قراءة فى بحث حلقة الزار
قراءة فى بحث حلقة الزار
الباحث المعد للبحث كمال غزال وهو يدور حول حفلات الزار التى تقام فى الكثير من البلدان والتى قلت أو ندر وجودها حاليا بعد أن كانت منذ نصف قرن لا تخلو منها قرية من القرى أو مدينة من المدن فى منطقتنا وقد استهل البحث بذكر أن الهدف من الحفلة هو الشفاء من الأرواح الشريرة أو الجن الشرير فقال:
"تقام حفلة الزار بغرض الشفاء من الأرواح الشريرة التي يُزعم أنها أصابت المريض وهي عبارة عن عقد صلح مؤقت مع هذه الأرواح حتى تترك المصاب بها ويحضر الوسيط الذي غالباً ما يكون سيدة تدعى "الشيخة أو الكودية" لتعقد حلقة الزار- ويعتبر الزار شكلاً من أشكال طرد الأرواح"
قطعا هذا هو الهدف المعلن ممن يقيمون تلك الحفلات ولكن هناك أهداف أخرى خفية كالتجارة حيث كان القوم يبيعون للنساء ملابس غريبة كطاقية الودع أو قميص الودع أو يقومون بجماع النساء بعد سقوطهن مغمى عليهم فى أرضية الحفلة حيث يتم حملهن لحجرات نوم معدة لاغتصابهن وهن مغمى عليهن
وقطعا لا وجود لأرواح الموتى العائدة للدنيا بعد الموت لتحريم الله عودتها بقوله :
" وحرام على قرية أهلكناهم أنهم لا يرجعون"
كما أن الاتصال بين الجن والإنس له فترة وحيدة كانت فى عهد سليمان(ص) الذى طلب ألا يعطى ذلك لأحد بعده كمتا قال تعالى :
" رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى"
ووصف غزال الحلقة بأنها تتضمن طقوس كفرية قديمة وأنها قلت فى عصرنا فقال:
"وتتضمن حلقة الزار طقوس وثنية قديمة يتم فيها اللجوء إلى أرواح أو زمرة متنفذة من الجن يطلق عليهم (الأسياد) لكي يرفعوا البلاء عن المرضى بحسب الزعم، ورغم إنحسار ممارسة تلك العادة في العالم العربي نظراً زيادة الوعي وتحريم علماء الدين للقيام بها إلا أنها ما زالت تجد طريقها إلى حياتنا المعاصرة في نطاق ضيق بعيداً عن أعين الناس والقانون الذي يعاقب عليها."
وتحدث عن أصل كلمة زار الحبشى فقال :
"أصل كلمة "زار "
لم يتفق لغوياً على أصل كلمة (زار) إذ يرى المستشرق (زويمر) أن أصل الكلمة يأتي من الكلمة العربية " زيارة " بينما يرجع كثير من الباحثين أصل الكلمة الى اللغة الأمهرية (لغة أهل الحبشة) و البعض الآخر يرجعه إلى أصول كوشية و لغات أخرى.
وقيل أيضا أن لفظ (زار) محرف من (جار) وهو إله وثني عند الكوشيين ثم أصبح في الحبشة بعد دخول المسيحية إليها عفريتا حقوداً أو سيداً شريراً."
والحقيقة أن المعنى يأتى من الزيارة المزعومة للأرواح أو للجن للحفلة وخروجهم من الأجسام التى يتلبسونها
وتحدث عن أصل الزار فذكر اختلاف القوم فى أصله من حبشى إلى فرعونى وأنه انتشر فى بلاد المنطقة عن طريق العبيد الأحباش فقال :
"أصل العادة وانتشارها
هنالك العديد من النظريات حول نشأة عادة الزار، فمنهم من يرى أن الحبشة موطن هذه العادة خاصة أنها تمارس فيها بكثرة وآخرون يرجحون أنها ترجع إلى أصول فرعونية، لكن هناك شبه اتفاق على أنها نشأت في المنطقة المطلة على ساحل البحر الأحمر بما فيها الحبشة والصومال واليمن والحجاز حيث ذكر الرحالة الذين زاروا تلك المناطق هذه العادة.
