نظرات فى مقال تحديات مجنونة: كسر حدود التحمل
نظرات فى مقال تحديات مجنونة: كسر حدود التحمل
صاحبة المقال متابعة موقع كابوس وهو يدور حول المسابقات التى اخترعها الأمريكان وبقية الغربيين فى العصر الحالى بهدف كسر حدود التحمل الإنسانى
قطعا تلك المسابقات ليس الهدف منها كسر حدود التحمل الإنسانى لأن لا أحد يكسر تلك الحدود المعروفة كالتخلص من الموت أو من المرض .. لأن الإنسان له حدود لا يمكن تخطيها ولذا قال تعالى :
" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "
وأما هدف تلك المسابقات فهى شغل الناس عن الفساد الموجود فى البلاد وهو ما يسمى عملية الإلهاء أو الشهرة وجمع المال أو الشهوة وجمع المال واشباع شهوة الجماع ....
قالت الكاتبة فى مقدمتها :
"في الفترة الممتدة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية دخلت الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة فئة الشباب في بعض التقليعات الغريبة، وكانت الفترات ما بين العشرينات إلى الخمسينات في القرن الماضي مليئة باللحظات الفريدة تاريخياً التي أثارت جنون المراهقين بظهور العديد من الصيحات التي اكتسحت وطغت على ثقافة الشعوب لتستمر بضعة أشهر أو سنوات ثم ما تلبث أن تخفت وتتراجع، إن الفقر والبطالة المدنية للكساد الكبير يعنيان أن الأمريكيين لديهم الكثير من أوقات الفراغ ولا يملكون المال لاستثمار وقتهم وطاقاتهم في عمل شيء مفيد ومجدي، وبعد أن كانت البلاد مستقرة اقتصادياً وجدوا أنفسهم غارقين في صراع عالمي الذي فرض عليهم العديد من التضحيات والمصاعب لكنه ألهمهم في نفس الوقت لابتكار صرعات ثقافية وتنظيم الانشطة والفعاليات الترفيهية الغريبة للغاية ومن هذه الانشطة "مسابقات القدرة على التحمل "."
وعددت الكاتبة أهداف المسابقات فقالت :
"قد تكون هذه السباقات من أصعب السباقات على الاطلاق وفيها يحمل الانسان نفسه أكثر من طاقتها لاستعراض قدراته البطولية والفوز بالشهرة، أو للترويج لفكر معين، أو للهرب من وضع بائس في الحياة، أو للتخلص من حالة من الرتابة والملل لا أكثر، ولو تخطت القدرة على الاحتمال حدود البشر الطبيعية وتجاوز الانسان طاقته على الصبر بطريقة استثنائية عندئذ تصل هذه السباقات إلى مستوى عالي من الخطورة والوصول إلى حافة الموت."
