب انتشار مذاهب البدعة بدلاً من مذهب أهل السنة والجماعة.

فلا غرابة أن ترى أن من بين أهم أهداف الإسلام هو التفريق يبن سبيل الحق وأهله وبين سبل الباطل وأهله {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَ لِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ المُجْرِمِين} [الأنعام 55]، لكي يعلم المسلمون أين يضعون أقدامهم وهم يتحركون بهذا الدين، ومع من ينبغي التعاون وإعطاء الولاء وعلى من ينبغي إعلان العداء. هذه من أهم المحطات الإيمانية وأخطرها على الإطلاق في عقيدتنا الغراء.

فمفهوم الردة عند المسلمين قد أصابه انحراف كبير، حيث أصبح المرتد عند الغالبية شيء مستحيل الحدوث، ذلك أن عقيدة الإرجاء المترسخة في النفوس والعقول، تأبى أن نتصور مسلماً يخرج من دينه بسبب اقترافه بعض الأعمال الكفرية، فالردة أبعد منا بُعد السماء عن الأرض، فالمسلم يبقى مسلماً حتى وإن قال أو عمل ما هو كفر ألف مرة في اليوم والليلة، حيث حصرنا مفهوم الكفر أو الردة في الجحود أو الاستحلال، وليس في القول والعمل كما هو مفهوم الإيمان عند أهل السنة والجماعة.

حكم الردة أغلظ من حكم الكفر الأصلي:

بسبب خطورة الردة والمرتد على ديننا، نجد أن الشارع الحكيم قد أغلظ العقوبة للمرتد، بخلاف الكافر الأصلي، فالمرتد يُقتل في كل حال ولا يُدفن في مقابر المسلمين ولا يُصلى عليه ولا يُورَّث، كما تسبى نساء وذراري المرتدين المحاربين للمسلمين، ويجهز على جريحهم.

قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: (وكفر الردّة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي) [مجموع الفتاوى، 28/478].

وقال كذلك: (وقد استقرّت السنّة بأنّ عقوبة المرتدّ أعظم من عقوبة الكافر الأصلي من وجوه متعدّدة، منها أنّ المرتدّ يُقتل بكلّ حال ولا يُضرب عليه جزية، ولا تُعقَد له ذمّة، بخلاف الكافر الأصلي الذي ليس هو من أهل القتال، فإنّه لا يُقتل عند أكثر العلماء كأبي حنيفة ومالك وأحمد، ولهذا كان مذهب الجمهور أنّّ المرتدّ يُقتل كما هو مذهب مالك والشافعي وأحمد، ومنها أنّ المرتدّ لا يرث ولا يناكح ولا تؤكل ذبيحته، بخلاف الكافر الأصلي إلى غير ذلك من الأحكام) [مجموع الفتاوى، 28/534].

بل إنّهم رأوا في المرتدّ أن لا يُدفن: قال إسحق بن منصور: (قلت لأحمد: المرتدّ إذا قُتل ما يُصنع بجيفته؟ قال: يُقال: يُترك حيث ضُرب عنقه كأنّما كان ذاك المكان قبره. يُعجبني هذا) [السابق، فقرة 1301].

وقال ابن تيمية: (والصدّيق رضي الله عنه وسائر الصحابة بدأوا بجهاد المرتدّين قبل جهاد الكفّار من أهل الكتاب، فإنّ جهاد هؤلاء حفظ لما فُتح من بلاد المسلمين وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه، وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين، وحفظ رأس المال مقدّم على الربح) [مجموع الفتاوى، 35/158-159].

فالتعامل الشرعي مع المرتدين هو القتل والقتال، بينما ينبغي دعوة الكافر الأصلي إلى الإسلام وعرض الجزية عليه، قبل الإقدام على عملية القتال في المطاف الأخير.

هذا هو الحكم الشرعي المنسي فيما يخص المرتد، والذي حلًّ محله الحكم الوضعي الذي يساوي بين المسلم والمرتد، بل تراه يعظِّم المرتد ويعلي من شأنه ويقلِّده المناصب الكبرى والحساسة في الحكم والتسيير.
__________________

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم
كفر من لم يكفّر الكافر والمشرك
أعيرونا مدافعكم اليوم لا مدامعكم .تحذير البرية من ضلالات الفرقة الجامية والمدخلية
المصابر غير متصل   الرد مع إقتباس