وقد تسلل الزار الى الثقافة العربية عن طريق العبيد من الأحباش وطرأ عليه تغيير في سماته فهو في المعتقد الشعبي وسيلة للشفاء من امراض نفسية وجسمية على حد سواء كالاكتئاب والصداع أو ولادة اطفال مشوهين او ميتين وهو بذلك يختلف عن اصله بكونه لا يستنطق (الأسياد) عن أمور الغيب."
وأرجع غزال سبب انتشار العادة إلى أمر أخر وهو شفاء بنت أحد الباشوات العثمانيين عن طريق الزار فقال :
"وشهدت هذه العادة انتشاراً ملحوظاً إبان فترة الحكم العثماني و السبب في ذلك يرجع إلى أن ابنة أحد الباشاوات أصيبت بمرض وكان علاجها عن طريق الزار مما جعلها تعلي من مقام صاحبات الزار وتغدق عليهم الأموال مما أدى إلى انتشار هذه العادة في كل المدن."
والحقيقة أن عمل من أعمال الكفر يعود على الكفار وليس إلى عبيد أو باشا فالكفار الذين يريدون تضليل الناس هم من ينشرون تلك الخرافات والأضاليل بين الناس لافساد الأمة وصرفها عن طاعة الله
وتحدث عن طقوس الزار مبينا أن حفلات لها أصوات عالية بسبب لآلات الطبل والزمر واطلاق البخور والذى يحتوى على مواد مخدرة فقال :
"طقوس الزار
يعتبر الزار شكلاً من أشكال الشعوذة وهو عبارة عن حفلات تقرع فيها الطبول وتضرب بها الدفوف وتتمايل على نغماتها الأجساد وتتعرى فيها الأبدان ويختلط فيها الرجال والنساء، ويتصاعد فيها دخان البخور بهدف إرضاء (الأسياد).
تعقد حلقة الزار فيطلق المشاركون فيه البخور ويدقون على الطبول ويهتزون رقصاً مع ترديد بعض التمائم غير المفهومة أو عبارات مثل "الله حي .... الله حي"، أو "يا شيخ محضر ... يا شيخ محضر اللى عليه عفريت يحضر"، فتحضر الروح الشريرة وتتحدث على لسان المريض بصوت مختلف عن صوته، وتطلب طلبات يسرع الحاضرون بإحضارها مثل بعض الملابس ذات ألوان معينة أو مكياج أو ذهب.
وقد تقدم قرابين لتلك الروح فيذبح خروف ويوضع قليل من دمه على ملابس المريض الذي عليه أن يشرب منه قليلاً أو من دم طير كدجاجة أو حمامة مذبوحة وتضاء الشموع ويجلسون للأكل وقد يهدأ تعذيب الروح الشريرة لهذا الإنسان ولو لفترة محدودة فيعتبرها المشاركون إشارة إلى أن حفلة الزار أتت بالثمار المرجوة منها.
- وتقول إحدى النساء المتمرسات في هذه الطقوس أن حفلات الزار تبدأ عادة بدقات الطبول والدفوف مصحوبة بترانيم وتمتمات غير مفهومة ثم تبدأ طقوس حركات الأجسام واهتزازها مع انتشار الأبخرة في أجواء مفعمة بالضجيج والحركة. وتضيف: " وتستمر هذه الأعمال حتى تسقط المريضة على الأرض وبمجرد سقوطها تبدأ الكودية بممارسة طقوس إخراج الزار حيث تقوم بالصراخ بصوت مرتفع على الجن والشياطين والعفاريت وتطلب منهم الخروج من جسد المريضة ".
ولا بد أن تتعهد مشرفة حفلة الزار (الكودية) للجن المتلبسين بالمريضة بتلبية مطالبهم التي عادة ما تكون ديكا أو خروفاً بمواصفات معينة يلتزم أهل المريضة بإحضاره على أساس أن ذلك من مطلب الجن مقابل خروجهم من جسد المريضة."