ثم ذكرت أنواع من تلك المسابقات وأولها مسابقة الرقص وفيها قالت :
"ماراثون الرقص Dance Marathon
وتعرف أيضاً بمسابقات القدرة على التحمل وهي عبارة عن ثنائي يتكون من شاب وفتاة يشكلان فريق يقومان بالتنافس مع بقية الفرق الأخرى عن طريق الرقص على إيقاع الموسيقى لفترات طويلة من الزمن دون توقف قد تستمر لساعات أو لأسابيع أو حتى لشهور، مع وجود لجنة تحكيم وجمهور كبير لمشاهدة المشاركين وهم يتنافسون داخل حلبة الرقص، تم ابتكار الفكرة من قبل طلاب بعض الجامعات الأمريكية لإنشاء ماراثون الرقص الخيري في عشرينات القرن الماضي، وكانت هذه المسابقات تعتبر حلقة الوصل بين المسرح والواقع حيث بدأت كفعاليات ترفيهية بغرض التسلية لكن مع ظهور الجوائز المالية تحولت إلى التنافس الشديد بين المتسابقين الذي غلب عليه طابع العنف حد الموت. كانت المتسابقة ألما كومنغز Alma Cummings أول أمريكية تخوض التحدي عام 1923 في قاعة أودوبون في نيويورك، حيث قامت بالرقص لمدة 27 ساعة متواصلة بعد أن أُنهك شركاؤها الستة في الرقص الذين لم يستطيعوا المواصلة من فرط التعب، وبعد ان فازت ألما بالتحدي أصبح ماراثون الرقص شائعاً ومألوفاً وكان المتنافسون يشاركون من أجل كسر الرقم القياسي الذي أنجزته ألما كومنغز، وفي وقت لاحق بدؤوا بالتنافس للفوز بالجوائز المالية والحصول على الشهرة الأمر الذي شجعهم على الضغط على أنفسهم لأقصى حد ممكن، هذا الانجاز والمفاخرة أصبح مصدر الهام للآخرين وما لبث أن انتشر الهوس بالسباقات حد الجنون في جميع الولايات الأمريكية، وبدأ المروجون بتنظيم عروض واسعة النطاق في المدن
قوانين المسابقة
أحد أهم القوانين تنص على أنه من المهم أن يستمر الفريق بالحركة وإذا أصاب المشتركين التعب والانهاك يستطيعون المشي بخطوات بطيئة لأنهم إذا توقفوا عن الحركة تماماً سيتم استبعادهم من المنافسة وبشكل عام يتم استبعادهم إذا لامست الركبتين الأرض، معظم سباقات الرقص تسمح للمتسابقين بأخذ فترات من الراحة مدتها 15 دقيقة لكل ساعة وقد سمحت فترات الاستراحة المجدولة للمتنافسين بالجلوس وتناول الطعام وأخذ قسط من النوم قبل العودة لحلبة الرقص في وقت محدد ومتابعة المسابقة كذلك يسمح لهم بالمغادرة في الحالات الصحية وللأغراض الطبية، تم وصف فترات الاستراحة تلك في صحيفة نيويورك تايمز بأنه يوجد حوالي 91 مقصورة مزودة بالكراسي والأسرة، وفي كثير من الأحيان يتم تغيير نوع الموسيقى حيث أنها تتألف من مزيج بين الموسيقى الهادئة لإعطاء المتسابقين حالة من الهدوء والاسترخاء والتبديل إلى موسيقى سريعة لإبقائهم في حالة من النشاط.
أرقام قياسية قاتلة
الكثيرين كانوا يسقطون من التعب والانهاك والنعاس .. والبعض يغمى عليهم- على الرغم أن السباقات تبدو في ظاهرها آمنة وليست خطيرة لكنها إذا خرجت عن نطاق المعقول من الممكن أن تكون قاتلة، وهذا ما حدث مع المتسابق هومر مورهاوس Homer Morehouse الذي كان من أوائل المشاركين الذين خاضوا السباق عام 1923 حيث استمر بالرقص لمدة 87 ساعة (ثلاثة أيام و15 ساعة) وسرعان ما انهار من شدة الانهاك وسقط أرضاً وتوفي على الفور.
- في عام 1928 وفي إحدى السباقات في شيكاغو استمر أحد المتسابقين بالرقص لمدة 23 يوماً.
- في نفس العام حاولت فتاة الانتحار بعد أن شاركت في الماراثون لمدة 19 يوماً ولم تفز بالمسابقة وحازت على المركز الخامس.
- في عام 1930 استمرت مسابقة في شيكاغو لمدة 2780 ساعة (ثلاثة شهور و25 يوم).
- بالرغم من تحقيق أرقام قياسية إلا أنه لم يتم التوصل إليها بتلك السهولة فقد كان هناك العديد من المشاكل الصحية التي تصيب المشاركين وكان معظم السباقات تستعين بأطباء للمساعدة في حالات الإغماء، وأحد هؤلاء كان المشاركين كان يدعى بين سولار Ben Solar حيث اضطر الاطباء إلى انعاشه على حلبة الرقص بعد تعرضه للإغماء بعد مرور ساعتين من بدء المسابقة، أما شريكته في الرقص فيرا شيبارد Vera Sheppard فقد فازت في المسابقة بعدما استمرت لمدة 69 ساعة متواصلة (تقريباً ثلاثة أيام).
- المتسابق فرانك كون Frank Quinn الذي كان مشاركاً في مسابقة في نيويورك خرج من المنافسة وأُدخل إلى المستشفى بعد إصابته بنزيف في الدماغ. المسابقات لم تؤثر على الأجساد المنهكة فقط بل تعدتها بتاثيرها السيء على العقول وكان المتسابقون يستسلمون لحالات من الانهيار العقلي والهلوسة بشكل متزايد بسبب عدم تمكنهم من النوم سوى بضع دقائق خلال فترات الاستراحة القصيرة وكان اكبر ضغط على الإطلاق هو التغلب العقلي على كمية الارهاق والاجهاد التي يمكن للانسان تحملها، ومن الغريب أن هذه الإغماءات كانت هي عامل الجذب الرئيسي لجمهور متعطش للإثارة الذي كان يدفع المال خصيصاً لمشاهدة عرض مهيب للراقصين وهم يتأرجحون ذهاباً وإياباً ويمشون بخطوات متعثرة ويسقطون واحداً بعد الآخر وهذه كان واضحاً من خلال الأسبوع الأول من المسابقة حيث يكون عدد الجمهور قليل لأن الراقصين يكونون في حالة جيدة أما الأسبوع الثاني يزداد عدد الجماهير بعد أن بدأ المتسابقون بفقدان قواهم على حلبة الرقص.
تراجعت شعبية مسابقات الرقص في نهاية العشرينات لكنها بدأت بالظهور مجدداً خلال فترة الكساد الكبير عام 1929 وقد اكتسبت أهمية أكثر شراسة في ذلك الوقت الصعب حيث قضت على الفقر واليأس واعتبرت ضربة رابحة للمشاركين في المسابقة من خلال قيام المنظمون للمسابقات بتوفير الطعام والمأوى لهم في حالة واحدة وهي استمرارهم بالرقص، في وقت كان فيه الناس بأمس الحاجة لوجبات الطعام وكذلك ساعدهم على نسيان الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، العديد من الأزواج شاركوا في المسابقة للحصول على الجائزة المالية التي ارتفعت قيمتها خلال الكساد والتي تتراوح بين 5000 دولار وأحياناً تنخفض إلى 1500 دولار وحتى لو لم يفوزوا كان لديهم الطعام والمأوى والعناية الطبية وهو شيء لم يكن باستطاعتهم الحصول عليه في تلك الفترة.
وبذلك أصبحت سباقات الرقص موضة ذات أسلوب خطير كوسيلة للبقاء على قيد الحياة في أحد أصعب الفترات قتامة المليئة بالركود، واعتبرت منفذاً للعديد من الأمريكيين كوسيلة لتوفير فترات راحة من الكدح والعمل الشاق في الحياة اليومية وتشغيل العاطلين عن العمل حيث تم توظيف ما يقارب من 20.000 شخص في واشنطن مما زاد من شعبية السباقات التي استثمرها المنظمون لها بابتكار أساليب متنوعة لزيادة مبيعات التذاكر والتي تضمنت استهداف المدن التي لم تقام فيها المسابقات بعد، بالإضافة إلى قيام بعض الشركات بدعم المتسابقين بتوزيع الملابس عليهم مع وجود شعار الشركة عليها كطريقة للترويج والإعلان عن منتجها."
مما قصته علينا الكاتبة نجد التالى :
المسابقة فى الأساس اشباع لشهوات الجمهور والمنظمين الذين يريدون النظر لأجسام الراقصات وهو ما حرمه الله بقوله :
" قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "
هدف المنظمين اشباع شهوتى المال والجنس
المسابقة تؤدى لنتائج سيئة على المستوى الجسدى من خلال المرض أو الموت
|