ومن الكلام السابق يتبين الغرض المالى من عمل الحفلات وهو الحصول على الطعام من الخرفان والدجاج دون مقابل وبيع ملابس رخيصة بأسعار غالية كما لا تخلو تلك الحفلات من سرقة الذهب الحقيقة وتبديله بذهب فالصو
وتحدث عن دور الكودية والاتصال بالأسياد الذين لا وجود لهم فقال :
"الكودية والعرائس
الكودية او الشيخة او عريفة السكة هي من تقوم بطقوس الاستحضار والطرد وهي في الغالب امرأة سوداء ترث دور الوسيط بين الملبوسين والأسياد من أمها فان لم يكن لها بنت تورثه لإحدى العرائس (المساعدات) وتتعامل الكودية مع كافة (الأسياد) وهذا ما يجعلها تحمل أعدادا كبيرة من التمائم بعدد الأسياد بينما العروس تحمل قيمة السيد الذي يتلبسها فقط."
وتحدث غزال عن أنواع حفلات الزار حيث قال :
"حفلات الكودية
تقيم الكودية ثلاثة انواع من حفلات الزار وهي حفل زار كبير وآخر اسبوعي وحفل زار حولي.
1 - الزار الاسبوعي
يقتصر الاحتفال فيه على إظهار الاحترام للسيد واسترضائه وحاضرات هذا الحفل يسمين " مدمنات زار " كون حضورهن الزار يمنحهن الشعور بالراحة واعتقادهن بعدم قدرتهن على الحياة بدون المشاركة في حفل الزار.
2 - الحفل الكبير
هو الذي تمارس فيه طقوس كل عناصر الزار من موسيقى وأغاني و رقص وملابس خاصة وتمائم وبخور وقرابين ويكون الغاية منه شفاء المريض بمعرفة الأسياد ومحاولة إرضائها وتقديم القرابين لها.
3 - الحفل الحولي
يقام كل عام في شهر رجب تخصصه الكودية لكافة الأسياد المعروفة لها وتتوقف حفلات الزار بكل أنواعها طوال شهر رمضان بلا استثناء لأي نوع منها."
ونلاحظ فى كلام غزال توقف حفلات الزار فى شهر رمضان استجابة لحديث مكذوب على النبى(ص) يقول بتصفيد الشياطين الجنية فى رمضان مع أن الناس يعصون الله فى رمضان ليلا ونهارا والعصيان الشهير حاليا هو الفرجة على المسلسلات والأفلام والاعلانات التى يظهر فيها نساء عاريات ورجال عراة
وهذا التوقف إنما تضليل كفرى ليصدق الناس الأحاديث المكذوبة التى أعمالهم السيئة تكذبها من خلال افطارهم المتعمد أو تدخينهم أو فرجتهم على التلفاز أو سماعهم أغانى السوء أو عراكهم فى الشوارع ..
وتحدث غزال عن فرق دق الزار فقال :
"فرق دق الزار
تستعين الكودية بفرق تدق على انواع من الدفوف والطبول وارتباط كل سيد من الاسياد بإيقاع خاص ونوع الفرقة.
1 - الفرقة البلدي
مكونة من خمس نساء، يكون ثلاث منهن على المزاهر و إحداهن على الطبلة والأخرى على مرقص.
2 - فرقة الطنبورة او الفرقة السوداني
يضرب على الطنبورة بعض افراد من اصل زنجي وعازف منجور واثنتان من عازفات الطبلة.
3 - فرقة أبو الغيط
تتكون من راقص يقوم بنفس دور المنجور واثنين من عازفي الصفارة وتقوم زوجة الراقص بالضرب على الرق."
وهذه الفرق التى بعضها رجال وظيفتهم الحقيقة القيام باغتصاب المغمى عليهن بعد حملهم من أرضية الحفلة التى يتساقطن عليها وقد يغتصبون أطفال أو رجال ممن يشاركون فى تلك الحفلات ممن يغمى عليهم
وتحدث عن الأسياد الذى لا وجود لهم ومطالبهم هى مطالب الكودية ومن يعملون معها فقال :
|